المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 13-10-2011, 06:21 AM   #391
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 52

(إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال إنا منكم وجلون "52")
ونلحظ أن كلمة (سلاماً) جاءت هنا بالنصب، ومعناها نسلم سلاماً، وتعني سلاماً متجدداً. ولكنه في آية أخرى يقول:

{إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون "25"}
(سورة الذاريات)


ونعلم أن القرآن يأتي بالقصة عبر لقطات موزعة بين الآيات؛ فإذا جمعتها رسمت لك ملامح القصة كاملة. ولذلك نجد الحق سبحانه هنا لا يذكر أن إبراهيم قد رد سلامها؛ وأيضاً لم يذكر تقديمه للعجل المشوي لهم؛ لأنه ذكر ذلك في موقع آخر من القرآن. إذن: فمن تلك الآية نعلم أن إبراهيم عليه السلام قد رد السلام، وجاء هذا السلام مرفوعاً، فلماذا جاء السلام في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها منصوباً؟
أي: قالوا هم:

{سلاماً "52"}
(سورة الحجر)


وكان لابد من رد، وهو ما جاءت به الآية الثانية:

{قال سلام قوم منكرون "25"}
(سورة الذاريات)


والسلام الذي صدر من الملائكة لإبراهيم هو سلام متجدد؛ بينما السلام الذي صدر منه جاء في صيغة جملة اسمية مثبتة؛ ويدل على الثبوت. إذا رد إبراهيم عليه السلام أقوى من سلام الملائكة؛ لأنه يوضح أن أخلاق المنهج أن يرد المؤمن التحية بأحسن منها؛ لا أن يردها فقط، فجاء رده يحمل سلاماً استمرارياً، بينما سلامهم كان سلاماً تجددياً، والفرق بين سلام إبراهيم عليه السلام وسلام الملائكة: أن سلام الملائكة يتحدد بمقتضى الحال، أما سلام إبراهيم فهو منهج لدعوته ودعوة الرسل. ويأتي من بعد ذلك كلام إبراهيم عليه السلام:

{قال إنا منكم وجلون "52"}
(سورة الحجر)


وجاء في آية أخرى أنه:

{وأوجس منهم خيفة .. "70"}
(سورة هود)


وفي موقع آخر من القرآن يقول:

{قوم منكرون "25" }
(سورة الذاريات)


فلماذا أوجس منهم خيفة؟ ولماذا قال لهم: إنهم قوم منكرون؟ ولماذا قال:

{إنا منكم وجلون "52"}
(سورة الحجر)


لقد جاءوا له دون أن يتعرف عليهم، وقدم لهم الطعام فرأى أيديهم لا تصل إليه ولا تقربه كما قال سبحانه:

{فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلي قوم لوطٍ "70"}
(سورة هود)


ذلك أن إبراهيم عليه السلام يعلم أنه إذا قدم ضيفاً وقدم إليه الطعام، ورفض أن يأكل فعلى المرء ألا يتوقع منه الخير؛ وأنت ينتظر المكارة.


 

قديم 13-10-2011, 06:21 AM   #392
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 53

(قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلامٍ عليم "53")
هكذا طمأنت الملائكة إبراهيم عليه السلام، وهدأت من روعه، وأزالت مخاوفه، وقد حملوا له البشارة بأن الحق سبحانه سيرزقه بغلام سيصير إلي مرتبة أن يكون كثير العلم ويستقبل إبراهيم عليه السلام الخبر بطريقة تحمل من الاندهاش الكثير،


 

قديم 13-10-2011, 06:21 AM   #393
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 54

(قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون"54")
ونعلم أن الحق سبحانه وتعالى يخلق الخلق على أنحاء متعددة؛ حتى يعلم المخلوق أن خلقه لا ضرورة أن يكون بطريقة محددة؛ بل طلاقة القدرة أن يأتي المخلوق كما يشاء الله. والشائع أن يولد الولد من أب وأم؛ ذكر وأنثى. أو بدون الأمرين معاً مثل آدم عليه السلام، ثم خلق حواء من ذكر وأنثى. وفي الآية التي نحن بصددها نجد إبراهيم عليه السلام يتعجب كيف يبشرونه بغلام، وهو على هذه الدرجة من الكبر، في قوله تعالى:

