المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 14-10-2011, 09:19 AM   #406
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 68

(قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون "68")
والفضيحة هي هتك المساتير التي يستحيي منها الإنسان، فالإنسان قد يفعل أشياء يستحي أن يعملها عنه غيره. والحق ـ سبحانه وتعالى ـ حين يطلب منا أن نتخلق بخلقه؛ جعل من كل صفات الجمال والجلال نصيباً يعطيه لخلقه. ولكن هناك بعضاً من صفاته يذكرها ولا يأتي بمقابل لها؛ فهو قد قال مثلاً "الضار" ومقابلها "النافع" وقال "الباسط" ومقابلها "القابض" وقال "المعز" ومقابلها "المذل". ومن أسمائه "الستار" ولم يأت بالمقابل وهو "الفاضح"؛ لماذا لم يأت بهذا المقابل؟ لأنه سبحانه شاء أن يحمي الكون؛ لكي يستمتع كل فرد بحسنات المسيء، لأنك لو علمت سيئاته قد تبصق عليه؛ لذلك شاء الحق سبحانه أن يستر المسيء، ويظهر حسناته فقط.

وقد قال لوط لقومه بعد أن نهاهم عن الاقتراب الشائن من ضيوفه:


 

قديم 14-10-2011, 09:19 AM   #407
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 69

(واتقوا الله ولا تخزون "69")
أي: ضعوا بينكم وبين عقاب الحق لكم وقاية؛ ولا تكونوا سبباً في إحساسي بالخزي والعار أمام ضيوفي بسبب ما ترغبون فيه من الفاحشة. والاتقاء من الوقاية، والوقاية هي الاحتراس والبعد من الشر، لذلك يقول الحق سبحانه:

{يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة "6"}
(سورة التحريم)


أي: اجعلوا بينكم وبين النار وقاية، واحترسوا من أن تقعوا فيها، بالابتعاد عن المحظورات، فإن فعل المحذور طريق إلي النار، والابتعاد عنه وقاية منها، ومن عجيب أمر هذه التقوى أنك تجد الحق سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم ـ والقرآن كله كلام الله يقول:

{واتقوا الله .. "194"}
(سورة البقرة)


ويقول:

{واتقوا النار .. "131"}
(سورة آل عمران)


كيف نأخذ سلوكاً واحداً تجاه الحق سبحانه وتعالى وتجاه النار التي سيعذب فيها الكافرون؟ والمعنى: لا تفعلوا ما يغضب الله حتى لا تعذبوا في النار، فكأنك قد جعلت بينك وبين النار وقاية بأن تركت المعاصي، وإن فعلت المأمورات، ورضيت بالمقدورات، وابتعدت عن المحذورات، فقد اتقيت الله.


 

قديم 14-10-2011, 09:19 AM   #408
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 70

(قالوا أو لم ننهك عن العالمين "70")
أي: ألم نحذرك من قبل من ضيافة الشبان الذين يتميزون بالحسن، ولأنك قمت باستضافة هؤلاء الشبان؛ فلابد لنا من أن نفعل معهم ما نحب من الفاحشة، وكانوا يتعرضون لكل غريب بالسوء. وحاول لوط أن ينهاهم قدر استطاعته؛ ولكنهم رفضوا أن يجير ضيوفه من عدوانهم الفاحش، وطلبوا منه أن يتركهم وشأنهم، ليفسدوا في الكون كما يشاءون، فلا تتكلم ولا تعترض على شيء مما نفعل، وهذه لغة أهل الضلال والفساد.


 

قديم 14-10-2011, 09:20 AM   #409
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 71

(قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين "71")
أي: أنكم إن كنتم مصرين على ارتكاب الفاحشة؛ فلماذا لا تتزوجون من بناتي؟ ولقد حاول البعض أن يقولوا: إنه عرض بناته عليهم ليرتكبوا معهن الفاحشة؛ وحاشا الله أن يصدر مثل هذا الفعل عن رسول، بل هو قد عرض عليهم أن يتزوجوا النساء. ثم إن لوطاً كانت له ابنتان اثنتان، وهو قد قال:

{هؤلاء بناتي .. "71"}
(سورة الحجر)


أي: أنه تحدث عن جمع كثير؛ ذلك أن ابنتيه لا تصلحان إلا للزواج من اثنين من هذا الجمع الكثيف من رجال تلك المدينة، ونعلم أن بنات كل القوم الذين يوجد فيهم رسول يعتبرون من بناته. ولذلك يقول الحق سبحانه ما يوضح ذلك في آية أخرى:

{أتأتون الذكران من العالمين "165" وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون "166"}
(سورة الشعراء)


أي: أن لوطاً أراد أن يرد هؤلاء الشواذ إلي دائرة الصواب، والفعل الطيب. وذيل كلامه:

{إن كنتم فاعلين "71"}
(سورة الحجر)


ليوحي لهم بالشك في أنهم سيهينون ضيوفه بهذا الأسلوب الممجوج والمرفوض.


 

قديم 14-10-2011, 09:20 AM   #410
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 72

(لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون "72")
والخطاب هنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. و"عمرك" معناها السن المحدد للإنسان لاستقامة الحياة، ومرة تنطق "وعمرك" ومرة تنطق "عمرك"، ولكنهم في القسم يختارون كلمة "عمرك"، وهذا يماثيل قولنا في الحياة اليومية "وحياتك". ومن هذا القول الكريم الذي يحدث به الحق سبحانه رسوله استدل أهل الإشراق والمعرفة أن الحق سبحانه قد كرم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بأنه حين ناداه لم يناده باسمه العلني "يا محمد" أو "يا أحمد" كما نادى كل رسله، ولكنه لم يناد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بقوله:

{يا أيها الرسول .. "67"}
(سورة المائدة)


أو: {يا أيها النبي .. "12"}
(سورة الممتحنة)


وفي هذا تكريم عظيم، وهنا في هذه الآية نجد تكريماً آخر، فسبحانه يقسم بحياة رسوله صلى الله عليه وسلم. ونعلم أن الحق سبحانه يقسم بما شاء، أقسم بالشمس وبمواقع النجوم وبالنجم إذا هوى. فهو الخالق العليم بكل ما خلق؛ ولا يعرف عظمة المخلوق إلا خالقه، وهو العالم بمهمة كل كائن خلقه، لكنه أمرنا ألا نقسم إلا به؛ لأننا نجل حقائق الأشياء مكتملة. وقد أقسم سبحانه بكل شيء في الوجود، إلا أنه لم يقسم أبداً بأي إنسان إلا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فقال هنا:

{لعمرك "72"}
(سورة الحجر)


بحياتك يا محمد إنهم سكرة يعمهون. والسكرة هي التخديرة العقلية التي تحدث لمن يختل إدراكهم بفعل عقيدة فاسدة، أو عادة شاذة، أو بتناول مادة تثير الاضطراب في الوعي.
و {يعمهون "72"}
(سورة الحجر)


 

قديم 14-10-2011, 09:20 AM   #411
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 73

(فأخذتهم الصيحة مشرقين "73")
وسبق أن أخبرنا سبحانه أنه سيقطع دابرهم وهم مصبحون، وهنا يخبرنا أن الصيحة أخذتهم وهم مشرقون، ونحن نرى هذه الأيام بعضاً من الألعاب كلعبة "الكاراتيه" تصدر صيحة من اللاعب في مواجهة خصمه ليزيد من رعبه. كما نرى في تدريبات الصاعقة العسكرية؛ نوعاً من الصراخات، هدفها أن يدخل المقاتل الرعب في قلب عدوه. وكل ما يتطلب إرهاب الخصم يبدأ بصيحة تفقده توازنه الفكري؛ ولذلك قال الحق سبحانه في موقع آخر:

{إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدةً فكانوا كهشيم المحتظر "31"}
(سورة القمر)


ومرة يسميها الحق سبحانه بالطاغية؛ فيقول:

{فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية "5"}
(سورة الحاقة)



 

قديم 14-10-2011, 09:21 AM   #412
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 74

(فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل "74")
ومادام عاليها قد صار أسفلها، فهذا لون من الانتقام المنظم الموجه؛ ولو لم يكن انتقاماً منظماً؛ لانقلب بعض ما في تلك المدينة على الجانب الأيمن أو الأيسر. ولكن شاء الحق سبحانه أن يأتي لنا بصورة ما حدث، ليدلنا على قدرته على أن يفعل ما شاء كما يشاء. وأمطرهم الحق سبحانه بحجارة من سجيل؛ كتلك التي أمطر بها من هاجموا الكعبة في عام ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي حجارة صنعت من طين لا يعلم كنهه إلا الله سبحانه، والطين إذا تحجر سمى "سيجلاً". والحق سبحانه هو القائل عن نفس هذا الموقف في سورة الذاريات:

{لنرسل عليهم حجارة من طينٍ "33"}
(سورة الذاريات)


وقد أرسل الحق سبحانه تلك الحجارة عليهم ليبيدهم، فلا يبقى منهم أحداً.


 

قديم 14-10-2011, 09:21 AM   #413
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 75

(إن في ذلك لآيات للمتوسمين "75")
وهكذا كان العذاب الذي أنزله الحق سبحانه بقوم لوط آية واضحة للمتوسمين. والمتوسم هو الذي يدرك حقائق المستور بمكشوف المظهور. ويقال "توسمت في فلان كذا" أي: أخذ من الظاهر حقيقة الباطن. ولذلك يقول الحق سبحانه:

{سيماهم في وجوههم من أثر السجود .. "29"}
(سورة الفتح)


أي: ساعة تراهم ترى أن الملامح توضح ما في الأعماق من إيمان. ويقول سبحانه أيضاً:

{تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً .. "273"}
(سورة البقرة)


وهكذا نعرف أن المتوسم هو صاحب الفراسة التي تكشف مكنون الأعماق. وهاهو صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور". وتحمل الذاكرة العربية حكاية الأعرابي الذي فقد جمله، فذهب إلي قيم الناحية ـ أي: عمدة المكان ـ وقال له: "ضاع جملي وأخشى أن يكون قد سرقه أحد". وبينما هو يحدث القيم جاء واحد، وقال له: أجملك أعور؟ أجاب صاحب الجمل: نعم، وقال له: أجملك أبتر؟ أي: لا ذيل له، أجاب صاحب الجمل: نعم. فسأل الرجل سؤالا ثالثاً: أجملك أشول؟ أي: يعرج قليلاً عندما يسير؛ فأجاب الرجل: نعم، والله هو جملي.
وأراد قيم الحي أن يعلم كيف عرف الرجل الذي حضر كل هذه العلامات التي في الجمل، فسأله: وما أدراك بكل تلك العلامات؟ قال الرجل: لقد رأيته في الطريق، وعرفت أنه أعور، ذلك أنه كان يأكل العشب الجاف من جهة، ولا يلتفت إلي العشب الأخضر في الجهة الأخرى، ولو كان يرى بعينيه الاثنتين لرأى العشب الأخضر. وعرفت أنه أبتر مقطوع الذيل نتيجة أن بعره لم يتبعثر مثل غيره من الجمال التي لها ذيل غير مقطوع. وعرفت أنه أشول؛ لأن أثر ساقه اليمنى أكثر عمقاً في الأرض من أثر ساقه اليسرى. وهكذا شرحت الذاكرة العربية معنى كلمة "المتوسم".


 

قديم 14-10-2011, 09:22 AM   #414
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 76

(وإنها لبسبيل مقيمٍ "76")
أي: أنها على طريق ثابت تمرون عليه إن ذهبتم ناحية هذا المكان، وفي آية أخرى يقول سبحانه:

{وإنكم لتمرون عليهم مصبحين "137"}
(سورة الصافات)


فهذه المدينة إذن في طريق ثابت؛ لن تضيعه عوامل التعرية أو الأغيار، ولن تضعيه تلك العوامل إلا إذا شاء الحق سبحانه له أن يكون محكم التكوين ومحكم التثبيت. وهو ما يسمى "سدوم".


 

قديم 14-10-2011, 09:22 AM   #415
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 77

(إن في ذلك لآية للمؤمنين "77")
وقد قال من قبل:

{إن في ذلك لآيات للمتوسمين "75"}
(سورة الحجر)


فكأن من مسئوليات المؤمن أن يتفحص في أدبار الأشياء، وأن يتعرف على الأشياء بسيماها، وأن يمتلك فراسة الإيمان التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله". وهكذا ينهي الحق سبحانه هنا قصة لوط؛ وما وقع عليهم من عذاب يجب أن يتعظ به المؤمنون؛ فقد نالوا جزاء ما فعلوا من فاحشة.


 

قديم 14-10-2011, 09:22 AM   #416
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 78

(وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين "78")
و"الأيك" هو الشجر الملتف الكثير الأغصان. ونعلم أن شعيباً ـ عليه السلام ـ قد بعث لأهل مدين قد ظلموا أنفسهم بالشرك. وقد قال الحق سبحانه:

{وإلي مدين أخاهم شعيباً .. "85"}
(سورة الأعراف)


وقال عن أصحاب الأيكة:

{كذب أصحاب الأيكة المرسلين "176" إذ قال لهم شعيب ألا تتقون "177"}
(سورة الشعراء)


وهكذا نعلم أن شعيباً قد بعث لأمتين متجاورتين.
ويقول سبحانه عن هاتين الأمتين:


 

قديم 14-10-2011, 09:23 AM   #417
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 79

(فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين "79")
ويقال: إن ما كان يفصل بين مدين وأصحاب الأيكة هو هذا الشجر الملتف الكثيف القريب من البحر. ولذلك نجد هنا الدليل على أن شعيباً عليه السلام قد بعث إلي أمتين هو قوله الحق:

{وإنهما .. "79"}
(سورة الحجر)


وقد انتقم الله من الأمتين الظالمتين؛ مدين وأصحاب الأيكة. ويقول الحق سبحانه:

{وإنهما لبإمام مبين "79"}
(سورة الحجر)


والإمام هو ما يؤتم به في الرأي والفتيا، أو في الحركات والسكنات؛ أو: في الطريق الموصل إلي الغايات، ويسمى "إمام" لأنه يدل على الأماكن أو الغايات التي نريد أن نصل إليها، ذلك أنه يعلم كل جزئية من هذا الطريق. وفيما يبدو أن أصحاب الأيكة قد تمادوا في الظلم والكفر، وإذا كان سبحانه قد أخذ أهل مدين بالصيحة والرجفة؛ فقد أخذ أصحاب الأيكة بأن سلط عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم منه ظل؛ ثم أرسل سحابة وتمنوا أن تمطر، وأمطرت ناراً فأكلتهم، كما قالت كتب الأثر. وهذا هو العذاب الذي قال فيه الحق سبحانه:

{فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يومٍ عظيمٍ "189"}
(سورة الشعراء)


وهكذا تكون تلك العبر بمثابة الإمام الذي يقود إلي التبصر بعواقب الظلم والشرك.


 

قديم 14-10-2011, 09:23 AM   #418
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 80

(ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين "80")
وأصحاب الحجر هم قوم صالح، وكانت المنطقة التي يقيمون فيها كلها من الحجارة؛ ولا يزال مقامهم معروفاً في المسافة بين خيبر وتبوك. وقال فيهم الحق سبحانه:

{أتبون بكل ريع آية تعبثون "128" وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون "129"}
(سورة الشعراء)


وهم قد كذبوا نبيهم "صالح" وكان تكذيبهم له يتضمن تكذيب كل الرسل، ذلك أن الرسل يتواردون على وحدانية الله، ويتفقون في الأحكام العامة الشاملة، ولا يختلف الأنبياء إلا في الجزئيات المناسبة لكل بيئة من البيئات التي يعيشون فيها. فبيئة: تعبد الأصنام، فيثبت لهم نبيهم أن الأصنام لا تستحق أن تعبد. وبيئة أخرى: تطفف الكيل والميزان؛ فيأتي رسولهم بما ينهاهم عن ذلك. وبيئة ثالثة: ترتكب الفواحش فيحذرهم نبيهم من تلك الفواحش. وهكذا اختلف الرسل في الجزئيات المناسبة لكل بيئة؛ لكنهم لم يختلفوا في المنهج الكلي الخاص بالتوحيد والمنهج، وقد قال الحق سبحانه عن قوم صالح أنهم كذبوا المرسلين؛ بمعنى أنهم كذبوا صالحاً فيما جاء به من دعوة التوحيد التي جاء بها كل الرسل.


 

قديم 14-10-2011, 09:23 AM   #419
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 81

(وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين "81")
وهنا يوجز الحق سبحانه وتعالى ما أرسل به نبيهم صالح من آيات تدعوهم إلي التوحيد بالله، وصدق بلاغ صالح عليه السلام الذي تمثل في الناقة، التي حذرهم صالح أن يقربوها بسوء كيلا يأخذهم العذاب الأليم. لكنهم كذبوا وأعرضوا عنه، ولم يلتفتوا إلي الآيات التي خلقها الحق سبحانه في الكون من ليل ونهار، وشمس وقمر، واختلاف الألسن والألوان بين البشر.
ونعلم أن الآيات تأتي دائماً بمعنى المعجزات الدالة على صدق الرسول، أو: آيات الكون، أو: آيات المنهج المبلغ عن الله، تكون آية الرسول من هؤلاء من نوع ما نبغ فيه القوم المرسل إليهم؛ لكنهم لا يستطيعون أن يأتوا بمثلها. وعادة ما تثير هذه الآية خاصية التحدي الموجودة في الإنسان، ولكن أحداً من قوم الرسل ـ أي رسول ـ لا يفلح في أن يأتي بمثل آية الرسول المرسل إليهم. ويقول الحق سبحانه عن قوم صالح:

{وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين "81"}
(سورة الحجر)


أي: تكبروا وأعرضوا عن المنهج الذي جاءهم به صالح، والإعراض هو أن تعطي الشيء عرضك بأن تبتعد عنه ولا تقبل عليه، ولو أنك أقبلت عليه لوجدت فيه الخير لك. وأنت حين تقبل على آيات الله ستجد أنها تدعوك للتفكر، فتؤمن أن لها خالقاً فتلتزم بتعاليم المنهج الذي جاء به الرسول. وأنت حين تفكر في الحكمة من الطاعة ستجد أنها تريحك من قلق الاعتماد على أحد غير خالقك، لكن لو أخذت المسائل بسطحية؛ فلن تنتهي إلي الإيمان. ولذلك نجده سبحانه يقول في موقع آخر من القرآن الكريم:

{وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون "105"}
(سورة يوسف)


وفي هذا تكليف للمؤمن ـ كل مؤمن ـ أن يمعن النظر في آيات الكون لعله يستنبط منها ما يفيد غيره. وأنت لو نظرت إلي كل المخترعات التي في الكون لوجدتها نتيجة للإقبال عليها من قبل عالم أراد أن يكتشف فيها ما يريح غيره به. والمثل في اكتشاف قوة البخار التي بدأ بها عصر من الطاقة واختراع المعدات التي تعمل بتلك الطاقة، وحرك بها القطار والسفينة؛ مثلما سبقها إنسان آخر واخترع العجلة ليسهل على البشر حمل الأثقال. وإذا كان هذا في أمر الكونيات؛ فأنت أيضاً إذا تأملت آيات الأحكام في "افعل" و"لا تفعل" ستجدها تفيدك في حياتك ومستقبلك، والمثل على ذلك هو الزكاة؛ فأنت تدفع جزءً يسيراً من عائد عملك لغيرك ممن لا يقوى على العمل، وستجد أن غيرك يعطيك إن حدث لك احتياج؛ ذلك أنك من الأغيار.


 

قديم 14-10-2011, 09:24 AM   #420
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 82

(وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين "82")
وهنا يمتن عليهم بأن منحهم حضارة، ووهبهم مهارة البناء والتقدم في العمارة؛ وأخذوا في بناء بيوتهم في الأحجار، ومن الأحجار التي كانت توجد بالوادي الذي يقيمون فيه، وقطعوا تلك الأحجار بطريقة تتيح لهم بناء البيوت والقصور الآمنة من أغيار التقلبات الجوية وغيرها. ونعلم أن من يعيش في خيمة يعاني من قلة الأمن؛ أما من يبني بيته من الطوب اللبن؛ فهو اكثر أمناً ممن في الخيم، وإن كان أقل أمانا من الذي يبني بيته من الأسمنت المسلح، وهكذا يكون أمن النفس البشرية في سكنها واستقرارها من قوة الشيء الذي يحيطه. وإذا كان قوم صالح قد أقاموا بيوتهم من الحجارة فهي بالتأكيد اكثر أمناً من غيرهم، ونجد نبيهم صالحاً، وقد قال لهم ما أورده الحق سبحانه في كتابه الكريم:

{واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين "74" }
(سورة الأعراف)


ولكنهم طغوا وبغوا وأنكروا ما جاء به صالح عليه السلام فما كان من الحق سبحانه إلا أن أرسل عليهم صيحة تأخذهم.


 

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:39 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا