|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
26-06-2013, 10:40 PM | #1 | |||
نائب المشرف العام سابقا
|
لا تكن شخصية ذبابية
لا تكن شخصية ذبابية
مقدمة إذا استجمت شجاعتك وقررت فتح صفحة من صفحات الفيسبوك أو تويتر التي تناقش الوضع الراهن في المنطقة العربية أو على الصعيد المجتمعي المحلي فسوف ترى الكثير الكثير من النقد.. وإذا كنت أكثر شجاعةً ولديك مناعة ضد التلبك المعوي يمكنك أيضا فتح القنوات الفضائية التي تمتلئ عادة بالصراخ والصراخ المضاد وسوف ترى كما هائلا من النقد.. وهو – أي النقد- (وليس الصراخ) وإن كان مطلوبا وحقا يكفله المجتمع، لا يعني أن نتحول إلى مدفع رشاش يحمله جندي أخرق يطلق النار في كافة الاتجاهات. من السهل أن تحمل مدفعا رشاشا وتطلق النار بتلذذ على كل شيء ما عدا الهدف المنشود. إن التصويب نحو الهدف صعب للغاية لهذا يحب الهواة إطلاق النار في الهواء. لن تجد أحدا يلومك إن لم تقتل طائر الفينيق إذا أطلقت النار في الهواء في يوم عيد وطني أو في يوم النجاح في الامتحانات. لكن دعونا نعود للموضوع الأصلي بعيدا عن إطلاق النار والمدافع الرشاشة التي تملأ شاشات التلفاز وعقولنا والأسوأ أنها تملأ الشوارع أيضا. النقد.. تحدثت سابقا عن النقد لكني سأتحدث عنه بشكل مختلف الييوم. سأنتقد النقد اليوم! من هي الشخصية الذبابية؟ الذباب كائن حي، حشرة بغيضة، لا تقع إلا على الأذى. هل رأيت ذبابة من قبل تقف على حبة مانجو لذيذة يتفصد العسل منها تفصدا؟ لكن يمكن وبكل سهولة أن ترى الذباب يقف فوق القاذورات .. بجوار أي رائحة بغيضة، وبكميات مخيفة حول الجيف والمزابل. هي منطقته ولا يحب لأحد غيره أن ينافسه فيها. يمكن لنا تشبيه شخصية قطاع عريض من الناس – وللأسف – بشخصية الذباب من حيث ركونها إلى كل ما هو قبيح ونفورها من كل ما حسن من الأشياء. الشخصية الذبابية لا تقع إلا على الأذى. لا ترى إلا القبيح في الآخرين. تنتقد كل شيء من أجل أي شيء. ما أن ترى أي عيب، حتى ترى الصراخ والعويل والندب واللطم وقصائد الهجاء. أما إن رأت الحسن، فتصمت صمت الحملان. فهو ليس منطقتها كما أسلفنا مع الذباب. لو نظرت إلى صفحات الفيسبوك وتويتر. من السهل أن ترى تعليقات طويلة تنتقد شيئا ما. لكن من الصعب أن ترى تعليقات بنفس الطول وبنفس الحجم تطري على شيء جميل. من السهل أن ترى نقدا مطولا، لكن ذلك الناقد إذا رأى شيئا حسنا لا يزيد عن كلمة أو كلمتين! والمشكلة الأخطر في فضاء شبكات التواصل الاجتماعي، فقد أصبح عالم اليوم مليء بالمنتقدين الشرسين. يخال لي أن المرء يجب أن يرتدي سترة واقية ضد القنابل كي يحافظ على سلامة قواه العقلية أمام سيل النقد الجارف. قبل فترة على سبيل المثال كان ثمة حدث يُشعل (نعم، يشعل وليس يشغل) الرأي العام المحلي، تقريبا صفحة الفيسبوك لديّ امتلأت بالصراخ والقذائف الصاروخية ضد شخص واحد أخطأ. لا جرم أنه أخطأ، لكن الكل أدلى بدلوه ولم يوفر تلك الفرصة. كيف لا؟ إنها فرصة أن تجد حدثا أو شخصا يستحق النقد .. يجب سحقه تحت عجلات الجيوش التي تجرها الخيول الفرعونية وبكل سرعة كي لا تقوم له قائمة. هذا هو شعار كثير من النقاد. لكن ذات النقد سلاح ذو حدين. يمكن أن يكون إيجابيا وهذا صعب، ويمكن أن يكون سلبيا وهذا سهل ويمارسه أكثر سكان الكرة الأرضية. والنقد الإيجابي هو النقد المبني على قرائن وبراهين ولا يجرح الأشخاص بل يركز على الفكرة، ولا يستخدم اللغة للتعبير البلاغي عن النقد ولا يصغر ولا يكبر من الخطأ بل يراه بلا أي عدسة .. مقعرة كانت أم محدبة. النقد الإيجابي هو الذي يقدم النصح والمشورة المبنية على حكم القرينة وليس الهوى والرغبات الإنسانية. النقد الإيجابي هو الذي يرى الحسن والقبيح.. ينتقد القبيح بشكل إيجابي موضحا موطن الخلل ويوضح السبيل إلى تحسينه. لا ينتقد بتشفٍ ولا غل ولا حقد. النقد الإيجابي صاحبه تقوده المصلحة العليا. ولا يهمه إن قدم هو النقد أم غيره المهم أن تصل الفكرة. النقد السلبي هو الذي يرى الخطأ فقط ولا يصوبه. يعطيك أراءً منقوصة مجتزأة. لا يرشدك إلى مكان الصواب ولا حتى إلى مكان الخطأ.. يرى العيب في أخيه بالمجهر ولا يرى عيوب نفسه. ينطبق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المرفوع (تُبْصِرُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَتَنْسَى الْجذَاعَ فِي عَيْنِكَ). ويمكن تلخيص بعض صفات النقد السلبي فيما يلي: 1- كثرة الناقدين كون أن النقد السلبي لا يستند لدليل قوي ولا حجة ويركز على الشخوص، وإن ركز على الفكرة فإنه ينتقدها بشكل أعمى بعيدا عن التوازن المحمود فإننا نجد كثرة المنتقدين.. أمر سهل على الإنسان العادي فلماذا لا يمارسه! فتجد كل من يمتلك لسان وخمسة أصابع في كل يد ولوحة مفاتيح ينتقد.. وبكل عنف. وتنتقل العدوى بسرعة شديدة إلى الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء كالإشاعة. فتجد طوفان النقد السلبي من كل جانب حول موضوع واحد بسيط، حوله النقد إلى معضلة كونية لا يمكن حلها. 2- ضعف مستوى النقد للأسف فإن كثير من النقد السلبي يبنى على أهواء شخصية أو مزاجات متقلبة… خذ مثلا.. أنت لم تخترني في رحلة الجامعة، إذن فالرحلة فاشلة وسأنتقدها بكل عنف… هذا هو شعار الكثير من أولئك النقاد.. المسلسل اقترب من أجدادي بطريقة سلبية وإن كانت حقيقية، لكن هذا المسلسل بالتأكيد مؤامرة مقصودة وهو مسلسل أفشل من الفشل نفسه.. حين يظهر المسلسل جانب واحد من إحدى الشخصثيات التاريخية، لا يعني ذلك أن المسلسل فاشل وكاذب. هو فقط تناول جانب واحد، يمكن القول أنه قد فشل إذا ما عرض المسلسل جانب واحد مليء بالكذب. 3- تطويع اللغة ضد المحتوى وهنا تكمن المشكلة. أي يتم تحميل النقد مصطلحات لغوية فوق مستوى مادة النقد ذاتها. ويتم تضخيم المنقود عشرات المرات من أجل ِعار الآخرين بفداحة المنقود. قابلت شخصا غاضبا، قال لي أين أنت اتصلت عليك مائة مرة ولم ترد!!! قلت له أنت اتصلت مرة واحدة وكنت نائما! كيف أصبحت مائة مرة!!! فضحك وقال يجب أن أزيد عدد المرات كيف أشعرك بحجم المشكلة!!! يحضرني في هذا الإطار رحلة جامعية قبل عدة أشهر في إحدى البلاد العربية، فتصدى لها دكتور في الجامعة اعتبر أن شروطها كانت مجروحة فكتب منتقدا (إلى حال وصلنا إليه..أي كارثة نعيش..يا الله ارحمنا من هذا البلاء المحيط.. عزيز الدكتور.. أنت تتحدث عن رحلة جامعية وليس انفجار مفاعل نووي ..أرجوك! 4- حصان جامح النقد كالحصان الجامح، إذا لم توقفه في الوقت المناسب، سيدمرك ويدمر من حولك لأن الناقد السلبي سينتقد كل شيء ولا يترك مجالا للإطراء على أي شيء جميل إلا قليلا. وهذا سينفر الناس من حوله وسيصبح شخصية سوداوية ترى كل شيء معوجا. وربما يصبح شخصية دكتاتورية ومتكبرة ترى الصواب في فعلها وما سواه خاطئا. أخيرا، اختر لنفسك أي النقد تشاء بعد ما رأيت الفرق بين الإيجابي والسلبي… هلا كنا إيجابيين؟ ننتقد بلطف وبحكمة وبلغة معقولة؟ هلا نصحنا؟ هلا تجاوزنا عن خطأ المخطئ إذا كان لا يستحق ذلك الخطأ الذكر؟ هلا أطرينا على الجميل إذا رأيناه؟ نصيحة أخيرة: إذا رأيت منشورا جميلا على الفيسبوك وأعجبك بشدة ورفضَتْ نفسُك أن تضغط زر الإعجاب، فاعلم أن ثمة مشكلة! ليست مشكلة في الفيسبوك، بل فيك أنت! وفيّ أنا.. مهيب ابو القمبز المصدر: نفساني
|
|||
|
27-06-2013, 12:12 AM | #2 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
ki8ds4
|
مقاله أكثر من رائعه
وفعلا كم و كم نعاني من امثال هؤلاء الذبابيون كل التحايا لك الاخت بسمة الغد |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|