المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

التسبيح علاج ضيق الصدور

بيَّن الله عز وجل لحَبيبه صلى الله عليه وسلم ما ينبغي عليه في عبادة الله في قوله تعالي: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ}الحجر97 ما العلاج لذلك؟ وكلنا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-03-2015, 09:44 AM   #1
النقاء
عضو نشط


الصورة الرمزية النقاء
النقاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46818
 تاريخ التسجيل :  04 2014
 أخر زيارة : 08-03-2020 (01:51 AM)
 المشاركات : 73 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
التسبيح علاج ضيق الصدور



بيَّن الله عز وجل لحَبيبه صلى الله عليه وسلم ما ينبغي عليه في عبادة الله في قوله تعالي: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ}الحجر97

ما العلاج لذلك؟ وكلنا نشكو في هذا العصر من ضيق الصدور، ومن الأمراض والأحوال التي تُسبب المضائق للخلق أجمعين، أجاب رب العزة: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} الحجر98

إذاً علاج الضيق والهم والغم والكرب والشدائد التسبيح والتحميد والسجود لله، {فَسَبِّحْ} أي نزه الله أن ترى غيره فعالاً، واحمد الله على عطاياه، واشكر الله بالإكثار من السجود لله.

نزه الله أن ترى شريكاً له في فعله، وإذا رأيت الكل من الله وبالله فاحمد الله على جميع عطاياه، ثم اشكر الله على ما وهبك من فضله وخيره على الدوام فكن له من الساجدين على الدوام.
هذا الدواء كم مدته؟ {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}الحجر99

استمر على هذا الدواء حتى يأتيك اليقين، واليقين إما أن نقف عند معناه الشرعي واللغوي وهو الموت، أي اعبد الله على كل حالاتك حتى تلقى الله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عرَّفه بذلك، فعندما مات أحد أصحابه صلى الله عليه وسلم وهو عثمان بن مظعون رضي الله عنه وكان حَبيباً لديه، قال فيه صلى الله عليه وسلم: {أَمَّا هُوَ –أي عثمان- فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ مِنْ رَبِّهِ، وَإِنِّي لأَرْجُو الْخَيْرَ له}{1}
فأراد صلى الله عليه وسلم باليقين الموت.

وقال صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن ذاته كما أمره ربه: {مَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ أَجْمَعَ الْمَالَ وَأَكُونَ مِنَ الْتَاجِرِينَ، وَلَكِنْ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ، وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}{2}

وإما بلسان أهل العرفان: فاليقين أن يصل الإنسان إلى موت النفس وحياة القلب وحياة الروح، فإذا ماتت النفس عن شهواتها وحظوظها ولذاتها وأهوائها عاش القلب في عالم اليقين. وعالم اليقين أي عالم الحقائق التي لا تقبل الظن ولا الوهم ولا الخيال ولا الشك، العوالم اليقينية أو العوالم الإلهية كعالم الملكوت وعالم الجنة والعوالم القدسية: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}الأنعام75
فاليقين لمن غابت عين حسه عن رؤية الأشياء، ونظر بعين قلبه على باطن المبدعات، وإلى قدرة الله المنطلقة في الكائنات، هذا يصل إلى علم اليقين، وهذا يقول فيه صلى الله عليه وسلم: {لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات}{3}

العبادة معناها التقرب والتزلف والتذلل إلى الله، كل شيء فيه قول أو عمل يجعل المرء يتقرب به إلى الله، ويتزلف به إلى الله، ويتذلل به إلى الله فهو عبادة، ولذلك تستلزم العبادة لمن يؤديها أن يكون قائماً في مقام العبودية، أي متحلياً بالذل والفقر والإفتقار والحاجة الماسة إلى غِنى الغَني، وإلى فتح الفتاح، وإلى إعزاز العزيز، وإلى علم العليم

يشعر في كل أنفاسه بأنه يحتاج إلى الله، حتى في حركة أعضاءه وحواسه، لأن الإنسان لا يتحرك ولا يسكن إلا بإذن من يقول للشيء كن فيكون. هذه العبادة التي ينبغي أن نكون عليها أجمعين على الدوام لله، لأن كل الكائنات قائمة في هذا المقام: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}الإسراء44

الغاية من العبادة الإقرار بالعبودية وبالحاجة وبالفاقة إلى عطاء الله، وإلى قدرة الله، وإلى معونة الله وتوفيق الله ورعاية الله، هذا الجوهر ينبغي أن يتحقق في أي عبادة، فإذا تحقق هذا الجوهر في الصلاة فاعلم علم اليقين أنها مقبولة إن شاء الله

إذا صلَّى المرء ما شاء الله ولم يشعر في ركعة منها أو في لحظة منها أنه يحتاج إلى مولاه، أو أنه فقير إلى عطاياه، أو أنه لا يستطيع أن يفعل أي فعل أو يتحرك أي حركة إلا بإذن الله، إذا لم يشعر بهذه المعاني فإنه يؤدي الصلاة حركات ظاهرة خالية من الخشوع الذي يقول فيه الله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2} المؤمنون

ولذلك كان يقول الحَبيب صلى الله عليه وسلم في سجوده: {اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}{4}.

ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً في سجوده: {اللَّهُمَّ سَجَدَ لَكَ سِوَادِي وَخَيَالِي، وَبِكَ آمَنَ فُؤَادِي}{5}.

كل العبارات عبارة عن تذلل وإقرار لله بالعبودية، لأن العبادة تحتاج إلى العبودية لله، هذه العبودية لله كل الكائنات قائمة بها، ولا يعصى إلا الإنسان، ولذلك هو الذي عليه المعول في هذه الأكوان، وهو الذي اختصه الله بالأنبياء والمرسلين ليقيم عليه الحجة بعد الحجة: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} النساء165
حتى تُقام الحجج.

أما الكائنات كلها فمذللة ومسخرة ومُقرة ومعترفة بعظمة الله وقدرته، وكلها تُسبح الله وتحمده على ما أولاها من عطايا جمة لا يحيط بأحدها أحد إلا إذا علَّمه مولاه جل في علاه.


{1} صحيح البخاري ومسند أحمد عن أم العلاء بنت الحارث رضي الله عنها {2} حلية الأولياء لأبي نعيم وأخلاق النبي لأبي الشيخ الأصبهاني {3} أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة، تخريج أحاديث الإحياء العراقي {4} صحيح مسلم وسنن الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه {5} الحاكم في المستدرك والبزار عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه


المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 19-03-2015, 10:08 AM   #2
عبد المجيد
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية عبد المجيد
عبد المجيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25163
 تاريخ التسجيل :  07 2008
 أخر زيارة : 24-10-2018 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,144 [ + ]
 التقييم :  36
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Blue


الغريب كل ماتزيد ادوات الترفيه وتقارب الاتصال يزيد معها الشقاء والملل.

كان الاجداد في نعيم وسعة صدر وهم لم يتحصلوا الا على طعام يومه.

لذا لا سعادة لنا الا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وكل ماتنحصل عليه من لهو ومرح فمنغص ومصيره زوال

قال تعالى ( لقد خلقنا الانسان في كبد ) .والدنيا دار ابتلاء ودار عبور .نسأل الله العفو والعافيه

شكرا اخي النقاء
وياليت لو غيرت نوع الخط.


 
التعديل الأخير تم بواسطة عبد المجيد ; 19-03-2015 الساعة 10:09 AM

رد مع اقتباس
قديم 19-03-2015, 04:30 PM   #3
سمورة احمد
عضو جديد


الصورة الرمزية سمورة احمد
سمورة احمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 50195
 تاريخ التسجيل :  03 2015
 أخر زيارة : 19-03-2015 (04:33 PM)
 المشاركات : 5 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


جزااك الله خيرااا


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا