المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 13-10-2011, 06:05 AM   #346
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 6

(وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون "6")
وهم هنا يسخرون من الرسول ومن القرآن؛ ذلك أنهم لو كانوا يؤمنون بالقرآن وبالرسول؛ لما وصفوه صلى الله عليه وسلم بالجنون. والذين قالوا ذلك هم أربعة من كبار الكفار: عبد الله بن أبي أمية، والنضر بن الحارث، ونوفل بن خويلد، والوليد بن المغيرة. وقيل عن ابن عباس: إنهم الوليد بن المغيرة المخزومي؛ وحبيب بن عمرو الثقفي. وقيل عن مجاهد: إنهم عتبة بن ربيعة، وكنانة بن عبد ياليل.
والظاهر من قولهم هو التناقض الواضح؛ فهم ـ شاؤا أم أبوا ـ يعترفون بالقرآن بأنه "ذكر"، والذكر في اللغة له عدة معانٍ، منها الشرف، وقد أطلق على القرآن، كما قال الحق سبحانه:

{وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون "44"}
(سورة الزخرف)


وسبق لهم أن تلمسوا في هذا القرآن هنات؛ فلم يجدوا، فكيف يصفون من نزل عليه هذا القرآن بالجنون؛ وهم الذين شهدوا له من قبل بالصدق والأمانة. وقد شاء الحق سبحانه أن ينصف رسوله صلى الله عليه وسلم فقال:

{وإنك لعلى خلقٍ عظيمٍ "4"}
(سورة القلم)


وهم في اتهامهم للرسول صلى الله عليه وسلم لم يلتفتوا إلى أنهم قد خاطبوه بقولهم: (يا أيها)، وهو خطاب يتطابق مع نفس الخطاب الذي يخاطبه به الله؛ وهكذا أجرى الحق سبحانه على ألسنتهم توقيراً واحتراماً للرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يشعروا، وذلك من مشيئته سبحانه حين ينطق أهل العناد بالحق دون أن يشعروا.
فقد قال الحق سبحانه عن المنافقين أنهم قالوا:

{لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا .. "7"}
(سورة المنافقون)


أي: لا تنفقوا على من عند النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يجوعوا، فينفضوا من حوله. وهم يقولون عنه "رسول الله"، فهل آمنوا بذلك؟ أم أن هذا من غلبة الحق؟
ويتابع سبحانه ما جاء على ألسنتهم:


 

قديم 13-10-2011, 06:05 AM   #347
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 7

(لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين "7")
ونعلم أن في اللغة ألفاظاً تدل على البحث وعلى رغبة المتكلم في أن يوجد السامع ما بعدها، ومن هذه الألفاظ "لولا" و"لوما". و"لولا" تجئ للتمني ورغبة ما يكون بعدها، وإن كان ما بعدها نفياً فهو رغبة منك ألا يكون، مثل قولك "لو جاء زيد لأكرمته" لكن لمجيء لم يحدث، وكذلك الإكرام.
وقد قال الكفار هنا ما أورده الحق سبحانه على ألسنتهم:

{لو ما تأتينا بالملائكة .. "7"}
(سورة الحجر)


وسبق لهم أن قالوا:

{لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً "7"}
(سورة الفرقان)


وكأنهم يطلبون نزول ملك مع الرسول ليؤنسه وليصدقوا أنه رسول من عند الله، فهل كان تصديقهم المعلق على هذا الشرط؛ تصديقاً للرسول، أم تصديقاً للملك؟
وسبق أن تناول القرآن هذا الأمر في قول الحق سبحانه:

{وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً "94"}
(سورة الإسراء)


وكأنهم علقوا الإيمان بالرسول على شرط أنه ليس ملكاً؛ بل من صنف البشر، وجاء الرد عليهم:

{لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولاً "95"}
(سورة الإسراء)


إذن: فلو نزل رسول من السماء ملكاً؛ لما استطاع أن يمشي في الأرض مطمئناً؛ فضلاً عن أنه لا يمكن ان يكون أسوة وقدوة للبشر؛ لأنه من جنس آخر غير البشر.
ولو نزل عليهم ملك كما زعموا، وقال لهم: افعل ولا تفعل، واستقيموا واستغفروا، وسبحوه بكرة وأصيلا، لردوا عليه قائلين أنت ملك ينطبق عليك قول الحق:

{لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "6"}
(سورة التحريم)


وأنت لا تصلح أسوة لنا. ثم كيف تتكلمون مع ملك وهو من طبيعة مختلفة، ولن يستطيع البشر أن يرتفعوا إلى مستواه ليأخذوا منه، وهو لن يستطيع أن ينزل إلى مستوى البشرية ليأخذوا منه؛ ولذلك شاء الحق سبحانه أن يرسل الرسول من جنس البشر.
وهكذا أبطل الحق سبحانه حجتهم في عدم الإيمان بالرسول؛ لأنه لم يأت من جنس الملائكة؛ وأبطل حجتهم في طلبهم أن ينزل مع الرسول ملائكة؛ ليؤيدوه في صدق بلاغه عن الله.