{على أن مسني الكبر .. "54"}
(سورة الحجر)


يعني أن "علي" هنا جاءت بمعنى "مع" أي: أنه يعيش مع الكبر؛ ويرى أنه من الصعب أن يجتمع الكبر مع القدرة على الإنجاب. وأقول دائما: إن كلمة (على) لها عطاءات واسعة في القرآن الكريم، فهي تترك مرة ويأتي الحق سبحانه بغيرها لتؤدي معنى معيناً؛ مثل قوله تعالى:

{ولأصلبنكم في جذوع النخل "71"}
(سورة طه)


والصلب إنما يكون على جذوع النخل؛ ولكن الحق سبحانه جاء بـ(في) بدلاً من (على) ليدل على أن الصلب سيكون عنيفاً، بحيث تتدخل الأيدي والأرجل المصلوبة في جذوع النخل. وهنا يقول الحق سبحانه:

{أبشرتموني على أن مسني الكبر .. "54"}
(سورة الحجر)


أي: أتبشرونني بالغلام العليم مع أني كبير في العمر؛ والمفهوم أن الكبر والتقدم في العمر لا يتأتى معه القدرة على الإنجاب. وهكذا تأتي "على" بمعنى "مع". أي: كيف تبشرونني بالغلام مع أني كبير في العمر، وقد قال قولته هذه مؤمناً بقدرة الله؛ فإبراهيم أيضاً هو الذي أورد الحق سبحانه قولاً له:

{الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء "39"}
(سورة إبراهيم)


وكأن الكبر لا يتناسب مع الإنجاب، ويأتي رد الملائكة على إبراهيم خليل الرحمن:


 

قديم 13-10-2011, 06:22 AM   #394
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 55

(قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين "55")
وكأن الملائكة تقول له: لسنا نحن الذين صنعنا ذلك، ولكنا نبلغك ببشارة شاءها الله لك؛ فلا تكن من اليائسين. ونفس القصة تكرر من بعد إبراهيم مع ذكريا عليه السلام في إنجابه ليحيى، حين دعا زكريا ربه أن يهبه غلاماً:

{يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب راضياً "6"}
(سورة مريم)


وجاءته البشارة بيحيى، وقد قال زكريا لربه:

{قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً "8"}
(سورة مريم)


وإن شئت أن تعرف سر عطاءات الأسلوب القرآني فاقرأ قول الحق سبحانه رداً على زكريا:

{فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه .. "90"}
(سورة الأنبياء)


ولم يقل الحق سبحانه أصلحناكم أنتم الاثنين؛ وفي ذلك إشارة إلي أن العطب كان في الزوجة؛ وقد أثبت العلم من بعد ذلك أن قدرة الرجل على الإخصاب لا يحددها عمر، ولكن قدرة المرأة على أن تحمل محددة بعمر معين. ثم إذا تأملنا قوله الحق:

{ووهبنا .. "90"}
(سورة الأنبياء)


نجد أنها تثبت طلاقة قدرة الله سبحانه فيما وهب؛ وفي إصلاح ما فسد؛ فسبحانه لا يعوزه شيء؛ قادر جل شأنه على الوهب؛ وقادر على أن يهيئ الأسباب ليتحقق ما يهبه. وهنا تقول الملائكة لإبراهيم:

{بشرناك بالحق .. "55"}
(سورة الحجر)


أي: أنهم ليسوا المسئولين عن البشارة، بل عن صدق البشارة؛ ولذلك قالوا له من بعد ذلك:

{فلا تكن من القانطين "55"}
(سورة الحجر)


ويأتي الحق سبحانه بما رد به إبراهيم عليه السلام:


 

قديم 13-10-2011, 06:22 AM   #395
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 56

(قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون "56")
وهنا يعلن إبراهيم عليه السلام أنه لم يقنط من رحمة ربه؛ ولكنه التعجب من طلاقة التعجب من طلاقة القدرة التي توحي بالوحدانية القادرة، لا لذات وقوع الحدث؛ ولكن لكيفية الوقوع، ففي كيفية الوقوع إعجاب فيه تأمل، ذلك أن إبراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين طلاقة قدرة الله؛ فقد سبق أن قال له:

{أرني كيف تحيي الموتى "260"}
(سورة البقرة)


ولنلحظ أنه لم يسأله "أتحيي الموتى"، بل كان سؤاله عن الكيفية التي يحيى بها الله الموتى؛ ولذلك لسأله الحق سبحانه:

{أو لم تؤمن .. "260"}
(سورة البقرة)


وكان رد إبراهيم عليه السلام:

{بلى ولكن ليطمئن قلبي .. "260"}
(سورة البقرة)


وحدثت تجربة عندما أمر إبراهيم بأن يأخذ أربعة من الطير ثم يقطعهن ويلقي على كل جبل جزءاً، ثم يدعوهن فيأتينه سعياً، لذلك فلم يكن إبراهيم قانطاً من رحمة ربه، بل كان متسائلاً عن الكيفية التي يجري الله بها رحمته. ولم تكن تلك المحادثة بين إبراهيم والملائكة فقط، بل اشتركت فيه زوجه سارة؛ إذ أن الحق سبحانه قد قال في سورة هود:

{ يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب "72" قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد "73"}
(سورة هود)


وهكذا نجد أن القرآن يكمل بعضه بعضاً؛ وكل لقطة تأتي في موقعها؛ وحين نجمع اللقطات تكتمل لنا القصة. وهنا في سورة الحجر نجد سؤالاً من إبراهيم عليه السلام للملائكة التي حملت له بشرى الإنجاب عن المهمة الأساسية لمجيئهم، الذي تسبب في أن يتوجس منهم خيفة؛ فقد نظر إليهم، وشعر أنهم قد جاءوا بأمر آخر غير البشارة بالغلام؛ لأن البشارة يكفي فيها ملك واحد.

أما هؤلاء فهم كثيرون على تلك المهمة، فيقول سبحانه هذا السؤال الذي سأله إبراهيم عليه السلام:


 

قديم 13-10-2011, 06:22 AM   #396
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 57

(قال فما خطبكم أيها المرسلون "57")
أي: ما هو الأمر العظيم الذي جئتم من أجله؛ لأن الخطب هو الحدث الجلل الذي ينتاب الإنسان؟ وسمي خطباً لأنه يشغل بال الناس جميعاً فيتخاطبون به، وكلما التقت جماعة من البشر بجماعة أخرى فهم يتحدثون في هذا الأمر. ولذلك سميت رغبة الزواج بين رجل وامرأة وتقدمه لأهلها طلباً ليدها، فالأمر يختلف؛ لأن أهلها يستقبلون من يتقدم للزواج الاستقبال الحسن؛ ويقال: "جدع الحلال أنف الغيرة". وهنا قال إبراهيم عليه السلام للملائكة: ما خطبكم أيها المرسلون؟ أي: لأي أمر جلل أتيتم؟


 

قديم 13-10-2011, 06:22 AM   #397
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 58

(قالوا إنا أرسلنا إلي قوم مجرمين "58")
ونعلم أن كلمة "القوم" مأخوذة من القيام، وهم القوم الذين يقومون للأحداث؛ ويقصد به الرجال، دون النساء لأن النساء لا يقمن للأحداث؛ والحق سبحانه هو الذي يفصل هذا الأمر في قوله:

{لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن .. "11"}
(سورة الحجر)


فلو أن كلمة "القوم" تطلق على النساء؛ لوصف بها الحق سبحانه النساء أيضاً؛ وذلك كي نعلم أن الرجال فقط هم الذين يقومون للأحداث؛ ولنعلم أن للمرأة منزلتها في رعاية أسرتها؛ فلا تقوم إلا بما يخص هذا البيت. وهنا أخبرت الملائكة إبراهيم عليه السلام أنهم مرسلون إلي قوم مجرمين؛ وهم قوم لوط الذين أرهقوا لوطا بالتكذيب وبالمعاصي التي أدمنوها.


 

قديم 13-10-2011, 06:23 AM   #398
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 59

(إلا آل لوطٍ إنا لمنجوهم أجمعين "59")
وهذا استثناء لآل لوط من المجرمين. والمجرم هو المنقطع عن الحق، والجريمة هي الانقطاع عن الحق لانتصار الباطل، غلب اسم القوم على الجماعة المجرمين، وهكذا كان الاستثناء من هؤلاء المجرمين. الذين أجرموا في حق منهج الله، والقيم التي نادى بها لوط عليه السلام. وهكذا كان الإرسال للإنجاء لمن آمن والإهلاك لمن أعرض ونأى بجانبه في مهمة واحدة.


 

قديم 13-10-2011, 06:23 AM   #399
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 60

(إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين "60")
ونعلم في اللغة أنه إذا توالت استثناءات على مستثنى منه؛ نأخذ المستثنى الأول من المستثنى منه، والمستثنى الثاني نأخذه من المستثنى الأول، والمستثنى الثالث نأخذه من المستثنى الثاني. والمثل أن يقول لك من تدينه "لك عشرة جنيهات إلا أربعة" أي: أنه أقر بأن لك ستة جنيهات؛ ولكنك تنظر إليه لعله يتذكر كم سدد إليك؟ فيقول: "لك إلا درهماً" وهكذا يكون قد أقر بسبعة دراهم كدين؛ بعد أن كان قد أقر بستة؛ ذلك أنه قال: "لك عشرة جنيهات إلا أربعة"، ثم أضاف: "إلا درهماً". وهكذا يكون قد استثنى من الأربعة الجنيهات التي قال إنه سددها لك جنيهاً آخر؛ وبذلك يكون ما سدده من دين ثلاث جنيهات، وبقى عنده سبعة جنيهات.
والحق سبحانه هنا يستثنى امرأة لوط من الذين استثناهم من قبل للنجاة، وهم آل لوط، والملائكة التي تقوم ذلك لم تقدر الأمر بإهلاك امرأة لوط؛ بل هي تنفذ التقدير الأعلى؛ فسبحانه هو من قدر وأمر:

{أنها لمن الغابرين "60"}
(سورة الحجر)


والغابر هنا بمعنى داخل؛ أو هو من أسماء الأضداد؛ وهي لن تنجو؛ لأن من تقررت نجاتهم سيتركون القرية؛ وسيهلك من يبقى فيها، وامرأة لوط من الباقين في العذاب والاستثناء من النفي إثبات؛ ومن الإثبات نفي، فاستثناء امرأة لوط من الناجين يلحقها بالهالكين.


 

قديم 13-10-2011, 11:08 PM   #400
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 61 - 62

(فلما جاء آل لوط المرسلون"61" قال إنكم قوم منكرون"62")
وهكذا قال لوط عليه السلام للملائكة عندما وصلوا إليه، فقد كان مشهدهم غاية في الجمال؛ ويعلم أن قومه يعانون من الغلمانية، ويحترفون الفاحشة الشاذة؛ لذلك نجد الحق سبحانه يقول عن معاملته للملائكة في موقع آخر من القرآن:

{سيئ بهم وضاق بهم ذرعاً .. "77" }
(سورة هود)


ذلك أن لوطاً علم أن قومه سيطمعون في هؤلاء المرد، لذلك ما أن جاءوه حتى أعلن لهم أنه غير مرغوب فيهم؛ ولم يرحب بهم، ذلك أنهم قد دخلوا عليه في صورة شبان تضئ ملامحهم بالحسن الشديد؛ مما قد يسبب غواية لقومه. كما أنهم قد دخلوا عليه، وليس على ملامحهم أي أثر للسفر؛ كما أنهم ليسوا من أهل المنطقة التي يعيش فيها؛ لذلك أنكرهم.

ويقول سبحانه ما جاء على لسان الملائكة لحظة أن طمأنوا لوطاً كشفوا له عن مهمتهم:


 

قديم 13-10-2011, 11:08 PM   #401
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 63

(قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون "63")
وهكذا أعلنوا للوط سبب قدومهم إليه؛ كي ينزلوا العقاب بالقوم الذين أرهقوه، وكانوا يشكون في قدرة الحق سبحانه أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وفي هذا تسريه عنه.

ثم يؤكدون ذلك بما أورده الحق سبحانه على ألسنتهم:


 

قديم 13-10-2011, 11:09 PM   #402
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 64

(وأتيناك بالحق وإنا لصادقون "64")
أي: جئنا لك بأمر عذابهم الصادر من الحق سبحانه؛ فلا مجال للشك أو الامتراء، ونحن صادقون فيما نبلغك به.


 

قديم 13-10-2011, 11:09 PM   #403
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 65

(فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون "65")
أي: سر أنت وأهلك في جزء من الليل. ومرة يقال "سرى"، ومرة يقال "أسرى"؛ ويلتقيان في المعنى. ولكن "أسرى" تأتي في موقع آخر من القرآن، وتكون متعدية مثل قول الحق:

{فأسر بأهلك بقطع من الليل .. "65"}
(سورة الحجر)


وكلمة "قطع" هي جمع، والمقصود هو أن يخرج لوط بأهله في جزء من الليل، أو من آخر الليل، فهذا هو منهج الإنجاء الذي أخبر به الملائكة لوطاً، ليتبعه هو وأهله والمؤمنون به، وأوصوه أن يتبع أدبار قومه بقولهم:

{واتبع أدبارهم .. "65"}
(سورة الحجر)


أي: أن يكون في المؤخرة، وفي ذلك حث لهم على السرعة. وكان من طبيعة العرب أنهم إذا كانوا في مكان ويرحلون منه؛ فكل منهم يحمل رحلة على ناقته؛ وأهله فيها ـ فوق الناقة ـ ويبتدئون السير، ويتخلف رئيس القوم، واسمه "معقب" كي يرقب إن كان أحد من القوم قد تخلف أو تعثر أو ترك شيئاً من متاعه، ويسمون هذا الشخص "معقب". وهنا تأمر الملائكة لوطاً أن يكون معقباً لأهله والمؤمنين به؛ ليحثهم على السير بسرعة؛ ثم لينفذ أمراً آخر يأمره به الحق سبحانه:

{ولا يلتفت منكم أحد .. "65"}
(سورة الحجر)


وتنفيذ الأمر بعدم الالتفات يقتضي أن يكون لوط في مؤخرة القوم؛ ذلك أن الالتفات يأخذ وقتاً، ويقلل من سرعة من يلتفت؛ كما أن الالتفات إلي موقع انتمائهم من الأرض قد يثير الحنين إلي مواقع التذكار وأرض المنشأ، وكل ذلك قد يعطل حركة القوم جميعهم؛ لذلك جاء الأمر الإلهي:

{وامضوا حيث تؤمرون "65"}
(سورة الحجر)


أو: أن الحق سبحانه يريد ألا يلتفت أحد خلفه حتى لا يشهد العذاب، أو مقدمة العذاب الذي يقع على القوم، فتأخذه بهم شفقة. ونحن نعلم قول الحق سبحانه في إقامة أي حد من الحدود التي أنزلها:

{ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله .. "2"}
(سورة النور)


فلو أن أحداً قد التفت إلي العذاب، أو مقدمة العذاب؛ فقد يحن إليهم، أو يعطف عليهم رغم أن عذابهم بسبب ذنب كبير، فقد ارتكبوا جريمة كبيرة؛ ونعلم أن بشاعة الجريمة تبهت؛ وقد يبقى في النفس عظم ألم العقوبة لحظة توقيعها على المجرم. أو: أن الحق سبحانه يريد أن يعجل بالقوم الناجين قبل أن يوجد، ولو التفزيع الذي هو مقدمة تعذيب القوم الذين كفروا من هول هذا العذاب القادم. وهكذا كان الأمر بالإسراء بالقوم الذين قرر الحق سبحانه نجاتهم، والكيفية هي أن يكون الخروج في جزء من الليل، وأن يتبع لوط أدبارهم، وألا يلتفت أحد من الناجين خلفه؛ ليمضي هؤلاء الناجون حيث يأمرهم الحق سبحانه. وقيل: إن الجهة هي الشام.


 

قديم 14-10-2011, 09:18 AM   #404
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 66

(وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين"66")
وقوله الحق:

{وقضينا .. "65"}
(سورة الحجر)


أي: أوحينا. وسبحانه تكلم من قبل عن الإنجاء للمؤمنين من آل لوط؛ ثم تكلم عن عذاب الكافرين المنحرفين؛ والأمر الذي قضى به الحق سبحانه أن يبيد هؤلاء المنحرفين. وقطع الدابر هو الخلع من الجذور. ولذلك يقول القرآن:

{فقطع دابر القوم الذين ظلموا .. "45"}
(سورة الأنعام)


وهكذا نفهم أن قطع الدابر هو أن يأخذهم الحق سبحانه أخذ عزيز مقتدر فلا يبقى منهم أحداً. وموعد ذلك هو الصباح، فبعد أن خرج لوط ومن معه بجزء من الليل وتمت نجاتهم يأتي الأمر بإهلاك المنحرفين في الصباح. والأخذ بالصبح هو مبدأ من مبادئ الحروب؛ ويقال: إن أغلب الحروب تبدأ عند أول خيط من خيوط الشمس. والحق سبحانه يقول:

{فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين "177"}
(سورة الصافات)


وهكذا شاء الحق سبحانه أن يأخذهم وهم في استرخاء؛ ولا يملكون قدرة على المقاومة. وقول الحق سبحانه هنا:

{أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين "66"}
(سورة الحجر)


لا يتناقض مع قوله عنهم في موقع آخر:

{فأخذتهم الصيحة مشرقين "73"}
(سورة الحجر)


فكأن بدء الصيحة كان صبحاً، ونهايتهم كانت في الشروق. وهكذا رسم الحق سبحانه الصورة واضحة أمام لوط من قبل أن يبدأ التنفيذ؛ فهكذا أخبرت الملائكة لوطاً بما سوف يجري.


 

قديم 14-10-2011, 09:19 AM   #405
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 67

(وجاء أهل المدينة يستبشرون "67")
وعندما علم أهل المدينة من قوم لوط بوصول وفد من الشبان الحسان المرد عند لوط جاءوا مستبشرين فرحين. وكان حسنهم مضرب الأمثال؛ وكان كلاً منهم ينطبق عليه قوله الحق عن يوسف عليه السلام:

{ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم "31"}
(سورة يوسف)


وقوله سبحانه:

{وجاء أهل المدينة يستبشرون "67"}
(سورة الحجر)


يجمع لقطات مركبة عن الأمر الفاحش الشائع فيما بينهم، وكانوا يستبشرون بفعله ويفرحون به؛ فهم من ينطبق عليهم قوله الحق:

{كانوا لا يتناهون عن منكرٍ لبئس ما كانوا يفعلون "79"}
(سورة المائدة)


وكان لوط يعلم هذا الأمر فيهم، ويعلم ما سوف يحيق بهم؛ وأراد أن يجعل بينهم وبين فعل الفاحشة مع الملائكة سداً؛ فهم في ضيافته وفي جواره، والتقاليد تقتضي أن يأخذ الضيف كرامة المضيف، وأي إهانة تلحق بالضيف هي إهانة للمضيف، فيقول الحق سبحانه ما جاء على لسان لوط:


 

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:45 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا