حكم قراءة القرآن دون تحريك اللسان في الصلاة وخارج الصلاة
قال الشيخ محمد عمر بازمول حفظه الله :
" المسألة الأولى : ما هو ضابط القراءة السرية والقراءة الجهرية؟ قال العلماء : ضابط القراءةالجهريةأن يتلو الآية بحيث يسمع من بجواره ، فإذا قرأ الإنسان الآية و سمعهمن بجواره فإنّه قرأ قراءة جهرية . و قالوا : أما القراءة السرية فهي : أن يتلو الإنسان ، أن يأتي بالأذكار ، و يحرك بها لسانه بحيث يسمع نفسه ، و لا يسمعه من كان قريبا منه ، فالقراءة السرية لا بد فيها من حركة اللسان . و ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية أنّها تصح و لو لم يسمع نفسه . و ذهب غيره إلى أنّالقراءة السرية لا بد فيها من حركة اللسان ، و لابد فيها من إسماع النفس بحيث لوأنّ أحدا وضع أذنه قريبا من رأس هذا القارئ الذي يقرأ قراءة سرية ، لعرف ماذا يقرأ .
المسألة الثانية : إذا عرفنا ضابط القراءة الجهرية وضابطالقراءة السرية نقول : ما يصنعه بعض الناس من وقوف في الصلاة مغلقين شفتيهم غيرمحركين لسانهم ، حتى ينتهوا من الصلاة ، لا يحركون لسانهم بالقراءة في القيام الذيبه القراءة ، و لا يحركون لسانهم بالأذكار ، لا في الركوع و لا الرفع منه ، و لا فيالسجود ، و لا في الرفع منه ، و لا في الجلوس للتشهد .
فنقول :هؤلاء صلاتهم باطلة، لأنهم لم يقرءوا في الصلاة ، فلا بد في القراءة من حركة اللسان . وعند بعض الفقهاء لا بد في القراءة السرية من حركة اللسان و إسماع نفسه . و هذه قضية مهمة ،كثيرا ما يأتي الناس يقولون : نحافظ على أذكارالصباح و المساء ، و نستعيذ بالله ، و مع ذلك أصابنا كذا أو حصل كذا . نقول : أذكار الصباح و المساء إذا قلتها سرا لا بد أن تحرك بها لسانك ،لا ينفع أن تمر بعينيك على السطور ، و تقول : هذه هي القراءة السرية . هذهلا تسمى قراءة و لا تسمى كلاما في لغة العرب ، القراءة في الكلام في لغة العرب لابد فيه من حركة اللسان . لذلك ـ كما ترون ـ جاء في الحديث أن الصحابة ـ رضوان اللهعليهم ـ كانوا يعرفون قراءة الرسول في السرية باضطراب لحيته ، مما يدل أنّ الرسولصلى الله عليه و آله و سلم حتى في السرية كان يحرك لسانه و شفتيه . وهذا مع القدرةو عدم المانع ."
شرح كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه و آله و سلم منالتكبير إلى التسليم كأنّك تراها للشيخ الألباني رحمه الله ( ص 202 )
|