|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
27-02-2011, 11:34 PM | #1 | |||
نائب المشرف العام سابقا
|
عبودية القرن ....
عبودية القرن مقال جميل وصلني بالايميل لا أعرف اسم الكاتب ولكن المقال أعجبني وأحببت أن تشاركوني قراءته هو أيضا موضوع مهم ومناسب للبحث والادلاء بالرأي وأنا بانتظار سماع آرائكم ********** يسكن دبي منذ أكثر من عام إلا أن شقته الجميلة التي تطل على البحر لا تحوي غير سرير صغير (مؤقت) فقط في الغرفة التي ينام فيها ، وهي الغرفة الوحيدة التي يعرفها ، أما باقي البيت فلم يجد الوقت الكافي لاستكشافه بعد . عندما سألته عن سبب ذلك قال لي إنه لم يستطع أن يتفق مع شركة الأثاث - الذي دفع قيمته قبل أكثر من عام - على وقت مناسب ليوصلوا له الأثاث إلى البيت ، فعمله يفرض عليه أن يكون متواجداً فيه طوال النهار... وطوال الليل أحياناً . أمثاله كثر ممن يظنون أن العمل الشاق والمنهك هو وسام يعلقه الموظف على صدره ، أو ميدالية ذهبية يفوز بها الموظف الذي لا يعلم أنه يعيش تماماً مثلما كان العبيد يعيشون أيام الفراعنة ..فعلى الرغم من أن كل من شارك في بناء الأهرامات كان يجب عليه أن يشعر بالعز والفخر لأنه كان يبني أعظم بناء في تاريخ البشرية إلا أنه في كل الحالات كان يعلم أنه عبد ليس إلا . كلما عدت من العمل متأخراً - لأنني أحد هؤلاء العبيد أيضاً - يقول لي ابني: "بابا لا تذهب إلى المكتب مرة أخرى" وكلما أتذكر كلماته وأنا في عملي أوقن أنني أغتال أجمل أيام عمري وعمره معاً . يقضي الموظف منا معظم حياته في الوظيفة إلا أن ذلك قلّما يؤثر إيجاباً على حياته .. فما هي حقيقة العمل ؟ والأهم من ذلك ما هي حقيقة الحياة ؟ معظم الذين يعيشون الوظيفة يشربون قهوة سوداء (دون سكر) كل صباح ، ليس لأنهم مرضى بالسكري بل لأنهم يعلمون أنهم سيصابون به حتماً في يوم ما ... يشربونها سوداء لينعشوا ذاكرتهم التي خانتهم عندما حاولوا أن يتذكروا من هم أو بالأحرى ما هم .. يفتخرون بأنهم يتحدثون الإنجليزية .. والإنجليزية فقط ، وإذا استرقت النظر إلى ملاحظاتهم التي يدوّنونها خلال الاجتماعات الطويلة تجدها بالإنجليزية أيضاً ، حالهم في ذلك حال الغراب الذي حاول أن يقلد مشية العصفور فلم يفلح ، وعندما أراد أن يعود غراباً لم يفلح أيضاً .. عندما دخلت التكنولوجيا حياة الإنسان تفاءل الجميع بها وراهن الخبراء أنها ستكون الأداة التي تنقل الإنسان من الشقاء إلى السعادة ، وأن كل شيء سيكون ممكناً (بضغطة زر ) ..إلا أن أحداً لم يتوقع أن تسيطر هذه الأزرار على حياتنا وعلى موتنا أيضاً .. أصبح الموظف الناجح محكوماً عليه بحمل أجهزة الاتصال المباشر بالبريد الإلكتروني ( Black Berry ).. وإذا ما سافر فإنه مجبر (اختيارياً) على التأكد من أن غرفته بها خط للاتصال بالإنترنت ، بل إن البعض لا يسافر على طائرة إلا إذا كان بها اتصال بالإنترنت .. ومن ملامح هؤلاء أنهم يجلسون في مكاتبهم حتى بعد انتهاء الوقت الرسمي للعمل لا لشيء إلا لأنهم يشعرون أنه ليس هناك مكان آخر يذهبون إليه ، ولو استطاعوا لاستأجروا غرفاً مجاورة تماماً لمكاتبهم حتى لا يفارقوها يوماً.. عانيت قبل فترة من اختلال في ضغط الدم ، فكان يهبط فجأة ومن ثم يعود للصعود المفاجئ تماماً كسوق الأسهم إلا أنني كنت أخسر في كلتا الحالتين ..فعند الهبوط كنت أشعر بأن روحي تخرج من جسدي وعند الارتفاع كان جسدي يرتعشوكأن أحداً قد أوصله بتيار الكهرباء.. ركبت الريح على الفور وسافرتللعلاج - تأكدت قبل الحجز أن غرفة الفندق بها خط إنترنت - وبعد الفحوصات قال قال لي الطبيب إن جسمي سليم وليس به شيء ومشكلتي هي في عملي وقال أيضاً : "إذا كنت تعمل لكي تعيش فاعلم أنك تعمل لتموت " ونصحني بقراءة بعض الكتب المتعلقة بإدارة ضغوطات العمل .. لكل منا أسبابه الخاصة التي تدفعه إلى الاستماتة في العمل ، و في دراسة قام بها مركز دراسات "موازنة الحياة مع العمل" الأمريكي تبين أن هناك خمسة أسباب لذلك : أولها : أن يكون لدى الإنسان تحدٍ في عمله يريد أن يتغلب عليه . وثانيها : أن يكون عمله مصدر إلهامه وحماسه في الحياة . وثالثها : أن تكون العوائد المادية من عمله عالية جداً أو مرضية .. ورابعها : أن يحب الموظف زملاءه حباً جماً لدرجة أنه لا يستطيع أن يفارقهم ساعة . وآخرها : هو تحقيق الموظف لذاته من خلال إنجازه لمسؤوليات العمل .. وأياً كانت هذه الأسباب فإنها تؤدي إلى (اشتراكية الوظيفة) أي إشراك الحياة في الوظيفة وسيطرة الأخيرة على جميع جوانب الإنسان . إن الهدف الحقيقي من الحياة - في رأيي - هو السعادة .. فحتى عبادتنا لله سبحانه وتعالى تنبع من شعورنا بالرضى النفسي تجاه أنفسنا عندما نقوم بذلك ، فنحن نعبده لندخل الجنة وبالتالي لتحقيق السعادة ، ونؤدي فرائضه لنشعر بالطمأنينة والراحة النفسية ولنعقد سلاماً داخلياً مع نفوسنا... أي لنحقق السعادة . وإذا كان كل شيء نقوم به في حياتنا هدفه تحقيق السعادة فلماذا إذن نستميت في أعمالنا التي (يخيّل) لنا أنها ستسعدنا في يوم ما وهي تزيدنا شقاءً يوماً بعد يوم؟ كلما أتذكر هذه الحقيقة أقول في نفسي : "سأجلس مع أبنائي وأتفرغ لهم أكثر عندما أحصل على ترقية" وها أنا حصلت على مجموعة من الترقيات ولم يزدني هذا إلا بعداً عن أسرتي وعائلتي... وعن نفسي أيضاً فبت لا أعرف من أنا ولا ما أريد أن أحققه في حياتي القصيرة . قبل عدة سنوات قامت شركة IBM بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لطرح برامج توازن بين حياة الموظف وبين وظيفته، وكان أحد هذه البرامج هو العمل بالإنجاز أو مؤشرات الأداء وليس بالحضور إلى مكاتب المؤسسة ، فلا يهم المؤسسة إن كان الموظف على مكتبه في الوقت المحدد أم لا وكل ما يهمها هو أن ينجز عمله في الوقت المحدد حتى أصبح أكثر من 40% من موظفي IBM يعملون اليوم خارج مكاتب الشركة ، سواءً من منازلهم أو من مقاهي الإنترنت أو أي مكان في الدنيا . أما شركة American CenturyInvestments فلقد خصصت ميزانية لشراء أدوات للرياضة المنزلية لكل موظف - دون استثناء - ليستطيع الموظف أن يحافظ على لياقته البدنية وبالتالي يعيش بصحة جيدة ، وكلتا هاتين الشركتين تقولان إن إنتاجيتهما ارتفعت بعد تطبيق هذه البرامج التي تسعى لطرح توازن بين حياة الموظف وبين وظيفته . إذا كنت ممن يطيلون الجلوس في مكاتبهم بعد العمل فأنت عبد جديد .. وإذا كنت حين تضع رأسك على وسادتك تفكر بأحداث يومك في العمل فأنت عبد جديد .. وإذا كان أعز أصدقائك هو أحد زملائك في العمل فأنت لا شك عبد جديد.. الفرق بين العبيد الجدد والعبيد القدماء أن القدماء كانوا مرغمين على طاعة أسيادهم وتنفيذ أوامرهم .. أما العبيد الجدد فإنهم يظنون أنهم مرغمون على تنفيذ أوامر أسيادهم (مديريهم) إلا أنهم في الواقع ليسوا إلا عبيداً لهذه الفكرة فقط، ...وهم أيضاً عبيد لأوهامهم التي تقول لهم إنهم سيكونون يوماً ما عبيداً أفضل !!! نصيحتي الشخصية لك أن تضع لك هدفا لتتوقف برغبتك عن العمل "تقاعد مبكر" بدلا من أن يوقفك العمل برغبته( ... ) هو أو يباغتك ماهو أشد(... )
المصدر: نفساني
|
|||
|
03-03-2011, 12:57 AM | #2 |
عميد المنتدى
مُعتـّق برائحــة الطين!
|
حياكِ الله أختي / بسمة الغد...
حقيقة موضوع جميل بل من أجمل ما قرأت في هذا الشأن.....بارك الله فيكِ وفي منقولك... |
|
03-03-2011, 03:19 AM | #3 | |
نائب المشرف العام سابقا
|
اقتباس:
أشكرك عمران ... مساك ورد أخي كلنا نعاني من عبودية هذا القرن وكل حسب روتين حياته واهتماماته وتوجهاته ... |
|
|
04-03-2011, 07:34 AM | #4 |
عميد المنتدى
مُعتـّق برائحــة الطين!
|
طاب صباحكِ أختي / بسمة الغد...
الحياة المادية لها ضريبة قد تكون باهضة أحياناً..لكن : سددوا وقاربوا... سأضرب لكِ مثلاً : الموظف لدينا يعمل حتى سن الستين فيحال على التقاعد الإجباري ورغم كل هذه السنون نجد كثيرين يصابون بإحباط نفسي لأنهم يرون أنفسهم أنهم قد تم الإستغناء عنهم...صحيح أن الناس حين تقاعدهم يختلفون في قدراتهم وبعضهم لا تزال لديه الطاقة للعمل لكن ينبغي النظر للأمر بشمولية وإيجابية, والإنسان من حقه أن يرتاح ويستمتع بحياته,,,بل إن هناك توجهاً مضاداً وهو التقاعد المبكر وأنا أجد نفسي تميل إليه لا سيما إن كانت الظروف المادية مناسبة... |
|
06-03-2011, 02:35 AM | #5 | |
نائب المشرف العام سابقا
|
اقتباس:
مساك ورد اخي عمران اشكر تفاعلك بالموضوع ،،، ماحد انتبه للموضوع مع انه بلامس واقعنا كتير كل شيء في الحياة له ضريبة ،، لكن ممكن بحكمة نقلل من هذه الضريبة الانسان يجب ان يستغل شبابه لبناء مستقبله ولتحسين ظروفه المادية ،، ليضمن الراحة في تقدم سنه وفي خضم هذه الرحلة يجب ان لا يغفل عن عبادته ،، ذاته ،، انسانيته واقرب الناس له واحباؤه ،، وبهذه يقلل نسبة الخسائر ويحقق التوازن في حياته .... تطرقت لسن التقاعد ،، في الحقيقة المعظم يعانون من هذه الفترة للشعور العميق بان دوره بالحياة قد انتهى ،، او انه قد تم الاستغناء عنه كلها افكار تراود الكثيرين في حالة الوضع المادي الغير مستقر : يعني هذا البحث عن مكان عمل اخر ،، وهذا قد يكون جيد لان الانسان يشعر بان امامه طريق جديد وعمل جديد وتظل المعنوية عالية في حالة الوضع المادي المستقر : ممكن تحدث السلبيات في التفكير والتعاطي مع الموضوع لكن ان احسن الشخص الحديث مع نفسه ،، بانه قدم الكثير بحياته وتعب واجتهد آن الاوان للراحة والاستمتاع بالحياة والتفرغ اكثر للعائلة ،، وربما السفر ،، ومعرفة العالم او الشروع بعمله الخاص ،، اظنه يرى الامور بايجابية اكثر سعيدة جدا بمرورك عمران |
|
|
06-03-2011, 07:11 AM | #6 |
عميد المنتدى
مُعتـّق برائحــة الطين!
|
أسعد الله أوقاتك بالخيرات والمسرات أختي / بسمة الغد...
قد وضعتِ يدكِ على أساس المشكلة وهي شعور المتقاعد بأن دوره في الحياة انتهى..حقيقة هذه كلمات بسيطة المبنى لكن آثارها تعصف بالنفس عصفا..!...نعم وبكل أسف هذا شعور موجود وبكثرة ومرده هو عقليتنا التي تنزع للتشاؤم وبذلك هي تربط بين متعة الحياة وأدوراها وبين انقضاء العمل وهنا لدينا كلمة شعبية شائعة وهي تحريف (متقاعد) إلى :( مِـت قاعِــد! وأنا لا أدري لماذا هذا الربط فالحياة أوسع بكثير من ربطها أو ربط متعتها بوظيفةكما أن مرحلة التقاعد هي مرحلة طبيعية من مراحل الإنسان العمرية ولا بد من تفهم هذا الأمر...وحقيقة أنا لست ضد أن يعمل المرء بعد تقاعده ما دام أن لديه طاقة ويجد متعة ولا يؤثر هذا العمل على أدواره الرئيسية في حياته لا سيما إن كان بحاجة مادية لكني ضد هذه الرؤية المغرقة بالتشاؤم,ونحن المسلمون مدعوون أكثر من غيرنا للتفاؤل والأمل بحكم تعاليم ديننا التي لخصت قيمة التفاؤل في حديث شريف ذي دلالات عظيمة معناه : أنه إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها!...وفي الغرب نجد المتقاعد ينظر نظرة منطقية تفاؤلية فهو يرى نفسه أن متعته الحياتية قد بدأت لأنه تحرر من أسر الوظيفة...وديننا العظيم لا يرى عيباً أو حرجاً بأن نستفيد من تجارب الآخرين ورؤاهم ما دامت لا تتعارض مع الدين... أسعدكِ الله يا أختي..وأنا كذلك سعدت بهذا التواصل البنّاء الجميل,,, |
|
09-03-2011, 02:12 AM | #8 |
نائب المشرف العام سابقا
|
مساك كل ورود وزهور الربيع اخي الشاكر
اهلا بعودتك سعيدة بوجودك بينا عن جديد :hlw: |
|
16-03-2011, 01:27 AM | #10 |
نائب المشرف العام سابقا
|
مساكي ورد نوفا نورتي غاليتي :mnwrah: |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|