02-12-2019, 12:42 AM
|
#1
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 49725
|
تاريخ التسجيل : 01 2015
|
أخر زيارة : 21-01-2020 (01:31 AM)
|
المشاركات :
127 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
المرض النفسي "مرض" ام إنحراف أخلاقي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على نبي الله.
اذا قلنا أن المرض النفسي هو نتجية إنحراف أخلاقي جاز ذلك في المرض العضوي وإلا فلما، والحقيقة ان هذا حاصل عند بعض من الناس ممن يرون المرض النفسي رؤية ضعف إيمان وغيره ويرون إيضا أن بعض الامراض العضوية هي نتجية لشيء من هذا القبيل، ولكن السؤال المحرج لما بعض الامراض العضوية وليس كلها - مع استبعاد النفسية التي هي محل خلاف - حتى نصل إلى نتيجه؟ غالبا يصحُب هذا الحكم شيئان ربما يجتمعان او ينفصلان الأول حال المريض الذي يظهر لهؤلاء الناس كسمعته وبعض سلوكياته، والثاني نوع المرض الذي أصيب به المبتلا، وهذان حكمان قاصران فالعبرة اولا فالخواتيم وثانيًا فالشواهد التي تُرصد في الواقع تظهر أصابة كلا الطرفين الذين عرفوا بالصلاح والذين عرفوا بالفساد وهي حاصلة وبنفس المرض عضويا ونفسيا، ناهيك عن الاطفال الصغار ثم يأتي بعد ذلك دلاله تنظر في حال الحيوان والحشرات والنبات كلها تمرض وهي ليست محل تكليف، ولو جاز ان نقول أن التلف والصدأ الذي يصيب بعض المعادن مرضًا لقلنا ولكن دعها على هذه الاربع الا ترى أن كلنا يمرض وحتى الأنبياء الم تسمع بقصة نبي الله أيوب عليه السلام الذي مرض مرضا عضالًا الى درجة ان بعض من زواره ظنوا بأنه اقترف ذنبا ما اقترفه احد، وقد ذكر عن مجاهد في تاريخ ابن كثير ان قومه عليه السلام القوه على مزبلة والدواب تختلف في جسده حتى فرج الله عليه، ولكي لا أطيل فإن خلاصة القول ان المرض يصيب الإنسان كائنًا من كان سواء نفسيًا او عضويًا وان تطرقنا لحكمته لم نحصرها ولم نستوعبها ولم نبلغها ولن اذكر ولو تقريبا تاركا الامر للمتأملين كي يستكشفوا بأنفسهم. ولكن أقول لأن المقصود هو المريض النفسي وهو أنا قبل ان يكون أنت فإني عانيت أشد معاناة من تشابك المسائل الأخلاقية مع المرض النفسي وأرقني كثيرًا إلى الحد الذي نظرت فيه للعلاج نظرة ريب وتوجس ورفض طول ست سنين عانيتها لم أكن الجئ فيها للدواء الا وانا على حافة الانهيار، ولعل المريض النفسي يفهم هذا الموضوع أكثر، لقد شككت في الطب النفسي بل هاجمته ورحت اظهر نواقصه لابني بها حجة على فساده ولكنني لم ازدد إلا حيرةً وتساؤلاً وكلفني هذا التصور الكثير من المتاعب والعزلة والتراجع، أقول وبالله استعين إن الدواء لا يجب ان يهمل وان الطب النفسي علم شريف إذا ما كان في يد الصالح العاقل ينفع الناس كباقي تخصصات الطب، وأقول ايضًا أنه لا علم على وجه الأرض اليوم الا وفيه أختلاف وفيه ثغرات وفيه المتشابهات، الا ان هذا لا يمنعك البته من الاخذ به واعتماده كونه خلاصة وأخر ما توصلت له البشرية عبر قرون من البحث والاجتهاد تماما كما تأخذ المضاد الحيوي، وكونه ايضًا نفع الكثيرين باقرار المرضى الذين جربوه وليس لك أن تقول في المريض الا ما تقوله في نفسك كإنسان مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، أخوتي لقد عشت دور المؤامرة والهلاوس والهوس والوسواس والإكتئاب والقلق ونوبات الهلع، ونظرية المؤامرة إن لم تسقط فهي لم تقم وعليه فلا حجة بالظنون، واعلم أنك طبيب نفسك وأكثر من يعينها على العلاج، فاستعن بالله وسلم امرك إليه وأحسن فإن أخطئت فكلنا خطاء. وصلي اللهم وسلم على محمد وآله والصحب الكرام ومن سار على الهدي إلى يوم الدين وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
ملاحظة ارجو من المشرفين تعديل الخط وتكبيره لاني لا استطيع فعلها من الهاتف.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة العولقي ; 02-12-2019 الساعة 12:47 AM
|