 

قديم 13-10-2011, 06:06 AM   #348
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 8

(ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين "8")
وهكذا يعلمنا الحق سبحانه أنه لا ينزل الملائكة إلا بمشيئة حكمته سبحانه، ولو نزل الملك ـ كما طلبوا ـ لمساعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم في البلاغ عن الله، فالملك إما أن يكون على هيئة البشر؛ فلن يستطيعوا تمييز الملك من البشر، وإما أن يكون على هيئة الملك، فلا يستطيع البشر أن يروه؛ وإلا هلكوا.
ذلك أن البشر لا تستطيع تحمل التواصل مع القوة التي أودعها الله في الملائكة. والحق سبحانه هو القائل:

{ولو أنزلنا ملكاً لقضى الأمر ثم لا ينظرون "8"}
(سورة الأنعام)


ولو جعله الحق سبحانه في هيئة البشر وتواصلوا معه لالتبس عليهم الأمر، ولظنوا أن الملك بشر مثلهم. وفي هذا يقول الحق سبحانه:

{ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون "9"}
(سورة الأنعام)


لم ينزل الحق سبحانه الملائكة؛ لأنه لم يشأ أن يهلكهم ورسول الله فيهم، فالحق سبحانه قد قال:

{وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون "33" }
(سورة الأنفال)


وقد آمن معظمهم ودخلوا في دين الله من بعد ذلك واستغفروا لذنوبهم، وكان الله غفوراً رحيماً؛ لأن الإسلام يجب ما قبله. وحين ننظر إلى صدر الآية نجد أنه سبحانه قال:

{ما ننزل الملائكة إلا بالحق .. "8"}
(سورة الحجر)


فلو نزلت الملائكة لكان عذاباً لهم، فالحق سبحانه إذا أعطى قوماً آية طلبوها، فإما أن يؤمنوا، وإما أن يهلكهم، ولذلك يقول الحق سبحانه:

{وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "59"}
(سورة الإسراء)


فالحق سبحانه لم يجبهم إلى الآيات والمعجزات التي طلبوها؛ لأن السابقين لهم، كذبوا بها قبل ذلك، وهم يريدون أن يكذبوا أيضاً، فحتى لو نزلت الآية فسيكذبونها، وحين يكذبون في آية مقترحة من عندهم، فلابد أن نهلكهم. أما لو كذبوا في آية منزلة من عند الله فإن الله يمهلهم.
إذن: فلو نزلنا الملائكة كما يريدون فسننزلهم بالحق، والحق هو أن نهلكهم إذا كذبوا. ويذيل الحق سبحانه الآية بقوله:

{وما كانوا إذاً منظرين "8"}
(سورة الحجر)


أي: ما كان أجل المشركين قد حان لينزل الله لهم الملائكة لإهلاكهم، كما سبق وأهلك الأمم السابقة التي طلبت الآيات، فنزلت لهم كما طلبوها، ولما لم يصدقوا ويؤمنوا أهلكهم الله.


 

قديم 13-10-2011, 06:06 AM   #349
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 9

(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9")
والقرآن قد جاء بعد كتب متعددة، وكان كل كتاب منها يحمل منهج الله؛ إلا أن أي كتاب منها لم يكن معجزة؛ بل كانت المعجزة تنزل مع أي رسول سبق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعادة ما تكون المعجزة من صنف ما نبغ فيه القوم الذين نزل فيهم.
ومادام المنهج مفصولاً عن المعجزة؛ فقد طلب الحق سبحانه من الحاملين لكتب المنهج تلك أن يحافظوا عليها، وكان هذا تكليفاً من الحق سبحانه لهم. والتكليف ـ كما نعلم ـ عرضة أن يطاع، وعرضة أن يعصى، ولم يلتزم أحد من الأقوام السابقة بحفظ الكتب المنزلة إليهم. ونجد الحق ـ سبحانه وتعالى ـ يقول:

{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله .. "44"}
(سورة المائدة)


أي: أن الحق ـ سبحانه وتعالى ـ قد كلفهم وطلب منهم أن يحفظوا كتبهم التي تحمل منهجه؛ وهذا التكليف عرضة أن يطاع، وعرضة أن يعصى؛ وهم قد عصوا أمر الحق سبحانه وتكليفه بالحفظ؛ ذلك أنهم حرفوا وبدلوا وحذفوا من تلك الكتب الكثير.
وقال الحق سبحانه عنهم:

{وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون "146"}
(سورة البقرة)


بل وأضافوا من عندهم كلاماً وقالوا: هو من عند الله؛ لذلك قال فيهم الحق سبحانه:

{فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون "79"}
(سورة البقرة)


وهكذا ارتكبوا ذنوب الكذب وعدم الأمانة، ولم يحفظوا الكتب الحاملة لمنهج الله كما أنزلها الله على أنبيائه ورسله السابقين على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك لم يشأ الحق سبحانه أن يترك مهمة حفظ القرآن كتكليف منه للبشر؛ لأن التكليف عرضة أن يطاع وعرضة أن يعصى، فضلاً عن أن القرآن يتميز عن الكتب السابقة في أنه يحمل المنهج، وهو المعجزة الدالة على صدق بلاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس الوقت.
ولذلك قال الحق سبحانه:

{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9"}
(سورة الحجر)


والذكر إذا أطلق انصرف المعنى إلى القرآن؛ وهو الكتاب الذي يحمل المنهج؛ وسبحانه قد شاء حفظه؛ لأنه المعجزة الدائمة الدالة على صدق بلاغ رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكان الصحابة يكتبون القرآن فور أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجدنا في عصرنا من هم غير مؤمنين بالقرآن؛ ولكنهم يتفننون في وسائل حفظه؛ فهناك من طبع المصحف في صفحة واحدة؛ وسخر لذلك مواهب أناس غير مؤمنين بالقرآن.
وحدث مثل ذلك حين تم تسجيل المصحف بوسائل التسجيل المعاصرة. وفي ألمانيا ـ على سبيل المثال ـ توجد مكتبة يتم حفظ كل ما يتعلق بكل آية من القرآن في مكان معين محدد. وفي بلادنا المسلمة نجد من ينقطع لحفظ القرآن منذ الطفولة، وينهي حفظه وعمره سبع سنوات؛ وإن سألته عن معنى كلمة يقرؤها فقد لا يعرف معناها.
ومن أسرار عظمة القرآن أن البعض ممن يحفظونه لا يملكون أية ثقافة، ولو وقف الواحد من هؤلاء عند كلمة؛ فهو لا يستطيع أن يستكملها بكلمةٍ ذات معنى مقارب لها؛ إلى أن يرده حافظ آخر للقرآن.
ولكي نعرف دقة حفظ الحق سبحانه لكتابه الكريم؛ نجد أن البعض قد حاول أن يدخل على القرآن ما ليس فيه، وحاول تحريفه من مدخل، يرون أنه قريب من قلب كل مسلم، وهو توقير الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وجاءوا إلى قول الحق سبحانه:

{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم .. "29"}
(سورة الفتح)


وأدخلوا في هذه الآية كلمة ليست فيها، وطبعوا مصحفاً غيروا فيه تلك الآية بكتابتها "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" وأرادوا بذلك أن يسرقوا عواطف المسلمين، ولكن العلماء عندما أمسكوا بهذا المصحف أمروا بإعدامه وقالوا: "إن به شيئاً زائداً"، فرد من طبع المصحف "ولكنها زيادة تحبونها وتوقرونها"، فرد العلماء: "إن القرآن توقيفي؛ نقرؤه ونطبعه كما نزل".
وقمت ضجة؛ وحسمها العلماء بأن أي زيادة ـ حتى ولو كانت في توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته ـ لا تجوز في القرآن، لأن علينا أن نحفظ القرآن كما لقنه جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم.


 

قديم 13-10-2011, 06:06 AM   #350
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 10

(ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين "10")
وهنا يسلى الحق سبحانه رسوله الكريم، ويوضح له أن ما حدث له من إنكار ليس بدعاً، بل حدث له من إنكار ليس بدعاً، بل حدث مثله مع غيره من الرسل سواء من إنكار أو تجاهل أو سخرية.
وإذا كنت أنت سيد الرسل وخاتم الأنبياء؛ فلابد أن تكون مشقتك على قدر مهمتك، ولابد أن يكون تعبك على قدر جسامة الرسالة الخاتمة. و

{شيع "10"}
(سورة الحجر)


تعني الجماعة الذين اجتمعوا على مذهب واحد؛ سواء كان ضلالاً أم حقاً. والمثل على من اجتمعوا على باطل هو قوله الحق:

{أو يلبسكم شيعاً .. "65"}
(سورة الأنعام)


والمثل على من اجتمعوا على الحق قوله سبحانه:

{وإن من شيعته لإبراهيم "83"}
(سورة الصافات)


وهكذا تكون كلمة (شيع) تعني الجماعة التي اجتمعت على الحق أو الباطل. وقول الحق سبحانه:

{ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين "10"}
(سورة الحجر)


يعني أنك لن تكون أقل من الرسل السابقين عليك، بل قد تكون رحلتك في الرسالة شاقة بما يناسب مهمتك، ويناسب إمامتك للرسل وختامك للأنبياء.


 

قديم 13-10-2011, 06:07 AM   #351
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 11

(وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون"11")
ونجد كلمة:

{يستهزءون "11"}
(سورة الحجر)


ونجد أن الحق سبحانه قد أوضح هذا الاستهزاء حين قالوا:

{يا أيها الذين نزل عليه الذكر إنك لمجنون "6"}
(سورة الحجر)


وكأن الحق سبحانه يوضح له أن الاستهزاء قد يزيد، وذلك دليل على أنك قد بلغت منهم مبلغ الكيد، ولو كان كيدك قليلاً لخففوا كيدهم؛ ولكنك جئت بأمر قاس عليهم، وهدمت لهم مذاهبهم، وهدمت حتى سيادتهم وكذلك سطوتهم، ولم يجدوا غير الاستهزاء ليقاوموك به.
ومعنى ذلك أنهم عجزوا عن مقاومة منهجك؛ ويحاولون بالاستهزاء أن يحققوا لك الخور لتضعف؛ معتمدين في ذلك على أن كل إنسان يحب أن يكون كريماً في قومه ومعززاً مكرماً.
وهنا يريد الحق سبحانه من رسوله أن يوطن نفسه على أنه سيستهزأ به وسيحارب؛ وسيؤذى؛ لأن المهمة صعبة وشاقة، وكلما اشتدت معاندتك وإيذاؤك، فاعلم أن هذه من حيثيات ضرورة مهمتك.
ولذلك نجد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يتأكد من مهمته؛ أخذته زوجه خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ عند ورقة بن نوفل؛ وعرف ورقة أنه سيؤذى، وقال ورقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك. فتساءل الرسول صلى الله عليه وسلم: أمخرجي هم؟ قال ورقة: نعم، لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً.
وهكذا شاء الحق سبحانه أن يصحب نزول الرسالة أن يحصنه ضد ما سيحصل له، ليكون عنده المناعة التي تقابل الأحداث؛ فمادام سيصير رسولاً، فليعلم أن الطريق محفوف بالإيذاء، وبذلك لا يفاجأ بوجود من يؤذيه.
ونحن نعلم أن المناعة تكون موجودة عند من وبها يستعد لمواجهة الحياة في مكان به وباء يحتاج إلى مصل مضاد من هذا الوباء؛ ليقي نفسه منه، وهذا ما يحدث في الماديات، وكذلك الحال في المعنويات.
ولهذا يوضح سبحانه هذا الأمر لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولتزداد ثقته في الحق الذي بعثه به ربه، ويشتد في المحافظة على تنفيذ منهجه.
والاستهزاء ـ كما نعلم ـ لون من الحرب السلبية؛ فهم لم يستطيعوا مواجهة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجد، ولا أن يردوا منهجه الراقي؛ لذلك لجئوا إلى السخرية من رسول الله صلى الله لعيه وسلم، ولم تنفعهم سخريتهم في النيل من الرسول، أو النيل من الإسلام وفي هذا المعنى،


 

قديم 13-10-2011, 06:07 AM   #352
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 12

(كذلك نسلكه في قلوب المجرمين "12")
و"سلك الشيء" أي: أدخله، كما ندخل الخيط في ثقب الإبرة. والحق سبحانه يقول:

{ما سلككم في سقر "42" قالوا لم نك من المصلين "43"}
(سورة المدثر)


أي: ما أدخلكم في النار؛ فتأتي إجابتهم:

{قالوا لم نك من المصلين "43"}
(سورة المدثر)


وهنا يقول الحق سبحانه:

{كذلك نسلكه في قلوب المجرمين "12"}
(سورة الحجر)


أي: كما سلكنا الكفر والتكذيب والاستهزاء في قلوب شيع الأولين، كذلك ندخله في قلوب المجرمين.
يعني: مشركي مكة، لأنهم أدخلوا أنفسهم في دائرة الشرك التي دعتهم إلى هذا الفعل، فنالوا جزاء ما فعلوا مثل ما سبق من أقوام مثلهم؛ وقد يجد من تلك القلوب تصديقاً يكذبونه بألسنتهم، مثلما قال الحق سبحانه:

{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم .. "14"}
(سورة النمل)


فهم أمة بلاغة ولغة وبيانٍ؛ وقد أثر فيهم القرآن بحلاوته وطلاوته؛ ولكنه العناد، وهاهو واحد منهم يقول:
"إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق". لقد قال ذلك كافر بالرسول والرسالة.
ونعلم أن الذين استمعوا إلى القرآن نوعان؛ والحق سبحانه هو القائل عن أحدهما:

{ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم "16" }
(سورة محمد)


أي: أن قوله لا يعجبهم وما يتلوه عليهم لا يستحق السماع، فقال الحق سبحانه رداً عليهم:

{قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى .."44"}
(سورة فصلت)


وهي مسألة ـ كما أقول دائماً ـ تتعلق بالقابل الذي يستقبل الحدث؛ إما أن يصفي قلبه ليستقبل القرآن؛ وإما أن يكون قلبه والعياذ بالله ـ ممتلئاً بالكفر، فلا يستقبل شيئاً من كتاب الحق. وقد حدث أن ادخل الحق سبحانه كتبه السماوية في قلوب الأقوام السابقة على رسول الله، ولكنهم لفساد ضمائرهم وظلمة عقولهم؛ سخروا من تلك الكتب، ولم يؤمنوا بها.


 

قديم 13-10-2011, 06:07 AM   #353
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 13

(لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين "13")
وهكذا يوضح الحق سبحانه أن قلوب الكفرة لا تلين بالإيمان؛ ولا تحسن استقبال القرآن، ذلك أن قلوبهم ممتلئة بالكفر، تماماً كما حدث من الأقوام السابقة، فتلك سنة من سبقوهم إلى الكفر. والسنة هي الطريقة التي تأتي عليها قضايا النتائج للمقدمات وهي أولاً وأخيراً قضايا واحدة. ومرة نجد الحق سبحانه يقول:

{سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا "62"}
(سورة الأحزاب)


ونعلم أن الإضافة تختلف حسب ما يقتضيه التعبير. فـ (سنة الأولين) تعني الأمور الكونية التي قدرها الله لعباده. و(سنة الله) تعني سنة منسوبة لله، ومن سنن الحق سبحانه أن يهلك المكذبين للرسل إن طلبوا آية فجاءتهم، ثم واصلوا الكفر.


 

قديم 13-10-2011, 06:08 AM   #354
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 14 -15

(ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون "14" لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون "15")
وهم قد طلبوا أن ينزل إليهم ملك من السماء؛ لذلك نجد الحق سبحانه هنا يأتيهم بدليل أقوى مما طلبوا، ذلك أن نزول ملك من السماء هو أسهل بكثير من أن ينزل من السماء سلماً يصعدون عليه، وفي هذا ارتقاء في الدليل؛ لكنهم يرتقون أيضاً في الكفر، وقالوا: إن حدث ذلك فلسوف يكون من فعل السحر.
ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم ساحراً لسحرهم، وجعلهم جميعاً مؤمنين، وعلى الرغم من أن مثل هذا الأمر كان يجب أن يكون بديهياً بالنسبة لهم، لكنهم يتمادون في الكفر، ويقولون: إنه لو نزل سلماً من السماء وصعدوا عليه؛ لكان ذلك بفعل السحر؛ ولكان رسول الله هو الذي سحرهم؛ وأعمى أبصارهم، ولجعلهم يتوهمون ذلك.
وكأن معنى هذا القول الكريم: لو ارتقينا في مطلبهم، وأنزلنا لهم سلماً يصعدون به إلى أعلى؛ ليقولوا: إن الحق هو الذي بعث محمداً بالرسالة، بدلاً من أن ينزل إليهم ملك حسب مطلبهم؛ لما آمنوا بل لقالوا: إن هذا من فعل سحر قام به محمد ضدهم. وهكذا يرتقون في العناد والجحود.
ولابد أن نلحظ أن الحق سبحانه قد جاء هنا بكلمة:

{فظلوا "14"}
(سورة الحجر)


ولم يقل "وكانوا"، ذلك أن "كان" تستخدم لمطلق الزمن، و"ظل" للعمل نهاراً، و"أمسى" للعمل ليلاً، أي: أن كل كلمة لها وقت مكتوب، والمقصود من "ظلوا" هنا أن الحق سبحانه لن ينزل لهم السلم الذي يعرجون عليه إلا في منتصف النهار، ولكنهم أصروا على الكفر.
لذلك قال سبحانه:

{فظلوا فيه يعرجون "14"}
(سورة الحجر)


أي: لن نأخذهم بالليل، حتى لا يقولوا إن الدنيا كانت مظلمة ولم نر شيئاً، ولكنه سيكون في وضح النهار. أي: أن الله حتى لو فتح باباً في السماء يصعدون منه إلى الملأ الأعلى في وضح النهار لكذبوا.


 

قديم 13-10-2011, 06:08 AM   #355
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 16

(ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين "16")
والبروج تعني المباني العالية، والحق سبحانه هو القائل:

{أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة "78"}
(سورة النساء)


وهو سبحانه القائل:

{والسماء ذات البروج "1"}
(سورة البروج)


والمعنى الجامع لكل هذا هو الزينة الملفتة بجرمها العالي؛ وقد تكون ملفتة بجمالها الأخاذ.
والبروج هي جمع برج؛ وهي منازل الشمس والقمر؛ فكلما تحركت الشمس في السماء تنتقل من برج إلى آخر؛ وكذلك القمر، مصداقاً لقول الحق سبحانه:

{كل في فلكٍ يسبحون "33"}
(سورة الأنبياء)


وهو سبحانه القائل:

{هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب "5"}
(سورة يونس)


أي: لنضبط كل التوقيتات على ضوء تلك الحركة لكل من الشمس والقمر، ونحن حين نفتح أي جريدة نقرأ ما يسمى بأبواب الطالع، وفيه أسماء الأبراج: برج الحمل، وبرج الجدي، وبرج العذراء؛ وغيرها، وهي أسماء سريانية للمنازل التي تنزلها أبراج النجوم. ويقول الشاعر:

حمل الثور جوزة السرطان عقرب القوس جدي دلو ورعى الليث سنبل الميزان وحوت ما عرفنا من أمه السريان.
وهم اثنا عشر برجاً، ولكل برج مقاييس في الجو والطقس. وحين نقرأ القرآن نجد قول الحق سبحانه:

{وعلامات وبالنجم هم يهتدون "16"}
(سورة النحل)


والبعض يحاول أن يجد تأثيراً لكل برج على المواليد الذين يولدون أثناء ظهور هذا البرج، ولعل من يقول ذلك يصل إلى فهم لبعض من أسرار الله في كونه؛ ذلك أنه سبحانه قد أقسم بمواقع النجوم، وقال:

{فلا أقسم بمواقع النجوم "75" وإنه لقسم لو تعلمون عظيم "76"}
(سورة الواقعة)


وهناك من يقول: إن لكل إنسان نجماً يولد معه ويموت معه؛ لذلك يقال "هوى نجم فلان"، ونحن لا نجزم بصحة أو عدم صحة مثل هذه الأمور؛ لأنه لم تثبت علمياً، والحق سبحانه أعلم بأسراره، وقد يعلمها لبعض من خلقه.
وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها نجد قول الحق سبحانه:

{ولقد جعلنا في السماء بروجاً .. "16"}
(سورة الحجر)


أي: أن هناك تأكيداً لوجود تلك البروج في السماء، وليس هذا الجعل لتأثيرها في الجو، أو لأنها علامات نهتدي بها، فضلاً عن تأثيرها على الحرارة والرطوبة والنباتات، ولكنها فوق كل ذلك تؤدي مهمة جمالية كبيرة، وهي أن تكون زينة لكل من ينظر إليها. لذلك قال الحق سبحانه:

{وزيناها للناظرين "16"}
(سورة الحجر)


ذلك أن الشيء قد يكون نافعاً؛ لكن ليس له قيمة جمالية؛ وشاء الحق سبحانه أن يجعل للنجوم قيمة جمالية، ذلك أنه قد خلق الإنسان، ويعلم أن لنفسه ملكاتٍ متعددة، وكل ملكةٍ لها غذاء.
فغذاء العين المنظر الجميل؛ والأذن غذاؤها الصوت الجميل، والأنف غذاؤه الرائحة الطيبة؛ واللسان يعجبه المذاق الطيب، واليد يعجبها الملمس الناعم؛ وهذا ما نعرفه من غذاء الملكات للحواس الخمس التي نعرفها.
وهناك ملكات أخرى في النفس الإنسانية؛ تحتاج كل منها إلى غذاء معين، وقد يسبب أخذ ملكة من ملكات النفس لأكثر المطلوب لها من غذاء أن تفسد تلك الملكة؛ وكذلك قد يسبب الحرمات لملكة ما فساداً تكوينياً في النفس البشرية.
والإنسان المتوازن هو من يغذي ملكاته بشكل متوازن، ويظهر المرض النفسي في بعض الأحيان نتيجة لنقص غذاء ملكة ما من الملكات النفسية، ويتطلب علاج هذا المرض رحلة من البحث عن الملكة الجائعة في النفس البشرية.
وهكذا نجد في النفس الإنسانية ملكة لرؤية الزينة، وكيف تستميل الزينة النفس البشرية؟ ونجد المثل الواضح على ذلك هو وجود مهندسي ديكور يقومون بتوزيع الإضاءة في البيوت بأشكال فنية مختلفة.
ولذلك يقول الحق سبحانه عن أبراج النجوم:

{وزيناها للناظرين "16"}
(سورة الحجر)


ونجده سبحانه يقول عن بعض نعمه التي أنعم بها علينا:

{والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة .. "8"}
(سورة النحل)


وهكذا يمتن علينا الحق سبحانه بجمال ما خلق وسخره لنا، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل هي في خدمة الإنسان في أمور أخرى:

{وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم "7"}
(سورة النحل)


وهو سبحانه وتعالى الذي جعل تلك الدواب لها منظر جميل؛ فهو سبحانه القائل:

{ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون "6"}
(سورة النحل)


