المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 14-10-2011, 09:24 AM   #421
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 83

(فأخذتهم الصيحة مصبحين "83")
وهم إذا كانوا قد اتخذوا من جبلية الموقع أمناً لهم؛ فقد جاءت الصيحة من الحق سبحانه لتدك فوق رؤوسهم ما صنعوا، وقد قال الحق سبحانه عنهم من قبل في سورة هود:

{وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين "67"}
(سورة هود)


وقال سبحانه عنهم أيضاً:

{فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين "78"}
(سورة الأعراف)


والرجفة هي الزلزلة، والصيحة هي بعض من توابع الزلزلة، ذلك أن الزلزلة تحدث تموجاً في الهواء يؤدي إلي حدوث أصوات قوية تعصف بمن يسمعها. وهم حسب قول الحق سبحانه قد تمتعوا ثلاثة أيام قبل أن تأخذهم الصيحة كوعد نبيهم صالح ـ عليه السلام ـ لهم:

{فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب "65"}
(سورة هود)


ويقول الحق سبحانه عن حالهم بعد أن أخذتهم الصيحة:


 

قديم 14-10-2011, 09:24 AM   #422
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 84

(فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون "84")
وهكذا لم تنفعهم الحصون في حمايتهم من قدر الله، ونعلم أن قدر الله أو عقابه لا يمكن أن يمنعه مانع مهما كان؛ فهو القائل:

{أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدةٍ .. "78"}
(سورة النساء)


وهكذا لا يمكن أن يحمي الإنسان نفسه مما قدره الله له، أو مما يشاء الحق أن ينزله على الإنسان كعقاب. وسبحانه القائل:

{قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم .. "154"}
(سورة آل عمران)


وهكذا خروا جميعاً في قاع الهلاك، ولم تحمهم حصونهم من العذاب الذي قدره سبحانه.


 

قديم 14-10-2011, 09:25 AM   #423
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 85

(وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل "85")
والحق هو الشيء الثابت الذي لا تعتوره الأغيار، والمثل هو نظام المجرات وحركة الشمس والقمر؛ تجدها منضبطة؛ ذلك أن الإنسان لا يتدخل فيها، وليس للإنسان صاحب الأغيار معه أي اختيار. ولذلك نجد أن الفساد لا ينشأ في الكون من النواميس العليا، ولكن من الأمور التي يتدخل فيها الإنسان، وليس معنى ذلك أن يتوقف الإنسان عن الحركة في الأرض؛ ولكن عليه أن يرعى منهج الله، ويمتنع عما نهى عنه وأن يطيع ما أمره به. وأنت لو طبقت أوامر الحق سبحانه في "افعل" و"لا تفعل" لاستقامت الدنيا في الأمور التي لك دخل فيها كانتظام الأمور التي ليس لك دخل فيها.

واقرأ إن شئت قوله الحق:

{الرحمن "1" علم القرآن "2" خلق الإنسان "3" علمه البيان "4" الشمس والقمر بحسبان "5" والنجم والشجر يسجدان "6" والسماء رفعها ووضع الميزان"7" ألا تطغوا في الميزان "8"}
(سورة الرحمن)


فإن كنتم تريدون أن تنتظم أموركم في الحياة الدنيا؛ فلا تطغوا في ميزان أي شيء. وهنا يذكرنا الحق سبحانه ألا نقع في خطأ الوهم بأننا سنأخذ نعم الدنيا دون ضابط أو رابط؛ فالحساب قادم لا محالة، ولذلك قال الحق سبحانه:

{فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون"41" أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون"42"}
(سورة الزخرف)


أي: ما قدره الله سيقع دون أن يصده شيء مهما كان، وإما ترى ذلك في حياتك، أو تراه لحظة البعث. والدليل هو ما حاق بمن كفروا وظلموا وكذبوا الرسل، وعاثوا في الأرض مفسدين. وأهلكهم الحق سبحانه بعذابه تطهيراً للأرض من فسادهم، هذا جزاؤهم في الدنيا، وهناك جزاء آخر في اليوم الآخر. وفي هذا القول تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حين يعلمه الله ما حاق بالأمم السابقة التي كذبت الرسل؛ هانت عليه المتاعب والمشاق التي عاناها من قومه، وليسهل عليه من بعد ذلك أن يتذرع بالصبر الجميل، حتى يأتي وعده سبحانه، وليس عليك يا محمد أن تحمل نفسك ما لا تطيق.


 

قديم 14-10-2011, 09:25 AM   #424
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 86

(إن ربك هو الخلاق العليم "86")
وقد جاء سبحانه هنا بالاسم الذي خلق به من عدم، وأمد من عدم. وقيومية الربوبية هي التي تمد كل الكون برزقه وترعاه فسبحانه هو الذي استدعى الإنسان إلي الكون، وهو الذي يرعاه وكلمة:

{ربك "86"}
(سورة الحجر)


توحي بأنه إن أصابك شيء بسبب دعوتك، وبسبب كنود قومك أمامك وعدائهم لك، فربك يا محمد لن يتركهم. والرب ـ كما نعلم ـ هو من يتولى تربية الشي إلي ما يعطيه مناط الكمال، ولا يقتصر ذلك على الدنيا فقط، ولكنه ينطبق على الدنيا والآخرة.
وقوله:

{الخلاق "86"}
(سورة الحجر)


مبالغة في الخلق، وهي امتداد صفة الخلق في كل ما يمكن أن يخلق، لأنه سبحانه هو الذي أعد كل مادة يكون منها أي خلق، وأعد العقل الذي يفكر في أي خلق، وأعد الطاقة التي تفعل، وأعد التفاعل بين الطاقة والمادة والعقل المخطط لذلك. وما يفعله الإنسان المخلوق هو التوليف بين ما خلقه الله من مواد، وإن وجد خلاق من البشر؛ فهو وحده سبحانه الذي يهب إنساناً ما أفكاراً لينقذها، ثم يأتي من هو أذكى منه ليطورها. ولذلك قال الحق سبحانه:

{وفوق كل ذي علمٍ عليم "76"}
(سورة يوسف)


وهكذا رأينا كل المخترعات البشرية تتطور؛ والمثل على ذلك هو آلة الحياكة التي صارت تعمل الآن آلياً بعد أن كانت المرأة تجلس عليها لتكد في ضبطها، وكذلك غسالة الملابس، وغسالة الأطباق والسيارات والطائرات. ونلحظ أن كل ما خلقه الله يمكن أن يستفاد من عادمه مثل روث البهائم؛ الذي يستخدم كسماد، أما عادم السيارات مثلاً فهو يلوث الجو. وشاشة التلفزيون تصدر من الإشعاعات ما يضر العين، وتم بحث ذلك لتلافي الآثار الجانبية في مثل تلك الأدوات التي يسهل الإنسان بها حياتها. أما ما يخلقه الله فلا توجد له آثار جانبية؛ فسبحانه ليس صاحب علم مكتسب أو ممنوح؛ بل العلم صفة ذاتية فيه.


 

قديم 14-10-2011, 09:25 AM   #425
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 87

(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم "87")
وهنا يمتن الحق سبحانه على رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يكفيه أن أنزل عليه القرآن الكتاب المعجزة، والمنهج الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فالقرآن يضم كمالات الحق التي لا تنتهي؛ فإذا كان سبحانه قد أعطاك ذلك، فهو أيضاً يتحمل عنك كل ما يؤلمك. والحق سبحانه هو القائل:

{ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون "97" }
(سورة الحجر)


ويقول له الحق أيضاً:

{قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون .. "33"}
(سورة الأنعام)


وأزاح الحق سبحانه عنه هموم اتهامهم له بأنه ساحر أو مجنون؛ وقال له سبحانه:

{فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون "33"}
(سورة الأنعام)


ويكشف له سبحانه: إنهم يؤمنون أنك يا محمد صادق، ولكنهم يتظاهرون بتكذيبك. ويتمثل امتنان الحق سبحانه على رسوله أنه أنزل عليه السبع المثاني، واتفق العلماء على أن كلمة "المثاني" تعني فاتحة الكتاب، فلا يثني في الصلاة إلا فاتحة الكتاب. ونجده سبحانه يصف القرآن بالعظيم؛ وهو سبحانه يحكم بعظمة القرآن على ضوء مقاييسه المطلقة؛ وهي مقاييس العظمة عنده سبحانه. والمثل الآخر على ذلك وصفه سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم:

{وإنك لعلى خلقٍ عظيمٍ "4"}
(سورة القلم)


وهذا حكم بالمقاييس العليا للعظمة، وهكذا يصبح كل متاع الدنيا أقل مما وهبه الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم، فلا ينظرن أحد إلي ما أعطى غيره؛ فقد وهبه سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم. ونلحظ أن الحق سبحانه قد عطف القرآن على السبع المثاني وهو عطف عام على خاص؛ كما قال الحق سبحانه:

{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى .. "238"}
(سورة البقرة)


ونفهم من هذا القول أن الصلاة تضم الصلاة الوسطى أيضاً، وكذلك مثل قول الحق ما جاء على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم:

{رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات .. "28"}
(سورة نوح)


وهكذا نرى عطف عام على خاص، وعطف خاص على عام. أو: أن نقول: إن كلمة "قرآن" تطلق على الكتاب الكريم المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول آية في القرآن إلي آخر آية فيه، ويطلق أيضاً على الآية الواحدة من القرآن؛ فقول الحق سبحانه:

{مدهامتان "64"}
(سورة الرحمن)


هي آية من القرآن؛ وتسمى أيضاً قرآناً. ونجده سبحانه يقول:

{إن قرآن الفجر كان مشهوداً "78"}
(سورة الإسراء)


ونحن في الفجر لا نقرأ كل القرآن، بل بعضاً منه، ولكن ما نقرؤه يسمى قرآناً، وكذلك يقول الحق سبحانه:

{وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً "45"}
(سورة الإسراء)


وهو لا يقرأ كل القرآن بل بعضه، إذن: فكل آية من القرآن قرآن. وقد أعطى الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم السبع المثاني والقرآن العظيم، وتلك هي قمة العطايا؛ فلله عطاءات متعددة؛ عطاءات تشمل الكافر والمؤمن، وتشمل الطائع والعاصي، وعطاءات خاصة بمن آمن به؛ وتلك عطاءات الألوهية لمن سمع كلام ربه في "افعل" و"لا تفعل". وسبحانه يمتد عطاؤه من الخلق إلي شربة الماء، إلي وجبة الطعام، وإلي الملابس، وإلي المسكن، وكل عطاء له عمر، ويسمو العطاء عند الإنسان بسمو عمر العطاء، فكل عطاء يمتد عمره يكون هو العطاء السعيد.
فإذا كان عطاء الربوبية يتعلق بمعطيات المادة وقوام الحياة؛ فإن عطاءات القرآن تشمل الدنيا والآخرة؛ وإذا كان ما ينغص أي عطاء في الدنيا أن الإنسان يفارقه بالموت، أو أن يذوي هذا العطاء في ذاته؛ فعطاء القرآن لا ينفد في الدنيا والآخرة. ونعلم أن الآخرة لا نهاية لها على عكس الدنيا التي لا يطول عمرك فيها بعمرها، بل بالأجل المحدد لك فيها. وإذا كانت عطاءات القرآن تحرس القيم التي تهبك عطاءات الحياة التي لا تفني وهي الحياة الآخرة؛ فهذا هو أسمى عطاء، وإياك أن تتطلع إلي نعمة موقوتة عند أحد منهم من نعم الدنيا الفانية؛ لأن من أعطى القرآن وظن أن غيره قد أعطى خيراً منه؛ فقد حقر ما عظم الله.


 

قديم 14-10-2011, 09:26 AM   #426
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 88

(لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين "88")
والمد: هو مط الشيء وزيادته. وللعين مسافات ترى فيها المرائي؛ كل عين حسب قدرتها، فهناك من يتمتع ببصر قوي وحاد، وهناك من ليس كذلك. ويتراوح الناس في قدرة إبصارهم حسب توصيف وضعه الأطباء؛ ليعالجوا ذلك على قدر استطاعتهم العلمية. وفي المثل اليومي نسمع من يقول "فلان عنده بعد نظر" أي: يملك قدرة على أن يقيس ردود الأفعال، ويتوقع ما سوف يحدث، وما يترتب على نتائج أي فعل.
والمراد بمد العين ليس إخراج حبة العين ومدها؛ ولكن المراد إدامة النظر والإمعان، ولكن الحق سبحانه عبر في القرآن هذا التعبير، وكأن الإنسان سيخرج حبة عينه ليجري بها، وليمعن النظر، وهذا ما يفهم من منطوق الآية، والمنطوق يشير إلي المفهوم المراد، وهذا عين الإعجاز. وكلمة "متاع" تفيد أن شيئاً يتمتع به وينتهي، ولذلك يوصف متاع الدنيا في القرآن بأنه متاع الغرور، أي: أنه متاع موقوت بلحظة. وقول الحق سبحانه:

{أزواجا منهم .. "88"}
(سورة الحجر)


هي جمع زوج، وسبق أن أوضحنا أن كلمة "زوج" هي مفرد، والذكر والأنثى حين يتلاقيان يصبح اسمهما زوجين، والحق سبحانه هو القائل:

{سبحان الذي خلق الأزواج كلها .. "36"}
(سورة يس)


والأزواج كلها تعني الفرد، ومعه الفرد من كل صنف من الأصناف. المراد بكلمة أزواج هنا أن المخالفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا شللاً شللاً؛ ضال ومضل؛ وضال آخر معه مضل. ولحظة الحساب سيقول كل منهم:

{قال قائل منهم إني كان لي قرين "51"}
(سورة الصافات)


وهكذا كانت كلمة "أزواج" تدل على أصناف متعددة من الذين يقفون معاندين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنكرين لمنهجه. وفي موقع آخر من القرآن يكشف سبحانه عمن أغوتهم الشياطين، ويحشرهم الحق سبحانه مع الشياطين في نار جهنم:

{ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس .. "128" }
(سورة الأنعام)


أي: يا معشر الجن قد استطعتم أن توحوا لكثير من الإنس بالغواية والمعصية، ليكونوا أولياءكم، وهكذا نجد أن كل جماعة تتفق على شيء نسميهم أزواجاً. وهنا يوضح الحق سبحانه: إياك أن تمد عينيك إلي ما متعنا به أزواجاً منهم، لأننا أعطيناك أعلى عطاءٍ، وهو معجزة القرآن حارس القيم، والذي يضم النهج القويم. ويتابع سبحانه:

{ولا تحزن عليهم .. "88"}
(سورة الحجر)


ويقال: حزنت منه، وحزنت عليه، وحزنت له؛ فمن ناله ما يحزن، ولم يصدر عنك هذا السبب في حزنه؛ فأنت تقول له "حزنت لك". وآخر ارتكب فعلاً يسيء إلي نفسه؛ فأنت تحزن عليه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم حزن عليهم؛ فقد كان يحب أن يؤمنوا، وأن يتمتعوا بالنعمة التي يتمتع هو بها. ولذلك نجد الحق سبحانه يقول عن رسوله صلى الله عليه وسلم:

{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم "128"}
(سورة التوبة)


فمن رأفته صلى الله عليه وسلم صعب على نفسه أن ينال قومه مشقة؛ فالرحمة والرأفة مصدرها ما وهبه الله إياه من فهم لقيمة نعمة الإيمان. وفي آية أخرى يقول سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم:

{فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً "6"}
(سورة الكهف)


أي: أنه لن ينقص منك شيء في حالة عدم إيمانهم، ولن يزيدك إيمانهم أجراً؛ ذلك أن عليك البلاغ فقط؛ فلماذا تحزن على عدم إيمانهم؟ وقول الحق سبحانه هنا:

{ولا تحزن عليهم .. "88"}
(سورة الحجر)


دليل على أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان حريصاً على أن يؤمن قومه، محبة فيهم، وليتعرفوا على حلاوة الإيمان بالله


 

قديم 14-10-2011, 09:26 AM   #427
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 89

(وقل إني أنا النذير المبين "89")
ونعلم أن الرسل مبشرين ومنذرين؛ ولسائل أن يقول: ولماذا تأتي صيغة الإنذار دائماً؟ وأقول: إن من يؤمن هو من يتلقى البشارة؛ أما من عليه أن يتوقع النذارة فهو الكافر المنكر. وفي الإنذار تخويف بشيء ينال منك في المستقبل؛ عليك أن تعد العدة لتبتعد بنفسك أن تكون فيه، والتبشير يكون بأمر تتمناه النفس. وبالإنذار والتبشير يتضح الموقف بجلاء، ويحاط الإنسان بكل قضايا الحياة؛ ويتضح مسار كل أمرٍ من الأمور. وبذلك يكون الحق سبحانه في الآيتين السابقتين قد امتن على رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه قد آتاه السبع المثاني والقرآن العظيم؛ ولذلك يوصيه ألا تطمح نفسه إلي ما أوتي بعض من الكفار من جاه ومال، فالقرآن عز الدنيا والآخرة.
ويوصيه كذلك بألا يحزن عليهم نتيجة انصرافهم عن دعوته فليس عليه إلا البلاغ، وأن يتواضع صلى الله عليه وسلم للمؤمنين ليزداد ارتباطهم به، فهم خير من كل الكافرين برسالته صلى الله عليه وسلم. ثم يوصيه الحق سبحانه أن يبلغ الجميع أنه نذير وبشير يوضح ما جاء في القرآن من خير يعم على المؤمنين، وعقاب ينزل على الكافرين. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال: يا قوم، إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء النجاء، فأطاعه طائفة من قومه فادلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش، فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق".


 

قديم 14-10-2011, 09:26 AM   #428
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 90

(وقل إني أنا النذير المبين "90")
ونعلم أنه سبحانه قد أنزل كتابه على رسوله صلى الله عليه وسلم، واستقبله الناس استقبالين: فمنهم من استمع إلي القرآن فتبصر قول الحق وآمن، وفي هؤلاء قال الحق سبحانه:

{وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين "83"}
(سورة المائدة)


والصنف الآخر استمع إلي القرآن، فكانت قلوبهم كالحجارة وفيهم قال الحق سبحانه:

{ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم "16"}
(سورة محمد)


ذلك أن قلوبهم ممتلئة بالكفر؛ وقد دخلوا ومعهم حكم مسبق فلم يقيموا ميزان العدل ليقيسوا به فائدة ما يسمعون. ولذلك أوضح الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم ألا يحزن، فالمسألة لها سوابق مع غيرك من الرسل؛ فقد نزل كل رسول بكتاب يحمل المنهج، ولكن الناس استقبلوا تلك الكتب كاستقبال قومك لما نزل إليك بين كافر ومؤمن، واختلفوا في أمور الكتب المنزلة إلي رسلهم.
وكان انقسامهم كانقسام قومك حول الكتاب المنزل إليك، فلا تحزن إن اتهموك بأنك ساحر، أو أن ما نزل إليك كتاب شعر، أو أنك تمارس الكهانة؛ أو فقدوا القدرة على الحكم عليك واتهموك بالجنون. وهكذا قسموا القرآن المنزل من الله سبحانه إلي أقسام هي: السحر، والكهانة، والشعر، والجنون، كما فعل من قبلهم أقوام أخرى: فمنهم من قال، وأثبته القرآن عليهم:

{إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون "27"}
(سورة الشعراء)


وهكذا تعلم يا رسول الله أنك لست بدعاً من الرسل، ذلك أن الرسل لا يأتون أقوامهم إلا وقد طم الفساد والبلاء، ولا يوجد فساد إلا بانتفاع واحد بالفساد بينما يضر بالآخرين. وإذا ما جاء رسول ليصلح هذا الفساد يهب أهل الاستفادة من الفساد ليقاوموه ويضعوا أمامه العراقيل؛ مثلما حدث معك يا رسول الله حين قال بعضهم:

{لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه .. "26"}
(سورة فصلت)


ومثل هذا القول إنما يدل على أنهم لو صفوا نفوسهم، واستمعوا للقرآن لاهتدوا؛ لذلك يقول لهم سادتهم:

{والغوا فيه لعلكم تغلبون "26"}
(سورة فصلت)


أي: شوشوا عليه. وهكذا فالاقتسام الذي استقبل به الكفار القرآن سبق وأن حدث مع الرسل الذين سبقوك.


 

قديم 14-10-2011, 09:26 AM   #429
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 91

(الذين جعلوا القرآن عضين "91")
وكلمة (عضين) تعني القطع؛ فيقال للجزار حين يذبح الشاة أو العجل أنه قد جعله عضين. أي: فصل كل ذراع عن الآخر، وكذلك قطع الفخذ؛ أي: أنه جعل الذبيحة قطعاً قطعاً بعد أن كانت أعضاء متصلة. وكذلك كان القرآن حينما نزل كياناً واحداً؛ فأراد بعض من الكفار أن يقطعوه إلي أجزاء. والمقصود هنا هم جماعة من اليهود وجماعة من النصارى الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا أن يقطعوا القرآن كما فعلوا مع الكتابين اللذين نزلا على موسى، وهما التوراة؛ والإنجيل الذي جاء به عيسى. وقد قال الحق سبحانه فيهما:

{ونسوا حظا مما ذكروا به .. "13"}
(سورة المائدة)


أي: أن بعضاً من اليهود قد نسوا بعضاً من التوراة، وكذلك نسى البعض من اتباع عيسى بعضاً من الإنجيل الذي نزل عليه. وإن وجدنا لهم العذر في النسيان؛ فماذا عن الذي كتموه من تلك الكتب؟ وماذا عن الذي بدلوه وحرفوه من كلمات تلك الكتب؟ وماذا عن الذي أضافوه عليه، ولم ينزل من عند الله؟ وقد فضح سبحانه كل ذلك في القرآن. أو: أن اليهود استقبلوا القرآن استقبال من يصدق بعضه مما لا يتعبهم، وكذبوه في البعض الذي يتعبهم، فقد كذبوا مثلاً أن كتابهم قد بشرهم بمحمد عليه الصلاة والسلام.
وهكذا نرى كيف حاولوا أن يجعلوا القرآن عضين، أي: قطعاً مفصولة عن بعضها البعض، وقد حاولوا ذلك بعد أن تبين لهم أن القرآن مؤثر وفاعل. وشاء الحق سبحانه للقرآن أن يحمل النذارة والبشارة؛ فالرسول نذير بالقرآن المبين الواضح لمن اقتسموا الأمر بالنسبة لمحمد عليه الصلاة والسلام فقسم منهم تفرغ للاستهزاء بمحمد ومن آمنوا معه؛ وجماعة أخرى قسمت أعضاءها ليجلسوا على أبواب مكة أثناء موسم الحج، ويستقبلون القادمين للحج من البلاد المختلفة ليحذروهم من الاستماع لمحمد عليه الصلاة والسلام. ومن هؤلاء من وصف الرسول صلى الله عليه وسم بالجنون؛ ومنهم من وصف القرآن بأنه شعر؛ ومنهم من وصف الرسول بأنه ساحر.


 

قديم 14-10-2011, 09:27 AM   #430
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 92

(فوربك لنسألنهم أجمعين "92")
وهنا يقسم الحق سبحانه بصفة الربوبية التي تعهدت رسوله بالتربية والرعاية ليكون أهلاً للرسالة أنه لن يسلمه لأحد، وهو سبحانه من قال:

{ولتصنع على عيني "39"}
(سورة طه)


أي: أن كل رسول هو مصنوع ومحمي بإرادته سبحانه؛ وتلك عناية الحماية للمنهجية الخاصة، وعناية المصطفين الذين يحملون رسالته إلي الخلق؛ فقد رزق سبحانه خلقه جميعاً؛ والرسل إنما يأتون لمهمة تبليغ المنهج الذي يدير حركة الحياة؛ لذلك لابد أن يوفر لهم الحق سبحانه عناية من نوع خاص. وقول الحق سبحانه هنا:

{فوربك لنسألنهم أجمعين "92"}
(سورة الحجر)


يبين لنا أنه سيسألهم سبحانه عن أدق التفاصيل؛ ومجرد توجيه السؤال إليهم فيه لون من العذاب. ويحاول البعض ممن يريدون أن يعثروا على تعارض في القرآن أن يقولوا: كيف يقول الله مرة:

{فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان "39"}
(سورة الرحمن)


ويقول في اكثر من موقع بالقرآن أنه سيسأل هؤلاء المكذبين؛ فكيف يثبت السؤال مرة، وينفيه مرة أخرى؟ ونقول لهؤلاء: أنتم تستقبلون القرآن بسطحية شديدة، فهذا الذي تقولون إنه تعارض إنما هو مجرد ظاهر من الأمر، وليس تعارضاً في حقيقة الأمر ونحن نعلم أن السؤال ـ أي سؤال ـ له مهمتان، المهمة الأولى: أن تعلم ما تجهل. والمهمة الثانية: لتقر بما تعلم. والحق سبحانه حين ينفي سؤالاً فهو ينفي أن أحداً سيخبره بما لا يعلم سبحانه؛ وحين يثبت السؤال؛ فهذا يعني أنه سيسألهم سؤال الإقرار.وهكذا نعلم أن القرآن إذا أثبت حدثاً مرة ونفاه مرة أخرى فاعلم أن الجهة منفكة، أي: أن جهة النفي غير جهة الإثبات، وكل منهما لها معنى مختلف. وقوله هنا:

{فوربك لنسألنهم أجمعين "92"}
(سورة الحجر)


 

قديم 14-10-2011, 09:28 AM   #431
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 93

(عما كانوا يعملون "93")
والعمل كما نعلم هو اتجاه جارحة إلي متعلقها؛ فجارحة العين متعلقها أن ترى؛ وجارحة اللسان متعلقها أن تتكلم، وجارحة اليد إما أن تربت، وإما أن تبطش. وهكذا فكل ما تصنعه ملكات الإدراك في النفس البشرية نسميه عملاً. وسبق أن علمنا أن العمل ينقسم إلي قول وفعل. ويقول الحق سبحانه:

{وما الله بغافل عما تعملون "92"}
(سورة البقرة)


أي: تذكروا أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء، وأن كل ما تعملونه يعلمه، وأنكم ملاقونه يوم القيامة ومحتاجون إلي رحمته ومغفرته.


 

قديم 14-10-2011, 09:28 AM   #432
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 94

(فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين "94")
أي: افرغ لمهمتك؛ فالصدع تصنع شقاً في متماسك، كما نشق زجاجاً بالمشرط الخاص بذلك، أو ونحن نصنع شقاً في حائط. والرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء ليشق الكفر ويهدم الفساد القوي المتماسك الذي يقوي بقوة صناديد قريش. وقد شاع ذلك المصطلح "الصداع" في الزجاج؛ لأنه يصعب أن يجمع الإنسان الفتافيت والقطع الصغيرة التي تنتج من صدعه، وقد جاء الإيمان ليصدع بنيان الكفر والفساد المتماسك. وقول الحق سبحانه:

{وأعرض عن المشركين "94"}
(سورة الحجر)


أي: أعطهم عرض كتفيك، ولا تسأل عنهم؛ فهم لن يسلموا لك، ذلك أنهم مستفيدون من الفساد الذي جئت أنت لتهدمه، ولكنهم سيأتون لك تباعاً بعد أن تتثبت دعوتك، وتصل قلوبهم إلي تيقن أن ما جئت به هو الحق. والمثل هو إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص؛ فقد قالا: "لقد استقر الأمر لمحمد، ولم تعد معارضتنا له تفيد أحداً" ودخلا الإسلام.


 

قديم 14-10-2011, 09:29 AM   #433
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 95

(إنا كفيناك المستهزئين "95")
فبعد أن قال له:

{وأعرض عن المشركين "94"}
(سورة الحجر)


وبعد أن ثبت لكل من عاش تلك الفترة أن كل مستهزئ بمحمد صلى الله عليه وسلم قد ناله عقاب من السماء. فهاهو ذا الوليد بن المغيرة الذي يتبختر في ثيابه؛ فيسير على قطعة من الحديد، فيأنف أن ينحني ليخلص ثوبه الذي اشتبك بقطعة الحديد؛ فتجرح قدمه وتصاب بالغرغرينا ويقطعونها له، ثم تنتشر الغرغرينا في كل جسده إلي أن يموت. وهاهو الثاني الأسود بن عبد يغوث يصاب بمرض في عينيه؛ ويصاب بالعمى، وكذلك الحارث بن الطلاطلة، والعاصي بن وائل.
وكل مستهزئ برسول الله صلى الله عليه وسلم قد ناله عقاب ما، ومن لم تصبه عاهة أو آفة صرعته سيوف المسلمين في بدر، لدرجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدد المواقع التي سيلقي فيها كل واحد من صناديد قريش حتفه؛ فقال: هنا مصرع فلان، وهناك مصرع فلان. وقد أوضح صلى الله عليه وسلم تلك المواقع من قبل أن تبدأ المعركة، ونعلم أن الحرب تتطلب كراً وفراً، ولكن ما تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدث بالضبط.


 

قديم 14-10-2011, 09:29 AM   #434
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 96

(الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون "96")
أي: أن هؤلاء المشركين الذين يهزءون بك لهم عذابهم؛ ذلك أنهم أشركوا بالله سبحانه، وحين يقول الحق سبحانه:

{فسوف يعلمون "96"}
(سورة الحجر)


ففي هذا القول استيعاب لكل الأزمنة، أي: سيعلمون الآن ومن بعد الآن، فكلمة "سوف" تتسع لكل المراحل، فالحق سبحانه لم يأخذهم جميعاً في مرحلة واحدة، بل أخذهم على فترات. فحين يأخذ المتطرف في الإيذاء؛ قد يرتدع من يؤذي، ويتراجع عن الاستمرار في الإيذاء، وقد يتحول بعضهم إلي الإيمان؛ فمن كانت شدته على رسول الله صلى الله عليه وسلم تصبح تلك الشدة في جانب الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهاهو المثل واضح في عكرمة بن أبي جهل؛ يصاب في موقعة اليرموك؛ فيضع رأسه على فخذ خالد بن الوليد ويسأله: يا خالد، أهذه ميتة ترضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيرد خالد: "نعم". فيسلم الروح مطمئناً. وهؤلاء المستهزئون؛ قد أشركوا بالله؛ فلم تنفعهم الآلهة التي أشركوها مع الله شيئاً، وحين يتأكد لهم ذلك؛ فهم يتأكدون من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أبلغ عن الحق سبحانه.


 

قديم 14-10-2011, 09:29 AM   #435
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 97

(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون "97")
وفي هذا القول الكريم يتجلى تقدير الحق سبحانه لمشاعر النبوة، فالحق يكلفه أن يفعل كذا وكذا، وسبحانه يعلم أيضاً ما يعانيه صلى الله عليه وسلم في تنفيذ أوامر الحق سبحانه. ورد هذا المعنى أيضاً في قوله سبحانه:

{قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون "33"}
(سورة الأنعام)


فأنت يا رسول الله أكرم من أن تكذب، فق شهدوا لك بحسن الصدق عبر معايشتهم لك من قبل الرسالة. وهنا يقول سبحانه:

{ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون "97"}
(سورة الحجر)


ومعنى ضيق الصدر أن يقل الهواء الداخل عبر عملية التنفس إلي الرئتين؛ فمن هذا الهواء تستخلص الرئتان الأوكسجين؛ وتطرد ثاني أوكسيد الكربون؛ ويعمل الأكسجين على أن يؤكسد الغذاء لينتج الطاقة؛ فإن ضاق الصدر صارت الطاقة قليلة. والمثل يتضح لمن يصعدون السلم العالي لأي منزل أو أي مكان؛ ويجدون أنفسهم ينهجون؛ والسبب في هذا النهج هو أن الرئة تريد أن تسرع بالتقاط كمية الهواء أكبر من تلك التي تصل إليها، فيعمل القلب بشدة اكثر كي يتيح للرئة أن تسحب كمية اكبر من الهواء.
أما من يكون صدره واسعاً فهو يسحب ما شاء من الهواء الذي يتيح للرئة أن تأخذ الكمية التي تحتاجها من الهواء، فلا ينهج صاحب الصدر الواسع. فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يكذبه أحد، أو يستهزئ به أحد كان يضيق صدره فتضيق كمية الهواء اللازمة للحركة؛ ولذلك يطمئنه الحق سبحانه أن مدده له لا ينتهي. وأنت تلحظ عملية ضيق الصدر في نفسك حين يضايقك أحد فتثور عليه؛ فيقول لك: لماذا يضيق صدرك؟ وسع صدرك قليلاً. والحق سبحانه يقول في موقع آخر:

{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام "125"}
(سورة الأنعام)


أي: يوسع صدره، وتزداد قدرته على فهم المعاني التي جاء بها الدين الحنيف. ويقول أيضاً:

{ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء .. "125"}
(سورة الأنعام)


وهنا نجد أن الحق سبحانه يشرح عملية الصعود وكأن فيها مجاهدة ومكابدة، وهذا يخالف المسألة المعروفة بأنك إذا صعدت إلي أعلى وجدت الهواء اكثر نقاء. وقد ثبت أن الإنسان كلما صعد إلي أعلى في الفضاء فلن يجد هواء.

ويدل الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسم على علاج لمسألة ضيق الصدر حين يحزنه أو يؤلمه مكذب، أو مستهزئ


 

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا