النزف داخل وعاء الوطن المحتاج

النزف داخل وعاء الوطن المحتاج

السلام على من اتبع الهدى

بدءا ... انشغل الكثير بـ حال العراق و فلسطين ، و كتب الغالبية - و تحديدا هنا في هذا المنتدى عن حاليهما - و تناسينا هم أرضنا أو تغافلنا عنه قليلا ،
أهو هروب من واقع أصبح بـ التأكيد مرا ؛ فـ لم تمر على أذهاننا و لا أذهان أبائنا يوما فكرة عابرة أو إشارة منذرة أن الحال سـ يصل بنا إلى هكذا حال ،
رغم البدايات الواضحة و الأخطاء الفادحة التي ارتكبت من قبل بعض دعاة التعصب و الغلو ممن تركناهم بلا حسيب و لا رقيب و جعلنا الحبل لهم على الغارب مما جعل بذورهم المريضة تثمر الآن ؛ لا أود الإستطراد ، فـ صميم قولي هو لمَ لا نُكوِّن جبهة واحدة من رجال و نساء نتصدى بها لـ أفكارهم و أعمالهم ، لمَ لا نجند الأقلام لـ محاربة أفكارهم المنحرفة ، لمَ لا نجند أبناء الوطن من الشباب القادر على التطوع لـ يكون الجميع على استعداد لـ أي مواجهة ، و بـ ذلك سوف تضيق بهم السبل و الفرص ، فـ يجدون في كل مكان داعيا / داعية ، و في كل أرض جنديا وهب نفسه لـ الجهاد من أجل الوطن ؛ و كـ ذلك إني لا أدعوا لـ تناسي هم الأمة في عراقها - أرض الرشيد و الأجداد - إلى فلسطينها - أرض الرجولة و الجهاد - و لكنني أدعو نفسي و أدعوكم إلى تركز أفكارنا و عقولنا في عمل صالح لا في قول سارح ، فـ إن تحدثنا عن العراق و فلسطين يكون الأمر بـ المشاعر حيث نعجز عن العمل ، أما هنا فـ ما الذي يعجزنا إذ على أرضنا التي تحتاج في مثل هذه اللحظات إلينا يمكننا العمل و المساهمة بـ الفعل و لـ عله العمل العظيم الشريف لا مجرد الكلام ........ فـ ما رأيكم أن نبدأ في حملة بـ أقلامنا و أفكارنا و أقوالنا و أفعالنا ،و بـ أن نكرس نزفنا داخل وعاء وطننا ، و بـ أن نلتفت لـ حالنا و مصابنا ، و بـ أن نقوم أنفسنا و من حولنا ، لـ أن نكون نبراسا لـ دعوة صارمة نقتلع بها جذور الإنحراف ، لـ ننشر الفكر المعتدل الممثل لـ وسطية الإسلام في محيطنا ، و يتحقق ذلك بـ أن نقوم كل معوج ، و كل سائر على طريق الضلال ، ، ، ، هي بداية فقط لـ التصحيح ، و لـ المساهمة في نهضة صالحة داخل وطننا ، و لـ التصدي لـ كل فكر ، و فعل خارج عن واقع مجتمعنا الآمن ، ، ، ، ربما تكون البداية صعبة نوعا ما ، و لكن مع التكرار و الإصرار سـ تتوالى النتائج و تتضح الأفعال . . . . .

أسأل الله أن يرد كل ضال إلى طريق الصواب و أن يحفظ بلدنا آمنا





ابن الوطن
محمد بن يحيى الهاشمي

( لون الكتابة الأحمر .... هو دمي الذي ينزف قهرا )

المصدر: نفساني

أستاذي الفاضل أبن يحيى .. عليك سلام الله ورحمته وبركاته .. أما بعد ..
حسنا ماقلت أستاذي الكريم :
فـ ما رأيكم أن نبدأ في حملة بـ أقلامنا و أفكارنا و أقوالنا و أفعالنا ،و بـ أن نكرس نزفنا داخل وعاء وطننا ، و بـ أن نلتفت لـ حالنا و مصابنا ، و بـ أن نقوم أنفسنا و من حولنا ، لـ أن نكون نبراسا لـ دعوة صارمة نقتلع بها جذور الإنحراف ، لـ ننشر الفكر المعتدل الممثل لـ وسطية الإسلام في محيطنا ، و يتحقق ذلك بـ أن نقوم كل معوج ، و كل سائر على طريق الضلال ، ، ، ، هي بداية فقط ..
وأنا أبدء أذا سمحت لي أخي الكريم :
لأن شرعنا حكيم فسأسلك طريق الحكمة لو سمحت لي يا سيدي وأذكر لك القاعدة التي ينبغي لنا أن نبدأ منها وأعذرني على الإطالة وأعلم رعاك الله أن جميع الأحاديث الواردة هنا هي من الصحاح ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أخشى ما خشيت على أمتي كبر البطن )
وقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه :
( يأتي على الناس زمان همتهم بطونهم ..وشرفهم متاعهم ..وقبلتهم نساؤهم.. ودينهم دراهمهم ودنانيرهم .. أولئك شر الخلق لا خلاق لهم عند الله )
.وقال صلى الله عليه وسلم :
( هلكت الرجال حين أطاعت النساء )
و قال صلى الله عليه وسلم :
( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) ,
وقال بأبي هو وأمي :
( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قال قائل و من قلة نحن يومئذ ؟ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن ؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
( يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا الكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
( لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟ )
أخي الكريم محمد الهاشمي :
بالأمس أنا متواجد في تفجيرات الخبر وهي بالمقربة من عملي وشاهدت مالايسر أن يشاهد من دماء طاهرة ودماء معصومة سالت على تراب هذا الوطن الذي أطعم الجائع وكسى العاري وأمنّ الخائف ولكن لمن نقول له : أتقِ الله ؟
إن حال الأمة اليوم يا أخي الكريم حال الرجل المريض الذي رأى دواؤه في جيبه ولم يستطع أن يمد يده ليتناوله لأن ذنوبه أثقلت يديه ..
أن امتنا اليوم ياسيدي تعيش بين الهامشية وبين السلبية في نظام حياتها العملية فأطفالنا قد أتهام التغريب عن أيمانهم وعن شمائلهم .. وشبابنا اليوم إلا من رحمه ربي ساح مابين غانية وكأس خمر مستورد .. ونساءنا إلا من هداها الله سارت خلف بيوتات الموضة وخلف كل ناعق وناعقة في فشائياتنا المنتشرة في سماء الرذيلة ..!!
من أين تريدني أبدأ ؟
تريدني ان أبدء معك من النفاق العملي أو الأجتماعي أو السياسي الذي نعيش واقعه يوميا في وسائل الأعلام وفي ألسنة بعض المنتسبين لهذا الدين ؟
قال ابن القيم رحمه الله:
(إن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة جداً، لأنهم منسوبون إليه وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والفساد، فلله كم من معقل للإسلام هدموه؟
وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟
وكم من علم له قد طمسوه؟
فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، يزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون..

لعلي أرجع معك أخي محمد مرة أخرى وأبدء معك بداية من زاوية أو زوايا أخرى ..!!

تقبل تحياتي وأعذرني على الأطالة ..

أخوك / أحمد

أصبت كبدها يا أستاذ أحمد
لا فض فوك أخي


***

متابعة لـ الموضوع و ليس تعقيبا على كلامك .

ربما الحاصل الآن على أرضنا دليل على هشاشة المنهج و الطرح السابق ،
و ربما هي حالة انتقال من مرحلة إلى مرحلة ، و ربما اختلاط المفاهيم و المصطلحات أدى إلى تعتيم الصواب - و هذا أيضا دليل على ضعف المنهج - و بذلك لم تتضح لنا الرؤية السليمة الصحيحة لما يحصل . . .


يجب أن تحدد بعض المعايير لكي تسير عليها قافلة ( الجهاد الوطني ) ،
و بـ ذلك لن تختلط الأمور و تكون الراية واحدة و ليست عدة ، بـ حيث لا يكون
مجال لـ الإجتهادات الخاطئة و لـ الأفكار المدسوسة . . .



نحتاج إلى إعادة تأهيل المجتمع بـ شكل جذري ، و إلى فتح المجال لـ الإستماع إلى مختلف التيارات و المعتقدات و المذاهب ، و بـ كل تأكيد يكون ذلك الإستماع تحت ضوابط محددة يشرف عليها ثقات من مفكري و علماء و مثقفي هذا الوطن ، و أن تأخذ الأمور بـ شكل خاص لا بشكل عام ، أي لا يكون الحوار مفتوحا أمام العامة بل يظل محدودا ضمن الخاصة فقط . . .


و كذلك يسمح لـ أبناء هذا الوطن من المشاركة في طرح الآراء و الأفكار ،
حيث تخصص لجنة لـ متابعة هكذا أمور ، و أن يجند المتطوعين من الشباب ،
و كذلك الشابات و حتى لو اقتصر الأمر في تعليمهم الإسعافات الأولية فقط ...


و لنا عودة بـ إذن الله

و في كل أرض جنديا وهب نفسه لـ الجهاد من أجل الوطن
قافلة ( الجهاد الوطني ) !!!
عندما قرأت عباراتك السابقه اخي الفاضل الهاشمي تذكرت مباشرة حديث ...... سأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم
الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى مكانه فأي ذلك في سبيل الله
قال عليه الصلاة والسلام ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ))
نعم يا اخي كلمة مختصرة لا تحتاج الى تعليق ولا تدبيج للمقالات فمن كان مقصده رفع راية الله واقامة شرعه فهو في سبيل الله
ومن كان قتاله لاجل تراب وطن او للمحافظة على حكم اوغيره من متع الدنيا فقتاله ليس في سبيل الله ...........انها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار !!
اي احمق يبيع روحه لاجل تراب !!!!؟

الاخ ابو مروان
لم اظن ان تبلغ بك الجرأة على اعراض المسلمين الى حد ان تقول في احد ردودك
((كيف أتحدث مع أولادي عن الحرب؟
ولا حرب عندي الآن غير شرذمة ضآلة لانعرف من أي الأصلاب خرجوا ؟)))
وهل الصلب الذي خرجت منه خير من اصلاب ابائهم ؟
((كبرت كلمة تخرج من افواههم .....))

وطني يرفع راية لا إله إلا الله ، محمد رسول الله

و وطني يحمل لواء الإسلام على هذه الأرض في هذا الزمن

فـ جهادي جهاد لـ الحفاظ على راية لا إله إلا الله محمد رسول الله


أختي الكريمة قمر الدجى لا أقول إلا

إن أصبت فـ من الله و إن أخطأت فـ من نفسي و الشيطان
و أستغفر الله العلي القدير

ملاحظة لـ جميع قراء هذا الموضوع

أتمنى أن يؤخذ حسن الظن عند القراءة - الموضوع -
و أن لا يلوَ عنق الكلام لكي لا يساء فهم الكلمات

احترامي و تقديري لكم

الشيخ المحيميد: لـ(الجزيرة ):
علينا جميعاً الوقوف بحزم ضد هذه الفئة والإنكار على من يرضى بها أو يسكت عليها


* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
اعتبر فضيلة الدكتور الشيخ صالح بن عبدالرحمن المحيميد رئيس محاكم المدينة المنورة أن ما تعيشه بلادنا في هذه الفترة أيام محنة وبلاء يحزن لها كل مسلم غيور على دينه وبني جنسه من المسلمين والمؤمنين حيث وجهت السهام المسمومة إلى بلاد الله الآمنة المطمئنة المسالمة المسلمة.. المملكة العربية السعودية فرأينا كيف تمكّن المخربون من خزن الأسلحة والمتفجرات الخطيرة في كل مدينة وقرية بشمولية غريبة حتى أحياء مكة المكرمة وحواري المدينة المنورة فالبلدان الحرمان لم يسلما من حقد الباغين المفسدين.
وقال المحيميد في تصريح ل(الجزيرة) إن بلادنا هي حصن الإسلام وفيها حرم الله وكعبة المسلمين وفيها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها مثواه ومثوى قرابته وزوجاته وخلفائه الراشدين المهديين وفيها مثوى أعداد كبيرة من الصحابة والتابعين فالاعتداء عليها عدوان على عباد الله الذين يحلون حلاله ويحرمون حرامه ويقضون بشرعه ويحتكمون إلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقال فضيلته إن هذا العدوان لا بد من صده ورده منا جميعاً والوقوف بحزم ووضوح وعزم ضد كل من قام به وكشف من ورائه وتعريته والإنكار على من يرضى به أو يسكت عليه فهذا شر وبلاء مستطير لابد أن نحس به وبخطره وبما يؤدي إليه من إخافة السبيل وانتهاك الأعراض وقتل الأنفس والإذلال وتعريض البلاد لخطر داهم لا يعلم مدى شره إلا الله.. كفانا الله وإياكم شر ما يريده هؤلاء لنا ولبلادنا.

بارك الله فيك أخي " الهاشمي "

على روح المواطن المخلص

كم وكم أتألم أخي لحال بلدنا وكم يضيق صدري بما أراه من الخراب في عقول البشر.


كل هذا بدء من المنزل نعم التربيه التفكك الأسري الأباء لا يعلمون عن أبناءهم شيء لايعلمون عن تفكير أبناءهم شيء لا يعلمون من هم أصدقاء أبناءهم


ثم المجتمع لايوجد الوعي والثقافه والمرونه في المجتمع حتى لوكان الأشخاص حاملين أعلى الشهادات ولكن العقول متحجره والقلوب قاسيه

التعصب الطبقيه القبليه ضيق التفكير


أن الأسلام دين وسطيه سهوله ويسر

وليس كما يظنه البعض وكم يشوه البعض.




نريد بلادنا نريد الأمان نريد الوحده في الأسلام


نريد روح الأخوه والتعاون








أه وألف أه أخي الهاشمي أشعر بأني أصرخ في الهواء

أشعر بأن كلامي سراب سراب سراب لا نصير له.

- لـ التوضيح و لـ إزالة أيَّ لبس جرى نشر هذه المشاركة -


السؤال
نعلم جميعا أن المعاهد هو من دخل البلاد الإسلامية بموجب عقد أمان من أي مسلم، وشروط هذا العقد محددة على حسب ما جاءت به الشريعة ...ومعلوم أن أي معاهد ينقض شرطاً واحداً بذلك ينقض العقد الذي بينه وبين من عاهده من المسلمين، وعند أهل العلم أن من الشروط دفع الجزية، وعدم إظهار دين المعاهد، والقيام للمسلم، والإفساح له ... الخ، والناظر في أحوال الكفرة في بلاد المسلمين لا يقومون بشرط واحد، فهم خالفوها كلها ...فهم إذاً ليسوا بمعاهدين ..، ويزيد الأمر عظمة عندما يكونون في جزيرة العرب، التي أوصى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - من بعده بإخراجهم منها، بغض النظر عن حدود هذه الجزيرة ...فسؤلي هو: ما صحة ما مضى من قول بمعايير الشريعة؟ وإن كان صحيحاً فما هو ردكم على من حرم العمليات من تفجير وغيره بحجة المعاهدة؟ ونحن لا نراها لعدم ظهور مصلحة لنا، والمفاسد أعظم، ونحرمها لذلك، لا لأنهم قتلوا معاهدين ...




الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الكفار إما أهل حربٍ، وإما أهل عهد، كما روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان المشركون على منـزلتين من النبي – صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين: كانوا مشركي أهل حرب يقاتلهم ويقاتلونه، ومشركي أهل عهدٍ لا يقاتلهم ولا يقاتلونه).
وأهل العهد ثلاثة أصناف:
أهل ذمة: وهم الذين يُقرّون في ديارهم التي يحكمها المسلمون على أن يؤدوا الجزية ولهم ذمة مؤبدة، بشرط أن يجري عليهم حكم الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -.
أهل هدنة (صلح): وهم الذين صالحهم المسلمون على حقن الدماء والكف عن الإيذاء والاعتداء، ولا تجري عليهم أحكام المسلمين؛ لأنهم مستقلون في بلادهم وليس للمسلمين يدٌ عليها.
المستأمنون: وهم الذين يقدمون بلاد المسلمين من غير استيطان لها، ولكن لتجارةٍ أو عملٍ أو زيارةٍ أو نحو ذلك.
وكل هؤلاء الأصناف الثلاثة لا يجوز الاعتداء عليهم، ولا سلب أموالهم ولا إيذاؤهم، فدماؤهم وأموالهم معصومة.
والصنفان الأخيران لا يجب عليهم ـ كما توهم السائل ـ دفعُ الجزية، ولا يلزمهم القيامُ للمسلم ولا الإفساح له ..إلخ .
وعقدهم وعهدهم باقٍ يجب الوفاء به والتزامه ولو في جزيرة العرب، فإن دخول الكافر إلى جزيرة العرب بعهد أمان من مسلم أو من دولة لا يجعل العهد منكوثاً، ولا دمه مهدراً..
وأما حديث إخراج المشركين من جزيرة العرب، فلا يدل على جواز قتل مَن في جزيرة العرب من اليهود والنصارى والمشركين البتة، لا بدلالة منطوقه ولا بدلالة مفهومه.
ولا يدل كذلك على انتقاض عهد من دخل جزيرة العرب من اليهود والنصارى لمجرد الدخول، ولم أجد من قال بذلك من أهل العلم.
وغاية ما فيه: الأمر بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وهو أمر موكول إلى إمام المسلمين ولو كان فاجراً.
ولا يلزم من الأمر بإخراجهم إباحة قتلهم إذا بقوا فيها، فهم قد دخلوها بعهد وأمان، حتى على فرض بطلان العهد الذي أُعطوه لأجل الأمر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، فإن الكافر الحربي لو دخل بلاد المسلمين وهو يظن أنه مستأمن بأمانٍ أو عهد لم يجز قتله حتى يبلغ مأمنه أو يُعلِمه الإمام أو نائبه بأنه لا أمان له. قال أحمد: "إذا أشير إليه ـ أي الحربي ـ بشيء غير الأمان، فظنه أماناً، فهو أمان، وكل شيء يرى العدو أنه أمانٌ فهو أمان" أ.هـ (حاشية ابن قاسم4/297).
على أن لأهل العلم في تحديد جزيرة العرب المقصودة في الحديث كلاماً طويلاً وخلافاً مشهوراً بعد اتفاقهم على تحريم استيطانهم لحرم مكة.
فذهب أحمد إلى أن جزيرة العرب هي المدينة وما والاها. قال في المغني 13/243: (يعني أن الممنوع من سكنى الكفار به المدينةُ وما والاها، وهو مكة واليمامة وخيبر والينبع وفدك ومخاليفها وما والاها. وهذا قول الشافعي؛ لأنهم لم يُجلوا من تيماء، ولا من اليمن). ثم قال ـ أي ابن قدامة: (فكأن جزيرة العرب في تلك الأحاديث أُريد بها الحجاز، وإنما سمي حجازاً لأنه حجز بين تهامة ونجد. ولا يمنعون من أطراف الحجاز كتيماء وفيد ـ بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة ـ ونحوهما؛ لأن عمر لم يمنعهم من ذلك) أهـ.
كما أن دلالة الحديث تحتمل قصر المنع على استيطان جزيرة العرب، لا إقامتهم فيها للعمل المؤقت أو التجارة، كما هو شأن الكفار الوافدين.
والظاهر أن الأمر بإخراج المشركين من جزيرة العرب مقيدٌ بحالة عدم الحاجة إليهم في عمل من الأعمال التي لا يجيدها غيرهم، أو لا يُستغنى فيها عن خبراتهم.
وقد أفتى بعض مشايخنا بجواز استقدام الكفار عند الحاجة، وقصروا تحريم استقدامهم فيما إذا أمكن الاستغناء عنهم.
والمقصود أن الأمر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب لا يقضي بانتقاض عهدهم وأمانهم إذا دخلوها، بل هو عقد ماضٍ محترم، فدماؤهم معصومة، وأموالهم معصومة، ولا يجوز الاعتداء عليهم، ولا إيذاؤهم.
ومع ذلك ينبغي ألا يُترك في جزيرة العرب من هؤلاء إلا من تدعو الحاجة والمصلحة إلى بقائه فيها، وأنصح القارئ بمراجعة كتاب أسئلة جريئة المنشور في موقع الإسلام اليوم، ففيه تفصيل مفيد ومهم..
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الأخت الفاضلة قمر الدجى ..
أشكرك على تفضلكِ بالمشاركة ..
إن من يحاور الآخر لابد أن يقبله أولاً أختي الكريمة ،ويحترمه ثانياً ، ولا يقمعه ثالثاً !!
أحب أن أخبركِ أختي الكريمة أنني خارج من صلب أرهابي ..!!
وأفتخر أنه من الأرهابيين ..