المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > ملتقى الرقية الشرعيه
 

ملتقى الرقية الشرعيه لجميع المواضيع الخاصه بالرقيه الشرعيه والمس والسحر والعين وغيرها ،،،

خرافة " دخول الجن جسد الأنسان "

السلام عليكم من خلال تجارب كثير رأيتها ب عيني وصلت ل قناعه تامه بأن مسئلت دخول الجن جسد الانسان مجرد خرافات وأساطير ،،، انتشار الرقاه شغله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-10-2013, 06:00 PM   #1
محتري الفرحه
عضو نشط


الصورة الرمزية محتري الفرحه
محتري الفرحه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 35910
 تاريخ التسجيل :  10 2011
 أخر زيارة : 13-06-2016 (05:17 PM)
 المشاركات : 224 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
خرافة " دخول الجن جسد الأنسان "



السلام عليكم

من خلال تجارب كثير رأيتها ب عيني وصلت ل قناعه تامه بأن مسئلت دخول الجن جسد الانسان مجرد خرافات وأساطير ،،،

انتشار الرقاه شغله تجاريه لا اكثر ولا اقل كما كان يحدث في اوروبا في عصور الظلام ايام سيطرت الكنيسه على كل شؤون الأنسان


ليس هناك اي دليل شرعي او علمي يثبت دخول الجن جسد الأنسان ،،
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 13-10-2013, 07:12 PM   #2
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue


ماذا تقولين بقوله تعالى :

(الذين لا يقومون الا كالذى يتخبطه الشيطان من المس )؟


ماذا تقولين بالذى يتحدث الشيطان المتلبس على لسانه ؟

ماذا تقولين بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ان الشيطان يجري من اب ادم مجرى الدم فى العروق فضيقوا عليع مجاره بالصوم) ؟


 
التعديل الأخير تم بواسطة ازهرى وراقى ; 13-10-2013 الساعة 07:17 PM

رد مع اقتباس
قديم 13-10-2013, 07:20 PM   #3
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue


تـلـبــس الـجــن لـلإنـــس

من الأدلة الشرعية التي تؤكد دخول الجني في بدن الإنسي الحديث الذي رواه مسلم : " إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل " . والحديث الآخر الذي رواه مسلم حيث قال : " إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه " . وكذلك حديث ابن أبي العاص عندما اشتكى إلى النبي أنه كان يأتيه شيء يصرفه عن صلاته فقال " ذاك الشيطان " ثم ضرب صدر ابن أبي العاص ونفث في فمه وقال : " أخرج عدو الله" ثلاثاً .

وفي الجزء التاسع من فتح الباري نقرأ عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه إلا مريم وأبنها" .. ثم يقول أبو هريرة : واقرأوا إن شئتم { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } .. كذلك راجعوا حديث ابن عباس في البخاري في قصة أم زفر – رضي الله عنها – التي كانت تصرخ من الجن .

والذين ينكرون دخول الجن في بدن الإنس وقالوا : إن طبيعة الجن تختلف عن طبيعة الإنسان ، فالجن مخلوق من نار ، والإنس مخلوق من طين ، فقد قال القاضي بدر الدين : ومما يدل على أن الجن ليسوا بباقين على عنصرهم الناري قول النبي : " إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي " ( رواه مسلم والنسائي عن أبي الدرداء ) .

وبيان الدلالة منه أنهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري ، وأنهم نار محرقة لما احتاجوا إلى أن يأتي الشيطان أو العفريت منهم بشعلة أو بشهاب من نار ولكانت يد الشيطان أو العفريت أو شيء من أعضائه إذا مس أبن آدم أحرقه .. وقال الإمام الذهبي : والجن أجسام لطاف وغير مستنكر اختلاط الجني بروح الإنسي كاختلاط الدم والبلغم في البدن مع كثافته .

وقد ثبت في السُنة النبوية أن الملائكة أرواح عاقلة وأجسام حقيقية ، ومع اختلاف طبيعتهم عن البشر فمنهم من وكله الله تعالى بالدخول في باطن الأنثى لتخليق النطفة وتصويرها ، وكتابة الأرزاق ، والأقدار ، والآجال .

عن حذيفة بن أسيد يبلغ به النبي قال : " يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة ، فيقول : يا رب أشقي أو سعيد ؟ فيكتب ، فيقول : أي رب أذكر أم أنثى ؟ فيكتب ، ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ، ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص ( رواه مسلم ) .

وثبت في السُنة خروج هذا الملك من باطن الأنثى ، على أثر الانتهاء من تخليق النطفة ، وتصويرها ، ومعه صحيفة القدر في يده .. عن عامر بن واثلة قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا مر بالنطفة اثنان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها ، وجلدها ولحمها ، وعظمها ، ثم قال : يا رب اذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما يشاء ، ويكتب الملك ، ثم يقول : يا رب أجله ؟ فيقضي ربك ما يشاء ، ويكتب الملك ، ثم يقول : يا رب رزقه ؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده ، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص " . ( رواه مسلم ) .


الــخــلاف الــشـهـيــر

ولعل من أبرز الخلافات التي حدثت في قضية تلبس الجن بالإنس في الوقت الحاضر ، هو ذلك الخلاف الذي فجره رأي للدكتور علي بن مشرف العمري الذي كان من أشهر القراء المعالجين من الجن ، ثم فجر قنبلة مدوية عندما أنكر دخول الجن في بدن الإنس ، وصرح عبر وسائل الإعلام بأن الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – قد أيده في ذلك .

بدأت هذه القضية في العام 1416 هـ عندما قال الشيخ العمري :

- إن القرآن ليس شفاء لجميع الأمراض العضوية والنفسية .

- أتحدى معالجة السرطان بالقرآن .

- إن جريان الشيطان من آدم مجرى الدم جريان غير حسي ولو سلمنا جدلاً بأنه جريان حسي فهو خاص بالموسوس لأن الرسول ذكره في الموسوس .

- لا يمكن أن يتلبس الجني بالإنسي .

- إخراج الجني من بدن الإنسان إدعاء كاذب .

- ابن باز شيخي وقد أقرني على مذهبي الجديد .

وقد رد الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – على العمري في نفس العام وقال : " إن ما ذكره عني علي المذكور من تصحيح مذهبه ، قول باطل وكذب لا أساس له من الصحة ، وقد نصحته حين أجتمع بي منذ سنة أو أكثر أن يفصل القول في ذلك وأن يعترف بتلبيس الجني بالإنسي ، كما هو الحق الذي أجمع عليه العلماء ونقله أبو الحسن الأشعري عن أهل السُنة ونقله شيخ الإسلام ابن تيميه عن جميع أهل العلم كما في الفتاوي ج19 من ص9 إلى ص65 ، وقد أوضحت لعلي المذكور أنه ليس كل ما يدعيه الناس من تلبس الجني بالإنسي صحيحاً ، بل ذلك تارة يكون صحيحاً في بعض الأحيان ويكون غير صحيح في أحيان أخرى بسبب أمراض تعتري الإنسان في رأسه تفقده الشعور فيعالج ويشفى ، وقد لا يشفى ويموت على اختلال عقله ، وقد يختل العقل بأسباب وساوس كثيرة تعتري الإنسان ، فالواجب التفصيل ، وقد أوضح ذلك ابن القيم – رحمه الله – في " زاد المعاد " ، وقد حصل لشخص من سكان الدلم ، حين كنت في قضاء الخرج ، خلل في عقله فلما عرض على المختصين ذكروا أن سبب ذلك فتق في الرأس فكوى وبرئ من ذلك بإذن الله ، وهذا نص كلام شيخ الإسلام – رحمه الله – في الفتاوى في المجلد المذكور قال ما نصه بعد كلام سبق ( .. ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع ، ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، كظهور هذا ، وإن كانوا مخطئين في ذلك ، ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السُنة والجماعة أنهم يقولون أن الجني يدخل في بدن المصروع كما قال تعالى : { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } .

وقال عبدالله بن الإمام أحمد ، قلت لأبي : إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي ، فقال : يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه ، وهذا مبسوط في موضعه ، وقال أيضاً – رحمه الله – في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوى ص 276-277 ما نصه : وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنُة رسوله ، واتفاق سلف الأمة وأئمتها ، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السُنة والجماعة ، قال الله تعالى : { الذي يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } .

وفي الصحيح عن النبي : " أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " . إلى أن قال – رحمه الله : وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك .. الخ ، وبما ذكرنا يعلم بطلان ما ذهب إليه علي المذكور ، من إنكار دخول الجني في بدن الإنسان ، ويعلم كذب علي في دعواه إني صدقته في ذلك وصححت مذهبه ، وقد كتبت في ذلك رداً على من أنكر دخول الجني في بدن الإنسي منذ سنوات ونشر ذلك في كتابي ، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، في المجلد الثالث ص 299 إلى ص 308 ، فمن أحب أن يطلع عليه فليراجعه في محله المذكور ، وأما قول علي المذكور ، لو أنكر علي لرد علىّ ، فجوابه أنه ليس كل ما نشر في الصحف من الأخطاء أطلع عليه لكثرة ما ينشر في الصحف وكثرة مشاغلي عن الإطلاع على ذلك ، والله ولي التوفيق ونسأله سبحانه أن يحفظنا من الخطأ والزلل في القول والعمل ، وأما إنكار علي المذكور لكون القرآن الكريم شفاء لبعض الأمراض البدنية فهو أيضاً قول باطل ، وقد أوضح الله سبحانه أن كتابه شفاء في كتابه العظيم ، فقال سبحانه في سورة بني إسرائيل : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } وقال سبحانه في سورة فصلت : { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } الآية .

والآيتان الكريمتان المذكورتان تعمّان شفاء القلوب وشفاء الأبدان ، ولكن لحصول الشفاء بالقرآن وغيره شروط وانتفاء موانع في المعالج والمعالج ، والدواء فإذا توفرت الشروط وانتفت الموانع حصل الشفاء بإذن الله كما قال النبي : " لكل داء دواء ، فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله " . وكثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره لعدم توفر الشروط وعدم انتفاء الموانع ، ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو بالدواء لم يمت أحد ، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده الشفاء ، فإذا أراد ذلك يسر أسبابه وإذا لم يشأ ذلك لم تنفعه الأسباب .

