هل بالغنا في الاهتمام بنفسيات الناشئة ؟

هل بالغنا في الاهتمام بنفسيات الناشئة ؟

لا يخفى على الجميع ما للحالة النفسية للفرد من أهمية في جميع شؤون حياته : صحيا واجتماعيا وسلوكيا . ...الخ
ولكن ربما ( ربببما) لدى بعض الأسر يكون الاهتمام بالحالة النفسية للفرد مبالغاً فيه بحيث أصبح خوف الآباء على نفسيات أبنائهم سبباً في دلع الأبناء .
ما جعلني أكتب هذا الكلام هو ما حصل من أحد أقاربي مع ولده المراهق . فقد حصل الولد على درجات متدنية ولعلمه بخوف والده على نفسيته ادعى أنه يصاب بحالة ضيق واكتئاب كلما دخل الامتحان وأن هذا سبب تدني مستواه . فما كان من الأب الا أن عمل جاهدا على تدليل ولده وتوفير كل وسائل اللهو والتسلية له ومعاملته وكأنه مريض نفسيا بدعوى أن الولد يمر بحالة نفسية ويجب أن يعامل معاملة خاصة . وطبعا الولد مبسووووط وفرحان على الذي يحصل الآن ولا أظنه سوف يحاول أن يجتهد . رغم أنه لا يعاني من شيء كل ما في الأمر أن الولد لالالالا يذاكر .
لا شك أن مثل هذا يحصل في كثير من البيوت . خاصة لدى الأسر التي يكون فيها الوالدين من متوسطي العمر أي المتعلمين .

المصدر: نفساني

أخي الكريم

إن معك حق..
فليس ما فعله هذا الأب... اهتماما بابنه.. بل دلعا.

إن أبناءنا بحاجة إلى أن نهتم بهم.. و نراعي تعاملنا معهم. و سلوكنا أمامهم...

و من أهم ما نهتم به بأولادنا...
هو كيف نجعلهم يعتمدون على أنفسهم.؟
كيف نربي فيهم إحساسهم بالمسؤولية..؟

فما أبشع ما وصل إليه الأبناء في زمننا هذا.. بسبب تدليل الأهل

و هناك مزيج عجيب.. مدمر كالقنبلة.. فتاك كالإيدز.. و لا يتوانى الكثير منا من استخدامه مع أبنائهم.

1- يحرم الابن من أي مشاعر يمكن أن تربطه بوالده.. أو والدته..( و قد
تعمدت قول والد.. لأنه في هذه الحالة.. لا يتعدى كونه والدا لابنه.. و ليس أبا
أو أما) فلا يحصل على كلمة حنان.. أو حضن دافئ.. أو قبلة مشتاقة. و أنا
أتحدث عن الابن من العام الأول.. و حتى عمر العشرين.

2- يعطى الابن من الماديات.. ما يجعله جالسا طوال الوقت. يحلم بدنيا وردية..
تعطي و لا تأخذ. يمد فيها قدميه.. و يتسابق الخدم على خدمته. و تتساقط النقود
عليه من السماء. و لا يمر فيها بألم و لا حزن...!

3- الطريق الأسهل..... يتعلم الابن من الشارع.. أو من الأصدقاء. فلا يكلف الوالد
نفسه عناء التوجيه.. أو التعليم.. بالرغم من أن الابن في مراحل كثيرة من عمره..
يكاد يجثوا على ركبتيه طالبا علمك.. و خبرتك.. التي ينتزعها منك انتزاعا..
حتى إذا مل.. تركك.. و ذهب لأي أحد يعطيه حاجته من الخبرة.. و بأسهل الطرق.

إننا لابد و نهتم بأبنائنا.. و لكن كيف نهتم...؟

سأقولها بثلاث نقاط رئيسية.. و من أراد أن يفعل شيئا.. قبل أن يفقد أبنائه إلى الأبد..
فليستزد من العلم.. و ليقرأ فيه.. و إن فيه من الجمال ما يمكن بعون الله تعالى أن يحول
حياته إلى جنه.

1- الحب.... أغدق منه ما استطعت.. و كن صديقا قبل كل شيء.. صديقا... حقيقيا.

2- لابنك حقوق.. و عليه واجبات..( أعطه منها الكثير ). فإن قام بواجباته..
كان له الجزاء و الثناء.. ( الذي يمكن أن يكون نفسيا ) و إن لم يفعل.. فله
اللوم و العقاب ( الذي لا يجب أبدا أن يكون جسديا.. إلا كما وصف رسولنا
الكريم في ترك الصلاة.. ( ضربة بالسواك.. لا تؤلم و لا تهين.). أكثر من العقاب
الذي يحرم الولد من شيء يحبه.. و لا تقصر.. و لا تبالغ.

3- علم ابنك.. منذ عامه الأول.. علمه بابتسامة.. بحب.. أخبره كل ما يمكنك إخباره به.. علق على كل ما تراه.. و لا تفوت موقفا تستطيع به تعليمه شيء..
هذا صواب... ممتاز يا حبيبي.. و هذا خطا.. لأنه كذا و كذا.. انتبه أن تفعله مرة أخرى.........

أرجو أن أكون قد أفدت.. و بالله التوفيق.

أستودعكم الله يا إخوتي.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أختي الفتاة المسلمة .نعم الحنان والمعاملة الطيبة أمر ضروري لنمو الانسان بشكل سليم ولكن يبدو أن خوف الآباء على النمو النفسي لأبنائهم ومعرفة الأبناء بذلك هو ما يشجع الأبناء على ممارسة ما يحلو لهم خطا كان أو صوابا .اذن التوجيه ضروري .
المعاملة الطيبة والثواب عند التصرف الطيب من الابن والعقاب سواء كان حرمانا من أمر محبب أو توبيخ أو حتى نصيحة عند الفعل الخاطئ .
المهم أن لا يتخذ الأبناء الحالة النفسية سلاحا يلوون به أيدي الآباء بما جبلوا عليه من رحمة .
تحياتي اليك أختي الكريمة وشكرا للمشاركة .