|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
10-10-2002, 06:04 AM | #1 | |||
عضو نشط
|
مذكرات ممزقة!!
جنوب لبنان..... ايلول- عام 1982
اركض واركض دون توقف ..تصدمني اغصان الاشجار وتتساقط اوراقها الصفراء..دون ان اعي ان الرصاصة داخل قدمي اليمنى ..وان دمي ينزف بارد رغم هذا لم اتوقف عن الجري..كانني اسرق عمري الذي يحاولون اعتقال ايامه وسقطت ..واغلقت جفوني ومت .. حين افقت طالعت ملامح وجه انسان يبتسم ..يالله لم امت بعد .. - حمدلله على سلامتك.. قالها وابتسامته ملئ بمعاني جديدة كعمري الذي بداء مرة اخرى .. استطرد : - انا الدكتور عزمي ..وانت الان في بيتي لا تقلق كل شئ تمام..ستتعافى بعد ايام.. ودخل وجه اخر ..امراة في العقد الثالث.. قال الكتور مجددا: - هذه زوجتي ..ستهتم بك ..حين اكون في المستشفى وارجو ان تاخذ راحتك كانك في بيتك.. لم ارد عليه ..كنت لا زلت واهن كجثة بلا روح .. بعد ايام ..بدات المس الحياة..بفضل زوجة الدكتور عزمي.. لبست ملابسه ..واحتوتني رائحته الباريسية..اما زوجته فكانت ملاك لم ارى قبله ملاك..كانت تهتم بصحتى ومواعيد تبديل ضمادات جرحي..وكانت تقراء لي ..شعرا وقصص حب ..كانت طوال الوقت معي..نخرج احيانا الى الحديقة ..واكلمها عن حياتي الماضية التي اكتشفت انها كانت مجرد هامش على جانب صفحات الحياة الحقيقية..ووصلت معها الى نقطة خفت منها ..لقد اعتدت عليها ..وبدات افكر فيها تفكيرا اخر.. خفت ..وتراجعت..ثم ..غيرت اتجاهي لكنني اصطدم دوما بها امامي كانها تقول لي لا مهرب .. في الليلة التي تركوني فيها وحيدا لتلبية دعوة احد المعارف .. مسكت ورقة ..وكتبت الاخ الدكتور عزمي: شكرا لكل ما قدمته لي..واسف لانني لن استطيع ان ابقى اكثر .. ورحلت رغم ان جرحي لا زال حارا لكنني ارتحت لانني لم اخن الرجل الذي مد لي يد العون ..ولم اسلبه شرفه .. في النهاية يجب ان تكون الحياة نظيفة . المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|