وقد ثبت عنه من حديث عائشة - رضي الله عنها – أنه كان إذا اشتكى شيئاً قرأ في كفيه عند النوم سورة " قل هو الله أحد ، وسورة قل أعوذ برب الفلق ، وسورة قل أعوذ برب الناس " ثلاث مرات ، ثم يمسح بهما على ما استطاع من جسده في كل مرة بادئاً برأسه ووجهه وصدره . وفي مرض موته عليه الصلاة والسلام ، كانت عائشة – رضي الله عنها – تقرأ هذه السور الثلاث في يديه عليه الصلاة والسلام ، ثم تمسح بهما رأسه ووجهه وصدره ، رجاء بركتهما وما حصل فيها من القراءة فتوفي في مرضه ، ذلك لأن الله سبحانه وتعالى لم يرد شفاءه من ذلك المرض لأنه قد قضى في علمه سبحانه وقدره السابق أنه يموت بمرضه الأخير عليه الصلاة والسلام ، وثبت عنه أنه قال : " الشفاء في ثلاث : شربة عسل أو شرطة محجم أو كية نار ، وما أحب أن اكتوي " .. ومعلوم أن كثيراً من الناس قد يعالج بهذه الثلاث ولا يحصل له الشفاء لأن الله سبحانه لم يقدر له ذلك وهو سبحانه الحكم العدل ما شاء كان ولم يشأ لم يكن .

وفي الصحيحين أن ركباً من الصحابة رضي الله عنهم مروا على قوم من العرب وقد لدغ سيدهم ، فسعوا له بكل شيء لينفعه ، فسألوا الركب المذكور هل فيكم راق فقالوا : نعم ، وشرطوا لهم جعلاً على ذلك فرقاه بعضهم بفاتحة الكتاب فشفاه الله في الحال ، وقام كأنما نشط من عقال . فقال الذي رقي لأصحابه : لا نفعل شيئاً في الجعل حتى نسأل النبي ، وكان أصحاب اللديغ لم يضيفوهم ، فلهذا شرطوا عليهم الجعل ، فلما قدموا على النبي أخبروه بما فعلوا ، فقال : " قد أصبتم وأضربوا لي معكم بسهم " ففي هذا الحديث الرقية بالقرآن ، وقد شفى الله المريض في الحال ، وصوبهم النبي في ذلك وهذا من الاستشفاء بالقرآن من مرض الأبدان وقد أخبر الله سبحانه في آية أخرى في سورة يونس إن الوحي شفاء لما في الصدور ، وهي قوله سبحانه وتعالى : { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } . وكون القرآن شفاء لما في الصدور لا يمنع كونه شفاء لمرضى الأبدان ، ولكن شفاءه لما في الصدور أعظم الشفائين وأهمهما ، ومع ذلك فأكثر الناس لم يشف صدره بالقرآن ، ولم يوفق للعمل به ، كما قال تبارك وتعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } ، وذلك بسبب إعراضهم عنه وعدم قبول الدعوة إليه . وقد قام النبي في مكة ثلاث عشرة سنة يعالج المجتمع بالقرآن ويتلوه عليهم ويدعوهم إلى العمل به فلم يقبل ذلك إلا القليل كما قال الله سبحانه وتعالى : { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين} وقال سبحانه : { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } , فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان ، ولكن لمن أراد الله هدايته ، وأما من أراد الله شقاءه فإنه لا ينتفع بالقرآن ولا بالسُنة ولا بالدعاء إلى الله سبحانه لما سبق في علم الله من شقائه وعدم هدايته ، كما قال سبحانه : { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين } . وقال سبحانه في سورة التكوير :{ فأين تذهبون إن هو إلا ذكرى للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } . والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وهكذا الأحاديث الصحيحة .

وأما تأويل علي بن مشرف لحديث " أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " بأنه على سبيل الاستعارة كما حكاه الحافظ بن حجر في الفتح عن بعضهم أو أن ذلك بالنسبة لبعض الموسوسين كما قاله علي المذكور ، فهو قول باطل . والواجب إجراء الحديث على ظاهره وعدم تأويله بما يخالف ظاهرة لأن الشياطين أجناس لا يعلم تفاصيل خلقتهم وكيفية تسلطهم على بني آدم إلا الله سبحانه وتعالى . فالمشروع لكل مسلم الاستعاذة به سبحانه من شرهم والاستقامة على الحق واستعمال ما شرعه الله من الطاعات والإذكار والتعوذات الشرعية ، وهو سبحانه الواقي والمعيذ لمن استعاذ به ولجأ إليه لا رب سواه ولا إله غيره ولا حول ولا قوة إلا به ، ونسأل الله سبحانه إن يثبتنا على دينه وإن يعذنا وجميع المسلمين من اتباع الهوى ونزغات الشيطان ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يوفق المسلمين لكل خير وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يولي عليهم خيارهم وأن يصلح قادتهم إنه سميع قريب ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

ولعل في رد الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – على الدكتور علي العمري ما سيكون كافياً بإذن الله لدحض حجة كل من يدعي خلاف ذلك ويبين الحقيقة من خلال الاستناد على الثوابت الشرعية المنقولة والصحيحة بإذن الله .



إنكار الدخول لاختلاف الطبيعة حجة باطلة مردود عليها


 

رد مع اقتباس
قديم 13-10-2013, 07:21 PM   #4
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue


المس الشيطاني في الميزان ( بين الحقيقة والوهم

هذه مقالة لبيان ظاهرة المس من الناحية الشرعية والعقلية ويتبعها مقالة أخرى لبيان أسباب إنكار ظاهرة المس ، وقبل بيان آراء العلماء في المس أؤكد قضية مهمة وهي لإن كان المس حقيقة إلا أن أكثر الظواهر التي تنسب للمس في المجتمعات العربية هي تهويل وأوهام وسيتضح ذلك خلال ملاحقتي للظاهرة وبيان علاقتها بالمرض النفسي وأمراض روحية أخرى لكن في هذه المقالة سأقتصر على مناقشة أصل الظاهرة ، وفي مواضع أخرى أناقش الجوانب الأخرى المتعلقة بهذه الظاهرة

آراء العلماء في ظاهرة المس
اختلفت آراء العلماء حول حقيقة المس ويمكن إرجاع آرائهم إلى مذهبين وهما :
المذهب الأول
وهو مذهب أهل السنة والجماعة الذين يثبتون دخول الجني بدن الإنسي ، ويعتبرون ذلك حقيقة ثابتة يشهد لها النقل والعقل .([1])
المذهب الثاني :
وهو مذهب بعض المعتزلة ، وبعض الفلاسفة الذين ينكرون دخول الجني بدن الإنسي وهؤلاء يؤولـون أدلة الجـمهور الدالة على ثبوت المس وجواز دخول الجني بدن الإنسي ([2]).
ويرى بعض أصحاب هذا الرأي ممن حاول أن يوفق بينه وبين رأي الجمهور أن الصرع لا يكون من جهة تلبس الجني للإنسي ، وإنما يحصل بسبب الإيحاء والوسوسة التي
يلقيها الشيطان في صدور النفوس الضعيفة . ([3])
ويشارك المعتزلة بعض العلماء المعاصرين كالغزالي ([4])وغيره ([5])، و بعض الأطباء

النفسيين ،وأصحاب الفلسفة المادية في عصرنا الحاضر. ([6])
أولاً : أدلة المذهب الأول :
استدل أهل السنة والجماعة بالكتاب والسنة والمعقول والمشاهدة ، وهى على النحو التالي :
1 -أدلة القرآن الكريم :
/ - قال الله I : } الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِن الْمَسِّ { ([7])
وجه الدلالة :
الآية نص صريح على حدوث الصرع بسبب تلبس الجني ؛ لأن المس هو الجنون الذي يحدثه الجني نتيجة لتلبسه بدن الإنسي ، كما ذكر أكثر المفسرين ، والتخبط المذكور في الآية ؛ هو الضرب بغير استواء ؛ كضرب العشواء ، والمقصود به حركات الممسوس الصرعية ؛ بسبب تلبس الجني له . ([8])
وتعتبر هذه الآية هي أقوى أدلة أهل السنة في الدلالة على ثبوت المس ، ولـو لم يكن غير هذا الدليل في الدلالة على ثبوت المس ، وتلبس الجني بدن الإنس لكان ذلك كافياً ؛ لصراحته وقوة دلالته على ذلك بما لا يحتمل التأويل ، يقـول الشوكاني: « في الآية دليل على فساد قول من قال :إن الصرع لا يكون من جهة الجني.» ([9])
ويقول القرطبي : « في هذه الآية دليل على فساد من أنكر الصرع من جهة الجن ، وزعم أنه من فعل الطبائع ،و أن الشيطان لا يسلك في الإنسان ، ولا يكون منه مس » ([10])
/ - قال الله I : } إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ { ([11])
وجه الدلالة :
فسر بعض المفسرين مس الشيطان في هذه الآية بالصرع الذي يحدثه الجني. ([12])
2 - أدلة السنة :
/ - عن عَطَاءُ بْن أَبِي رَبَاحٍ t قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ t :} أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ : بَلَى . قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ r فَقَالَتْ : إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنّى أَتَكَشَّف فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ : إِنْ شِئْتِ صَبَـرْتِ وَلَكِ الْجَنَّـةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ :أَصْبِرُ فَقَالَتْ:إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لا أَتَكَشَّفَ {([13])
قال ابن حجر : « وعند البزار من وجه آخر في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، فدعا لها ، فكانت إذا خشيت أن يأتيها ، تأتي أسـتار الكعبة فتتعلق بها.» ([14])
وجه الدلالة :
يؤخذ من مجموع الروايتين أن ما كان يصيب المرأة هو من مس الشيطان ، ويرشد إلى ذلك صريح قولها :» إني أخاف الخبيث أن يجردني »
قال ابن حجر : « قد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط . »([15])
/ - عَنْ أَبِي الْيَسَرِ t }أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r كَانَ يَدْعُو اللَّهُ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَدْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَرَقِ ، وَالْحَرَقِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا { ([16])
وجه الدلالة :
الحديث يدل بإشارة النص ([17]) على حدوث الجنون بسبب المس الشيطاني ،([18]) بدليل تعـوذ النبي r منه ، فلـو لم يكن ذلك حقيقة ؛ لما سـاغ للنبي r أن يتعوذ ،
ويستجير بالله منه .
والخباط كما فسره أهل التفسير واللغة نوع من الجنون. قال الطبرسي :« الخباط
داء كالجنون؛ لأنه اضطراب في العقل » ([19])
وقال الشوكاني : « الخبط: الضرب بغير استواء ؛ كخبط العشواء ؛ وهوالمصروع » ([20])
وقال ابن منظور في تفسير معنى يتخبطني : « أي يصرعني ويلعب بي » ([21])
/ - عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ t قَالَ: }لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا مَا رَآهَا أَحَدٌ قَبْلِي، وَلا يَرَاهَا أَحَدٌ بَعْدِي ، لَقَدْ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي سَفَرٍ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ ، مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا صَبِيٌّ ، أَصَابَهُ بَلاءٌ ، وَأَصَابَنَا مِنْهُ بَلاءٌ ؛ يُؤْخَذُ فِي الْيَوْمِ مَا أَدْرِي كَمْ مَرَّةً ؟ قَالَ : نَاوِلِينِيهِ فَرَفَعَتْهُ إِلَيْهِ فَجَعَلتْهُ بَيْنَهُ ، وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ ، فَنَفَثَ فِيهِ ثَلاثًا ، وَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، اخْسَأْ عَدُوَّ اللَّهِ ، ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَقَالَ: الْقَيْنَا فِي الرَّجْعَةِ فِي هَذَا الْمَكَانِ فَأَخْبِرِينَا مَا فَعَلَ ؟ قَالَ : فَذَهَبْنَا وَرَجَعْنَا فَوَجَدْنَاهَا فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ ، مَعَهَا شِيَاهٌ ثَلاثٌ فَقَالَ : مَا فَعَلَ صَبِيُّكِ ؟ فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا حَسَسْنَا مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى السَّاعَةِ ، فَاجْتَرِرْ هَذِهِ الْغَنَمَ قَالَ : انْزِلْ فَخُذْ مِنْهَا وَاحِدَةً ، وَرُدَّ الْبَقِيَّةَ . { ([22])
وفي لفظ آخر للحديث }أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ r مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ لَمَمٌ ([23]) فَقَالَ النَّبِيُّ r : اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ : فَبَرَأَ فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ كَبْشَيْن ،ِ وَشَيْئًا مِنْ أَقِط ، وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ . قَـالَ : فَقَـالَ رَسُولُ اللَّهِ r : خُـذِ الأقِـطَ ([24]) وَالسَّـمْنَ وَأَحَـدَ الْكَبْشَيْنِ وَرُدَّ عَلَيْهَا الآخر { ([25])
وفي لفظ آخر للحديث عن جابر بن عبد الله فيه أن المرأة قالت للرسول r : هذا ابني قـد غلبني عليه الشيطان.... إلخ ([26])
وجه الدلالة :
الحديث بجملة رواياته يدل دلالة واضحة على دخول الجني بدن الإنسي بدليل فتح النبي r فم الصبي ومخاطبة الجني بقوله « إخسأ عدو الله » في الرواية الأولى ، وقوله : « اخرج عدو الله » في الرواية الثانية ؛ وطلب خروج الجني يقتضي دخوله قبل ذلك .
والمقصود بقول الرسول r : « اخرج عدو الله » الجني ، وقد جاء ذلك صريحاً في الرواية الثالثة ؛حيث قالت المرأة : « هذا ابني غلبني عليه الشيطان »
/ - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ : } لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ r عَلَى الطَّائِفِ ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي . فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r ، فَقَال :َ ابْنُ أَبِي الْعَاصِ ! قُلْتُ نَعَمْ ! يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي ، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. قَال :َ ذَاكَ الشَّيْطَانُ. ادْنُهْ فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ. قَال: فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي، وَقَالَ: اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ! فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَـالَ: الْحَـقْ بِعَمَلِكَ قَالَ: فَقَالَ

عُثْمَانُ فَلَعَمْرِي! مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ * { ([27])
وجه الدلالة :
الحديث صريح الدلالة على تلبس الجن الإنس ؛ ويتضح ذلك في قول النبي r : « ذاك الشيطان » وقوله : « اخرج عدو الله » .
/ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا }أَنَّ صَفِيَّةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا أَتَتِ النَّبِيَّ r وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، فَلَمَّا رَجَعَت . مَشَى مَعَهَا ، فَأَبْصَرَهُ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ ، فَلَمَّا أَبْصَرَهُ دَعَاهُ. فَقَالَ : تَعَالَ . هِيَ صَفِيَّةُ ! وَرُبَّمَا قَال : سُفْيَانُ َ هَذِهِ صَفِيَّة! فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ قُلْتُ لِسُفْيَانَ : أَتَتْهُ لَيْلا قَالَ:وَهَلْ هُوَ إِلا لَيْلٌ؟ { ([28])
وجه الدلالة :
الحديث يدل على إمكانية دخول الجن بدن الأنس ، وأنه يجري في جميع جسده كما يجري الدم في العروق ، وقد استدل به جمع من العلماء على وقوع الصرع . ([29])
ثالثاً : أدلة المعقول .
يمكن الاستدلال بالمعقول بوجهين :
الوجه الأول :
دخول الجني بدن الإنسي غير ممتنع عقلاً ، بل العقل يثبته ويجيزه سواء أكان الجن
جسما كثيفاً أم رقيقاً .أما في حال كثافته ؛ فلا مانع من مخالطة ذلك لأبداننا ،ودخوله فيه قياساً على دخول الطعام والشراب في جوف الإنسان مع أنها جمادات ، فكيف بالجني وهو مخلوق، وله إرادة وقدرة عجيبة .
وأما في حال رقته ـ وهو ما أرجحه ـ فأيضاً لا يمتنع عقلاً ؛ ويكون دخوله في الجسد كدخول الهواء أبداننا ، وكدخول النار في الحديد .
والجن للطافتها ورقتها ، لا يمتنع عليها مشابكة بدن الإنسان ، والدخول في جميع أجزائه .([30])
الوجه الثاني :
العلم في العصر الحديث ، يؤيد دخول الجني بدن الإنسي ، من الناحية العقلية ، وأصدق مثال على ذلك ما يلي :
1- الكهرباء مادة رقيقة غير مرئية ، تستطيع اختراق جسد الإنسان بسرعة عجيبة ، والتغلغل في جميع جزيئاته ، ويمكنها ـ بقدرة الله ـ أن تحدث أضراراً في جسده تصل أحياناً إلى الموت.
2- أشعة الليزر يمكنها التغلغل في أي جزء من جسد الإنسان ، بدون إحداث تخلخل أو تخرق ، وتستخدم كالمبضع في العمليات الجراحية ؛ وذلك لما تتميز به من الرقة .
لذا يمكن قياس دخول الجني بدن الإنسي ، على دخول الكهرباء ، وأشعة الليزر جسد الإنسان بجامع الرقة في كلٍ .
والغريب أننا نسمي ملامستنا للكهرباء بالمس الكهربائي ، وكأن لفظة المس تختص بملامسة الأشياء الرقيقة التي لا يكون لها جرم مادي ملموس . ([31])
رابعاً : أدلة المشاهدة :
من حاول أن يتتبع ظاهرة المس الشيطاني قديماً وحديثاً ، يحصل له من مجموع ذلك علم ضروري ؛ بأن تلبس الجن أبدان الإنس أمر واقعي محسوس ومشاهد على أرض الواقع ، ويمكن الاستدلال على دلالة الواقع بأربعة أشكال .
الشكل الأول : دلالة الواقع عند المسلمين قديماً .
أما إثبات معاينة ظاهرة التلبس قديماً ، فيكون من خلال الأخبار والآثار التي وردت عن الثقات - وهى كثيرة - ومنها :
1- قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل « : قلت لأبي : إن أقواماً يقولون :إن الجني لا يدخل في بدن المصروع ، فقال : يا بني يكذبون ، هذا يتكلم على لسانه . » ([32])
2- قال أبو عثمان عمرو بن عبيد([33]): « إن المنكر لدخول الجن في أبدان الإنس دهري ،أو يجئ منه دهري. ويعلق القاضي عبد الجبار على ذلك قائلاً : وإنما قال ذلك ؛ لأنها قد صارت من الشهرة ، والظهور ، كشهرة الأخبار في الصلاة ، والصيام ، والحج ،والزكاة ، ومن أنكر هذه الأخبار التي ذكرناها،كان راداً ،والراد على الرسول r ، ما لا سبيل إلى معرفته،إلا من جهته ، كافر ([34])..» ([35])
3- قال ابن تيمية في معرض حديثه عن المس : « والناس في هذا الباب ثلاثة أصناف : قوم يكذبون بدخول الجني بدن الإنسي ، وقوم يدفعون ذلك بالعزائم المذمومة ، فهؤلاء يكذبون بالموجود وهؤلاء يعصون ، بل يكذبون بالمعبود ..... » ([36])
وعند كلامه عن طريقة العلاج قال : « ولهذا قد يحتاج في إبراء المصروع ، ودفع الجني إلى الضرب ضرباً كثيراً جداً ...... والجني يصيح ويصرخ ، ويحدث الحاضرين بأمور متعددة ، كما قد فعلنا هذا ، وجربـناه مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلـقٍ كثيرين »([37])
4- يقول ابن قيم الجوزية محدثاً عن شيخه ابن تيمية : « شاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح فيه ، ويقول : قال لك الشيخ : اخرجي فإن هذا لا يحل لك ، فيفيق المصروع ، وربما خاطبها بنفسه ، وربما كانت الروح ماردة ، فيخرجها بالضرب ، فيفيق المصروع ، ولا يحس بألم ، شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً » ([38])
هذه بعض النقول القديمة التي تثبت أن المس أمر حقيقي مشاهد ، وهى غيض من فيض لا يتسع المقام لذكره .
الشكل الثاني : دلالة الواقع عند المسلمين المعاصرين .
عندما تتبعت النقول الحديثة للمسلمين ، التي تثبت معاينة تلبس الجن للإنس وجدت أنها من الكثرة بحيث لا يمكن حصرها في كتاب واحد ؛ وكثرتها بهذا الشكل إن دل على شيء ؛ فإنما يدل على أن ظاهرة المس الشيطاني ظاهرة ملموسة عاينها عدد كبير ، تحيل العادة تواطؤهم على اختلاقها ، وهى ظاهرة حقيقية ليست من نسج الأوهام أو من بنات الأحلام كما يظن البعض ، والمقام هنا لا يتسع لذكر الكثير منها ، لذا سأذكر بعضها على سبيل المثال .
1 - قال محمد الحامد : « ووقائع سلوك الجن في أجساد الإنس كثيرة مشاهدة ، لا تكاد تحصى لكثرتها ، فمنكر ذلك مصطدم بالواقع المشاهد ، وإنه لينادي ببطلان قوله . »([39])
2 - ما ذكره أبو بكر الجزائري عن تلبس الجني لأخته، وكلامه على لسانها مدة عشر سنين، ثم موتها بسببه ،وقال عقب ذلك:« هذه الحادثة عشتها ، وبعيني رأيتها ،وما راء كمن سمع. » ([40])
3- قال ابن العثيمين : « قد يتحدث الجني من باطن الإنسي نفسه ويخاطب من يقرأ عليه آيات من القرآن ، وربما يأخذ القارئ عليه عهداً ألا يعود ، وغير ذلك من الأمور التي استفاضت بها الأخبار ، وانتشرت بين الناس . » ([41])
4- نقل الشيخ الحلبي عن الدكتور نبيل سليم ماء البارد ( بروفيسور جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري جامعة مونيستر ) فيما كتبه عن حالة لإحدى المريضات وقعت أمام عينيه : « قبل القراءة عليها كانت المريضة قلقة متوترة مع نوبات من الهمود النفسي تجيب على الأسئلة المطروحة عليها ، ولكنها غير متعاونة تماماً ، يبدو أنها ليست قلقة على نفسها فقط ، ولكن على كل من حولها من عائلتها ، أظهر الفحص العصبي المختص أنها سليمة من جميع النواحي العضوية العصبية ، أما فحص الحدقتين فكانتا بحجم طبيعي ( 4-5م ) مع استجابة عادية للمنعكس الضوئي ؛ حيث إنه من المعروف أن تسليط الضوء على حدقة الإنسان المتواجد في غرفة معتمة نوعاً ما يؤدي إلى انقباض أو صغر في حجم هذه الحدقة ، هذا ما كان عليه الحال بالنسبة للسيدة المذكورة ، وبعد القراءة عليها ومحاولة التكلم مع من تواجد بداخلها ، بدأت بالانفعال الشديد والهيجان ، وقد بدا واضحاً أن الشخص الذي يتكلم معنا هو شخص آخر ، ليس فقط بسبب تغير نبرة الصوت ، وإنما للتعرض لأحداث وإجابات لم تكن تعرف عنها شيئاً قبل ذلك ، وخلال هذا الطور كان من الصعوبة تسليط الضوء على العينين لفحص الحدقتين ؛ حيث كان ذلك يؤدي إلى هيجان شديد مع صعوبة في السيطرة عليها .
ولكن بالرغم من ذلك تبين بأن حدقتي العين هما في أشد مراحل التضييق ، و لا يوجد لهما أي تفاعل أو تغير بعد تسليط الضوء الشديد عليهما ، وكان العينان في حالة حركة أفقية مستمرة ، وهي ما نسميه ( الرأرأة ) .
وفي المرحلة الأخيرة وعندما طلب من الجني الخروج – وذلك عن طريق الساق اليسرى – أصابتها حالة اختلاجية تشنجية شديدة وموضعها خاصة في الساق اليسرى .
وبعد ذلك طرأ تغير شديد على المريضة ، حيث استفاقت ، وهي لا تعلم عن كل ما أصابها ، كانت في حالة ذهول شديد ، وأرادت أن تتمم الحديث الذي بدأته قبل القراءة عليها ، وعندما سألناها عن الصداع الشديد الذي كانت تشعر به قبل ذلك ، أجابت بأنه قد اختفى نهائياً . » ([42])
5- قال الدكتور قيس الغانم ( اختصاصي الأمراض العصبية وتخطيط الدماغ في كندا ) : « قد كانت لي مريضة صغيرة تبلغ من العمر خمسة أعوام ، كان والدها مدرساً سعودياً في الإمارات العربية .
وأصيبت البنت بحالة صرع من النوع الاختلاجي العضلي السريع الذي يرمي الطفلة إلى الأرض لمدة ثوانٍ معدودة ، تقوم بعدها كأن شيئاً لم يكن ، وقمت بفحصها فلم أجد سبباً للنوبات ، وأجريت لها أكثر من تخطيط للدماغ برهن بوضوح على وجود حالة صرع شديدة ، فبدأت بعلاجها بالأدوية المعروفة ، وثابرت على ذلك لفترة طويلة ، مستعينا بالمختبر في قياس كميات الدواء الموجودة في الدم ، ولم أستطع أن أغير من النوبات التي استمرت في الحدوث عدة مرات يومياً .
وفي يوم من الأيام صارحني الرجل السعودي بأنه يفكر في أخذها إلى رجل صالح مشهور في منطقة معينة من المملكة ، فقلت له : على بركة الله . خاصة وأنني فشلت في العلاج .
