|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
15-11-2011, 05:20 PM | #1 | |||
عضو مجلس اداره سابق
|
السؤال: ما المراد بالوسط في الدين ؟.
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته السؤال: ما المراد بالوسط في الدين ؟. للشيخ محمد بن صالح العثيمين الجواب: الحمد لله الوسط في الدين أن لا يغلو الإنسان فيه فيتجاوز ما حد الله عز وجل ولا يقصر فيه فينقص مما حد الله -سبحانه وتعالى . الوسط في الدين أن يتمسك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , والغلو في الدين أن يتجاوزها , والتقصير أن لا يبلغها . مثل ذلك , رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر, لأن الصلاة من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة فنقول : هذا غالٍ في دين الله وليس على حق , وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا ، اجتمع نفر فقال بعضهم : أنا أقوم ولا أنام , وقال : الآخر أنا أصوم ولا أفطر, وقال الثالث أنا لا أتزوج النساء , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا أنا أصوم وأفطر , وأنام وأتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فهؤلاء غلو في الدين فتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم التي فيها صوم وإفطار , وقيام ونوم , وتزوج نساء . أما المقصر : فهو الذي يقول لا حاجة لي بالتطوع فأنا لا أتطوع وآتي بالفريضة فقط , وربما أيضاً يقصر في الفرائض فهذا مقصرّ . والمعتدل : هو الذي يتمشى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم , وخلفاؤه الراشدون . مثال آخر : ثلاثة رجال أمامهم رجل فاسق , أحدهم قال : أنا لا أسلم على هذا الفاسق وأهجره وابتعد عنه ولا أكلمه . والثاني يقول : أنا أمشي مع هذا الفاسق وأسلم عليه وأبش في وجهه وأدعوه عندي وأجيب دعوته وليس عندي إلا كرجل صالح . والثالث يقول : هذا الفاسق أكرهه لفسقه وأحبه لإيمانه ولا أهجره إلا حيث يكون الهجر سبباً لإصلاحه , فإن لم يكن الهجر سبباً لإصلاحه بل كان سبباً لازدياده في فسقه فأنا لا أهجره. فنقول الأول مُفرط غالٍٍ - من الغلو - والثاني مفرّط مقصّر , والثالث متوسط . وهكذا نقول في سائر العبادات ومعاملات الخلق ، الناس فيها بين مقصر وغال ومتوسط . ومثال ثالث : رجل كان أسيرا لامرأته توجهه حيث شاءت لا يردها عن إثم ولا يحثها على فضيلة , قد ملكت عقله وصارت هي القوامة عليه . ورجل آخر عنده تعسف وتكبر وترفع على امرأته لا يبالي بها وكأنها عنده أقل من الخادم . ورجل ثالث وسط يعاملها كما أمر الله ورسوله : ( وَلَهُنَّ مثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 228 . ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كان كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر ) . فهذا الأخير متوسط والأول غالٍ في معاملة زوجته, والثاني مقصر. وقس على هذه بقية الأعمال والعبادات . ------------------------------ مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص 42. المصدر: نفساني |
|||
|
15-11-2011, 11:25 PM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
ورد تفسير "الأمة الوسط" في السنة النبوية, كما ذكر لها المفسرون عدة معان, وتفصيل ذلك كما يلي:
روى البخاري عن أنس بن سعيد الخدري رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يارب, فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير, فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته, فيشهدون أنه قد بلغ, ويكون الرسول عليكم شهيداً فذلك قوله جل ذكره: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا), سورة البقرة: 143. والوسط: العدل(1). وروى الطبري بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) قال: "عدولاً"(2). وقال ابن زيد: هم وسط بين النبي صلى الله عليه وسلم, وبين الأمم(3). وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا): "أي: عدلاً وخيار, وما عدا الوسط فأطراف داخلة تحت الخطر, فيجعل الله هذه الأمة وسطاً في كل أمور الدين, وسطاً في الأنبياء بين من غلا فيهم كالنصارى, وبين من جفاهم كاليهود, بأن آمنوا بهم كل على الوجه اللائق بذلك. ووسطاً في الشريعة, لا تشديدات اليهود وآصارهم, ولا تهاون النصارى. وفي باب الطهارة والمطاعم, لا كاليهود الذين لا تصح لهم صلاة إلا في بيعهم وكنائسهم, ولا يطهرهم الماء من النجاسات, قد حرمت عليهم طيبات عقوبة لهم. ولا كالنصارى الذي لا ينجسون شيئاً ولا يحرمون شيئاً, بل أباحوا ما دب ودرج. بل طهارتهم أي هذه الأمة أكمل طهارة وأتمها, وأباح لهم الطيبات من المطاعم, والمشارب, والملابس, والمناكح, وحرم عليهم الخبائث من ذلك(5). وقال سيد قطب رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: "إنها الأمة الوسط التي تشهد على الناس جميعاً, فتقيم بينهم العدل والقسط, وتضع لهم الموازين والقيم, وتبدي فيهم رأيها فيكون هو الرأي المعتمد, وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل في أمرها, وتقول: هذا حق منها وهذا باطل. لا التي تتلقى من الناس تصوراتها وقيمها وموازينها. وهي شهيدة على الناس, وفي مقام الحكم العدل بينهم وبينما هي تشهد على الناس هكذا, فإن الرسول هو الذي يشهد عليها, فيقرر لها موازينها وقيمها, ويحكم على أعمالها وتقاليدها, ويزين ما يصدر عنها, ويقول فيها الكلمة الأخيرة. "أمة وسطاً" في التصور والإعتقاد لا تغلوا في التجرد الروحي ولا في الإرتكاس المادي. إنما تتبع الفطرة الممثلة في روح متلبس بجسد, أو جسد تتلبس به روح. "أمة وسطاً" في التفكير والشعور, لا تجمد على ماعلمت وتغلق منافذ التجربة والمعرفة. ولا تتبع كذلك كل ناعق, وتقلد تقليد القردة المضحك, إنما تستمسك بمالديها من تصورات ومناهج وأصول, ثم تنظر في كل نتاج للفكر والتجريب, وشعارها الدائم: الحقيقة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها, وفي تثبت ويقين(6). ويستدل الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بقوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) على وجوب اتباع الصحابة رضي الله عنهم فيقول: "ووجه الاستدلال بالآية أنه تعالى أخبر أنه جعلهم أمة خياراً عدولاً, هذا حقيقة الوسط, فهم خير الأمم, وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم ونياتهم, وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أممهم يوم القيامة, والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم, فهم شهداؤه, ولهذا نوه بهم, ورفع ذكرهم, وأثنى عليهم..(7). من : وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم الشيخ عبدالعزيز الجليل منقول |
التعديل الأخير تم بواسطة واثقة بالله ; 15-11-2011 الساعة 11:27 PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|