المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 25-10-2011, 06:04 AM   #721
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 47

(قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون "47")
وهذه بداية تأويل رؤيا الملك. والدأب معناه: المواظبة؛ فكأن يوسف عليه السلام قد طلب أن يزرع أهل مصر بدأبٍ وبدون كسل.
ويتابع:

{فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون "47"}
(سورة يوسف)


أي: ما تحصدونه نتيجة الزرع بجد واجتهاد؛ فلكم أن تأكلوا القليل منه، وتتركوا بقيته محفوظاً في سنابله. والحفظ في السنابل يعلمنا قدر القرآن، وقدرة من أنزل القرآن سبحانه، وما آتاه الله جل علاه ليوسف عليه السلام من علم في كل نواحي الحياة، من اقتصاد ومقومات التخزين، وغير ذلك من عطاءات الله، فقد أثبت العلم الحديث أن القمح إذا خزن في سنابله؛ فتلك حماية ووقاية له من السوس.
وبعض العلماء قال في تفسير هذه الآية؛ إن المقصود هو تخزين القمح في سنابل وعيدانه. وأقول: إن المقصود هو ترك القمح في سنابله فقط؛ لأن العيدان هي طعام الحيوانات. ونحن نعلم أن حبة القمح لها وعاءان؛ وعاء يحميها؛ وهو ينفصل عن القمحة أثناء عملية "الدرس"؛ ثم يطير أثناء عملية "التذرية" منفصلاً عن حبوب القمح.
ولحبة القمح وعاء ملازم لها، وهو القشرة التي تنفصل عن الحبة حين نطحن القمح، ونسميها "الردة" وهي نوعان: "ردة خشنة" و"ردة ناعمة". ومن عادة البعض أن يفصلوا الدقيق النقي عن "الردة"، وهؤلاء يتجاهلون ـ أو لا يعرفون ـ الحقيقة العلمية التي أكدت أن تناول الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض الخالي من "الردة" يصيب المعدة بالتلبك. فهذه القشرة الملازمة لحبة القمح ليست لحماية الحبة فقط؛ بل تحتوي على قيمة غذائية كبيرة.
وكان أغنياء الريف في مصر يقومون بتنقية الدقيق المطحون من "الردة" ويمسونه "الدقيقة العلامة"؛ الذي إن وضعت ملعقة منه في فمك؛ تشعر بالتلبك؛ أما إذا وضعت ملعقة من الدقيق الطبيعي الممتزج بما تحويه الحبة من "ردة"؛ فلن تشعر بهذا التلبك. ويمتن الله على عباده بذلك في قوله الحق:

{والحب ذو العصف والريحان "12"}
(سورة الرحمن)


وقد اهتدى علماء هذا العصر إلى القيمة الفاعلة في طحن القمح، مع الحفاظ على ما فيه من قشر القمح، وثبت لهم أن من يتناول الخبز المصنوع من الدقيق النقي للغاية؛ يعاني من ارتباك غذائي يلجئه إلى تناول خبز مصنوع من قشر القمح فقط، وهو ما يسمى "الخبز السن"؛ ليعوض في غذائه ما فقده من قيمة غذائية. وهنا يقول الحق سبحانه:

{فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون "47"}
(سورة يوسف)


وهكذا أخبر يوسف الساقي الذي جاء يطلب منه تأويل رؤيا الملك؛ بما يجب أن يفعلوه تحسباً للسنوات السبع العجاف التي تلي السبع سنوات المزدهرة بالخضرة والعطاء، فلا يأكلوا ملء البطون؛ بل يتناولوا من القمح على قدر الكفاف:

{إلا قليلا مما تأكلون "47"}
(سورة يوسف)


 

قديم 25-10-2011, 06:04 AM   #722
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 48

(ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون "48")
وهكذا أوضح يوسف عليه السلام ما سوف يحدث في مصر من جدب يستمر سبع سنوات عجاف بعد سبع سنوات من الزرع الذي يتطلب همة لا تفتر. وقوله سبحانه في وصف السبع "سنوات" بأنها:

{شداد "48"}
(سورة يوسف)


يعني: أن الجدب فيها سوف يجهد الناس؛ فإن لم تكن هناك حصيلة ثم تخزينها من محصول السبع السنوات السابقة، فقد تحدث المجاعة، وليعصم الناس بطونهم في السنوات السبع الأولى، وليأكلوا على قدر الضرورة؛ ليضمنوا مواجهة سنوات الجدب.
ونحن نعلم أن الإنسان يستبقي حياته بالتنفس والطعام والشراب؛ والطعام إنما يمري على الإنسان، ويعطيه قوة يواجه بها الحياة. ولكن أغلب طعامنا لا نهدف منه القوة فقط؛ بل نبغي منه المتعة أيضاً، ولو كان الإنسان يبغي سد غائلة الجوع فقط، لاكتفى بالطعام المسلوق، أو بالخبز والإدام فقط، لكننا نأكل للاستمتاع. ويتكلم الحق سبحانه عن ذلك فيقول:

{فكلوه هنيئاً مريئاً "4"}
(سورة النساء)


أي: بدون أن يضرك، ودون أن يلجئك هذا الطعام إلى المهضمات من العقاقير. وهذا هو المقصود من قول الحق سبحانه:

{هنيئاً "4"}
(سورة النساء)


أما المقصود بقوله:

{مريئاً "4"}
(سورة النساء)


فهو الطعام الذي يفيد ويمد الجسم بالطاقة فقط؛ وقد لا يستساغ طعمه. وهنا قال الحق سبحانه:

{ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون "48"}
(سورة يوسف)


وبطبيعة الحال نفهم أن السنوات ليست هي التي تأكل؛ بل البشر الذين يعيشون في تلك السنوات هم الذين يأكلون. ونحن نفهم ذلك؛ لأننا نعلم أن أي حدث يحتاج لزمان ولمكان؛ ومرة ينسب الحدث للزمان؛ ومرة ينسب الحدث للمكان. والمثال على نسبة الحدث للمكان هو قول الحق سبحانه:

{واسأل القرية التي كنا فيها والعير .. "82"}
(سورة يوسف)


وطبعاً نفهم أن المقصود هو سؤال أهل القرية التي كانوا فيها، وأصحاب القوافل التي كانت معهم. وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها؛ نجد الحدث منسوباً للزمان؛ وهم سيأكلون مما أحصنوا إلا قليلاً؛ لأنهم بعد أن يأكلوا لابد لهم من الاحتفاظ بكمية من الحبوب والبذور لاستخدامها كتقاوي في العام التالي لسبع سنوات موصوفة بالجدب.
وقوله تعالى:

{مما تحصنون "48"}
(سورة يوسف)


نجده من مادة "حصن" وتفيد الامتناع؛ ويقال: "أقاموا في داخل ?????" أي: أنهم إن هاجمهم الأعداء؛ يمتنعون عليهم؛ ولا يستطيعون الوصول إليهم. ويقول الحق سبحانه:

{والمحصن من النساء "24"}
(سورة النساء)


أي: الممتنعات عن عملية الفجور؛ وهن الحرائر. وأيضاً يقول الحق سبحانه:

{والتي أحصنت فرجها "91"}
(سورة الأنبياء)



 

قديم 25-10-2011, 06:04 AM   #723
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 49

(ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون "49")
ونلحظ أن هذا الأمر الذي تحدث عنه يوسف عليه السلام خارج عن تأويل الرؤيا؛ لأن ما احتوته رؤيا الملك هو سبع بقرات عجاف يأكلن سبع بقرات سمان؛ وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات.
وأنهى يوسف عليه السلام تأويل الرؤيا، وبعد ذلك جاء بحكم العقل على الأمور؛ حيث يعود الخصب العادي ليعطيهم مثلما كان يعطيهم من قبل ذلك. وهذا يمكن أن يطلق عليه "غوث"؛ لأننا نقول "أغث فلاناً" أي: أعن فلاناً: لأنه في حاجة للعون، والغيث ينزل من السماء لينهي الجدب.
وقوله:

{يغاث الناس .. "49"}
(سورة يوسف)


أي: يعانون بما يأتيهم من فضل الله بالضروري من قوت يمسك عليهم الحياة. ويذيل الحق سبحانه الآية بقوله:

{وفيه يعصرون "49"}
(سورة يوسف)


أي: ما يمكن عصره من حبوب أو ثمار؛ مثل: السمسم، والزيتون، والعنب، والقصب، أو البلح، وأنت لن تعصر تلك الحبوب أو الثمار إلا إذا كان عندك ما يفيض عن قوت ذاتك وقوت من تعول.
وهكذا أوضح لنا الحق سبحانه أنهم سوف يرزقون بخير يفيض عن الإغاثة؛ ولهم أن يدخروه، وما سبق في آيات الرؤيا وتأويلها هو حوار بين يوسف الصديق ـ عليه السلام ـ وبين ساقي الملك.


 

قديم 25-10-2011, 06:05 AM   #724
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 50

(وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم "50")
ومعنى ذلك أن الساقي ذهب إلى مجلس الملك مباشرة، ونقل له تأويل الرؤيا، وأصر الملك أن يأتوا له بهذا الرجل؛ فقد اقتنع بأنه يجب الاستفادة منه؛ وعاد الساقي ليخرج يوسف من السجن الذي هو فيه. لكنه فوجئ برفض يوسف للخروج من السجن، وقوله لمن جاء يصحبه إلى مجلس الملك:

{ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم "50"}
(سورة يوسف)


وهكذا حرص يوسف على ألا يستجيب لمن جاء يخلصه من عذاب السجن الذي هو فيه؛ إلا إذا برئت ساحته براءة يعرفها الملك؛ فقد يكون من المحتمل أنهم ستروها عن أذن الملك. وأراد يوسف عليه السلام بذلك أن يحقق الملك في ذلك الأمر مع هؤلاء النسوة اللاتي قطعن أيديهن؛ ودعونه إلى الفحشاء. واكتفى يوسف بالإشارة إلى ذلك بقوله:

{إن ربي بكيدهن عليم "50"}
(سورة يوسف)


ويخفي هذا القول في طياته ما قالته النسوة من قبل ليوسف بضرورة طاعة امرأة العزيز في طلبها للفحشاء. وهكذا نجد القصص القرآني وهو يعطينا العبرة التي تخدمنا في واقع الحياة؛ فليست تلك القصص للتسلية، بل هي للعبرة التي تخدمنا في قضايا الحياة.
وبراءة ساحة أي إنسان هو أمر مهم؛ كي تزول أي ريبة من الإنسان قبل أن يسند إليه أي عمل. وهكذا طلب يوسف عليه السلام إبراء ساحته، حتى لا يقولن قائل في وشاية أو إشاعة "همزاً أو لمزاً": أليس هذا يوسف صاحب الحكاية مع امرأة العزيز، وهو من راودته عن نفسه؟

<وهاهو رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول:
"عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه ـ والله يغفر له ـ حيث أرسل إليه ليستفتي في الرؤيا، وإن كنت أنا لم أفعل حتى أخرج، وعجبت من صبره وكرمه ـ والله يغفر له ـ أتى ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره، ولو كنت أنا لبادرت الباب، ولكنه أحب أن يكون له العذر">

<وشاء نبينا صلى الله عليه وسلم أن يوضح لنا مكانة يوسف من الصبر وعزة النفس والنزاهة والكرامة فقال صلى الله عليه وسلم:
"إن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم. قال ـ لو لبثت في السجن ما لبث، ثم جاءني الرسول أجبت">

ثم قرأ صلى الله عليه وسلم ـ:

{فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن .. "50"}
(سورة يوسف)


وهكذا بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم مكانة يوسف من الصبر والنزاهة، وخشيته أن يخرج من السجن فيشار إليه: هذا من راود امرأة سيده. وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم إشارة إلى مبالغة يوسف في ذلك الأمر، وكان من الأحوط أن يخرج من السجن، ثم يعمل على كشف براءته.
ومعنى ذلك أن الكريم لا يستغل المواقف استغلالاً أحمق، بل يأخذ كل موقف بقدره ويرتب له؛ وكان يوسف واثقاً من براءته، ولكنه أراد ألا يكون الملك آخر من يعلم.

<وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة">

وكان صلى الله عليه وسلم يرى أن الإيمان بالله يقتضي ألا يقف المؤمن موقف الريبة؛ لأن بعض الناس حين يرون نابها، قد تثير الغيرة من نباهته البعض؛ فيقولون عليه. لذلك فعليك أن تحتاط لنفسك؛ بألا تقف موقف الريبة، والأمر الذي تأتيك منه الريبة؛ عليك أن تبتعد عنه.

<ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد جاءته زوجه صفية بن حيي تزوره وهو معتكف في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة من العشاء، ثم قامت تنقلب ـ أي: تعود إلى حجرتها ـ فقام معها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند مسكن أم سلمة زوج رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم، مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نفذا، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي. قالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما ما قال. قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما">


 

قديم 25-10-2011, 06:05 AM   #725
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 51

(قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين "51")
ونعلم أن المراودة الأولى ليوسف كانت من امرأة العزيز؛ واستعصم يوسف، ثم دعت هي النسوة إلى مجلسها؛ وقطعن أيديهن حين فوجئن بجمال يوسف عليه السلام، وصدرت منهن إشارات، ودعوات إثارة وانفعال. قال عنها يوسف ما أورد الحق سبحانه:

{وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين "33"}
(سورة يوسف)


واستدعاهن الملك، وسألهن:

{ما خطبكن .. "51"}
(سورة يوسف)


والخطب: هو الحدث الجلل، فهو حدث غير عادي يتكلم به الناس؛ فهو ليس حديثاً بينهم وبين أنفسهم؛ بل يتكلمون عنه بحديث يصل إلى درجة تهتز لها المدينة؛ لأن مثل هذا الحادث قد وقع. ولذلك نجد إبراهيم عليه السلام، وقد قال لجماعة من الملائكة:

{قال فما خطبكم أيها المرسلون "31" قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين "32"}
(سورة الذاريات)


أي: أن الملائكة طمأنت إبراهيم عليه السلام؛ فهي في مهمة لعقاب قوم مجرمين. وموسى عليه السلام حين عاد إلى قومه، ووجد السامري قد صنع لهم عجلاً من الذهب الذي أخذوه من قوم فرعون نجده يقول السامري:

{قال فما خطبك يا سامري "95"}
(سورة طه)


وقول الملك هنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها:

{ما خطبكن إذا روادتن يوسف عن نفسه .. "51"}
(سورة يوسف)


يدل على أنه قد سمع الحكاية بتفاصيلها فاهتز لها؛ واعتبرها خطباً؛ مما يوضح لنا أن القيم هي القيم في كل زمان أو مكان. وبدأ النسوة الكلام، فقلن:

{حاش لله ما علمنا عليه نم سوءٍ .. "51"}
(سورة يوسف)


ولم يذكرن مسألة مراودتهن له، وكان الأمر المهم هو إبراء ساحة يوسف عند الملك. وقولهن:

{حاش لله .. "51"}
(سورة يوسف)


أي: ننزه يوسف عن هذا، وتنزيهنا ليوسف أمر من الله. وهنا تدخلت امرأة العزيز:

{قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق .. "51"}
(سورة يوسف)


أي: أنها أقرت بأنه لم يعد هناك مجال للستر، ووضح الحق بعد خفاء، وظهرت حصة الحق من حصة الباطل، ولابد من الاعتراف بما حدث:

{أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين "51"}
(سورة يوسف)



 

قديم 25-10-2011, 06:05 AM   #726
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 52

(ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين "52")
قالت ذلك حتى تعلن براءة يوسف عليه السلام، وأنها لم تنتهز فرصة غيابه في السجن وتنتقم منه؛ لأنه لم يستجب لمراودتها له، ولم تنسج له أثناء غيابه المؤامرات، والدسائس، والمكائد. وهذا يدلنا على أن شرة الإنسان قد تتوهج لغرض خاص، وحين يهدأ الغرض ويذهب، يعود الإنسان إلى توازنه الكمالي في نفسه، وقد يجعل من الزلة الأولى في خاطره وسيلة إلى الإحسان فيما ليس له فيه ضعف، كي تستر الحسنة السيئة، مصداقاً لقول الحق سبحانه:

{إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين "114"}
(سورة هود)


ولو أن إنساناً عمل سيئة وفضحه آخر عليها؛ فالفاضح لتلك السيئة إنما يحرم المجتمع من حسنات صاحب السيئة. ولذلك أقول: استروا سيئات المسيء؛ لأنها قد تلهمه أن يقدم من الخير ما يمحو به سيئاته. ولذلك قالوا: إذا استقرأت تاريخ الناس، أصحاب الأنفس القوية في الأخلاق والقيم؛ قد تجد لهم من الضعف هنات وسقطات؛ ويحاولون أن يعملوا الحسنات كي تذهب عنهم السيئات؛ لأن بال الواحد منهم مشغول بضعفه الذي يلهبه؛ فيندفع لفعل الخيرات. وبعد أن اعترفت امرأة العزيز بما فعلت؛ قالت:

{وإن الله لا يهدي كيد الخائنين "52"}
(سورة يوسف)



 

قديم 25-10-2011, 06:06 AM   #727
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 53

(وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم "53")
هذا القول من تمام كلام امرأة العزيز؛ وكأنها توضح سبب حضورها لهذا المجلس؛ فهي لم تحضر لتبرئ نفسها:

{إن النفس لأمارة بالسوء .. "53"}
(سورة يوسف)


ومجيء قول الحق سبحانه المؤكد أن النفس على إطلاقها أمارة بالسوء؛ يجعلنا نقول: إن يوسف أيضاً نفس بشرية. وقد قال بعض العلماء: إن هذا القول من كلام يوسف، كرد عليها حين قالت:

{أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين "51" ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين "52"}
(سورة يوسف)


وكان من المناسب أن يرد يوسف عليه السلام بالقول:

{وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم بي .. "53"}
(سورة يوسف)


ويمكن أن ينسب هذا القول إلى يوسف كلون من الحرص على ألا يلمسه غرور الإيمان، فهو كرسول من الله يعلم أن الله سبحانه هو الذي صرف كيدهن عنه. وهذا لون من رحمة الله به؛ فهو كبشر مجرد عن العصمة والمنهج من الممكن أن تحدث له الغواية؛ لكن الحق سبحانه عصمه من الزلل.
ومن لطف الله أن قال عن النفس: إنها أمارة بالسوء؛ وفي هذا توضيح كاف لطبيعة عمل النفس؛ فهي ليست آمرة بالسوء، بمعنى أنها تأمر الإنسان لتقع منه المعصية مرة واحدة وينتهي الأمر.
لا، بل انتبه أيها الإنسان إلى حقيقة عمل النفس، فهي دائماً أمارة بالسوء، وأنت تعلم أن التكليفات الإلهية كلها إما أوامر أو نواه، وقد تستقبل الأوامر كتكليف يشق على نفسك، وأنت تعلم أن النواهي تمنعك من أفعال قد تكون مرغوبة لك، لأنها في ظاهرها ممتعة، وتلبي نداء غرائز الإنسان.

<ولذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات">

أي: أن المعاصي قد تغريك، ولكن العاقل هو من يملك زمام نفسه، ويقدر العواقب البعيدة، ولا ينظر إلى اللذة العارضة الوقتية؛ إلا إذا نظر معها إلى الغاية التي توصله إليها تلك اللذة؛ لأن شيئاً قد تستلذ به لحظة قد تشقى به زمناً طويلاً.
ولذلك قلنا: إن الذي يسرف على نفسه غافل عن ثواب الطاعة وعن عذاب العقوبة، ولو استحضر الثواب على الطاعة، والعذاب على المعصية؛ لامتنع عن الإسراف عن نفسه.

<ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن">

إذن: فلحظة ارتكاب المعصية نجد الإنسان وهو يستر إيمانه؛ ولا يضع في باله أنه قد يموت قبل أن يتوب عن معصيته، أو قبل أن يكفر عنها. ويخطئ الإنسان في حساب عمره؛ لأن أحداً لا يعلم ميعاد أجله؛ أو الوقت الذي يفصل بينه وبين حساب المولى ـ عز وجل ـ له على المعاصي.

<وكل منا مطالب بأن يضع في حسبانه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "الموت القيامة، فمن مات فقد قامت قيامته">

<ولنا أسوة طيبة في عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وهو الخليفة الثالث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته، فسئل عن ذلك؛ وقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي إذا وقفت على قبر؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد">

لذلك فلا يستبعد أحد ميعاد لقائه بالموت. وتستمر الآية:

{إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم "53"}
(سورة يوسف)


ونعلم أن هناك ما يشفي من الداء، وهناك ما يحصن الإنسان، ويعطيه مناعة أن يصيبه الداء، والحق سبحانه غفور، بمعنى أنه يغفر الذنوب، ويمحوها، والحق سبحانه رحيم، بمعنى أنه يمنح الإنسان مناعة، فلا يصيبه الداء، فلا يقع في زلة أخرى. والحق سبحانه هو القائل:

{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين .. "82"}
(سورة الإسراء)



 

قديم 25-10-2011, 06:06 AM   #728
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 54

(وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين "54")
ونلحظ أن الملك قد قال:

{ائتوني به "54"}
(سورة يوسف)


مرتين، مرة: بعد أن سمع تأويل الرؤيا؛ لكن يوسف رفض الخروج من السجن إلا بعد أن تثبت براءته؛ أو: أنه خرج وحضر المواجهة مع النسوة بما فيهن امرأة العزيز. ورأى الملك في يوسف أخلاقاً رفيعة؛ وسعة علم. وانتهى اللقاء الأول ليتدبر الملك، ويفكر في صفات هذا الرجل والراحة النفسية التي ملأت نفس الملك؛ وكيف دخل هذا الرجل قلبه.
والمرة الثانية عندما أراد الملك أن يستخلصه لنفسه ويجعله مستشاراً له. ويورد الحق سبحانه هذا المعنى في قوله:

{ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين "54"}
(سورة يوسف)


وهذا الاستخلاص قد جاء بعد أن تكلم الملك مع يوسف، وبعد أن استشف خفة يوسف على نفسه؛ وتيقن الملك من بعد الحوار مع يوسف أنه رجل قد حفظ نفسه من أعنف الغرائز؛ غريزة الجنس.
وتيقن من أن يوسف تقبل السجن، وعاش فيه لفترة طالت؛ وهو صاحب علم، وقد ثبت ذلك بتأويل الرؤيا؛ وقد فعل ذلك وهو سجين، ولم يقبل الخروج منا لسجن إلا لإثبات براءته، أو بعد إثبات البراءة. ولكل ذلك صار من أهل الثقة عند الملك، الذي أعلن الأمر بقوله:

{إنك اليوم لدينا مكين أمين "54"}
(سورة يوسف)


وذلك ليسد باب الوشاية به، أو التآمر عليه. ومكانة "المكين" هي المكانة التي لا ينال منها أي أحد. ولذلك نجد الحق ـ سبحانه وتعالى ـ حينما تكلم عن الوحي من جبريل عليه السلام قال:

{إنه لقول رسولٍ كريمٍ "19" ذي قوة عند ذي العرش مكينٍ "20"}
(سورة التكوير)


فالمعنى: أن يوسف عليه السلام أهل للثقة عند الحاكم؛ وهو الذي سينفذ الأمور، وله صلة بالمحكومين، وإذا كان هو الممكن من عند الحاكم؛ فهو أيضاً أمين مع المحكومين. والمشكلة في مجتمعاتنا المعاصرة إنما تحدث عندما يرجح الحاكم من يراهم أهل الثقة على أهل الخبرة والأمانة، فتختل موازين العدل.
وعلى الحاكم الذكي أن يختار الذين يتمتعون بالأمرين معاً: أمانة على المحكوم؛ وثقة عند الحاكم. وبهذا تعتدل الحياة على منهج الله. وحين سمع يوسف عليه السلام هذا الكلام من الحاكم:

{إنك اليوم لدينا مكين أمين "54"}
(سورة يوسف)


قرر أن يطلب منه شيئاً يتعلق بتعبيره لرؤياه، التي سبق أن أولها يوسف:

{قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون "47" ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون "48" ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون "49"}
(سورة يوسف)



 

قديم 25-10-2011, 06:06 AM   #729
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 55

(قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم "55")
وهذا القول تأكيد لثقة يوسف أن القادم في هذا البلد يحتاج لحكمة إدارة، لا تبعثر ما سوف يأتي في سنين الخصب؛ لتضمن الاطمئنان في سنين الشدة، وتلك مهمة تتطلب الحفظ والعلم. وقد تقدم ما يثبت أن هاتين الصفتين يتحلى بهما يوسف عليه السلام. وقد يقول قائل: أليس في قول يوسف شبهة طلب الولاية؟ والقاعدة تقول: إن طالب الولاية لا يولى.
فيوسف عليه السلام لم يطلب ولاية، وإنما طلب الإصلاح ليتخذ من إصلاحه سبيلاً لدعوته وتحقيقاً لرسالته، حيث أنه كان آمراً فيستجاب، ولم يكن مأموراً للإيجاب حيث أنه كان واثقاً بالإيمان ومؤمناً بوثوق. وقد تأتي ظروف لا تحتمل التجربة مع الناس، فمن يثق بنفسه أنه قادر على القيام بالمهمة فله أن يعرض نفسه.
ومثال ذلك: لنفترض أن قوماً قد ركبوا سفينة؛ ثم هاجت الرياح وهبت العاصفة؛ وتعقدت الأمور؛ وارتبك القبطان، وجاءه من يخبره أنه قادر على أن يحل له هذا الأمر، ويحسن إدارة قيادة المركب، وسبق للقبطان أن علم عنه ذلك. هنا يجب على القبطان أن يسمح لهذا الخبير بقيادة السفينة؛ وبعد أن ينتهي الموقف؛ على القبطان أن يوجه الشكر لهذا الخبير؛ ويعود لقيادة السفينة.
إذن: فمن حق الإنسان أن يطلب الولاية إذا تعين عليه ذلك، بأن يرى أمراً يتعرض له غير ذي خبرة يفسد هذا الأمر، وهو يعلم وجه الصلاح فيه. وهنا يكون التدخل فرض عين من أجل إنقاذ المجتمع. وفي مثل هذه الحالة نجد من طلب الولاية وهو يملك شجاعتين:
الشجاعة الأولى: أنه طلب الولاية لنفسه؛ لثقته في إنجاح المهمة.
والشجاعة الثانية: إنه حجب من ليس له خبرة أن يتولى منصباً لا يعلم إدارته، وبهذا يصير الباطل متصرفاً. وبذلك يظهر وجه الحق؛ ويزيل سيطرة الباطل. ولذلك نجد يوسف عليه السلام يقول للملك:

{اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم "55"}
(سورة يوسف)


والخزائن يوجد فيها ما يمكن السيطرة عليها من قيادة الاقتصاد. وقالوا: إن يوسف طلب من الملك أن يجعله على خزائن الأرض، لوضع سياسة اقتصادية يواجهون بها سبع سنين من الجدب، وتلك مسألة تتطلب حكمة وحفظاً وعلماً.
وكان يوسف عليه السلام يأخذ من كل راغب في الميرة الأثمان من ذهب وفضة، ومن لا يملك ذهباً وفضة كان يحضر الجواهر من الأحجار الكريمة؛ أو يأتي بالدواب ليأخذ مقابلها طعاماً. ومن لا يملك كان يحضر بعضاً من أبنائه للاسترقاق، أي: يقول رب الأسرة الفقيرة: خذ هذا الولد ليكون عبداً لقاء أن آخذ طعاماً لبقية أفراد الأسرة.
وكان يوسف عليه السلام يحسن إدارة الأمر في سنوات الجدب ليشد كل إنسان الحزام على البطن، فلا يأكل الواحد في سبعة أمعاء بل يأكل في معي واحد،

<كما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء">

وكان التموين في سنوات الجدب يقتضي دقة التخطيط، ولا يحتمل أي إسراف. ومادام لكل شيء ثمن يجب أن يدفع، فكل إنسان سيأخذ على قدر ما معه، وبعد أن انتهت سنوات الجدب، وجاءت سنوات الرخاء؛ أعاد يوسف لكل إنسان ما أخذه منه.
وحين سئل: ولماذا أخذت منهم مادمت قد قررت أن ترد لهم ما أخذته؟
أجاب: كي يأخذ كل إنسان في أقل الحدود التي تكفيه في سنوات الجدب.
ومثل هذا يحدث عندنا حين نجد البعض، وهو يشتري الخبز المدعم ليطعم به الماشية، وحين يرتفع ثمن الخبز نجد كل إنسان يشتري في حدود ما معه من نقود، ويحرص على ألا يلقي مما اشترى شيئاً. وكانت قدرة الدولة أيام الجفاف محدودة؛ لذلك وجب على كل فرد أن يعمل لنفسه.
ونحن نرى ذلك الأمر، وهو يتكرر في حياتنا؛ فحين لا يجد أحد ثمن اللحم فقد لا تهفو نفسه إلى اللحم، وقد يعلن في كبرياء: "إن معدتي لم تعد تتحمل اللحم". وقد يعلن الفقير حبه للسمك الصغير؛ لأن لحمه طيب، عكس السمك الكبير الذي يكون لحمه "متفلاً"، أو يعلن إعجابه بالفجل الطازج، لأنه لذيذ الطعم.
وقديماً في بدايات العمر كنا حين ندخل إلى المنزل، ونحن نعيش بعيداً عن بيوت الأهل في سنوات الدراسة، ولا نجد إلا قرصاً واحداً من "الطعمية"، كنا نقسم هذا القرص ليكفي آخر لقمة في الرغيف، أما إذا دخلنا ووجدنا خمسة أقراص من الطعمية، فكان الواحد منا يأكل نصف قرص من الطعمية مع لقمة واحدة.


 

قديم 25-10-2011, 06:07 AM   #730
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 56

(وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين"56")
وهكذا كان تمكين الله ليوسف عليه السلام في الأرض، بحيث أدار شئون مصر بصورة حازمة؛ عادلة؛ فلما جاء الجدب؛ لم يأتها وحدها؛ بل عم البلاد التي حولها. بدليل أن هناك أناساً من بلاد أخرى لجئوا يطلبون رزقهم منها؛ والمثل: إخوة يوسف الذين جاءوا من الشام يطلبون طعاماً لهم ولمن ينتظرهم في بلادهم، فهذا دليل على أن رقعة الشدة كانت شاسعة. وقول الحق سبحانه:

{وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء .. "56"}
(سورة يوسف)


نفهم منه أنه جعل لنفسه بيتاً في أكثر من مكان؛ ولا يظنن ظان أن هذا لون من اتساع أماكن الترف. لكن: لماذا لا ننظر إليها بعيون تكشف حقيقة رجال الإدارة في بعض البلاد؛ فما أن يعلموا بوجود بيت للحاكم في منطقة ما؛ وقد يزوره؛ فهم يعتنون بكل المنطقة التي يقع فيها هذا البيت.
وهذا ما نراه في حياتنا المعاصرة، فحين يزور الحاكم منطقة ما فهم يعيدون رصف الشوارع؛ ويصلحون المرافق؛ وقد يحضرون أصص الزرع ليجملوا المكان. فما بالك إن علموا بوجود بيت للحاكم في مكان ما؟ لابد أنهم سيوالون العناية بكل التفاصيل المتعلقة بالمرافق في هذا الموقع. إذن: فقول الحق سبحانه هنا عن يوسف عليه السلام:

{يتبوأ منها حيث يشاء .. "56"}
(سورة يوسف)


يعني: شيوع العناية بالخدمات لكل الذين يسكنون في هذا البلد؛ فلا تأخذ الأمر على أنه ترف وشرف، بل خذ هذا القول على أنه تكليف سينتفع به المحيطون، سواء كانوا مقصودين به أو غير مقصودين. وتلك لقطة توضح أن التبوء حيث يشاء ليس رحمة به فقط؛ ولكنه رحمة بالناس أيضاً. ولذلك يقول الحق سبحانه في نفس الآية:

{نصيب برحمتنا من نشاء .. "56"}
(سورة يوسف)


فمن كان يحيا بلا مياه صالحة للشرب ستصله المياه النقية؛ ومن كان يشقى من أجل أن يعيش في مكان مريح ستتحول المنطقة التي يسكن فيها إلى مكان مريح به كل مستلزمات العصر الذي يحيا فيه.
فيوسف الممكن في الأرض له مسكن مجاور له؛ وسيجد العناية من قبل الجهاز الإداري حيثما ذهب، وتغمر العناية الجميع، رحمة من الله له، وللناس من حوله. وينهي الحق سبحانه الآية الكريمة بقوله:

{ولا نضيع أجر المحسنين "56"}
(سورة يوسف)



 

قديم 25-10-2011, 06:07 AM   #731
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 57

(ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون "57")
ويوضح ـ هنا ـ سبحانه أنه لا يجزي المحسنين في الدنيا فقط؛ ولكن يجازيهم بخير أبقى في الآخرة. وكلمة "خير" تستعمل استعمالين:
الأول: هو أن شيئاً خير من شيء آخر؛ أي: أنهما شركاء في الخير، وهو المعنى المقصود هنا،
<والمثال: هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصاب شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان">

والاستعمال الثاني لكلمة "خير": هو خير مقابله شر، والمثال: هو قول الحق تبارك وتعالى:

{فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره "7" ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره "8"}
(سورة الزلزلة)


والحق سبحانه يريد أن يعتدل ميزان حركة الحياة، لن يعتدل ميزان حركة الحياة بأن نقول للإنسان على إطلاقه: سوف تأخذ أجر عملك الطيب في الآخرة؛ لأن المؤمن وحده هو الذي سيصدق ذلك.
أما الكافر فقد يظلم ويسفك الدماء، ويسرق ويستشري الفساد في الأرض. ولذلك شاء الحق سبحانه أن يجعل الجزاء نوعين: جزاء في الدنيا لمن يحسن، سواء أكان مؤمناً أو كافراً؛ وجزاءً في الآخر يختص به الحق سبحانه المؤمنين به. والحق سبحانه يقول هنا:

{ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون "57"}
(سورة يوسف)


أي: أنه أكثر خيراً من جزاء الدنيا؛ لأن جزاء الآخرة يدوم أبداً، على عكس خير الدنيا الذي قد تفوته أو يفوتك، بحكم أن الدنيا موقوتة بالنسبة لك بعمرك فيها؛ ولكن الآخرة لها الديمومة التي شاءها الله سبحانه. ويقول الحق سبحانه بعد ذلك عن إخوة يوسف:


 

قديم 25-10-2011, 06:07 AM   #732
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 58

(وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون "58")
وقد عرفهم يوسف؛ لكنهم لم يعرفوه، فقد ألقوه في الجب صغيراً؛ ومرت رحلته في الحياة بعد أن عثر عليه بعض السيارة؛ وباعوه لعزيز مصر، لتمر به الأحداث المتتابعة بما فيها من نضج جسدي وحسن فائق، ومراودة من امرأة العزيز، ثم سنوات السجن السبع. ولكل حدث من تلك الأحداث أثر على ملامح الإنسان؛ فضلاً عن أنهم جاءوه وهو في منصبه العالي، بما يفرضه عليه من وجاهة في الهيئة والملبس.
أما هو فقد عرفهم؛ لأنه قد تركهم وهم كبار، وقد تحددت ملامحهم، ونعلم أن الإنسان حين يمر عليه عقد من الزمان؛ فهذا الزمن قد يزيد من تحديد ملامحه، إذا ما كان كبيراً ناضجاً، لكنه لا يغيرها مثلما يغير الزمن ملامح الطفل حين يكبر ويصل إلى النضج.
والذي دفعهم إلى المجيء هو القحط الذي لم يؤثر على مصر وحدها؛ بل أثر أيضاً على المناطق المجاورة لها. وذاع أمر يوسف عليه السلام الذي اختزن الأقوات تحسباً لذلك القحط؛ وقد أرسلهم أبوهم ليطلبوا منه الميزة والطعام، ولم يتخيلوا بأي حال أن يكون من أمامهم هو أخوهم الذي ألقوه في الجب.


 

قديم 25-10-2011, 06:07 AM   #733
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 59

(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين "59")
ولابد أنه قد تكلم معهم عن أحوالهم، وتركهم يحكون له عن أبيهم وأخيهم، وأنهم قد طلبوا الميرة؛ وأمر بتجهيزها لهم. وكلمة "الجهاز" تطلق هنا على ما تسبب في انتقالهم من موطنهم إلى لقاء يوسف طلباً للميرة. وطلب منهم ـ من بعد ذلك ـ أن يأتوا بأخيهم "بنيامين" معهم، وقال لهم:

{ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين "59"}
(سورة يوسف)


وفي هذا تذكير لهم بأنه يوفي الكيل تماماً، وفيما يبدو أنهم طلبوا منه زيادة في الميرة؛ بدعوى أن لهم أخاً تركوه مع أبيهم الشيخ العجوز، فطلب منهم يوسف أن يحضروا أخاهم كي يزيد لهم كيلاً إضافياً؛ لأنه لا يحب أن يعطي أحداً دون دليل واضح؛ التزاماً منه بالعدل. وكان كل منهم قد أتى على بعير، عليه بضائع يدفعونها كأثمان لما يأخذونه، وحين يحضرون ومعهم أخوهم سيأخذون كيل بعير فوق ما أخذوه هذه المرة.
وهم قد قالوا لأبيهم هذا القول، حينما سألوه عن إرسال أخيهم معهم لمصاحبتهم في الرحلة حسب طلب يوسف عليه السلام؛ لذلك تقول الآية:

{ونزداد كيل بعيرٍ .. "65"}
(سورة يوسف)


وقوله:

{وأنا خير المنزلين "59"}
(سورة يوسف)


يعني: أنه يرحب بالضيوف؛ وقد لمسوا ذلك بحسن المكان الذي نزلوا فيه. بما فيه من راحة وطيب الاستقبال، ووجود كل ما يحتاجه الضيف في إقامته. وكلمة "منزل" في ظاهر الأمر أنها ضد معلي، وحقيقة المعنى هو: منزل من الذي ينزل بالمكان الموجود به كل مطلوبات حياته. والحق سبحانه يقول عن الجنة:

{نزلاً من غفورٍ رحيمٍ "32"}
(سورة فصلت)


أي: أنه سبحانه قد أعد الجنة بما يفوق خيال البشر؛ وبمطلق صفات المغفرة والرحمة، وإذا كان المولى عز وجل هو الذي يعد؛ فلابد أن يكون ما أعده فوق خيال البشر.
وقلت لإخواني الذين بهروا بفندق راق في سان فرانسيسكو: إن الإنسان حين يرى أمراً طيباً، أو شيئاً راقياً، أو جميلاً عند إنسان آخر سيستقبلها بواحد من استقبالين: تظهر نفسه فيه؛ فإن كان حقوداً فسينظر للأشياء بكراهية وبحقد، وإن كان مؤمنا يفرح ويقول:
هذه النعمة التي أراها تزيد من عشقي في الجنة؛ لأن تلك النعمة التي أراها قد صنعها بشر لبشر؛ فماذا عن صنع الله للجنة؟ وهو من خلق الكون كله بما فيه من بشر؟ ودائماً أقول: ما رأيت نعيماً عند أحد إلا ازداد إيماني، بأن الذي أراه من نعمة قد أعده البشر للبشر؛ فما بالنا بما أعده خالق البشر للمؤمنين من البشر؟
أما من ينظر نظرة حقد إلى النعمة عند الغير؛ فهو يحرم نفسه من صبابة النعمة عند الغير؛ لأن النعمة لها صبابة عند صاحبها، وتتعلق به، وإن فرحت بالنعمة عند إنسان؛ فثق أن النعمة ستطرق بابك، وإن كرهتها عند غيرك؛ كرهت النعمة أن تأتي إليك.
فإن أردت الخير الذي عند غيرك؛ عليك أن تحب النعمة التي عند هذا الغير؛ لتسعى النعمة إليك؛ دون أن تتكلف عبء إدارة هذه النعمة أو صيانتها؛ لأنها ستأتي إليك بقدرة الحق سبحانه. وقول يوسف عليه السلام في هذه الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها:

{وأنا خير المنزلين "59"}
(سورة يوسف)


هو إخبار منه يؤكد ما استقبلهم به من عدل، وتوفيه للكيل، وحسن الضيافة، ولاشك أنهم حين يحضرون أخاهم سيجدون نفس الاستقبال. ويواصل الحق سبحانه ما جاء على لسان يوسف:


 

قديم 25-10-2011, 06:08 AM   #734
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 60

(فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون "60")
ويوسف يعلم مقدماً صعوبة أن يأمنهم أبوهم على أخيهم؛ لذلك وجه إليهم هذا الإنذار:

{فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي .. "60"}
(سورة يوسف)


قال لهم ذلك، وهو يعلم أن المعاد معاد قحط وجدب ومجاعة. وأضاف يوسف:

{ولا تقربون "60"}
(سورة يوسف)


أي: لا تأتوا ناحية هذا البلد الذي أحكمه؛ ولذلك سنجدهم يقولون لأبيهم من بعد ذلك:

{يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون "63"}
(سورة يوسف)


 

قديم 25-10-2011, 06:08 AM   #735
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 61

(قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون "61")
وقولهم:

{سنراود عنه أباه .. "61"}
(سورة يوسف)


يعني: أن الأمر ليس سهلاً؛ وهم يعرفون ماذا فعلوا من قبل مع يوسف، والمراودة تعني أخذ ورد، وتحتاج إلى احتيال؛ وسبق المعنى في قوله الحق سبحانه:

{وراودته التي هو في بيتها عن نفسه "23"}
(سورة يوسف)


وأكدوا قولهم:

{وإنا لفاعلون "61"}
(سورة يوسف)


 

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا