عندما ينتحر الفيلسوف

عندما ينتحر الفيلسوف

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت احاول ان أتخيل المرحلة التي يبلغها الأنسان من العجز حتى يقرر الأنتحار ،فتذكرت ان هناك من الكبار من يبرر الأنتحار وهذا نموذج :
عمر الخيام ابدع بلاغيا حتى أنه اغرى سيدة الغناء العربي فشدت برباعياته التي قال فيها بعبارات خلابه :

لبست ثوب العيش لم استشر
وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف انضو الثوب عني
ولم ادرك لما جئت اين المفر

ولكنه مع الأسف سقط فلسفيا عندما قال : لبست ثوب العيش لم استشر !!!
فهو بذلك يطلب من الله عزوجل ان يستشير العدم !!!!!؟؟
فالأنسان قبل ان يخلق كان عدما فكيف يستشر ؟؟؟

ثم بعد ان خلق واصبح له كيان فما فائدة السؤال ؟؟؟
ومع ذلك كله منح الله بحكمته القدرة للأنسان ليخلع ثوب الحياة بالأنتحار .......اما موضوع الجزاء على الأنتحار فهو قضية اخرى ساتحدث عنها في حينها .
ثم يقول الفيلسوف : لم ادرك لماذا جئت اين المفر ؟
وهو سؤال العاجز اذ ان التدرج الفلسفي منذ زمن فلاسفة اليونان ادركوا العدالة الألاهية والقدرة المطلقة وذلك (باستجواب الطبيعة )واطلقوا مصطلح واجب الوجود على الله عزوجل .فايماننا بعدالة السماء تضمن لنا ان وجودنا هو اعظم امتياز يمكن ان يحققه البشر ،
ذلك ان الله منحنا قدرات غاية في المتعه والجاذبية للأستمتاع بالحياة .
فالعالم في مختبره لايعلو على سعادته سعادة عندما يخترق المجهول ويكتشف سر من اسرار الله في خلقه .
لذا فالأنسان لديه الآلة لأختراق الكون والنفس وليس عليه الا ان يتأمل فيما حوله وخير التأمل ماكان بصحبة شريك لأفكارك حتى ينقشع الضباب وتكون على ربوة تمنحك سياحة على حدود الحياة
a::2

المصدر: نفساني

يقول سقراط : ( ان الفلسفة هي الصمت والتأمل) , واستجواب الطبيعة لايكون الا بصمت وتأمل ,
ولكن كثييرين يحاولون التأمل بصمت ولكنهم يفشلوا ويصلوا الى طريق مسدود ,
والسبب في ذلك انهم لم يبلغوا درجة الأنسجام بين الجسد والطبيعة , اي بين ابعاد الجسد المادية والزمان والمكان الذي يقبع فيه الجسد .
فأنت اذا تأملت الجنة وانت تطوف بالبيت تكون اكثر قربا منك اذا تأملتها وانت ببيتك .
ولكنك مع ذلك لن تكون اكثر دقة ممن تأملها ووصف الله والرسول صلى الله عليه وسلم للجنة حاضر في ذهنه , لأن ذلك الوصف هو واحدة من الحقائق الغيبية عن الجنة وهو الوصف الوحيد المتاح في هذه الحياة .

يبقى عليك تركيب هذا الوصف مع المكان وهو البيت الحرام الذي يشع بنور ذلك الوصف , فاذا قصر علمك عن وصف الله والرسول صلى الله عليه وسلم للجنة , لاريب انك ستصل الى طريق مسدود وستبؤ محاولتك للتأمل بالفشل .

الا انك ستعيش لحظات غير اعتيادية تنبهك بأن امامك درجات لو اعتليتها , ستمنحك افق آخر لشخصيتك وستكتشف عالم آخر حجب عنك لا لشيئ سوى انك تقاعست عن اكتشافه بالطريق الصحيح.

كذلك هي النفس البشرية لا يكف انينها الا اذا اشبعتها بالطريق الصحيح وبالمعلومات الصحيحة .

وما دمت تسكنها بالمسكنات المؤقتة فلن تجد منها الا الأزيز نحو الأفق ,
وهي السنة التي خلقنا الله عليها ان لانسكن في هذه الحياة ولكن نمر والمار دائم التطلع الى الأفق ينشد المسلك الصحيح, وكلما سلك مسلكا صحيحا اعتلت نفسه وسمت فوق القابعين تحت انينهم والمستسلمين لحدود حواسهم.
الذي يبلغ احيانا المرض
وقد يفضي الى الأنتحار الذي انما هو محاولة خاسرة لأستكشاف العالم الغيبي
لأجل عيون تلك النفس اللوامه

أخي صالح 7
وكل عام وأنت بخير
موضوع عن جد رائع
وهذا الموضوع ينم عن عقل واسع الأفاق
يحلل ويستنتج لكني أحاول أن أجد له ربط
بالوقع
الا انك ستعيش لحظات غير اعتيادية تنبهك بأن امامك درجات لو اعتليتها , ستمنحك افق آخر لشخصيتك وستكتشف عالم آخر حجب عنك لا لشيئ سوى انك تقاعست عن اكتشافه بالطريق الصحيح.
أخي صالح7 ارجوا تفسير هذه العباره بشكل أوضح
لأن الغيب غيب كيف أكتشفه
هل تقصد بالقرب من الله وأن نجعل قلوبنا معلقه مع الله
تحياتي لك ولقلمك
هلين

كل عام وأنت بخير .........

الصمت والتأمل من الأشياء الذي يفتقده البشر ............

تعودا الناس على كثرة الكلام والكلام والكلام في الهواء الفارغ دون منطق دون أحساس دون تأمل للإبدعات وقدرة الخالق العظمية .

بارك الله فيك على الطرح الجميل .

كنت ارى ابوابا كثيرة تفتحت امامي لما كتبت آخر عبارة في الموضوع,
ومنها سؤالك يا اخت هلين , كما كان بذهني ان سموري تهوى التأمل بصمت .

طبعا لا يطمع المسلم في كشف الغيب , لأن الله عزوجل استأثر به , ولكنه عزوجل ابدلنا بجملة واسعة من المعلومات المركبة تركيبا غاية في التنسيق والدقة وهذه المعلومات عزيزة , بمعنى انها تحتقر من لايطلبها من بابها , وتتعالى عنه حتى لو كانت هي خلاصه من جحيم يعيشه .

وكي اوضح الرابط بين الموضوع والواقع ساطرح قضيتين هما اساس نجاح الأنسان في كل امر .

اولا : ان عقل الأنسان عبارة عن سطح مغناطيسي شاسع المساحة , يتميز بتفاعله مع ما يلتقطه من معارف , فيشطرها الى عدد ضخم من المعرفة .
فأنت اذا قلت او رايت نخلة في اسرع من الصوت احضر عقلك كل معارفه عن النخلة طمعا في مزاوجتها مع ما سترمي اليه من معلومة جديدة.
فان لم تسعفك ارادتك لتلبية جشع هذا الوحش الكامن فيك ,
اصبت بالأكتئاب والملل والفراغ والضياع والأحزان .....................وغيرها.


ثانيا : ان هذا العقل لايقبل اللحم النيئ
بمعنى مباشر انك احيانا تسمع او تقرأ شيئا يلمس جرحك ولكنه لايداويه , يمس مشكلتك ولكنه لايحلها , فتفز جوارحك طمعا في سد جوع العقل فاذا بها تكتشف بعد ان تهدئ الزوبعة انها رجعت بخفي حنين.
او على افضل تقدير اكتسبت تنشيطا للذاكرة لأن المتحدث انما طرح مشكلتك دون حل , وتظل الخطوة المطلوبة مفقودة.


هذه العملية الطبيعية في عقل كل واحد منا , لو تمت لأصبح العقل اقوى من اي احزان او جروح ولضخ بروتينات القوة للنفس والأرادة المتقاعسة ولعادة عملية البناء لهذا الكيان في النمو .

لذا تجد ان العلماء هم ابعد الناس عن تلك الزوابع النفسية والفكرية , لما يحملونه من ثقل فكري .
سأعود لأكمل ما بدأت.

لا لا لا .............أنا مو قد الفلسفة

بعدين ليش قلت سموري تعشق التأمل بصمت .........يعني كيف عرفت ؟

سموري انت فيلسوفه رضيت ام ابيت كتاباتك كلها تنحى منحى فلسفي شيق لكنك لاتجدين الوصول الى الأعماق السحيقة وحدك
و تفضلين الأفكار المعفاة من الضرائب ...........................................
كأني صرت اقراء الكف والله فكرة تستحق ان نفرد لها زاوية في المنتدى

صالح ..............

أنا لست فيلسوفه ولكن أعشق التأمل والتدبر والتحليل في الأمور وهذا ما يجعلني أبدو فيلسوفه .

أما با النسبه لي أني لا أستطيع الوصول إلى الأعماق وحدي هناك نوع من الصحه في هذا الكلام .

أخيرا أنا أرى أن الأخ ثاااااامر والأخ صالح أنتم من يستحق لقب فلاسفة المنتدى .

بارك الله فيك ورعاك .

يبدو ان الفلسفة ستظلم عند سمر..........
قلت لك لاتجيدين الوصول الى الأعماق السيحقة .
ابتعدي عن تقييم فكر الآخرين , لأن الأنسان اشد الكلئنات تعقيدا........

أخي الفيلسوف صالح:
( أبتعدي عن تقيم عن الأخرين )

أنا لم أقيم أحد ولو من وجهة نظرك أنا قمت بذلك فأهم شيء أني لا أتعد الحدود بهذا التقيم .

ثانيا : لماذ الفلسفة تنظلم عندي ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[SIZE=4] سموووووووووري
علامات الزعل واضحة على اناملك , فطباعتك تضمنت اخطاء غير اعتيادية , انا عارفك زعوله

المهمانسهذاالموضوعوانالمولناقصدزعلك[/SIZE]

أخوي

الظاهر أنت محلل مو باحث ...............

عموما أنا نسيت الموضوع ........ومافي زعل أنشاءالله

تحياتي :سمورررررررري

كنت اقول ان عقل الأنسان اذا لم يغذ بالمعلومات , يصاب الأنسان بانواع من المغص الفكري والذي قد يتحول الى نفسي , وهو درجات من شخص الى آخر .


لكن المشكلة التي تواجه الغالبية العظمى من الناس انهم لايجدون متعة في القراءة , والقراءة هي الرافد الأول للتزود بالمواد الخام لتشغيل ماكينة العقل , فما الحل ؟


[SIZE=5]الحل[/SIZE] :

ولايظن ظان ان الأمر يحتاج الى عصى سحرية لا ولكن يحتاج اولا الى جهد منك لأن صناعة الأنسان ليست بالأمر السهل فعلى حجم عطائك تزدد رقيا ولا بد من البذل والتنازل عن بعض الملذات.

يخطئ الكثيرون في اسلوب قراءتهم , فغالبية الناس يعتقد ان القراءة انما هي ان يمسك الأنسان كتابا ويبدأ بقراءته من الغلاف الى الغلاف, وهي عملية غير مجدية لعدة اسباب : اولها ان الأستعداد النفسي اليوم غير متاح لتسخير العقل الوقت اللازم للأتيان على الكتاب باكمله لماذا ؟ لأسباب كثيرة ليس من المناسب التفرع لها الآن .
الأمر الآخر ان المؤلفات اليوم لاتتماشى مع التركيب الخلقي للتفكير السليم , لذلك يجد الفرد صعوبة بالغة في ايجاد ما يلبي رغباته الفكرية , وان وجد فلن يحصل على المادة الحقيقية للمعرفة لدخول التجارة عالم الكتب , ولهذا ايضا اسباب كثيرة .

المهم : ماذا يفعل الفرد الذي يملك احساس بالتعب النفسي او الفكري ؟
يجب عليه اولا ان يؤجل التفكير في مشكلته , اعرف ان تحقيق ذلك امر فيه تعسف , ولكن كما قلت ان التعب انما حصل بسبب الفراغ المعرفي لدى عقل الأنسان .
فاذا اجلت امر المشكلة ولو صوريا , عليك ان تبحث في نفسك عن قضية او موضوع ترى انه مهم ,( وهذه الخطوة عوضا عن خطوة اختيار الكتاب )
فاذا حددت القضية ابحث عنها في احدى الموسوعات لتقراء خلاصة علمية فقط .
في هذه المرحلة اصبح لديك اهتمام سابق ومعلومات جديدة , حاول ان تناقش هذا الموضوع مع شريك آخر ستجد قد فتحت امامك ابواب جديدة او باب على الأقل , ابحث عن هذا الباب في كتاب واقراء من هذا الكتاب ضالتك فقط .
ثم استمر في المناقشة مع الآخرين و البحث عن المعلومات وقد يستغرق ذلك شهر او اقل او اكثر ولكن شهر تخرج منه بمعلومة او اكثر لا شك انه افضل من شهر يمر بلاشيئ .
ثم استمر حتى تشعر انك لاترغب في مزيد من البحث . عندها يجب عليك التوقف .
لاتظن ان ما بحثت عنه قد طار ادراج الرياح لا ولكن عقلك ينتظر الفرصة المناسبة للأدلاء بما لديه فامنحه هذه الفرصة بين الحين والآخر وذلك بالأختلاط في المواضيع ذات الصلة , وعدم هجر المعرفة بالأنشغال في امور تافهة , سرعان ما تشعر بعدها بالضياع وهدر الوقت .لأن المعرفة هي ضالة العقل والترفيه رغبة النفس بعد ان تكل وتمل
وبالأستمرار في ذلك ستكتسب حرفة المطالعة ودربة الحصول على المعلومات .
وسيقضى على تعبك النفسي والفكري كما تقضي الخضروات على المرض .
هذا اجتهاد مني لتقطير المعرفة قد يصلح للبعض ولا يصلح للأكثر و لأنه نجح معي فاعرضه لعل ينتفع به اخ يدعو بدعوة صالحة.
لعل لي عودة اخرى

الحقيقه أني تعبت لأفهم كل كلمة بهذه المشاركه فهي شديدة الدقه والربط بين افكارها
ياريت يعود صاحبها ويسهل علينا قرائتها لأنها مع كل ذلك ممتعه حقا