وهو سبحانه لم يخلق النعم لنستخدمها فقط في أغراضها المتاحة؛ ولكن بعضاً منها يروي أحاسيس الجمال التي خلقها فينا سبحانه. وكلما تأثرنا بالجمال وجدنا الجميل، وفي توحيده تفريد لجلاله.
ويقول سبحانه عن السماء والبروج:


 

قديم 13-10-2011, 06:08 AM   #356
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 17

(وحفظناها من كل شيطان رجيم "17")
ونعلم أن الشياطين كانوا يسترقون السمع لبعض من منهج الله الذي نزل على الرسل السابقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وكانوا يحاولون أن يضيفوا لها من عندهم ما يفسد معناها، وما أن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى منع كل هذا بأمر من الحق سبحانه، ويقول جل علاه:

{وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم .. "121"}
(سورة الأنعام)


ولذلك نجد الشياطين تقول ما ذكره الحق سبحانه على ألسنتهم في كتابه العزيز:

{وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا "8" وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا "9" وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا "10"}
(سورة الجن)


وهكذا علمنا أنهم كانوا يسترقون السمع؛ ويأخذون بضعاً من كلمات المنهج ويزيدون عليها؛ فتبدو بها حقيقة واحدة وألف كذبة. وشاء الحق سبحانه أن يكذب ذلك؛ فقال:

{وحفظناها من كل شيطان رجيمٍ "17"}
(سورة الحجر)


 

قديم 13-10-2011, 06:09 AM   #357
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 18

(إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين "18")
وكلمة:

{استرق "18"}
(سورة الحجر)


تحدد المعنى بدقة، فهناك من سرق؛ وهناك من استرق؛ فالذي سرق هو من دخل بيتاً على سبيل المثال، وأخذ يعبئ ما فيه في حقائب، ونزل من المنزل على راحته لينقلها حيث يريد.
لكن إن كان هناك أحد في المنزل؛ فاللص يتحرك في استخفاء؛ خوفاً من أن يضبطه من يوجد في المنزل ليحفظه؛ وهكذا يكون معنى "استرق" الحصول على السرقة مقرونة بالخوف.
وقد كان العاصون من الجن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترقون السمع للمنهج المنزل على الرسل السابقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ واختلف الأمر بعد رسالته الكريمة؛ حيث شاء الحق سبحانه أن يحرس السماء؛ وما أن يقترب منها شيطان حتى يتبعه شهاب ثاقب.
والشهاب هو النار المرتفعة؛ وهو عبارة عن جذوة تشبه قطعة الفحم المشتعلة؛ ويخرج منه اللهب. وهو ما يسمى بالشهاب.
أما إذا كان اللهب بلا ذؤابة من دخان؛ فهذا اسمه "السموم". وإن كان الدخان ملتوياً، ويخرج منه اللهب، ويموج في الجو فيسمى "مارج" حيث قال الحق سبحانه:

{مارج من نارٍ "15"}
(سورة الرحمن)


 

قديم 13-10-2011, 06:09 AM   #358
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 19

(والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون"19")
وحين نسمع كلمة الأرض فنحن نتعرف على المقصود منها، ذلك أنه ليس مع العين أين. والمد هو الامتداد الطبيعي لما نسير عليه من أي مكان في الأرض.
وهذه هي اللفتة التي يلفتنا لها الحق سبحانه؛ فلو كانت الأرض مربعة؛ أو مستطيلة؛ أو مثلثة؛ لوجدنا لها نهاية وحافة، لكنا حين نسير في الأرض نجدها ممتدة، ولذلك فهي لابد وأن تكون مدورة.
وهم يستدلون في العلم التجريبي على أن الأرض كروية بأن الإنسان إذا ما سار في خط مستقيم؛ فلسوف يعود إلى النقطة التي بدأ منها، ذلك أن منحنى الأرض مصنوع بدقة شديدة قد لا تدرك العين مقدار الانحناء فيه ويبدو مستقيماً.
وحين يقول الحق سبحانه:

{وألقينا فيها رواسي "19"}
(سورة الحجر)


يعني أشياء تثبتها. ولقائل أن يتساءل: مادامت الأرض مخلوقة على هيئة الثبات فهل كانت تحتاج إلى مثبتات؟
ونقول: لابد أن الحق سبحانه قد خلقها متحركة وعرضة لأن تضطرب؛ فخلق لها المثقلات، وهكذا نكون قد أخذنا من هذه الآية حقيقتين؛ التكوير والدوران. وهناك آية أخرى يقول فيها الحق سبحانه:

{وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب "88"}
(سورة النمل)


ونفهم من هذا القول الكريم أن حركة الجبال ليست ذاتية بل تابعة لحركة الأرض؛ كما يتحرك الحساب تبعاً لحركة الرياح.
وشاء سبحانه أن يجعل الجبال رواسي مثبتات للأرض كي لا تميد بنا؛ فلا تميل يمنة أو يسرة أثناء حركتها. ويقول الحق سبحانه:

{وأنبتنا فيها من كل شيءٍ موزونٍ "19"}
(سورة الحجر)



 

قديم 13-10-2011, 06:10 AM   #359
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 20

(وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين "20")
في هذا القول يمتن علينا سبحانه بأنه جعل لنا في الأرض وسائل للعيش؛ ولم يكتف بذلك، بل جعل فيها رزق ما نطعمه نحن من الكائنات التي تخدمنا؛ ومن نبات وحيوان، ووقود، وما يلهمنا إياه لنطور حياتنا من أساليب الزراعة والصناعة؛ وفوق ذلك أعطانا الذرية التي تقر بها العين، وكل ذلك خاضع لمشيئته وتصرفه.


 

قديم 13-10-2011, 06:11 AM   #360
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 21

(وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم "21")
وقوله الحق:

{وإن من شيءٍ .. "21"}
(سورة الحجر)


أي: أنه لا يوجد جنس من الأجناس إلا وله خزائن عند الله سبحانه، فالشيء الذي قد تعتبره تافهاً له خزائن؛ وكذلك الشيء النفيس، وهو سبحانه ينزل كل شيء بقدرٍ؛ حتى الاكتشافات العلمية ينزلها بقدرٍ.
وحين نحتاج إلى أي شيء مخزون في أسرار الكون؛ فنحن نعمل عقولنا الممنوحة لنا من الله لنكتشف هذا الشيء. والمثل هو الوقود وكنا قديماً نستخدم خشب الأشجار والحطب. وسبحانه هو القائل:

{أفرأيتم النار التي تورون "71" أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون "72"}
(سورة الواقعة)


واتسعت احتياجات البشر فاكتشفوا الفحم الذي كان أصله نباتاً مطموراً أو حيواناً مطموراً في الأرض؛ ثم اكتشف البترول، وهكذا.
أي: أنه سبحانه لن ينشئ فيها جديداً، بل أعد سبحانه كل شيء في الأرض، وقدر فيها الأقوات من قبل أن ينزل آدم عليه السلام إلى الأرض من جنة التدريب ليعمر الأرض، ويكون خليفة لله فيها، هو وذريته كلها إلى أن تقوم الساعة.
فإذا شكونا من شيء فهذا مرجعه إلى التكاسل وعدم حسن استثمار ما خلقه الله لنا وقدره من أرزاقنا في الأرض. ونرى التعاسة في كوكب الأرض رغم التقدم العلمي والتقني؛ ذلك أننا نستخدم ما كنزه الحق سبحانه ليكون مجال سعادة لنا في الحروب والتنافر.
ولو أن ما يصرف على الحروب؛ تم توجيهه إلى تنمية المجتمعات المختلفة لعاش الجميع في وفرة حقيقية. ولكن سوء التنظيم وسوء التوزيع الذي نقوم به نحن البشر هو المسبب الأول لتعاسة الإنسان في الأرض؛ ذلك أنه سبحانه قد جعل الأرض كلها للأنام، فمن يجد ضيقاً في موقع ما من الأرض فليتجه إلى موقع آخر.
ولكن العوامل السياسية وغير ذلك من الخلافات بين الناس تجعل في أماكن في الأرض؛ رجالاً بلا عمل؛ وتجعل في أماكن أخرى ثروة بلا استثمار؛ ونتجاهل قوله سبحانه:

{وإن من شيءٍ إلا عندنا خزائنه .. "21"}
(سورة الحجر)


فلكل شيء في الأرض خزائن؛ والخزينة هي المكان الذي تدخر فيه الأشياء النفيسة، والكون كله مخلوق على هيئة أن الحق سبحانه قدر في الأرض أقواتاً لكل الكائنات من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة.
فإن حدث تضييق في الرزق فاعلموا أن حقاً من حقوق الله قد ضيع، إما لأنكم أهملتم استصلاح الأرض وإحياء مواتها بقدر ما يزيد تعداد السكان في الأرض، وإما أنكم قد كنزتم ما أخذتم من الأرض، وضننتم بما اكتنزتموه على سواكم.
فإن رأيت فقيراً مضيعاً فاعلم أن هناك غنياً قد ضن عليه بما أفاض الله على الغني من رزق، وإن رأيت عاجزاً عن إدراك أسباب حياته فاعلم أن واحداً آخر قد ضن عليه بقوته. وإن رأيت جاهلاً فاعلم أن عالماً قد ضن عليه بعلمه. وإن رأيت أخرق فاعلم أن حكيماً قد ضن عليه بحكمته؛ فكل شيء مخزون في الحياة؛ حتى تسلم حركة الحياة؛ سلامة تؤدي إلى التساند والتعاضد؛ لا إلى التعاند والتضارب.


 

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا