كلام في كلام

كلام في كلام

أحببت أن أعرض عليكم مقالتي هذه أتمنى أن تنال رضاكم

flower

كلام في كلام‏
‏ هل تأملنا يوماً لغة الكلام؟
هل أنصتنا كي نسمع أصداء أصوتنا في خلاء تكسوه ‏الجبال؟
ألم تلاحظ أنك لا تتوقف عن الكلام ولو لدقيقة واحدة إلا خلال نومك وليس كل ‏وقت النوم. هل تدري كيف؟ .. ففي نومك تتسلم أحلامك المهمة وتأخذك لعوالم من ‏الخيال تطوف بك بلاد وتغوص معك في قاع بحار وربما تجمعك بمن حلمت من ‏الشخصيات لتبدأ حوار وكأنك في صحو، أو تحاول قول شيء لم تجرؤ على قوله في ‏مواجهة لمن تسبب في أذيتك أو لشخص تمنيت أن تقول له ما لم تجرؤ عليه في مواجهة ‏معه أو ترى من أحببت وإن اختفى عن عينك شهوراً وأعوام أو تجلس وسط حديقة ‏تتحدث مع الحيوانات أو الطيور أو حتى الأشجار.‏
‏ ويتكلم لسانك منفرداً أو في حضور غيرك من الناس.. ويتكلم عقلك في حضورك ‏دائماً وله طرق في إسماعك صوت نفسك ويواصل مهمته ولكن بصوت لن يسمعه ‏غيرك وهو صوت الضمير وإذا توقفت عن التفكير يتكلم قلبك بخفقات دقاته ليثبت في ‏أعماقه من أحببت أو يلغي من كرهت وإذا سكت تفكيرك تبدأ عيناك بالمهمة ولا ننكر ‏لغة العيون فهي تفوق في تعبيرها أي لغة وتنظر للأشياء من حولك وتفسرها وتقرأها ‏وإن كنت لا تقرأ!! ‏
‏ كلام في كلام وفي أحيان كثيرة تهرب ممن حولك وأنت تريد الاختلاء بنفسك ‏والهدوء خاصة عندما تسمع صراخ صغارك ومعاندة الكبار منهم وتمسك بكتاب وتفتح ‏صفحاته ، ولكنك تقرأ بهدوء أي تكرر ما طبع على الورق بعينيك ليستوعبه عقلك. أو ‏تسترجع حديثاً أثر فيك واستقر في مخيلتك كل هذا كلام في كلام.‏
فهل تعتقد بأنك تستطيع الصمت ولو لدقيقة!! ربما تعتقد ذلك خاصة عندما لا يسمعك ‏الآخرين ولكنك في الحقيقة تتحدث وستظل تتحدث لحين إشعار آخر
سيعلمه الآخرين ‏ولكن في غيابك!؟.‏
:)
‏ ‏

المصدر: نفساني