المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 13-10-2011, 06:16 AM   #376
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 37

(قال فإنك من المنظرين "37")
ولحظة أن يسمع إبليس ذلك يظن أنه قد أفلت من الموت؛ إذ لا موت بعد البعث، ويتوهم أن دعوته قد أجيب، وكأنه قد أفلت بغروره الذي ظن به أن يتسع له الوقت ليأخذ الثأر من بني آدم؛ فعدم سجوده لآدم هو الذي وضعه في هذا الموقف العصيب.
ولو كان إبليس يملك ذرة من وعي لعلم أن الاستكبار والتوهم بأن عنصر النار افضل من الطين هما السبب وراء ما حاق به من الطرد.
ولكن تأتي من بعد ذلك مباشرة الآية التي تتضمن عدم إفلاته من الموت؛


 

قديم 13-10-2011, 06:16 AM   #377
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 38

(إلى يوم الوقت المعلوم "38")
أي: أن إبليس سيذوق الموت أيضاً؛ لأن كل المخلوقات ستذوق الموت من قبل أن تقوم القيامة، مصداقاً لقوله الحق:

{ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله .. "68"}
(سورة الزمر)


وكذلك قوله:

{كل من عليها فانٍ "26"}
(سورة الحجر)


وهكذا لم يفلت إبليس من الموت.
ولقائل أن يسأل: كيف كلمه الله.
ونقول: لم يكلمه الله تشريفاً أو تكريماً؛ بل غلظ له العقاب، كما أن للحق سبحانه ملائكة يمكنهم أن يبلغوا ما شاء لمن شاء.


 

قديم 13-10-2011, 06:16 AM   #378
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 39

(قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين"39")
وقول الشيطان:

{رب .. "39"}
(سورة الحجر)


هو إقرار بالربوبية؛ ولكن هذا الإقرار متبوع بعد الاعتراف بأنه قد سبب لنفسه الطرد واللعنة؛ فقد قال:

{بما أغويتني .. "39"}
(سورة الحجر)


والحق سبحانه لم يغوه؛ بل أعطاه الاختيار الذي كان له به أن يؤمن ويطيع، أو يعصي ويعاقب، فسبحانه قد مكن إبليس من الاختيار بين الفعل وعدم الفعل؛ فخالف إبليس أمر الله وعصاه.
ويتابع إبليس:

{لأزينن لهم في الأرض .. "39"}
(سورة الحجر)


وفي هذا إيضاح أن كل وسوسة للشيطان تقتصر فقط على الحياة المترفة. وفي الأشياء التي تدمر العافية، كمن يشر الخمر، أو يتناول المخدرات، أو يتجه إلى كل ما يغضب الله بالانحراف.
ولذلك نجد أن من يحيا بدخل يكفيه الضرورات؛ فهو يأمن على نفسه من الانحراف. ونقول أيضاً لمن يحاولون أن يضبطوا موازينهم المالية: إن الاستقامة لا تكلف؛ ولن تتجه بك إلى الانحراف.
وتزيين الشيطان لن يكون في الأمور الحلال؛ لأن كل الضرورات لم يحرمها الحق سبحانه؛ بل يكون التزيين دائماً في غير الضرورات، ولذلك فالاستقامة عملية اقتصادية، توفر على الإنسان مشقة التكلفة العالية من ألوان الإسراف.
ولذلك نجد المسرفين على أنفسهم يحسدون من هم على الاستقامة، ويحاولون أخذهم إلى طريق الانحراف؛ لأن كل منحرف إنما يلوم نفسه متسائلاً: لماذا أخيب وحدي؛ ولا يخيب معي مثل هذا المستقيم؟ وتمتلئ نفسه بالاحتقار لنفسه.
وكذلك كان إبليس في حمق رده على الله، ولكنه ينتبه إلى مكانته ومكانة ربه؛ أيدخل في معركة مع الله، أم مع أبناء آدم الذي خلقه سبحانه كخليفة ليعمر الأرض؟
لقد حدد إبليس موقعه من الصراع، فقال:

{فأنظرني إلى يوم يبعثون .. "36"}
(سورة الحجر)


وهذا يعني أن مجال معركته مع الخلق لا مع الخالق؛ لذلك قال:

{ولأغوينهم أجمعين "39"}
(سورة الحجر)


وكلمة (أجمعين) تفيد الإحاطة لكل الأفراد، وهذا فوق قدرته بعد أن عرف مقامه من نفسه ومن ربه


 

قديم 13-10-2011, 06:17 AM   #379
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 40

(إلا عبادك منهم المخلصين "40")
فهؤلاء العباد الذين خلصتهم لنفسك يا رب؛ فلن أقدر عليهم؛ لأنك أخذتهم من طريق الغواية؛ لأنهم أحسنوا الإيمان، وقد وصلوا إلى مرتبة من الإخلاص التعبدي درجة يصعب بها على الشيطان غوايتهم.
ويقول أهل المعرفة والإشراق: "أنت تصل بطاعة الله إلى كرامة الله".
ولو شاء الله أن يكون جميع خلقه مهديين ما استطاع أحد أن يضلهم، ولكن عزة الله عن خلقه هي التي أفسحت المجال للإغواء، ولذلك نجد إبليس يقر بعجزه عن غواية من أخلصوا لله العبادة.


 

قديم 13-10-2011, 06:17 AM   #380
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 41

(قال هذا صراط علي مستقيم "41")
وهكذا أوضح الحق سبحانه أن صراطه المستقيم هو الذي يقود العباد إلى الطاعة؛ فليس في الأمر تفضل من إبليس الذي سبق له أن حدد المواقع والاتجاهات التي سيأتي منها لغواية البشر، حيث قال الحق سبحانه ما جاء على لسان إبليس:

{ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين "17"}
(سورة الأعراف)


في ذلك القول حدد إبليس جهات الغواية التي يأتي منها وترك "الفوق" و"التحت"، لذلك نقول: إن العبد إذا استحضر دائماً علو عزة الربوبية، وذل العبودية؛ فالشيطان لا يدخل له أبداً.
ويواصل الحق سبحانه قوله المبلغ عنه لنا:


 

قديم 13-10-2011, 06:18 AM   #381
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 42

(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين "42")
وهكذا أصدر الحق سبحانه حكمه بألا يكون لإبليس سلطان على من أخلص لله عبادة، وأمر إبليس ألا يتعرض لهم؛ فسبحانه هو الذي يصونهم منه؛ إلا من ضل عن هدى الله سبحانه، وهم من يستطيع إبليس غوايتهم.
وهكذا نجد أن "الغاوين" هي ضد "عبادي"، وهم الذين اصطفاهم الله من الوقوع تحت سلطان الشيطان؛ لأنهم أخلصوا وخلصوا نفسهم لله، وسنجد إبليس وهو ينطق يوم القيامة أمام الغاوين:

{إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل .. "22"}
(سورة إبراهيم)


ومن نعم الله علينا أن أخبرنا الحق سبحانه بكل ذلك في الدنيا، ولسوف يقر الشيطان بهذا كله في اليوم الآخر؛ ذلك أنه لم يملك سلطاناً يقهرنا به في الدنيا، بل مجرد إشارة ونزغ؛ ولا يملك سلطان إقناع ليجعلنا نفعل ما ينزغ به إلينا.
ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك ما يؤكد أن جزاء الغاوين قاسٍ أليم:


 

قديم 13-10-2011, 06:18 AM   #382
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 43

(وإن جهنم لموعدهم أجمعين "43")
ولأن المصير لهؤلاء هو جهنم؛ فعلى العبد الذكي أن يستحضر هذا الجزاء وقت الاختيار للفعل؛ كي لا يرتكب حماقة الفعل الذي يزينه له الشيطان، أو تلح عليه به نفسه. ولو أن المسرف على نفسه استحضر العقوبة لحظة ارتكاب المعصية لما أقدم عليها، ولكن المسرف على نفسه لا يقرن المعصية بالعقوبة؛ لأنه يغفل النتائج عن المقدمات.
ولذلك أقول دائماً: هب أن إنساناً قد استولت عليه شراسة الغريزة الجنسية، وعرف عنه الناس ذلك، وأعدوا له ما يشاء من رغبات، وأحضروا له أجمل النساء؛ وسهلوا له المكان المناسب للمعصية بما فيه من طعام وشراب.
وقالوا: هذا كله ذلك، شرط أن تعرف أيضاً ماذا ينتظرك. وأضاءوا له من بعد ذلك قبواً في المنزل؛ به فرن مشتعل. ويقولون له: بعد أن تفرغ من لذتك ستدخل في هذا الفرن المشتعل. ماذا سيصنع هذا الإنسان؟
لابد أنه سيرفض الإقدام على المعصية التي تقودهم إلى الجحيم.
وهكذا نعلم أن من يرتكب المعاصي إنما يستبطئ العقوبة، والذكي حقاً هو من يصدق حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه "الموت القيامة، فمن مات فقد قامت قيامته". ولا أحد يعلم متى يموت.


 

قديم 13-10-2011, 06:18 AM   #383
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 44

(لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم "44")
وفي جهنم يكون موعد هؤلاء الغاوين، ومعهم إبليس الذي أبى واستكبر، وصمم على غواية البشر، وألوان العذاب ستختلف، ولكن جماعة لهم جريمة يقرنون بها معاً. فمن يشربون الخمر سيكونون معاً؛ ومن يلعبون الميسر يكونون معاً.
ولكل باب من أبواب جهنم جماعة تدخل منه ربطت بينهم في الدنيا معصية ما؛ وجمعهم في الدنيا ولاء ما، وتكونت من بينهم صداقات في الدنيا، واشتركوا بالمخالطة؛ ولذلك فعليهم الاشتراك في العقوبة والنكال.
وهكذا يتحقق قول الحق سبحانه:

{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "67"}
(سورة الزخرف)


وفي الجحيم أماكن تأويهم؛ فقسم يذهب إلى اللظى ؛ وآخر إلى الحطمة؛ وثالث إلى سقر، ورابع إلى السعير، وخامس إلى الهاوية.
وكل جزء له قسم معين به؛ وفي كل قسم دركات، لأن الجنة درجات، والنار دركات تنزل إلى أسفل.
ويأتي الحق سبحانه بالمقابل؛ لأن ذكر المقابل كما نعلم يعطي الكافر حسرة؛ ويعطي المؤمن بشارة بأنه لم يكن من العاصين،


 

قديم 13-10-2011, 06:19 AM   #384
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 45

(إن المتقين في جنات وعيون "45")
والمتقي هو الذي يحول بين ما يحب وما يكره؛ ويحاول ألا يصيب من يحب ما يكره. وتتعدى التقوى إلى متقابلاتٍ، فنجد الحق سبحانه يقول:

{اتقوا الله ويعلمكم الله "282"}
(سورة البقرة)


ويقول أيضاً:

{فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة .. "24"}
(سورة البقرة)


وقلنا من قبل: إن الحق سبحانه له صفات جلال، وصفات كمال وجمال. يهب بصفات الكمال والجمال العطايا، ويهب بصفات الجلال البلايا؛ فهو غفار، وهو قهار، وهو عفو، وهو منتقم.
وعلينا أن نجعل بيننا وبين صفات الجلال وقاية؛ وأن نجعل بيننا وبين صفات الجمال قربى؛ والطريق أن نتبع منهجه؛ فلا ندخل النار التي هي جند من جنود الله.
وهنا يقول الحق سبحانه:

{إن المتقين في جنات وعيون "45"}
(سورة الحجر)


وهم الذين لم يرتكبوا المعاصي بعد أن آمنوا بالله ورسوله واتبعوا منهجه. وإن كانت المعصية قد غلبت بعضهم، وتابوا عنها واستغفروا الله؛ فقد يغفر الله لهم، وقد يبدل سيئاتهم حسناتٍ.
ومن يدخل الجنة سيجد فيها العيون والمقصود بها الأنهار؛ والحق سبحانه هو القائل:

{فيها أنهار من ماءٍ غير آسين وأنهار من لبن لم يتغير طعمه .. "15"}
(سورة محمد)


ولعل هناك عيوناً ومنابع لا يعلمها إلا الحق سبحانه.


 

قديم 13-10-2011, 06:19 AM   #385
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 46

(ادخلوها بسلام آمنين "46")
وهنا يدعوهم الحق سبحانه بالدخول إلى الجنة في سلام الأمن والاطمئنان. ونحن نعلم أن سلام الدنيا والاطمئنان فيها مختلف عن سلام الجنة؛ فسلام الدنيا يعكره خوف افتقاد النعمة، أو أن يفوت الإنسان تلك النعمة بالموت. ونعلم أن كل نعيم في الدنيا إلى زوال. أما نعيم الآخرة فهو نعيم مقيم.
ويتابع سبحانه ما ينتظر أهل الجنة:


 

قديم 13-10-2011, 06:19 AM   #386
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 47

(ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين "47")
وهكذا يخرج الحق سبحانه من صدورهم أي حقد وعداوة. ويرون أخلاء الدنيا في المعاصي وهم ممتلئون بالغل، بينما هم قد طهرهم الحق سبحانه من كل ما كان يكرهه في الآخرة، ويحيا كل منهم مع أزواج مطهرة. ويجمعهم الحق بلا تنافس، ولا يشعر أي منهم بحسد لغيره.
والغل كما نعلم هو الحقد الذي يسكن النفوس، ونعلم أن البعض من المسلمين قد تختلف وجهات نظرهم في الحياة، ولكنهم على إيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والمثل أن علياً كرم الله وجهه وأرضاه دخل موقعه الجمل، وكان في المعسكر المقابل طلحة والزبير رضي الله عنهما؛ وكلاهما مبشر بالجنة، وكان لكل جانب دليل يغلبه.
ولحظة أن قامت المعركة جاء وجه علي ـ كرم الله وجهه ـ في وجه الزبير؛ فيقول علي رضي الله عنه: تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتما تمران علي، سلم النبي وقلت أنت: لا يفارق ابن أبي طالب زهوه، فنظر إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لك: "إنك تقاتل علياً وأنت ظالم له". فرمى الزبير بالسلام، وانتهى من الحرب.
ودخل طلحة بن عبيد الله على علي ـ كرم الله وجهه ـ؛ فقال علي رضوان الله عليه: يجعل لي الله ولأبيك في هذه الآية نصيباً. فقال أحد الجالسين: إن الله أعدل من أن يجمع بينك وبين طلحة في الجنة. فقال علي: وفيما نزل إذن قوله الحق:

{ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ .. "47"}
(سورة الحجر)


وكلمة "نزعنا" تدل على أن تغلغل العمليات الحقدية في النفوس يكون عميقاً، وأن خلعها في اليوم الآخر يكون خلعاً من الجذور، وينظر المؤمن إلى المؤمن مثله؛ والذي عاداه في الدنيا نظرته إلى محسن له؛ لأنه بالعداوة والمنافسة جعله يخاف أن يقع عيب منه.
ذلك أن المؤمن في الآخرة يذكر معطيات الأشياء، ويجعلهم الحق سبحانه إخواناً؛ فرب أخ لك لم تلده أمك، والحق سبحانه هو القائل في موقع آخر:

{واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها .. "103"}
(سورة آل عمران)


وقد يكون لك أخ لا تكرهه ولا تحقد عليه؛ ولكنك لا تجالسه ولا تسامره؛ لأن الأخوة أنواع. وقد تكون أخوة طيبة ممتلئة بالاحترام لكن أياً منكم لا يسعى إلي الآخر، ويجمعكم الحق سبحانه في الآخرة على سرر متقابلين. وسأل سائل: وماذا لو كانت منزلة أحدهما في الجنة أعلى من منزلة الآخر؟ ونقول: إن فضل الحق المطلق يرفع منزلة الأدنى إلي منزلة الأعلى، وهما يتزاوران. وهكذا يختلف حال الآخرة عن حال الدنيا، فالإنسان في الدنيا يعيش ما قال عنه الحق سبحانه:

{يا أيها الإنسان إنك كادح إلي ربك كدحاً فملاقيه "6" }
(سورة الانشقاق)


 

قديم 13-10-2011, 06:19 AM   #387
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 48

(لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين "48")
وحياتك في الآخرة ـ إن أصلحت عملك وكنت من المؤمنين تختلف عن حياتك في الدنيا؛ فأنت تعلم أنك في الدنيا تحيا مع أسباب الله الممدودة لك؛ وتضرب في الأرض من أجل الرزق، وتجتهد وتتعب من أجل أن يهبك الله ما في الأسباب من عطاء. وحينئذ تصبح من المفلحين الذين يهديهم الله جنته. يقول الحق جل علاه:

{والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون "4" أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون "5"}
(سورة البقرة)


وشاء الحق سبحانه أن يأتي بلفظ المفلح كصفة للمؤمن في الجنة، لأن المؤمن قد حرث الدنيا بالعمل الصالح وبذلك جهده ليقيم منهج الله في الأرض، ونصب قامته، ونعلم أن نصب القامة يدل على أن من يعمل قد أصابه التعب، وذلك في الحياة الدنيا. أما في الجنة، فيقول الحق:

{لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين "48"}
(سورة الحجر)


أي: لا يصيبهم فيها تعب، ولا يخرجون من الجنة، ذلك أنهم قد نالوا فيها الخلود. وهكذا تكلم سبحانه عن الغاوين، وقد كانوا أخلاء في الدنيا يمرحون فيها بالمعاصي؛ وهم ينتظرهم عقاب الجحيم. وتكلم عن العباد المخلصين الذين سيدخلون الجنة؛ لكنهم يدخلون الجنة، وتتصافى قلوبهم من أي خلاف قد سبق في الدنيا.


 

قديم 13-10-2011, 06:20 AM   #388
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 49

(نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم "49")
والخطاب هنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والإنباء هو الإخبار بأمر له خطورته وعظمته؛ ولا يقال (نبئ) في خبر بسيط. وسبق أن قال الحق سبحانه عن هذا النبأ:

{عم يتساءلون "1" عن النبأ العظيم "2" }
(سورة النبأ)


وقال سبحانه أيضاً عن النبأ:

{قل هو نبأ عظيم "67" أنتم عنه معرضون "68"}
(سورة ص)


ونفهم من القول الكريم أنه الإخبار بنبأ الآخرة ما سوف يحدث فيها، وهنا يأتي سبحانه بخبر غفرانه ورحمته الذي يختص به عباده المخلصين المتقين الذين يدخلون الجنة، ويتمتعون بخيراتها خالدين فيها. ولقائل أن يسأل: أليست المغفرة تقتضي ذنباً؟ ونقول: إن الحق سبحانه خلقنا ويعلم أن للنفس هواجس؛ ولا يمكن أن تسلم النفس من بعض الأخطاء والذنوب والوسوسة؛ بدليل أنه سبحانه قد حر الكثير من الأفعال على المسلم؛ حماية للفرد وحماية للمجتمع أيضاً، ليعيش المجتمع في الاستقرار الآمن.
فقد حرم الحق سبحانه على المسلم السرقة والزنا وشرب الخمر، وغيرها من الموبقات والخطايا، والهواجس التي تقوده إلي الإفساد في الأرض، ومادام قد حرم كل ذلك فهذا يعني أنها سوف تقع، ونزل منهجه سبحانه محرماً ومجرماً لمن يفعل ذلك، كما يلزم كل المؤمنين به بضرورة تجنب هذه الخطايا. وهنا يوضح سبحانه أن من يغفل من المؤمنين ويرتكب معصية ثم يتوب عنها، عليه ألا يؤرق نفسه بتلك الغفلات؛ فسبحانه رءوف رحيم. ونحن حين نقرأ العربية التي قد شرف الله أهلها بنزول القرآن بها، نجد أقسام الكلام إما شعراً أو نثراً، والشعر له وزن وقافية، وله نغم وموسيقى، أما النثر فليس له تلك الصفات، بل قد يكون مسجوعاً أو غير مسجوع.
وإن تكلمت بكلام نثري وجئت في وسطه ببيت من الشعر، فالذي يسمعك يمكنه أن يلحظ هذا الفارق بين الشعر والنثر. ولكن القرآن كلام رب قادر؛ لذلك أنت تجد هذه الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها وتقرؤها وكأنها بيت من الشعر فهي موزونة مقفاة: "نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم" ووزنها من بحر المجتث ولكنها تأتي وسط آيات من قبلها ومن بعدها فلا تشعر بالفارق، ولا تشعر أنك انتقلت من نثر إلي شعر، ومن شعر إلي نثر؛ لأن تضامن المعاني مع جمال الأسلوب يعطينا جلال التأثير المعجز، وتلك من أسرار عظمة القرآن.


 

قديم 13-10-2011, 06:20 AM   #389
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 50

(وأن عذابي هو العذاب الأليم "50")
وهكذا يكتمل النبأ بالمغفرة لمن آمنوا؛ والعذاب لمن كفروا، وكانوا من أهل الغواية. ونلحظ أنه سبحانه لم يشدد في تأكيد العذاب، ذلك أن رحمته سبقت غضبه، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييئس من الجنة؛ ولو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب؛ لم يأمن من النار". ونلحظ أن الآيتين السابقتين يشرحهما قول الحق سبحانه:

{وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب "6"}
(سورة الرعد)


ولذلك نرى أن الآيتين قد نبهتا إلي مقامي الرجاء والخوف، وعلى المؤمن أن يجمع بينهما، وألا يؤجل العمل الصالح وتكاليف الإيمان، وأن يستغفر من المعاصي؛ لأن الله سبحانه وتعالى يعامل الناس بالفضل لمن أخلص النية واحسن الطوية. لذلك يقول الحديث: "لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي". ثم ينقلنا الحق سبحانه من بعد الحديث عن الصفات الجلالية والجمالية في الغفران والرحمة والانتقام إلي مسألة حسية واقعية توضح كل تلك الصفات، فيتكلم عن إبراهيم ـ عليه السلام ـ ويعطيه البشرى، ثم ينتقل لابن أخيه لوط فيعطيه النجاة، وينزل بأهله العقاب.


 

قديم 13-10-2011, 06:20 AM   #390
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 51

(ونبئهم عن ضيف إبراهيم "51")
وكلمة (ضيف) تدل على المائل لغيره لقرى أو استئناس، ويسمونه "المنضوي" لأنه ينضوي إلي غيره لطلب القرى، ولطلب الأمن. ومن معاني المنضوي أنه مال ناحية الضوء. وكان الكرماء من العرب من أهل السماحة؛ لا تقتصر سماحتهم على من يطرقون بابهم، ولكنهم يعلنون عن أنفسهم بالنار ليراها من يسير ي الطريق ليهتدي إليهم. وكلنا قرأنا ما قال حاتم الطائي للعبد الذي يخدمه:
أوقد النار فإن الليل ليل قر
والريح يا غلام ريح صر
إن جلبت لنا ضيفاً فأنت حر
وهكذا نعرف أصل كلمة انضوى. أي: تبع الضوء. وكلمة (ضيف) لفظ مفرد يطلق على المفرد والمثنى والجمع، إناثاً أو ذكوراً، فيقال: جاءني ضيف فأكرمته، ويقال: جاءني ضيف فأكرمتها، ويقال: جاءني ضيف فأكرمتهما، وجاءني ضيف فأكرمتهم، وجاءني ضيف فأكرمتهن. وكل ذلك لأن كلمة "ضيف" قامت مقام المصدر. ولكن هناك من أهل العربية من يجمعون "ضيف" على "ضيفان". ولننتبه إلي أن الضيف إذا أطلق على جمع؛ فمعناه أن فرداً قد جاء ومعه غيره، وإذا جاءت جماعة، ثم تبعتها جماعة أخرى نقول: وجاءت ضيف أخرى.


 

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا