معضلات الدواء النفسي

معضلات الدواء النفسي

معضلات الدواء النفسي
بسم الله الرحمن الرحيم

كثير من الذين يستخدمون الدواء النفسي تعترضهم كثير من الاشكالات والتساؤلات وذلك حين تعرضهم لمجموعة من الاعراض الجانبية التي تزعجهم بل تقود مجموعة منهم الى ترك الدواء بالكلية وعدم اكمال الكورس العلاجي
وحديثي اليوم عن معضلات الدواء النفسي هو فيما يخص الجانب العصابي لا العقلي الذهاني وفق تقسيمات اساطين الطب النفسي في العالم اي عن العلاجات التي تعالج القلق والتوتر والاكتئاب والوساوس والمخاوف العامة والخاصة

ولأن الأطباء في العالم العربي او الغربي باتو يصرفون مجموعة معينة من الادويه نادرا ما يخرجون عنها وهي التي يطلق عليها (ssri) مثبطات استرجاع السيراتونين وهي الستة المشهورة
بروزاك- فافرين- سيروكسات- سبرام- سبراليكس- لوسترال ) ومعها المجموعة الاخرى القريبه منها وهي
افيكسور - سيمالبتا
فالمجموعة الاولى يقال انها سيرتونية انتقائية اي ان عملها حصري وقوي على مادة السيراتونين وتقوية في تركيزها في الخلايا العصبية ... مع انها في الحقيقة قد تلعب على اوتار مواد ونواقل اخرى فمثلا يقال ان لوسترال بالجرعات العالية يؤثر على الدوبامين وان فافرين يؤثر على الدوبامين وجابا وهكذا لكن من حيث الجملة فانها تؤثر على السيراتونين بشكل واضح
والمجموعة الثانية تؤثر على السيراتونين والنورادرنالين فافيكسور يؤثر على السيراتونين فقط في الجرع المتوسطه والصغيره فان زادت الجرعة أثر على الناقل الاخر

هذه الادوية اعلاه ..
هي أكثر ما يوصف في العالم في جانب الدواء النفسي العصابي فدخول اي مريض على اي طبيب نفسي ومن ثم قيام الطبيب بتشخيص الحالة انها عصابية وان المريض يعاني من
1- قلق او 2- اكتئاب 3- وسواس قهري 4- مخاوف عامة او محددة فان العلاج بلا ريب سيكون من خلال الادوية اعلاه في اغلب الاحوال وهناك استثناءات مثل ان يكون المريض حالته المادية صعبه ودخله ضعيف فممكن ان يتم تحويله للادوية القديمة لانها ارخص ثمنا وهكذا
وسبب اختيار هذه الادوية تحديدا انها أقل من ناحية الاعراض الجانبية !! من التي كانت تسببها الادوية القديمة هكذا يقول الأطباء! وأنها اكثر أمانا .. لكن دعونا نقوم بتحليل هذا الامر بشكل منطقي بصورة سريعة
لو قلنا ان من ابرز علاجات الجيل الاول هو تفرانيل !
وهناك من زار الطبيب لانه يعاني من اكتئاب وقلق فالطبيب ربما يصرف له علاجا جديدا مثل افيكسور! ويقول انه أسلم من تفرانيل لماذا ؟
يقال ( ان تفرانيل يسبب جفافا في الفم وامساك شديد ونعاس وسمنة وخفقان)!
حسنا دعونا نتوقف مع افيكسور لنرى هل هناك فارق واقعي؟ افيكسور في الحقيقه لا يسبب جفافا في الفم واضح وربما لا يحس به لكنه يسبب امساكا شديدا ولا أنسى اني قرأت قصة مضحكة لأحدهم الذي ذكر في مقال له يتحدث فيه عن قصة اصابته بالبواسير بسبب افيكسور! وافيكسور يسبب غثيانا متعبا في اول الايام لا يسببه تفرانيل ابدا وافيسكور يسبب صداعا احيانا لا يسببه تفرانيل ونعاسا مماثلا لتفرانيل او اشد وسمنة تفوق السمنه مع تفرانيل بلا شك في اغلب الناس وتأثيره على الناحية الجنسية أشد من تفرانيل بلا ريب فعن أي جيل جديد أسلم نتحدث؟ أليس الأمر بحاجة الى تأمل؟
نعود الى المحور المهم في رحلة الدواء النفسي .. في عهده الجديد
المشكلة الأولى ( السمنة)
الحديث عن السمنة أمر حساس جدا جدا وذلك لأنه حتى من يصاب بها فانه يكرهها ولا يحب ذكرها وكذلك من هو معافى منها فانه يخاف منها وذلك لاننا كل يوم نستمع الى مصائب تسببها السمنة ! السكر والضغط وغيرها
فالحديث عن هذه الادوية الحديثة من هذه الحيثية حديث محرج ومزعج ومقلق لماذا؟
لانها الخيار المتاح الآمن ولكنها تسبب سمنة ! أحدهم قال في منتدى اجنبي يتحدث عن سيروكسات فيقول ( اذا اردت ان تكون دبا يضحك حتى الصباح فاختر سيروكسات) يقصد انك ستكون سعيدا ولكنك بدين! وحكاية القصه والرواية عن السمنة وهذه الادوية يجب ان يكون جادا ويجب ان يتخلى الاطباء عن كثرة المنازعة في هذا كأن يقول احدهم ( لوسترال لا يسبب السمنة حسب الدراسات ولكنه بالعكس قد ينقص الوزن) وأكثر الناس بشهادة الاطباء يزيد وزنه عليه في خلال أشهر بل هناك من زاد وزنه على لوسترال الذي يعد محايدا عند كثيرين اكثر من 30 كيلو في سنة واحده وربما يعرف بعضنا الدكتور ستوارت الذي هاجم بعض الادوية بصورة قوية في مقالات له حين قال انه يعرف مرضى استعملوا بروزاك والذي يعد محايدا جدا للوزن انه زاد وزنه اكثر من 20 كيلو في سنه واحده

وهناك الكثيرون الذي كان سبب توقفهم عن الدواء هو السمنه فقط مما سبب لهم انتكاسات
واشد هذه الادوية في هذا الاطار سيروكسات الذي ثبت للكثيرين وبات يقينا انه يزيد الوزن بصورة بشعة احيانا والحديث هنا عن عشرات الكيلوات التي تجنيها منه في جرعات صغيره وفي اوقات يسيره
المدهش في الامر ان هذه الزيادة يصعب ايقافها او التحكم فيها في كثير من الاحيان حيث بات يقينا عند الكثيرين انه لو انك
1- تمارس تمارين رياضيه شاقه وتمشي ساعات في اليوم وطوال الاسبوع
2- تنضبط في اكلك انضابطا كاملا
فانك لن تفقد كيلو واحد
بل ثبت في حالات ليست قليلة ومثبته في شهادات ادلي بها في محاكمات قانونية قدمت لمقاضات شركات الادويه انه وبعد مضي أشهر من ترك العلاج احيانا لا تستطيع انزال وزنك وهناك شك كبير في ان هذه الادوية تؤثر على عمليات الايض والاحراق في الجسم مما يستحيل معه عمل رجيم او حمية غذائية للسيطرة على الوزن
قد يكون من حيث التأمل ان يكون اشد هذه الادوية تأثيرا في السمنة ومساهمة فيها هو سيروكسات ثم سبراليكس ثم يتساوا سبرام ولوسترال وافيسكور ثم فافرين وبروزاك
والامر هنا نسبي حيث يوجد اناس ازدادت اوزانهم على بروزاك اكثر من سيروكسات وهكذا كما انه يوجد حالات لمن لم تزد اوزانهم لكن الكلام على الاعم الاغلب
اذن لابد من اطلاع المريض على هذه الحقيقة وهذه المعضلة قبل استعمال الدواء فيقال له عن تفاصيل هذه القضيه والا يقال له كما يقال للكثيرين وبكل سهولة ( هذه الزياده بسيطه جدااا ولا تحدث الا لقلة فقد بات هذا الامر مضحكا للكثيرين والسؤال هنا ترى هل سيقبل احدهم ان يكون سعيدا مقابل وزن ثقيل؟ ربما!
المعضلة الثانية
الجانب الجنسي
هذه الادوية تحدث في الكثيرين اشكالات جنسية تتعلق بثلاثة امور
1- تأخير القذف
2- تشويه النشوة الجنسية ومقدماتها
3- تعطيل الرغبة
ولا احد يشك ان الجانب الجنسي يحظى ويستحوذ على اهتمام وتفكير الجميع ولاشك ان هذه الاشكاليات التي احدثتها هذه الادوية انها ساهمت في تدمير او تقليل هذا الجانب وهو على قدر مهم في نفوس الناس مقابل احاسهم بمصالح اخرى فكأنها مقايضة ولكن اذا كنت تأخذ امرا مهما في حياة الناس وتعطيهم شيئا مهما اخر فانت لم تقدم شيئا كبيرا حيث سيمكثون وقتا طويلا في التفكير في التخلص من هذه المشكلة وسيلفون ويدورون ولن يجدوا حلا في النهاية
فهذه الادويه وخاصه جميعها في الجرع المتوسطة او الكبيرة تؤثر وبقوه على هذه الناحية على اكثر من 80% من مستخدميها

المعضلة الثالثة
الخمول والكسل
جميع الادوية اعلاه عدا بروزاك تسبب في الجرع المتوسطه والعاليه كسلا وخمولا غير معقول وهذا مسجل بشهادات الألوف بل مئات الألوف والأطباء يعرفون من استنطاق مرضاهم هذا الامر فالنعاس الشديد والكسل والنوم لساعات طويلة كل هذا الامر يقدم عليه المريض مقابل ان يكون جريئا او ان يزول عنه الاكتئاب او ان تزول عنه الوساوس ويبقى هذا الامر خيارا خاصا بالمريض لكنه امر يجب ان يعلمه تماما قبل الخوض فيه فهل هو على استعداد ان يقدم هذا الامر مقابل ما يريده من العلاج فكثير من مستخدمي هذه العلاجات يمكثون اغلب وقتهم في السرير وفي وقت العمل تجدهم يعانون من النعاس الذي يعرف الاطباء من مرضاهم انهم يسمونه ( النعاس الصباحي)! وهو امر مزعج جدا وفي بعض الجرع تجده امرا لا يتحمل مطلقا
المعضلة الرابعة
الانسحاب
لن ادخل في اشكالية كبرى لا داعي لها وهي عن اتهام بعض الاطباء في العالم وبعض المحامين الذين نصبهم بعض من عانى من هذه الادوية من اعراض الانسحاب انها ادوية ادمانيه فالقول انها ادمانية يحتاج الى ادلة اقوى لكن الذي نقدر ان نقوله هنا ان اعراض الانسحاب تبقى حجر عثرة في طريق الكثيرين
والكثيرون من المرضى لا يعلمون ولا يقال لهم اصلا ان هذه الادويه تحتاج الى اسابيع من القلق في اولها وشهور من القلق والانسحابات المتعبه في حال ترك الدواء وان الانس والسعادة يقبع فقط في أثناء الاستعمال وانا وقعت على ورقة لطبيب عالمي امريكي مشهور جدا يكتب فيها لمريضه طريقة سحبه لعلاج سيروكسات بالتدرج على فترة سنه كامله لا تعليق
الامر ليس ضحكه فالانسحاب امر متعب جدا للمريض ويحتاج الى تدرج شديد جدا جدا وهذا امر يجب ان يدركه المريض تماما وخاصه مع بعض العلاجات التي نصف عمرها قصير مثل سيروكسات وفافرين وافيكسور وسيمبالتا الا ان بروزاك نظرا لان نصف عمر الدواء طويل نسبيا يصل الى اسبوع ولافرازاته الثانوية فانه لا يسبب هذه المشكلات غالبا

بعض الحلول
- ان الدواء النفسي يجب ان يعود كما كان يتعامل معه الاطباء قديما حين كانو يتحوطون مع المرضى نظرا لكثرة اعراض الادوية الجانبية فكانوا لا يصرفونها الا في اطر ضيقة اما الان فيندر ان يدخل مريض على طبيب الا وصرف له علاجا من دون ان يعرف المريض على كثير من هذه الاشكاليات
-ان يصرف الدواء في الحالات الصعبة جدا والتي تستدعي تدخل دوائي ملح جدا
- ان يكون اختيار الطبيب للعلاج وفق قلة مشكلاته للمريض مع وجود الفائده اليسيره بدلا من اختيار العلاج الاقوى لكنه يسبب مشكلات كبرى
-ان يكون وقت استعمال الدواء 6 شهور فحسب الا في الحالات النادره والمطبقة ولا يشجع المريض على الاطالة في استعمال الدواء مع ضرورة تكثيف العلاج السلوكي بشكل واضح جدا
- ان يعان المريض في عمليات سحب الدواء ان يكون بتدرج شديد ومتأني
- ان يكون صرف الأدوية بناء على اصغر الجرعات ويتم انتظار فائدتها لفترات من شهرين الى 3 قبل زيادة الجرع وذلك تفاديا لمشكلات الانسحاب والسمنة والخمول والمشاكل الجنسية
-هناك دول كانت شجاعه جدا وقامت بوقف الدواء النفسي الذي بات ضرره اكثر من نفعه !!!!!!

والله الموفق

المصدر: نفساني

عليكم السلام ورحمه الله

اخي الفاضل اتمنى ارفاق السند العلمي في الموضوع

هل الموضوع من طبيب نفسي ثقه ! او من بنات أفكار شخص اراد ان يكتب تجربه شخصيه ..

لان الانترنت اصبح جزء من المعلومات التي فيه ( مغلوطه )