المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

قصة واقعية

عرفت مشاعل عندما كانت في السابعة عشر من عمرها , و كانت تأتي لزيارتنا مع والدتها فهي صديقة لأختي الكبرى . كانت شديدة الطول أو هكذا بدا لي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-12-2002, 09:55 PM   #1
الهارب
عضو نشط


الصورة الرمزية الهارب
الهارب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2342
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 15-08-2004 (01:24 AM)
 المشاركات : 140 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
قصة واقعية



عرفت مشاعل عندما كانت في السابعة عشر من عمرها , و كانت تأتي لزيارتنا مع والدتها فهي صديقة لأختي الكبرى .

كانت شديدة الطول أو هكذا بدا لي بحجمي الطفولي أنذاك فكنت أشرأب بعنقي حتى تؤلمني رقبتي حين تكلمني .

كنت أسمع أمي و أخواتي يصفنها بالملتزمة و الذكية و الجميلة و لم أفقه سوى وصف الجمال .


زارتنا ذات يوم و كنت أشاهد جراندايزر في التلفزيون فنادتني بصوت عذب تسألني عما أشاهد .

أخبرتها , فقالت لي : اطفئ هذا الجهاز و تعالي أقص عليك قصصاً أجمل . أطفأت الجهاز على مضض و أقتربت منها . حلّقت بي في عالم الخيال و هي تحكي لي قصصاً كالأساطير عن شاب صغير أنتصر على مارد بضربة حجر و امرأة تنكرت في زي رجل و حاربت حتى حررت أخيها من الأسر و غيرها و غيرها .

ما أعذب حديثها ... فليخسأ جراندايزر ليس بطلاً كهؤلاء الأبطال بل رجل عادي يختفي خلف عملاق آلي . ثم شرحت لي أن تلك القصص حقيقة و أن هؤلاء الأبطال انتصروا بسبب قوة ايمانهم بالله .

سمعت أخواتي ذات يوم يتحدثن عن زواج وشيك لمشاعل , و كانت أختي تستنكر هذا الزواج لصغر سن مشاعل و لنبوغها في التعليم .

ذهبنا نبارك لمشاعل في خطبتها و تحدثت معنا عن الدور الحقيقي للمرأة المسلمة المتعلمه الا و هو إنشاء عائله و تربية أطفال تربية صالحة .

كالعادة اسرتنا بعذوبة حديثها و قوة حجتها و سلامة منطقها فتزوجت اختي بعدها بشهور !!!

تزوجت مشاعل من رجل فاضل عرف بتقواه و صلاحه و حرصه على أمور دينه و سافرت معه لبلاد الغربة حتى تسانده في رحلته العلمية لنيل الماجستير و الدكتوراه .

و في خلال أربع سنوات رزقت مشاعل بثلاثة أطفال ... ولدان و بنت . كانت شديدة السعاده بحياتها , مزوهة بزوجها و فرحة بأطفالها .

و لكن ... متى كملت الدنيا لأنسان ؟

أشتكت مشاعل من كثرة بكاء الولدين و إنطواء ابنتها .

حاولت جل جهدها لتعرف ما بهم , طافت بهم على الأطباء و عملت لهم التحاليل و لكن كل شئ بدا سليماً !!!

تراجعت الحصيلة اللغويه لإطفالها و إزدادت عزلتهم و كرهوا كل ما يحيط بهم .

سهرت مشاعل الليالي الطوال تصلي و تدعي حتى بدأت تتضح الرؤيا .

أفادها طبيب مصري مقيم ببريطانيا أن اطفالها الثلاثه يعانون من مرض اكتشف حديثاً و لم تكتشف بعد اسبابه و لا علاجه ...

مرض لا علاقة للوراثة به و إصابة ثلاثة أخوة به أمر محيّر .

كان اطفالها جميعاً مصابون بمرض " التوحد " .

أدركت مشاعل أنه من الممكن تلقين أولادها مبادئ القراءة و الكتابه و تعلميهم الصلاة و امور الدين الأساسية و لكن لم تقدر على هذا لوحدها , فزوجها كان مشغول على الدوام بدراسته و أمور الدعوة إلى الإسلام و إلقاء المحاضرات .

و لما كانت مشاعل تدرك أهمية عمل زوجها قررت أن تحمل عبء الأولاد لوحدها .

عادت مشاعل الى الوطن تستجدي مساعدة الأهل و لكن عانت الأمرّين في البحث عن مدرسة تليق بحالتهم فهم فئة ضائعه ليسوا مع المعاقين و لا ينتمون للبقيه , كما أن مرضهم يمنعهم من الإختلاط ببقية الأطفال أو التخاطب مع أي شخص لا يألفونه .

أحست مشاعل بالوحدة بعيداً عن زوجها و بالحسره لما آل عليه أطفالها .

بدأت مشاعلها تطفأ المشعل تلو المشعل حتى بقي المشعل الأخير يصارع الريح ...

تنتظر بفارغ الصبر عودة زوجها الحبيب مظفراً حاملاً شهادته العليا ليعينها على وحدتها و على أمور أطفالها .

و عاد الزوج محملاً بالحب و الشوق و الأخبار !!!

أبلغ الجميع أنه قرر العمل في مجال الدعوة بما أنه يجيد اللغه الأنجليزيه و خبير بنوعية حياة الأجانب .

أستعد للرحيل و أبلغ زوجته بذلك و لكنها لا تستطيع ترك أطفالها و لا تستطيع إصطحابهم فأكبرهم أقترب من المراهقه و الحياة هناك خطرة على أخلاقه و معتقداته مع بطء إدراكه .

كما أنها لا تستطيع وحدها العناية بالأطفال فأهلها يحملون العبء الأكبر عنها .

هنا خيّرها زوجها : إما أن تذهب معه أو ..........

يتزوج بغيرها !!!

ذهبت مشاعل إلى مكة لمدة ثلاثة أيام أعتمرت فيها و استخارت و دعت ربها ثم عادت لتبارك لزوجها مقدماً زواجه الجديد .

هو رجل من حقه أن تكون زوجته معه لتعصمه في بلاد الغربة و هي لا تستطيع ترك أطفالها و لا أصطحابهم معها .

و بعد فترة قصيرة سافر زوجها بصحبة عروسه و بقت هي مع أطفالها .

لم أعرفها عندما رأيتها ...

ذبلت مشاعل و صارت كالخيال , تغيرت تماماً أصبحت عصبية المزاج دائمة القلق متشائمة الطبع .

أحسست بالشفقة عليها و أستشرت طبيبة نفسانيه صديقة لي عن حالها .

أخبرتني أن مشاعل تعاني من الأكتئاب و لابد لها من تناول دواء مضاد يساعدها على المضي بحياتها .

زارت مشاعل الطبيبة و بدأت تعاطي الدواء الذي سرعان ما بدأ أثره فتورد وجهها و رجعت لها ابتسامتها و أقبلت بشغف على تعليم أطفالها .

أحسست بالسعاده لأني ساعدت مشاعل في محنتها و لكن هيهات ليست مشاعل من ترضى الهزيمه .

أشغلتني أمور الدنيا عن مشاعل ستة أشهر و فوجئت بها تخاطبني عبر الهاتف تسألني الحضور لندوة تلقيها عن الإبتلاء و الإيمان بالقضاء و القدر .

ذهبت مبكرة للندوه حتى استطيع السلام على مشاعل .

سألت عنها و لم تصدق عيناي ما رأت ...

كأن الزمن عاد إلى الوراء سبعة عشر عاماً و هذه العروس الجميله مشاعل أمامي .

أحتضنتها و أنا فرحه و سألتها : كل هذا من أثر الحبوب المهدئه ؟ فردت بهدوء : بل بفضل الله سبحانه و تعالى .

أستمريت في تعاطي المهدئات لمدة شهرين خدرت فيها أحاسيسي و أنامت مشاعري .

أصبحت أمشي في الحياة كجسد بلا روح و لا هدف .

ثم سهرت ليلة أصلي و أبكي و عندما بددت الشمس ظلمات الليل كانت رحمة ربي قد أنارت لي دربي .

منذ طفولتي كان ربي بي رحيماًُ كريماً , منحني أقصى أحلامي و أمنياتي ...

منحني جسداً صحيحاً و عقلاً راجحاً و أسرة متماسكة محبه .

منحني زوجاً مؤمناً أعانني على التقرب من الله أكثر فأكثر .

ثم عندما حانت لحظة الإبتلاء أجزع ؟؟؟ أنسى كل فضله و نعمه علي و أدور في حلقة الإبتلاء بجزع و إنكار !!!

يجب أن أشكر الله الذي منحني القدرة على رعايتهم و منحني أسرة تعينني عليهم لا أن الجأ إلى غيره ...

إلى تلك الحبوب الصماء . ربما تكون تلك الحبوب أعانتي في بداية الأمر على التفكير بهدوء في أمري و لكن الأيمان بالله منحني الصبر و تقبل المصيبه بل و شكر الله عليها .

عندما كانت مشاعل تتحدث كانت قامتها تطول و تطول و قامتي تقصر و تقصر فأرفع رأسي و اشرأب بعنقي حتى أستطيع النظر اليها حتى آلمتني رقبتي فأطرقت أرضاً و أغلقت عيني لأسرح في عالم الخيال و دنيا الأساطير و لكن ...





















هذه المرة كنت أعرف أنها حقائق













وصلني في البريد:)
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 20-12-2002, 10:23 PM   #2
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue


عفى الله عنك ايها الهارب الى الله


البتار


 

رد مع اقتباس
قديم 22-12-2002, 01:16 PM   #3
الهارب
عضو نشط


الصورة الرمزية الهارب
الهارب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2342
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 15-08-2004 (01:24 AM)
 المشاركات : 140 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وياك والمسلمين اجمعين استاذي البتار








تحياتي


 

رد مع اقتباس
قديم 23-12-2002, 03:29 AM   #4
§الـقـريـشـيـه§
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية §الـقـريـشـيـه§
§الـقـريـشـيـه§ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2744
 تاريخ التسجيل :  10 2002
 أخر زيارة : 30-12-2004 (03:20 PM)
 المشاركات : 2,855 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اخي الهارب........اثابك ربي خيرا


 

رد مع اقتباس
قديم 23-12-2002, 01:27 PM   #5
الهارب
عضو نشط


الصورة الرمزية الهارب
الهارب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2342
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 15-08-2004 (01:24 AM)
 المشاركات : 140 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


واياكي اختنا القريشية





تحياتي


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:02 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا