( شهوة الاستهلاك )

( شهوة الاستهلاك )

عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال : رأى عمر بن الخطاب –رضى الله عنه – في يدي لحماً معلقاً قال : ما هذا يا جابر ، قلت : اشتهيت لحماً ، فاشتريته ، فقال عمر : كلما اشتهيت اشتريت ؟ أما تخاف هذه الآية ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) الأحقاف : 20


المتأمل في واقع حياتنا اليومية أخي الكريم ليرى العجب العجاب من مظاهر الإسراف والترف في الأكل والشراب ، أصبح واقع بعض الناس
( نعيش لنأكل ) مما ادى إلى انتشرت ظاهرة شهوة الشراء بين الناس وبالذات شهوة شراء الأكل حيث احتلت مساحة كبيرة في النفس الإنسانية ، ولها أن تتسع حسب زيادة العروض والمنتجات ، وحسب قدرة الإنسان لتصديق كل ما يقع أمامه من عروض خداعه ومزيفة من قبل الدعايات والإعلانات .
ولو جلس الواحد منا أمام سفرة الطعام وكان عليها ما طاب ولذ من الطعام وشاهد على شاشة التلفاز وجبة شهية ، فإنه يتمنى أن تكون هذه السفرة أمام يديه ، حتى يقضي عليها ويصبح طريح الفراش، أصبحت شهوة الطعام تتسع عند البعض حسب ما يعرض أمامهم من عروض .
فالشر .. كل الشر أخي الكريم أن تسيطر الدنيا علينا وننفق كل ما عندنا من اجل الشراء
ولو تأمل الواحد منا بداية كل شهر وكيف تكتض الأسواق والجمعيات بالناس ، وكأنهم لم يأكلوا أبدا .
وما هي النتيجة بعدها يا ترى!!!
التخمة والأمراض ، وزيادة الأوزان ،
ويأتى هم أخرى بعدها وهو كيفية التخلص من هذه الأوزان ، ذلك الهم الذي أشغل كثير من النساء والرجال ، فازدادت عيادات التخسيس وانتشرت أدوية التنحيف ، وظهرت معها عمليات لم نسمع بها من قبل من : حزم المعدة وشفط الدهون ،
واكتضت الأندية الرياضية بالمشتركين كلاً يسعى لإنقاص وزنه ، وتدفع آلاف الدراهم من أجل ذلك ..وكل ذلك بعد تلك الشهوة !!

أخي الكريم لو تأمل الواحد منا قول الله سبحانه وتعال ( ولا تبذر تبذيراً ) فهذه دعوة ربانية لعلاج كل هذه المشاكل التي انتشرت في عصرنا الحالي فهي دعوة لنبذ الإسراف في الأكل وفي كل شيء ، دعوة للخشونة في الحياة لقول عمر بن الخطاب ( اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم )

وكم كنا نأمل أخي الكريم أن تلتزم كتب الطبخ بميثاق الطبخ وهي إرشادات تكون في أولى صفحات كتب الطبخ ، تحتوي على بعض النصائح والتوجيهات للمرأة المسلمة .
وبين يديك قارئي الكريم نموذج ميثاق الطبخ اقدمه للمرآة المسلمة فيه تذكير لعل الله أن يفتح لها ابوبا الرزق والخير :

- اطبخوا بقدر وتذكروا قوله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) الاعراف :31
- تحروا الأكل الحلال ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ) الأنعام 118 وتذكروا قوله تعالى ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح النصب ) المائدة :3
- تذكروا قول عائشة رضى الله عنها : ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض . رواه البخاري ومسلم
- ما ملأت آدمي وعاء شراً من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه .. فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه .
- ولا تنسوا قول عائشة رضى الله عنها : قالت قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم ( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى .. فإن نسى أن يذكر اسم الله تعالى في أوله . فليقل : بسم الله أوله وآخره ) رواه ابوداود والترمذي وقال حسن صحيح
- وتذكروا : قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن الله تعالى ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ) رواه مسلم
- كلوا من الرزق الحلال حتى تكونوا مستجابي الدعاء ( وتذكروا
قوله صلى الله عليه وسلم ( كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به )
- ولا تنسوا قوله صلى الله عليه وسلم اذا رفع عنه الطعام قال
( الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفى ولا مستغنى عنه ربنا ) رواه البخاري
- علموا أولادكم آداب الطعام .
- حضروا قوائم أسبوعية للطعام .
- ارفعوا لافتة ( لنأكل سوياً ).
- ليكن هدفنا الأول والأخير ( نعيش لنعبد ) .
وغيرها من الوصايا التي تضعها الأسرة ، وتكون بمثابة ميثاق تلتزم بتطبيقه .




قال الحكيم النطاسي :

إني لأعجب لهؤلاء الذين يخسرون المال مرتين .. مرة في أكل فائض عن حاجتهم ، ومرة في إزالة ذلك الفائض من جسومهم ( التخسيس ) .

المصدر: نفساني