العراق والاستراتيجية العسكرية الأميركية
العراق والاستراتيجية العسكرية الأميركية
يشكّل العراق مركز ثقل العالم العربي. فيه الثروات، والقدرات البشريّة وكل ما يلزم أية دولة كي تكون فاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقد استطاع العراق الانتقال من دولة تعتمد على السلاح التقليدي، إلى دولة كان من الممكن أن تنضمّ إلى النادي النووي، لولا التدخّل الإسرائيلي لضرب مفاعل اوزيراك.
إن إعادة رسم وفهم الاستراتيجيّة العراقيّة، يُلزمنا الانطلاق من سعي العراق لامتلاك الأسلحة الغير تقليديّة، ومن خلال حروبه المتعدّدة مع محيطه. فالسعي إلى السلاح النووي والحصول عليه، هو من الأمور التي تجعل العراق دولة إقليمية، لكن مع أبعاد وتأثيرات دوليّة. فالدولة النوويّة، خاصة في الشرق الأوسط، هي دولة تملك ردعا أساسيا قادر على ان يُترجم على مستوى التأثير السياسي. هذا هو وضع إسرائيل، والتي تتفوّق على العرب في المستوين، السلاح التقليدي، وغير تقليدي.
تستعدّ القوات الأميركية حاليّا للقيام بحرب ضدّ العراق. وهي تقريبا أصبحت كاملة في كل الأبعاد البر والبحر والجو والفضاء. تتميّز هذه الحرب عن حرب الـ 1991 بأنها تستهدف تغيير النظام. كما أنها تأتي بعد 11 سبتمبر/ أيلول. وهي مع ابن الرئيس الذي خاض الحرب الأولى. كما أنها لا تنال موافقة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، باستثناء بريطانيا. وهي تأتي بعد تجربتين حربيّتين ناجحتين للجيش الأميركي في كل من كوسوفو وأفغانستان.
|