فلما عاد بشرني بأن النوبات قد توقفت تماماً ، وأنها لا تتعاطى أي دواء وأن الرجل الصالح أعطاها جرعة واحدة من قد كبير بينما كان يقرأ بعض الآيات ، وفي الوقت الذي فرحت فيه للفتاة ، كنت أشك في صدق هذا النجاح الباهر ، فلربما أن النوبات التي تستغرق ثواني معدودة كما قلنا تحدث بسرعة فائقة بحيث لا تلاحظها الأم ، ولكن الأب أصر على أن النوبات توقفت بالفعل .
قلت له : دعنا نعيد تخطيط الدماغ لكي نرى ما إذا كان فرق قد طرأ ، وكان التخطيط سليما للغاية ، وكان الشك ما زال يساورني فطلبت منه إعادة الطفلة بعد شهرين ، فلما عاد أكد أن النوبات لم تعد مطلقاً ، وبما أن التخطيط يمكن أن يكون سليماً حتى لدى المصابين بالصرع الشديد ، أعدت التخطيط مرة أخرى ، وذهلت من جديد عندما وجدته سليماً . » ([43])
هذه بعض المشاهدات في عصرنا الحاضر ، ويلحظ من المشاهدتين الأخيرتين أنهما حصلتا مع أطباء متخصصين ، و خبراء واعين في الأمراض العصبية أو النفسية ، ويلحظ من خلال المشاهدتين أنهما تضمنا تغيراً مفاجئاً لا يقع مثله مع الأمراض العصبية أو النفسية ، وهذا التغير لم يكن وهما وقع لبعض المعالجين أو المرضى بل أثبتته أجهزة التخطيط بما لا يدع مجالاً للشك .
أضيف إلى ذلك ما ذكره المعالجون لحالات المس ـ مع اختلاف بلادهم ـ ، وما يثبتونه في كتبهم من حالات العلاج ؛ إذ لا يخلو كتاب معاصر من كتب المعالجين ، من قصص عاينوها عند علاجهم لحالات المس ، وتشتمـل في الغالب علـى مقاطع من الحديث الذي يدور بينهم وبين الجني الصارع من داخل أبدان الممسوسين ، فهي من الكثرة؛ لدرجة تحيل العادة تواطؤهم على الكذب([44]) .
الشكل الثالث : دلالة الواقع عند غير المسلمين قديماً .
تروي النسخ المتداولة من الأناجيل أن سيدنا عيسى عليه السلام قد أخرج الجن من كثير من المرضى،الذين أصابهم المس الشيطاني بحالات مرضية ، أو جنون ، ومن هذه النصوص ما يلي :
1- في إنجيل لوقا « وفي اليوم التالي إذ نزلوا من الجبل استقبله جمع كثير ، وإذا رجل من الجمع صرخ قائلاً : يا معلم ! أطلب إليك . انظر إلى ابني ؛ فإنه وحيد لي ،وها روح يأخذه فيصرخ بغتة ؛ فيصرعه مزبداً …....وبينما هو آتٍ مزقه الشيطان ، وصرعه ، فانتهر يسوع الروح النجس وشفى الصبي » ([45])
2- وفي إنجيل لوقا نص يشير إلى أن الإنسان قد يمسه أكثر من شيطان إذ يقول : « وعلى أثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية ويكرز ، ويبشر بملكوت الله، ومعه الإثنا عشر ، وبعض النساء كن قد شفين من أرواح شريرة ، وأمراض . مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين » ([46])
3- وفي إنجيل لوقا أيضاً « وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس ،فصرخ بصوت عظيم قائلاً : آه ! ما لنا ولك يا يسوع الناصري ، أتيت لتهلكنا . أنا أعرفك من أنت قدوس الله ، فانتهره يسوع قائلاً : اخرس واخرج منه ، فصرعه الشيطان في الوسط ،وخرج منه ،ولم يضره » ([47])
هذه بعض النصوص من الإنجيل تثبت دلالة الواقع في وقوع المس الشيطاني قديماً ، ولا أجانب الصواب إذا قلت:إن هناك عدة إصحاحات ، كل إصحاح منها تضمن حشداً من القصص المثبتة لظاهرة التلبس. ([48])
الشكل الرابع : دلالة الواقع عند غير المسلمين في العصر الحديث .
استفاضت الأخبار عن علماء غربيين التي تثبت ظاهرة المس ، بالرغم أن المنهج الغربي ؛ منهج مادي تجريبي ، لا يثبت إلا ما يعاينه ، ويخضعه للتجربة .لذا يلحظ أن أكثر النقول كانت من أطباء غربيين عاينوا حالات مرضية كثيرة ، فوصلت بهم النتائج التجريبية ؛ إلى أن ظاهرة التلبس والمس الشيطاني ، ظاهرة واقعية ملموسة ، يجب أخذها بعين الاعتبار عند علاج الحالات المرضية ، خاصة حالات العقول المريضة ، ومن هذه النقول ما يلي :
1- يقول العالم هيوارد كارنجتون ، عضو جمعية البحوث النفسية الأمريكية في كتابه [ الظواهر الروحية الحديثة ]: « واضح أن حالة المس هى على الأقل حالة واقعية ، لا يستطيع العلم بعد أن يهمل أمرها ، ما دامت توجد حقائق كثيرة
مدهشة ، تؤيدها .
وما دام الأمر كذلك ؛ فإن دراستها أصبحت لازمة وواجبة،لا من الوجهة الأكاديمية فقط ، بل لأن مئات من الناس ، وألوفاً يعانون كثيراً في الوقت الحاضر من هذه الحالة ؛ ولأن شفاءهم منها يسـتلزم الفـحص السـريع ، والعلاج الفوري …. » ([49])
2- قال الباحثان الشهيران ريشار هودسن،وجيمس هايسلوب في نتائج دراسة قاموا بها :« إن عدداً عديداً من المجانين الذين يحبسون في البيمارستانات ، ليسوا بمصابين بأمراض عقلية ، بل مملوكين لأرواح قد استولت عليهم واستخدمتهم . » ([50])
3- يرى الدكتور كارل ويكلاند ، « أن الجنون قد ينشأ من استحواذ روح خبيث على الشخص ؛ فيحدث اضطراباً واختلالاً في اهتزازاته . » ([51])
هذه بعض النقول الغربية التي توضح أن دلالة الواقع والتجربة العلمية تثبت ظاهرة التلبس .
4- يقول محمد توفيق : « وقد سمعت من إخوة موثوقين أنهم صادفوا حالات لمصروعين يتحدثون بلغات لا يعرفونها بالمرة بربرية وعربية وفرنسية وأسبانية وعبرية .. هذه الظواهر التي يتناقلها الناس عندنا دون توثيق علمي ثبت مثلها في الغرب وتم إثباتها على طريقة العلماء في رصد الظواهر وملاحظتها ، ويوجد في المكتبات الروحية إسطوانات للصوت باللغة الفرعونية .. ولا نتصور احتياطات أدق مما سيفعله الباحثون الغربيون قبل الاعتراف بوجود هذه الظـواهر ، فالعقلية العلـمية الحالية لا تؤمن إلا
بالمحسوس . » ([52])
ثانياً : أدلة منكري المس بمعنى التلبس .
استدل القائلون من المعتزلة ومن وافقهم ممن ينكرون المس بالقرآن ، والمعقول ، وبتأويل النصوص الدالة على المس ، وتفصيل أدلتهم على النحو التالي :
أولاً : أدلة القرآن .
/ - قال الله I: } إنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذينَ آمنُوا وَعَلَى رَبهِم يَتَوَكَّلُونَ ، إِنمَّا سُلطَانُهُ عَلَى الَّذِين يَتَوَلَّونَهُ ، وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ { ([53])
وجه الدلالة :
الآية نص صريح في أنه ليس للشيطان قدرة على التسلط ، والولاية على أولياء الله I وهذا واضح من الآية ؛ حيث نفت سلطان الشيطان على عباده المتقين ،وهى تشمل كل سلطان ، سواء كان بالتسلط على المسلمين وصرعهم ، أو غيره .([54])
/ - قال الله I : } إنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهم سُلطَانٌ ، وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً { ([55])
وجه الدلالة :
الآية واضحة الدلالة في عدم تمكن الشيطان من التسلط على العباد صرعاً ، وقتلاً ؛ لأن الله I وكيله في الكفاية والرعاية ، ومعنى قوله تعالى « وكفى بربك وكيلاً » إن كان الشيطان قادراً على إخافة الإنسان بالوسوسة ؛ فإن الله I أقدر منه في دفع كيده عن الإنسان .([56])
/ - قال الله I: } وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ : إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَـانَ لِي عَلَيْكُمْ مِـنْ سُلْطَـانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي { ([57])
وجه الدلالة :
الآية صريحة الدلالة في أن الشيطان لا يملك قهر الإنسان وصرعه ، وغاية ما يملك هو دعوة الناس للمعاصي من خلال الوسوسة ، وعليه فإن عداوة الشيطان للإنسان لا تعدو الوساوس ، والخداع .([58])
ويعترض على أوجه استدلال المعتزلة بالآيات ، بأن الآيات المستشهد بها على عداوة إبليس للإنس ، تنفي سلطانه عليهم بالقهر على فعل المعاصي،ولم تتعرض إلى إيصال إيذائه لهم في أبدانهم .
وهناك آيات أخرى أثبتت قدرته على الإيذاء البدني للإنس كما في سورة البقرة .
وهذا ما ذكره بعض المفسرين ، عند تفسيرهم لسلطان الشيطان ، كما دل على ذلك آيات أُخر .
نقل القرطبي عن الثوري عند تفسيره لسلطان الشيطان أنه قال : « أي بالإغواء والكفر ؛ أي ليس لك قدرة على أن تحملهم على ذنب لا يغفر . »
ونقل عن مجاهد أنه قال : « لا حجة له على ما يدعوهم إليه من المعاصي » ([59])
ومما يؤكد هذا المعنى ويبينه قول الله I : } ولأُغوِيَنَّهُم أَجمَعِين ، إلا عِبَادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِين{ ([60]) }إنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهم سُلطَانٌ إلا مَن اتَّبَعَكَ مِن الغَاوِينَ. {([61])
فالآيات السابقة بينت حقيقة سلطان الشيطان و اقتصاره على الإغواء .
والنصوص التي استدل بها الجمهور تدل على قدرة الشيطان والجن على إيقاع الإيذاء البدني على الإنسان ، ويكون هذا الإيذاء من باب الابتلاء للمؤمن والبلاء للكافر .
يقول الألوسي نافياً هذه الشبهة التي أوردها المعتزلة : « والآية ([62]) التي ذكروها في معرض الاستدلال على مدعاهم ،لا تدل عليه ، إذ السلطان المنفي فيها إنما هو القهر والإلجاء إلى متابعته ،لا التعرض للإيذاء و التصدي لما يحصل بسببه الهلاك ،ومن تتبع الأخبار النبوية وجد الكثير منها قاطعاً بجواز وقوع ذلك من الشيطان ،بل بالفعل . » ([63])
/ - قال الله I : } والجَانًّ خَلقنَاهُ مِن قبلُ مِن نَارِ السَمُومِ { ([64])
وجه الدلالة :
بينت الآية أن الجن مخلوق من نار؛ لذا لا يتصور دخولهم جسد الإنسان ؛ لأنهم لو دخلوه ؛ لأدى ذلك إلى إحراق بدن الإنسان . ([65])
ويعترض عليه :
بأن أصل الجن كان من النار ، ولكنه تغير في خلقته إلى مادة أخرى ، ليس فيها صفات النار مثل الإحـراق وغيره ، كمـا تغير جسم الإنسان من طين إلى لحم ودم ، وتركيـب آخـر يختلف بصفاته عن الطين ،وهذا ما بينته وأثبته سابقاً عند حديثي عن أصل الجن فليرجع إليه.([66])

ثانياً : تأويل النصوص الواردة في الموضوع :
/ - قال الله I : } الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِبَا لا يَقُومُونَ إلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطَهُ الشيطانُ من المسِّ { ([67])
وجه الدلالة :
تأول المعتزلة ـ و من وافقهم ـ هذه الآية بأنها ليست على حقيقتها ([68]) ،بل أنها جاءت على ما كان العرب يعتقدونه ،ويزعمون من تلبس الجني بدن الإنس ويصرعه .
يقول الزمخشري : « وتخبط الشيطان من زعمات العرب ؛ يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع ،والخبط الضرب على غير استواء كخبط العشواء ،فورد على ما كانوا يعتقدون،والمس : الجنون ،ورجل ممسوس ،وهذا أيضاً من
زعماتهم » ([69])
الرد على هذا التأويل :
إن هذه الآية وردت حقيقة وليست على سبيل المجاز ويمكن إثبات ذلك من وجوه .
1- لم ينكر القرآن حدوث الجنون والصرع بمس الشيطان .وإن كان هذا معروفاً في عقيدة المشركين؛ فإن إعادة القرآن لهذا الأمر بنصه دليل قوي على صحته ،كذلك لم يرد في سياق هذه الآية ما يخطئ هذه العقيدة .([70])
2- من المعلوم قطعاً أن القرآن جاء لتأكيد العقائد الصحيحة ([71]) الموجودة عند المشركين ، وجاء لإبطال العقائد الفاسدة عندهم ،مع بيان فسادها ؛ لذا لو كانت قضية صرع الجني للإنسي من عقائد العرب الفاسدة ،فكيف يسكت عنها القرآن بدون بيان حقيقتها ،وكيف يتصور مثل هذا الأسلوب في القرآن الكريم ؛ لذا يعتبر ذكر القرآن لذلك بمثابة تقرير ،وتأكيد لحقيقة تلبس الجني بدن الإنسي .
3- لقد أثبت جمهور المفسرين هذه العقيدة ، وأجروا الآية على حقيقتها ، و جاء من السنة ما يؤكد ذلك مما يدل على أن المس له حقيقة .
4- أدلة المشاهدة والمعاينة للتلبس أكبر دليل على أن الصرع من جهة الجني له حقيقة وليس من زعمات العرب .
5- يعتبر هذا التأويل من باب التعنت والإنكار لظاهر النصوص القاطعة التي لا تحتمل التأويل ،ولو فتح هذا الباب ؛ لما أجريت آية من آيات القرآن على حقيقتها ؛ ولأدى ذلك لإبطال الشريعة وكان هذا بمثابة إقرار لمنهج الباطنية في تأويل النصوص وتعطيلها .
ثالثاً:المعقول :
1 - لو تمكن الجن من صرع الإنس ، وإيذائهم ؛ فلم لا يصرع جميع المؤمنين ، ولم لا يخبطهم مع شدة عداوته لأهل الإيمان ، ويزيل عقولهم .([72])
ويعترض عليه بأن من حكمة الله I أنه يخلق مخلوقات مؤذية ، ولكن يلزمها حدودها ، ولا يكون الأذى إلا حيث قدر الله I ، ومن ذلك أن الله I بين أن الضرر يحصل بالسحر ، ولكنه ليس ضرراً مطلقاً ، بل هو مقيد بإذن الله .يقول الله I : } وَمَا هُم بِضَـارِّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إلا بِإذنِ الله { ([73]) لذا فإن الجـن عنده القدرة عـلى تلبس الإنسان ، ولكنها قدرة غير مطلقة بل محدودة ؛ لكي تنتظم مسيرة الحياة حسب القوانين الإلهية ، ووفق السنن التي وضعها الله I لتنظيم الكون. ([74])
وبناءً على هذه السنن ؛ فإن الله I لا يترك الجن يعبثون في الكون فيصرعون كل الخلائق بل يتمكنون من ذلك في حالات معينة ، يرتفع عندها الحفظ والعناية الإلهية للإنس من الجن ، ويكون ذلك غالباً عند ضعف الإنسان إيمانياً ،وفساد يقينه ؛ وهذا ما يفسر لنا وجود أسباب لتلبس الجن لأبدان الإنس ؛ أي إذا توفرت هذه الأسباب ،أصبح للجن القدرة على اختراق الإنسان ،ومسه . ([75])
2 - الجن مادة تخالف مادة الإنس ، ويستحيل أن تتداخل المادتان .([76])
ويعترض عليه : بأن الجن للطافتها لا يمتنع عليها مشابكة البدن والدخول فيه .([77])
3 - إن دخول الجن بدن الإنسان يؤدي إلى اتساع تلك المجاري التي سيجري بها الجن ، ويؤدي إلى تداخل الأجسام ، وهذا ممتنع عقلاً .
ويعترض عليه :
بأنه لا يلزم من دخول الجن اتساع المجاري ، بل يكون التداخل على سبيل المجاورة ؛ كما يدخل الطعام وغيره جوف الإنسان ، وقد سبق أن بينت ذلك في أدلة المعقول عند الجمهور .([78])
الراجح في المسألة :
يتبين من خلال عرض أدلة الفريقين ، أن مذهب أهل السنة والجماعة ، هو المذهب الراجح وذلك للأسباب التالية :
1- سلامة أدلته وصراحتها ؛ بما لا يحتمل التأويل ، ورجاحة استدلالهم على استدلال المعتزلة ، ومن وافقهم .
2- يعتبر الواقع الذي يؤيد تلبس الجن لأبدان الإنس ، أكبر شاهد ، ودليل على رجاحة مذهب الجمهور .
3- ما ذكره المعتزلة ، تعارضه الأدلة الصريحة ،وما هو إلا شبهات لا تستقيم ، ولا تسلم مـن الطعن ، وما هى إلا شطحة من شطحات المعتزلة التي اشتهروا بها .يقول القاسمي في تفسيره رداً على مذهب المعتزلة : « وهذا القول ـ أي قول المعتزلة ـ على الحقيقة من تخبط الشيطان بالقدرية ([79]) ومن زعماتهم المردودة بقواطع الشرع .… وإنما القدرية خصماء العلانية ، فلا جرم ، أنهم ينكرون كثيراً مما يزعمونه مخالفاً لقواعدهم ، ومن ذلك : السحر ،وخبطة الشيطان ، ومعظم أحوال الجن . »([80])

([1]) انظر الطبري : جامع البيان (3/ 101) ؛ ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ( 1 / 308 ) ؛ زادة : حاشية زادة على تفسير البيضاوي (1/587 ) .ابن تيمية : البيان المبين (28 ) وللكتاب اسم آخر وهو إيضاح الدلالة ؛الشوكاني: فتح القدير ( 1 / 295 ) ؛ القاسمي:محاسن التأويل ( 3 / 700)؛ الشبلي : آكام المرجان ( 120) ؛ السيوطي : لقط المرجان ( 88 ) .
([2]) انظر المراجع السابقة ، وانظر الزمخشري ، الكشاف ( 1 / 398 ) ؛ البيضاوي : أنوار التنزيل ( 1 /586 ) ؛ الرازي : التفسير الكبير( 7 / 95 ) ؛ القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ( 2 / 50 ) ؛ القاسمي : محاسن التأويل ( 3 / 702 ) ؛ الحامد : ردود على أباطيل ( 2 / 137 ) .
([3]) انظر الرازي : التفسير الكبير ( 7 /96 ) ؛ أدهم : السحر والسحرة ( 159 )
([4]) انظر الغزالي : السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث (114 )
([5]) ذكر الشهاوي أن ممن ينكرون المس الأستاذ أحمد زين والشيخ عبد الله المشد[ انظر الشهاوي : العلاج الرباني ( 105 ) ]
([6]) انظر أدهم : السحر والسحرة (154 ) ؛ كذلك وجهة نظر الأطباء النفسيين تفهم من خلال الندوات ، واللقاءات التي تبرز نظرتهم في إنكار المس بمعنى تلبس الجني للإنسي ، وذكر الشرقاوي في كتابه نصوص لبعض الأطباء تبرز إنكارهم للمس [ انظر الشرقاوي : العلاج بالقرآن (198 وما بعدها ) ]
([7]) البقرة : الآية 274
([8]) انظر الطبري : جامع البيان (3/ 101) ؛ ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ( 1 / 308 ) ؛ القاسمي:محاسن التأويل ( 3 / 700)؛ ابن عطية : تفسير ابن عطية ( 2/345) ؛ زادة : حاشية زادة على تفسير البيضاوي (1/587 ) .
([9]) الشوكاني: فتح القدير ( 1 / 295 ).
([10]) القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ( 3 /51 ).
([11]) الأعراف : الآية 201
([12]) انظر ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ( 2 / 267 ) ؛ الطبري : جامع البيان ( 9 / 157 ) (4 / 103 ) .
([13]) أخرجه البخاري في كتاب المرضى ، باب (6) فضل من يصرع من الريح ، حديث رقم 5652 [البخاري مع الفتح (10 / 119 ) ] ؛ ومسلم فىكتاب البر والصلة والآداب ، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها ، حديث رقم 2576(4 /1990 ) .
([14]) ابن حجر: فتح الباري ( 10 / 120 )
([15]) ابن حجر: فتح الباري ( 10 / 120 )
([16]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ،باب في الاستعاذة ، [ سنن أبي داود مع عون المعبود (3 / 410 ) ]؛ والنسائي في كتاب الاستعاذة ، باب استعاذة النبي من التردي والهدم ، [ انظر سنن النسائي بشرح السيوطي (8 /282 )] ؛ و الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي [ انظر المستدرك ( 1 / 531 ) ]
([17]) إشارة النص : هي دلالة الكلام على معنى غير مقصود أصالة ، أو تبعاً ، ولم يأت سياق الكلام لأجله ، ولكنه لازم للمعنى الذي سيق الكلام لإفادته ، ومثاله قول الله I « أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم . » فالآية دلت بعبارتها على إباحة الجماع في جميع الليل ، وهذا هو المعنى الذي سيق الكلام لأجله ، ودلت بالإشارة على أن من أصبح جنباً في حالة الصوم فصيامه صحيح ؛ لأن إباحة الجماع حتى آخر الليل يلزم منه أن يصبح الصائم جنباً ، فدل ذلك على إباحته [ انظر السرخسي : أصول السرخسي (1/236 وما بعدها ) ؛ الزحيلي : أصول الفقه ( 1/350 وما بعدها ) ]
([18]) قال آبادي عند شرحه لهذا الحديث : « قيل التخبط الإفساد ، والمراد إفساد العقل والدين ، وتخصيصه بقوله ( عند الموت ) لأن المدار على الخاتمة . [ آبادي : عون المعبود (4/410) ]
([19]) الطبرسي ، مجمع البيان (1 / 358 )
([20]) الشوكاني ، فتح القدير ( 1 / 295 )
([21]) ابن منظور ، لسان العرب ( 7 / 282 )
([22]) أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين ، رقم 17561[ المسند (4/ 210 ) ]
([23]) اللمم واللمة : الطائف من الجن يعتري الإنسان ، واللمم الجنون ، وقيل طرف من الجنون يلم الإنسان [ انظر ابن منظور : لسان العرب ، باب الميم ، فصل اللام (12/551) ]
([24])الأقط : لبن مجفف يابس مستحجر يُطبخ به [ انظر ابن الأثير : النهاية ( 1/57) ]
([25]) أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين رقم 17562 [ المسند ( 4/211) ] ؛ قال الهيثمي : رواه أحمد بإسنادين والطبراني بنحوه وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح [ الهيثمي ، مجمع الزوائد ( 9 / 6 ) ] ؛ وأخرجه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة ، وقد أقره الذهبي [ المستدرك ( 2 / 618 ) ]
([26]) رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإختصار وفيه ابن سفيان ، ذكر ابن أبي حاتم لم يجرحه أحد وبقية رجاله ثقات ، قال الهيثمي : في الصحيح بعضه [ الهيثمي ، مجمع الزوائد ( 9 / 9 ) ]
([27]) أخرجه ابن ماجة في كتاب الطب ،باب(46) الفزع والأرق وما يتعوذ منه ، حديث رقم 3548 [ السنن ( 2/1174 ) ]؛قال الألباني صحيح [ صحيح ابن ماجة ( 2/ 273 ) ]
([28])أخرجه البخاري في كتاب الاعتكاف ، باب (([28]) )زيارة المرأة زوجها في اعتكافه ؛ رقم 2038[ البخاري مع فتح الباري (4 /330 )] ؛ ومسلم في كتاب السلام ، باب بيان أنه يستحب لمن رؤى خالياً بامرأة وكانت زوجة أو محرماً له أن يقول: هذه فلانة ليدفع عنه السوء ( 4 / 1712 )؛ وأخرجه أبو داود في كتاب الصوم، باب(78) المعتكف يدخل البيت لحاجته ، رقم 2453[ سنن أبي داود مع عون المعبود (7 / 14)]؛ وأخرجه ابن ماجة في كتاب الصوم،باب(65)في المعتكف يزوره أهله في المسجد ، السنن، رقم 1779( 1 / 565 ) .
([29]) انظر ابن تيمية : مجموع الفتاوى ( 24/276) ؛ القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ( 2/ 50) ؛ القاسمي : محاسن التأويل ( 3/702) ؛ الحامد : ردود على أباطيل ( 138 وما بعدها ، 143 ، 158) .
([30]) انظر ابن القيم ، الروح (288 ) ؛ الشبلي ، آكام المرجان (122)
([31]) هناك دراسة قام بها أحد الباحثين بعنوان : الجن بين إشارات القرآن وعلم الفيزياء ، حيث قارن بين دلالة الآيات التي تشير إلى خلق الجن وبين بعض معطيات الفيزياء فخلص إلى نتيجة أن الجن في طبيعته عبارة عن طاقة شبيهة يالموجات الكهرومغنطيسية والإشعاعية التي تصدر عن الصواعق ، وهو خُلق من نار شبيهة بنار الصواعق بما تحمله من= == طاقة كهربائية ، وأرى أن هذه الدراسة جديرة بالاهتمام وقد يكون لها نصيب وافر من الصحة ، خاصة أننا نرى من واقع التجربة مدى التشابه في الأثر بين الموجات الكهرومغنطيسية وبين الجن [ الرفاعي : الجن بين الإشارات القرآنية وعلم الفيزياء ( 16 -30 ) ]
([32]) ابن تيمية ،البيان المبين(29).
([33]) هو أبو عثمان عمرو بن عبيد بن باب : المتكلم الزاهد المشهور ولد سنه (80 هـ ) وتوفي سنة (144هـ ) [ انظر ابن خلكان وفيات الأعيان (3 / 461 ـ 462 ) ]
([34]) لا أوافق القاضي عبد الجبار فيما يقول للاختلاف الواضح بين الشهرة في الإخبار فيما يخص الصلاة والعبادات ، والشهرة في الإخبار في الحوادث ؛ لذا أرى أنه قياس مع الفارق .
([35]) الشبلي ، آكام المرجان ( 123 )
([36]) ابن تيمية ، البيان المبين (95 )
([37]) ابن تيمية ، البيان المبين ( 93 )
([38]) ابن القيم : زاد المعاد ( 4 / 68 )
([39]) الحامد : ردود على أباطيل ( 2 / 134 )
([40]) الجزائري : عقيدة المؤمن ( 299 - 230 ) ، ملاحظة : لم أذكر القصة لطولها ، والشاهد منها ما ذكرت
([41]) العثيمين : فتاوى العثيمين (1 / 79 )
([42]) الحلبي : برهان الشرع في إثبات المس والصرع ( 105 وما بعدها )
([43]) غانم : مرض الصرع : أعراضه وعلاجه ( 22- 24 ) نقلاً عن الحلبي : برهان الشرع في إثبات المس والصرع ( 103)
([44]) انظر بالي : الصارم البتار ( 69 وما بعدها ) ؛ وله الوقاية ( 83 وما بعدها ) ؛ سماحة : دليل المعالجين( ملحق الصحف ففيه كثير من الحالات ) ؛ الصايم : حوار مع الشياطين ( 64 وما بعدها )؛ وله المنقذ القرآني (138 وما بعدها ) ؛ الشهاوي ،العلاج الرباني (80 وما بعدها ) ؛محمود : الفتح الرباني (61 وما بعدها ) ؛ الهمص : المنهج الرباني في علاج السحر والعين والمس الشيطاني ، وقد ذكر إحدى عشر حالة تلبس شيطاني ،وذكر أن علاج ومخاطبة الجني في بعضها حصل أمام جمع من الحاضرين ( 60 وما بعدها ) ، وغيرها من كتب العلاج
([45]) الكتاب المقدس ، إنجيل لوقا ، الإصحاح التاسع (110 )
([46]) الكتاب المقدس ، إنجيل لوقا ، الإصحاح الثامن ( 105 )
([47]) الكتاب المقدس ، إنجيل لوقا ، الإصحاح الرابع ( 98 )
([48]) تعجبت كثيراً من كثرة النصوص التي تثبت ظاهرة المس والعلاج ، في الإنجيل ، لدرجة أنه لا يخلو إصحاح من ذكر هذه الظاهرة أو علاجها ، وتفسير ذلك ـ في ظني ـ هو في طبيعة المرحلة التاريخية التي أرسل فيها عيسى عليه السلام ، فقد بعث عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل بعد سليمان عليه السلام ، وكان الاعتقاد السائد عند بني إسرائيل ، أن سليمان عليه السلام استطاع أن يسخر الجن لخدمته من خلال التعامل بالسحر؛كما وضح القرآن ذلك في سورة البقرة في الآية 102؛ لذا انتشر السحر بين اليهود ليتمكنوا من تسخير الجن لأغراضهم ، والسحر يعتبر من أعظم أسباب المس الشيطاني ؛ فكانت بعثة عيسى في هذه المرحلة التي انتشر فيها السحر مع ما يخلفه من أمراض في المجتمع .
([49]) حوى : الأساس في السنة و فقهها ، قسم العقائد ( 2 / 758 )
([50]) وجدي : دائرة معارف القرن العشرين ( 3 / 182 ) .
([51]) ولي الدين : الجن ( 299 )
([52]) توفيق : التأصيل الإسلامي للدراسات النفسية ( 267)
([53]) النحل : الآية 99 -100
([54]) انظر الزمخشري : الكشاف ( 1/ 428 ) ؛ الرازي ، التفسير الكبير (20/ 100) ؛ الغزالي : السنة بين أهل الفقه والحديث ( 93)
([55]) الإسراء : الآية 65
([56]) انظر الرازي : التفسير الكبير( 21/ 9 )
([57]) إبراهيم : الآية 22
([58]) انظر الرازي : التفسير الكبير ( 9ا / 113 )؛ الغزالي : السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ( 93 ) .
([59]) القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن ( 10 / 175 )
([60]) الحجر :الآية 39
([61]) الحجر : الآية 42
([62])المقصود بالآية هنا هو قوله تعالى « وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي [ إبراهيم : الآية 22]
([63]) الألوسي ، روح المعاني (3 /49)
([64]) الحجر :آية 27
([65]) انظر الرازي ، التفسير الكبير ( 1 /83 وما بعدها )
([66]) انظر الكتاب : ص 19 وما بعدها
([67]) البقرة : الآية 275
([68]) يحضرني في هذا المقام اعتراض لمحمد الغزالي ؛ و هو أحد المنكرين لتلبس الجن بدن الإنس ويعتبره شكلاً من أشكال الوهم الذي أصاب الأمة بسبب جهلها ، وتشبتثها بأخبار واهية ، وأدلة ظنية محتملة لا تصلح دليلاً على وقوع التلبس ويدعم وجهة نظره ؛ بأنه لماذا لا نسمع عن هذا التلبس عند الدول الغربية ؛ التي تفتقر للدين بالكلية ، ويقول مستغرباً :« هل العفاريت متخصصة في ركوب المسلمين وحدهم ؟ لماذا لم يشكُ ألماني أو ياباني من احتلال الجن لأجسامهم ؟ »ثم يعقب الغزالي بعد ذلك بأن قصص احتلال الجني لبدن الإنسي،هي نتيجة لتصورات لا أساس لها في أرض الواقع . [ انظرالغزالي : السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث (93 ) ]
هذا مجمل اعتراض الغزالي رحمه الله ، ويمكن أن يرد عليه بما يلي :
أ - تعتبر الأمة الإسلامية هي أمة الرسالة إلى قيام الساعة ، وهى مدار الاختبار ، كما كانت بنو إسرائيل من قبل ؛ لذا قد يخصها الله I بأشكال من الابتلاء لا تكون في غيرها من الأمم ، ومن أشكال هذا الابتلاء أن يسلط عليها شرار الجن عند تهاونها في الدين
ب - إن عدم سماع أخبار تلبس الجني للإنسي في الدول الغربية لا يعني عدم وجوده ، بل قد يكون المس موجوداً بكثرة بينهم ، ولكن يفسر بتفسيرات ، ويسمى بمسميات أخرى ، وخاصة أن الحضارة الغربية قامت على أساس مادي يرفض كل شيء غيبي ؛ لذا يحتمل أن تسمى حالات المس عندهم بمسميات ، ومصطلحات نفسية ، وهى في الحقيقة حالات مس شيطاني .
ج أما عن إنكار فضيلته ـ جزاه الله كل خير ـ بأننا لا نسمع عن حالات التلبس عند الغرب ، فالحق يخالفه و قد استفاضت الأخبار عن أطبائهم بأن المس والتلبس حقيقة واقعية لا يمكن إنكارها ، بل ورد عن البعض بعد التجربة أن أكثر المرضى في مستشفيات الأمراض العقلية هم مملوكون لأرواح قد استولت عليهم .
([69]) الزمخشري : الكشاف ( 1/320)
([70]) ولي الدين : الجن ( 235 )
([71]) هناك بعض العقائد الصحيحة مما توارثها المشركون عن ملة إبراهيم ، مثل اعتقادهم بحرمة البيت الحرام ، وحرمة القتال فيه ، وكذلك حرمة الأشهر الحرم ، ومثل هذه العقائد جاء الإسلام فأقرها ، وأكّد عليها .
([72]) انظر الرازي ، التفسير الكبير ( 7 / 89)
([73]) البقرة : الآية 102
([74]) انظر القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن ( 2/55 ) ؛ القاسمي ، محاسن التأويل ( 2 / 214 )
([75]) انظر ولي الدين ، الجن (232 )
([76]) انظر الرازي ، التفسير الكبير ( 7 / 96 )
([77]) انظر القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن ( 2 / 50 )
([78]) انظر صفحة (40)
([79]) تلقب المعتزلة بالقدرية ، لخوضهم في القدر [ انظر الشهرستاني : الملل والنحل (1/43 وما بعدها ) ] .
([80]) القاسمي : محاسن التأويل ( 3 / 701 )


 

رد مع اقتباس
قديم 13-10-2013, 07:35 PM   #5
محتري الفرحه
عضو نشط


الصورة الرمزية محتري الفرحه
محتري الفرحه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 35910
 تاريخ التسجيل :  10 2011
 أخر زيارة : 13-06-2016 (05:17 PM)
 المشاركات : 224 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


قرأت كل ماكتبته ولم تأتي بدليل واحد صريح و واضح كل ماذكرته مجرد تنظير وتأويل ،،،

دخول الجن جسد الأنسان وتعذيبه فيه ظلم عظيم للأنسان و من خلق الجن والأنس هو الله سبحانه ،، تعالى الله سبحانه عن الظلم الله ليس بظالم بل هو اعدل العادلين

ثم ان مريض الفصام ممكن ان يتقمس عشر شخصيات في دقيقه واحده



شكرآ لك


 

رد مع اقتباس
قديم 13-10-2013, 07:37 PM   #6
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue


دليل سورة البقرة الم يكفك؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


 

رد مع اقتباس
قديم 13-10-2013, 07:42 PM   #7
محتري الفرحه
عضو نشط


الصورة الرمزية محتري الفرحه
محتري الفرحه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 35910
 تاريخ التسجيل :  10 2011
 أخر زيارة : 13-06-2016 (05:17 PM)
 المشاركات : 224 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ازهرى وراقى مشاهدة المشاركة
دليل سورة البقرة الم يكفك؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ليس في القرآن كله آيه واحده تثبت دخول الجن جسد الأنسان لا في سورة البقره ولا غيرها

المس / الألتصاق وليس الدخول والولوج

ثم ان الشيطان هو ابليس وليس الجن

والشيطان يوسوس حتى للمؤمن


 

رد مع اقتباس
قديم 13-10-2013, 07:49 PM   #8
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue


فى مقالان نسختهما لك اقراهما

وما توجعش قلبى


 

رد مع اقتباس
قديم 01-12-2013, 10:12 AM   #9
الشيخ سند البيضاني
الزوار


الصورة الرمزية الشيخ سند البيضاني

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
Icon14



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ازهرى وراقى مشاهدة المشاركة
فى مقالان نسختهما لك اقراهما

وما توجعش قلبى
شكر الله لك شيخنا الفاضل ، كنت قد هممت بالرد ، ثم لما رأيت ردودك أحجمت ، ثم لما قرأت هذا الرد ضحكت لا إراديا ، أضحك الله سنك بكل خير ، وبهذه الردود تكون بإذن الله قد عمت الفائدة أكثر .
وللأسف أن كثيرا من المسلمين اليوم يتبعون الأهواء وهم لا يشعرون ، وهنا فائدة . فمن علامات اتباع الهوى عدم الرجوع إلى أهل الذكر كما أمر المولى سبحانه حيث يقول : ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) . النحل : 43 .


 

رد مع اقتباس
قديم 01-12-2013, 04:00 PM   #10
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue


شكرا لك سيخ سند وبارك الله فيك وجزاك خيرا


 

رد مع اقتباس
قديم 02-01-2015, 01:05 PM   #11
saidabd
عضو فعال


الصورة الرمزية saidabd
saidabd غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15041
 تاريخ التسجيل :  05 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (02:54 PM)
 المشاركات : 26 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


انا راقي لمدة ومن تجاربي المتواضعة وجدت أن كثير من المرضى يحتاجون إلى من يأخدهم إلى الطبيب النفسي ،


يعلى إبن مرة لايأخد عنه



هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين من حديث يعلى بن مرة الثقفي عن النبي صلى الله عليه

‏حدثنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏المنهال بن عمرو ‏ ‏عن ‏ ‏يعلى بن مرة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏ ‏وكيع ‏ ‏مرة يعني الثقفي ‏ ‏ولم يقل ‏ ‏مرة ‏ ‏عن أبيه :

‏أن امرأة جاءت إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏معها صبي لها به ‏ ‏لمم،‏ ‏فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ‏اخرج عدو الله أنا رسول الله، قال فبرأ. فأهدت إليه كبشين وشيئا من ‏ ‏أقط ‏ ‏وشيئا من سمن قال فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ‏خذ ‏ ‏الأقط ‏ ‏والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر


فهل يصح هذا الحديث وفي سنده المنهال بن عمرو؟

وهل لهذا الحديث طرق أخرى ؟

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14746


كلها ضعيفة الشيطان ليس له شيء إلا الوسوسDSSDDSDSة فقط وشكرا والسلام


 

رد مع اقتباس
قديم 03-01-2015, 12:24 AM   #12
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue


ولذلك انت لا راقى ولا ما يحزنون

ابحث عن التلبس فى طرق اخرى

وارجو الا تشوش علينا بافكار مسومة

واليك هذا الرد الشافي

حقيقة المس واقتران الشيطان بالإنسان

عجبا لمن ينكر حقيقة اقتران الشيطان للإنسان ودخوله في بدنه ، بالرغم من شهادة الثقاة من الناس الذين لا يكادون أن يحصوا من كثرتهم ، فضلا عن شهادة كثير من علماء أهل السنة والجماعة وإثباتهم لهذه العقيدة . يقول شيخ الإسلام ابن تيميه: " ليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك ، فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك".

وكيف يُنكر أمرٌ مشاهدٌ ملموسٌ ، يتكلم الشيطان على لسان المصروع بلغة غير لغته ولهجة غير لهجته ونبرة صوت غير نبرة صوته ؛ يخبرك الشيطان على لسان المصروع عن أمور لا يعلمها ولا يدركها المصروع نفسه ؛ ويشعر المصروع بسريان الشيطان في جسده وبتأثيره عليه في بدنه ، وقد يفسد عليه عقله وفكره ، ويجعل أعضاءه تتصرف بطريقة مغايرة للمألوف .

يقول الشعبي العلم ثلاثة أشبار ، فمن نال شبرا شمخ بأنفه ، وظن أنه ناله . ومن نال الشبر الثاني صغرت إليه نفسه وعلم أنه لم ينله ؛ وأما الشبر الثالث فهيهات لا يناله أحد أبدا ا.هـ.

فعلى من يُنكر دخول الجني بدن الإنسي أن يلجم فاه عن الإنكار والاستنكار ومخالفة أئمة أهل السنة والجماعة ، وأن لا يشوش أفكار المسلمين بأفكاره الملوثـة بأفكار أهل البدع والفلسفة ، فإن قال: هذا رأي ، فإن الرأي يحتمل الخطـــأ والصواب ، فما تراه صوابا فإنه يحتمل الخطأ وما تراه خطأ فإنه يحتمل الصواب ، ولعله يأتي اليوم الذي يتحول فيه رأيك إلى رأي غيرك . وإن العاقل إذا سمع أمرا عجبا جائزا لا دليل من الشرع ينفيه ، استحسنه ولم يكذب قائله ، والجاهل إذا سمع ما لم يشاهده قطع بتكذيب قائله ، وتزييف ناقله .


جَهلتَ ولا تدري بأنك جاهل *** ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري

وأنصح من ينكر التلبس بالبحث والإطلاع وبقراءة الكتب المصنفة في هذا الباب وعلى رأسها كتاب برهان الشرع في إثبات المس والصرع فهو كتاب جيد جمع فيه المؤلف الأدلة الشرعية الكثيرة وأقوال أهل العلم فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير.

ولعل السبب في إنكار البعض لدخول الجان بدن الإنسان هو إتباع الهوى ، والجهل وقلة العلم في أحوال الجن والشياطين ، وتحجر العقول وإتباع منهج " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " ، وكذلك إبراز الشخصية وإتباع منهج خالف تعرف ، و أيضا حسد طلبة العلم والأطباء الرقاة على ما آتاهم الله من فضله .

ومعظم هؤلاء هم كما قال علي بن الحسين رحمه الله : من بين مغمور بالجهلِ، ومفتون بالعُجْبِ ، ومعدُول بالهَوى عن بابِ التثبتِ ، ومصروف بسوء العادَةِ عن فَضلِ التعلم ا.هـ.، فكل طائفة اعتقدت أن العلم معها وفرحت به وأكثر ما عندهم كلام وآراء وخرص يقول تعالى :" فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " .

الدليل من الكتاب والسنة يقول الله تعالى في سورة البقرة : "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكرا. "تفسير ابن كثير"

ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء "وَالّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَآءَ النّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الاَخِرِ وَمَن يَكُنِ الشّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قِرِيناً" ، ويقول سبحانه وتعالى في سورة الزخرف " وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرّحْمَنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين * وَإِنّهُمْ لَيَصُدّونَهُمْ عَنِ السّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنّهُم مّهْتَدُونَ * حَتّىَ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ " و يقول تعالى في سورة ص: " وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيّوبَ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ أَنّي مَسّنِيَ الشّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ".

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَإِيَّايَ إلا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرُنِي إلا بِخَيْرٍ . رواه مسلم

عن عَلِي بْن الْحُسَيْنِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الأواخرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَهَا يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلانِ مِنَ الأنصارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإنسانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا .

وفي رواية عَنْ عَلِيِّ ابْنِ حُسَيْنٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُه أَزُورُهُ لَيْلا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلانِ مِنَ الانْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنسانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا .

ففي هذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وأحمد الدليل والحجة الدامغة على من ينكر دخول الجني بدن الإنسي ، وهل مجاري الدم في بني آدم إلا الشرايين والأوردة التي تصل إلى جميع أعضاء الجسد.

وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ أَبِي لَيْلَى قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ إِنَّ لِي أَخًا وَجِعًا قَالَ مَا وَجَعُ أَخِيكَ قَالَ بِهِ لَمَمٌ قَالَ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ قَالَ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِهِ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَسَمِعْتُهُ عَوَّذَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ وَآيَتَيْنِ مِنْ وَسَطِهَا " وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ وَثَلاثِ آيَاتٍ مِنْ خَاتِمَتِهَا وَآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ أَحْسِبُهُ قَالَ " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ " وَآيَةٍ مِنَ الاعْرَافِ " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ " الايَةَ وَآيَةٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ " وَآيَةٍ مِنَ الْجِنِّ " وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا " وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ وَثَلاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ الْحَشْرِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَامَ الاعْرَابِيُّ قَدْ بَرَأَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ .رواه ابن ماجة.
من لقط المرجان


 
التعديل الأخير تم بواسطة ازهرى وراقى ; 03-01-2015 الساعة 12:28 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا