الصوم يخلّص الجسم من خلاياه المريضة والضعيفة
تبيّن طبياً أن الصوم يساعد على خفض الوزن بصورة فعّالة ، ويرفع نسبة البولينة وحامض اليوريك في الدم ، وهذا ـ بالطبع ـ لايعني أن كل إنسان يصوم شهر رمضان سيهبط وزنه آلياً ؛ فهناك أشخاص يزداد وزنهم خلال هذا الشهر الفضيل ، لأنهم يتناولون المآكل والأغذية الغنيّة بالسعرات الحرارية بعد طعام الإفطار : كالحلوى والمعجنات ، والسكاكر ، إضافة إلى الكميات الكبيرة من الطعام الذي يتناولونه طوال الليل وأثناء السحور ، لاعتقادهم أنه يعوضهم عن جوع النهار .
دأب الرسول صلى الله عليه وسلم على بدء إفطاره ببضع حبّات من التمر ، ثم النهوض إلى الصلاة ، فإذا ما انتهى من عبادته رجع ليتم إفطاره . وبما أن الشعور بالجوع يعود إلى نقص السكر في الدم ، فإن الوقت الذي تأخذه الصلاة ، يسمح للسكر بالوصول إلى المعدة فتمتصه وتوفر المادة السكرية في الدم ، فيختفي الإحساس بالجوع ، وعند العودة إلى الطعام يجد الإنسان نفسه وقد زالت شهوته العارمة للأكل ، فيتناول حصة متواضعة منه ، ويتفادى بذلك مشكلات عسر الهضم والتخمة ، ويوفر الصيام للمعدة فرصة ذهبية تقضيها في ترميم ما عطب من أجزائها وتججديد غشائها المبطّن خلال فترة استرخاء يوميّة تصل إلى ست عشرة ساعة تقريباً ، يكون فيها نشاطها شبه متوقف ، وبهذا تتخلّص من الآثار المزمنة للتخمّر الغذائي .
وللصوم فوائد صحيّة لاحصر لها ، فهو يعيد إلى الأمعاء نشاطها الحركي والأنزيمي الهاضم ، ويساعد على تسكين حالات الحساسية المعوية وشفائها ـ أحياناً ـ كما أنه يساعد على الوقاية من مرض السكّري ، لأن فترة الصيام تقلل من كميات السكّر في الدم ، مما يعطي البنكرياس فرصة للخلود إلى الراحة . فالبنكرياس يفرز مادة الأنسولين ، التي تحوّل كميات السكّر الزائدة إلى مركبات نشويّة ودهنية ، فإذا ما عمل طويلاً وأرهق ، تسلل داء السكّري إلى الإنسان .
أما المرضى المصابون بداء السكّري الذي لايعتمد علاجهم على تناول الأنسولين ، فبإمكانهم الصيام رغم تعرّضهم لبعض المشكلات الطفيفة . ويُنصح المرضى الذين يعتمد علاجهم على تناول النسولين ، أن يمتنعوا عن الصيام بعد استشارة طبيبهم وأحد رجال الدين . ويساعد الصوم الجسم في التخلص من خلاياه الضعيفة والمريضة التي تشكّل بؤراً لتكاثر الجراثيم التي تهاجم الجسم . لهذا ، يلاحظ الإنسان بعد إنتهاء فترة الصيام أنه أكثر نشاطاً ، لأن جميع خلايا جسمه استعادت نشاطها وطردت السموم من داخله ، إضافة إلى تأثير السعرات الحرارية بالطبع . كما يزيد الصيام من مناعة الجسم ضد الجراثيم ، فيحسن من حالة الجلد ، ويخفف من تأثير الأمراض الجلدية واضطرابات البشرة الدهنية ، فتنخفض معدلات الإصابة بالخراجات والبثور ) حب الشباب ) .
ولابد من الانتباه إلى مستوى حامض البوريك في الدم ، خصوصاً عند المصابين بمرض النقرس ، والأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء بكثرة ، فالصيام قد يرفع مستوى حامض البوريك في الدم ، وقد يؤدي ترسبه في الكلى أو المرارة إلى تكوّن الحصى ، خصوصاً عند الأشخاص الذين لايشربون السوائل بشكل كاف ، لذلك يُنصح المرضى الذين يعانون من مشكلات في المسالك البولية أو من تقرحات في المعدة باستشارة الطبيب .
man
|