عندما أعتديت عليها دعت لي

عندما أعتديت عليها دعت لي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسطر هذه السطور بعد عامين من من الله على بالهداية وأقص عليكم رحلتي من الظلمات إلى النور وجهاد أمي وتحملها الأذى في سبيل هداية بيتها وإن فيها العبرة فأتموها
تبدأ قصتي منذ أن كنت صغيرا وعندما فتحت ووعيت على الدنيا وجدت أبي مسافرا إلى المملكة السعودية يعمل هناك ليوفر لنا حياة آمنة ككل الآباء....ولكن أمي لم تكن ككل الأمهات أكثر شئ أذكره لأمي في صغري أنها كانت توقظني لصلاة الفجر وإذا كان الجو ممطرا وعندنا كانت الأرض طينية توحل الأرض فكانت أمي تشجعني وتذكرني بالجنة وما فيها فأهب ككل طفل يصدق في إذعان بلا تدخل من الهوى والشيطان
وإذا انقطع التيار الكهربي كانت تحمل المصباح وتقف في بلكونة المنزل لتضئ لي طريقي إلى المسجد وكان الناس يحبونني لأني مازلت طفلا في الصف الأول الابتدائي ويأتي إلى المسجد في تلك الظروف في حين تكاسل الكثير من الرجال الذين لم يحملهم الله فوق طاقاتهم....فأذكر أنهم كانوا يحملونني على ظهورهم في حالة المطر لعدم قدرتي على السير في الطريق الموحل....

تواصلت الأيام حتى كنت في الصف الثالث الابتدائي وجاء أبي واصطحبنا معه هذه المرة إلى تلك البلاد المقدسة الطاهرة ودرست منزليا حيث أذاكر المناهج المصرية وأعود إلى مصر للامتحان ثم أرجع لوالدي وفى الصف الخامس نزلت مصر للامتحانات وعند الانتهاء رفضت العودة وليتني لم أفعل حيث كنت متعلقا بأهلي وأصدقائي واتصل والدي كثيرا ليقنعني بالعودة ولكني رفضت وما كان من والدي إلا أن يتركني مع جدتي
وكانت جدتي طيبة حنونة ولكنها طيبة لم تجعلها تسأل أين كنت ولم تأخرت ومع من كنت ..

وكنت أسمع من أصدقائي سبابا لبعضهم البعض أستنكره وأنهاهم عن ذلك فيضحكون على وكانت مجالسهم لا تخلوا من السوء ولا أجد أمامي سوى هؤلاء إنهم جيراني وزملائي في المدرسة ولا أجد توجيها من أهل فهم غائبون .......

لذلك أنصح كل أب وأم ألا يتركوا أولادهم أبدا مع أي شخص كان لأن الولد في مثل هذا السن لا يدري أين مصلحته ولا يعمل لأحد حساب أكثر من أبيه وأمه.....

فبدأ لساني يلتقط ما يقولون من سوء شيئا فشيئا حتى أصبحت أنا أسوؤهم لسانا وأقبحهم أفعالا فرغم أنهم من علمني ذلك ولكن لهم آباء وأمهات يخشونهم فلا يستطيلون أكثر مما هم عليه ولو فعلوا لردهم آباؤهم ولكن لا أحد يردني ....

طبعا لا صلاة ولا أدب ودخنت السيجارة حتى أصبحت أملك علبة السجائر يوميا ....

سنتين لم أرى أبي وأمي قط كان والدي يحدثني بالهاتف فأكلمه وعندما يعطي السماعة لأمي لأكلمها ما أن أسمع صوتها إلا وأختنق ولا أستطيع الكلام وأبكي بكاءا مريرا ولم تسمع أمي صوتي خلال سنتين كاملتين ولا مرة ....

كنت لا أنام طيلة السنتين إلا وقد ذكرتهم وأبكي على فراشي والله ما بكيت بكاءا قط مثل هذا البكاء كنت أبكي في مرارة الدموع غزيرة القطرات ثقيلة بلت وسادتي أذكر أبي ولعبه معي وأمي وحنانها وأخواتي ألعابنا معا اتصلوا وبشروني أنه أخيرا أصبح لك أخ ذكر لطالما تمنيته لطالما ظننت أن الأمر بيد أبي وأمي فكنت ألح عليهما وأخاصمهما لتأخر ذلك الآن جاء وهو بعيد عني ذاد حزني وشوقي.......

اتصل والدي يخبرني بعودتهم تهللت وفرحت وذهبت لاستقبالهم في المطار.....
ياإخوة لكم أن تتصوروا أنني كنت أنظر داخل ساحة المطار ورأيت فتاة ما أجملها وما أجمل النور الذي يشع من وجهها إنها طفلة صغيرة في قمة البراءة والجمال رحت أنظر إليها وقلت في نفسي ما أجمل هذه الفتاة والله ياإخوتي كانت أختي التي لعبت معها وأحببتها كثيرا وما عرفتها إلا لما رأيتها تمسك بيد أبي ويقبلان على وأنا في ذهول......
لم أعرف أختي.......
وأخذتني فرحة عودتهم ودموع الفرح التي انسابت مني وما كنت أستطيع ملاحقتها رأيت أمي التي غابت عني كثيرا وما كنت أستطيع أن أخبرها بأني في حاجة إليها وأخبرها عن شوقي فما كانت تسمع مني سوى البكاء.......

كان هذا هو الجزء الأول من القصة والذي أثر في حياتي كلها وتغيرت معه اهتماماتي ,,,

فكان الجزء الآخر أكثر مأساوية من الجزء الأول


دخلت المرحلة الثانوية وقد تأصل في نفسي ما تأصل في أيام غياب الرقابة من الوالدين من سوء الأدب وسوء معاملة الآخرين حتى أنني لم أحتمل رقابة والداي التي لم أعد معتادا عليها وعملت جاهدا على التخلص من تلك الرقابة !!!!!!!
تدهورت حالتي الدراسية بعد أن كنت من الأوائل حتى إن والدي لما كان يراه مني من تفوق افتتح صيدلية وسماها باسمي وقال هذه لك فاعمل واجتهد لتدخل كلية الصيدلة وهذه صيدليتك بانتظارك وكنت لا أزال في الصف الأول الثانوي اجتهدت أول سنة وفرح والدي بالنتيجة وفي السنة الثانية صاحبت أصدقاء السوء الذين كانوا أشد سوءا من الذين سبقوهم لم أعد أهتم بالصيدلية ولا حلم والدي إنه لم يعد حلمي بعد الآن ولا أي حلم آخر صرت بلا هدف ........

وجدت أصدقاء السوء يوما وقد التفوا على شئ ذهبت لأنظر ما هو فخبئوه مني فأخذني الفضول لأعلم ما هذا حتى أخبروني أن هذا نوع من أنواع المخدرات فألحت على نفسي أن أذهب معهم ويكون يوم واحد ولا أكرره وكذلك زينت لي نفسي واستدرجني الشيطان إلى خطواته جربته معم فلم يؤثر بشيء فلذلك زين أمامي تكرار التجربة إذ أن الأولى لم تفلح فمنعوني من ذلك لأن ما معهم لا يكفي إلا لهم وفي نفس الموقف رأيت شابا وسيما فتيا ولكنه ضيع نفسه وجعلها رهينة الإدمان وكان يعرفني إذ أنه كان جاري منذ عشرة سنوات ثم انتقل مع أهله إلى مكان آخر وكنت أراه أحيانا وأسمع أنه قد سلك الطريق الأسود المظلم فذهبت وسلمت عليه فوجدته في غير حالته الطبيعية فسألته فأخبرني وعرض على أن أصحبه فصحبته.......

وكان هذا يوم التحول الأكبر اليوم الذي تحولت فيه تماما تعرفت على أناس لم أراهم إلا على شاشات التلفاز في الأفلام التي تلح علينا بالتجربة والخوض في الفساد.........

أصبحوا الشيء الأول في حياتي لا أفكر إلا فيما سنفعله أذهب إليهم كل صباح لا أتركهم إلا قرب الفجر وكثيرا ما كنت أطبق معهم يومين أو ثلاثة ولا أرجع البيت ............

تلاحظ أمي سوء حالتي عيناي حمراوتان أسفل عيني سواد شاحب اللون انطوائي أي دخول منهم في غرفتي أشعر أنه تجسس فيشعران بقلقي صوتي يرتفع عصبي جدا لأقل وأتفه الأسباب ........



حالي يسوء يوما بعد يوم أبى أمي عكفا على تأديبي ولكن بلا أدنى تأثير بدأت أشتري وأساهم في الشراء بدأ والداي التضييق على ماليا فلم أتوقف عن البحث عن السموم بكل وسيلة أي وسيلة كانت أعتدي على مال والدي وذهب أمي وحاجات البيت من أجهزة أي شئ له ثمن ويباع آخذه بلا علم أحد وأبيعه لأشتري تلك السموم........

كانت أمي قد عادت إلى الله كما يحب ويرضى منذ خمس سنوات من ذلك الحين وكانت تذكرني بالله وبنهاية الظالمين وسوء الخواتيم .......

كنت كلما دخلت على أمي في أي وقت أجدها تصلي وتقرأ القرآن وتبكي وأسمع صوت أنين في سجودها وأشعر أنها تتوسل
بل وإني أقسم لكم بالله العظيم أني كنت أراها في جوف الليل تسجد سجدة والله تزيد على ساعة ولكن ما كان يؤثر ذلك في نفسي شيئا على الإطلاق............

وكانت أمي إذا همت بتذكيري كنت أزجرها وأبعدها عني كأنها تأمرني بالمنكر بل إذا جاءت لتطفئ التلفاز لتكلمني آخذها من يدها وأشدها خارج الغرفة ما كان أحد في البيت يسمع لأمي إلا في الصلاة كانت تأمرهم بالصلاة وتشتد عليهم فيصلون إلا أنا فكنت أجهر بفسقي وضلالي وأقول لها إني مخمور إني على جنابة تقول لي اذهب تطهر وصلي وسيغفر الله لك ولكن لا أستجيب فإذا زادت أرفع صوتي عليها وأقول لها ليس ذلك من شأنك لن أصلي...........
فكانت تبكي وترفع يدها إلى السماء وتدعو لي بالهداية فكنت أأمن بصوت هازئ وكأني لا أعبد الذي تعبده أمي سبحانه وتعالى......

جاءت أمي ذات يوم وقالت لي لقد رأيتك في منامي تموت بأبشع صورة في حادث مريع وأخاف أن تموت على ما أنت عليه فتلقى الله شارب خمر عاق لوالديك فاقشعر بدني ودخل الرعب إلى قلبي لما رأيت من صدق رؤى أمي قبل ذلك "وكانت أمي في يوم قبل ذلك الوقت بعدة شهور فقط قد أخذت مضجعها للقيلولة فقامت من نومها وهى تقول لقد رأيت فلان في نومي بحاجة إلى نقل دم ولم يمضي من الوقت إلا دقائق وسمعت الناس في الشارع يركضون وكأن هناك حريق فنزلت فإذا به ذلك الذي رأته أمي في نومها قد صدمته سيارة من الخلف فسقط أمام لوري فانقلب اللوري عليه عندما حاول أن يتفاداه وهو ملقى على الرصيف وكان هذا الشاب ذاهب لشراء المخدرات وإنا لله وإنا إليه راجعون"وهذا الشاب هو من ذكرته في البداية الذي صحبته للتعاطي لأول مرة......

ولكن لا ألبث بعض السويعات ويمضي الكلام كأنه لم يقال ولكن أمي كانت تكرره على يوميا وتبكي وتقول بابني أنا خائفة تموت وأنت سكران وتروي أحاديث عن كيفية لقاء من مات على سكره لله يوم القيامة ..........
وعند هذا الكلام كنت أخضع للحديث وأتركها تتحدث

وهذه نصيحتي لأولياء الأمور بألا يملوا من تذكير أبنائهم ونصحهم
وأن يشملوهم بحنانهم ورعايتهم .

.......فبدأت أفكر وبدأت أسمع القرآن وتأثرت بآية من الآيات المليئة بعزة الله وإرشاده لنا " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
فإن الله عزيز لن يهديني إلا إذا طلبت منه أنا أولا.......

ولكن النفس والشيطان لا يزالا بالمرء حتى يقع في أصل الجحيم فقد شربت ورأتني أمي فنهرتها فلا زالت بي حتى دفعتها دفعة شديدة سقطت على إثرها ووجدتها ترفع يدها إلى السماء وقد رفعتها بقوة ولم تجهر بالدعاء وكأنها تطلب من الله القصاص فصعدت إلى الدور العلوي من المنزل وأنا في حالة رعب مما سيحدث لي ماذا لو استجاب الله دعاء أمي هل سيكون الحادث غدا أم سيحدث الآن بت ليلتي على هذا الحال وأعياني التفكير ولم يذهب عقلي للتوبة قبل القصاص رغم تفكيري ونمت على ذلك......


........وجاء اليوم الذي دخل فيه النور إلى فلبي لقد أصبحت من نومي فوالله الذي لا إله إلا هو ما كنت أوعى لما أفعل وكأننى معتاد على ذلك الفعل......

فقد نزلت ودخلت الشقة التي توجد بها أمي ووجدتني بتلقائية عجيبة أنظر في كتب أمي التي لطالما سخرت منها فوجدت رسالة صغيرة فتأثرت بالكلام الذي سمعته من أمي كثيرا ولم أتأثر ولكن الإقبال له عامل كبير في التأثر

وحملت المصحف الشريف لأول مرة منذ سنوات وبدأت أتلو الآيات التي ظلمت نفسي كثيرا بصرفها عنها ولكن حتى ذلك الحين ما انتبهت لما أفعل وما أحسست أني أفعل ذلك بإرادتي وكأني أساق على القراءة وما أشعر " عجبت لأقوام يساقون إلى الجنة بالسلاسل"..........

فدخلت إحدى أخوات أمي في الله فسمعت صوتي ولكنها لم تميز أنه قرآن لصوتي المنخفض فسألتني أتذاكر؟
قلت : نعم
قالت :أعندك امتحان؟
قلت : نعم امتحان الآخرة.
وهنا انتبهت لأفعالي وما قلت وتعجبت وقلت في نفسي أأنا من قال هذا الكلام أيخرج ذلك الكلام من فم فاسق مثلي

ولكنني أجبت نفسي وقلت لها لا لست فاسقا بعد اليوم أنت من اليوم تائب إلى الله......

وبدأت أصلي وأخشع وأقرأ القرآن كثيرا وأذكر الله كثيرا وعندما أدخل على أمي أقبل بطن قدمها وأضع رأسي على الأرض وآخذ قدمها وأضعها على وجهي وأقول لها
يا أمي سامحيني واستغفري لي الله.
" أوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ "

وسألتها عن ذلك الدعاء الذي كان منها يوم آذيتها وقلت أدعوتي على يا أمي قالت
والله يابني ما دعوت عليك عمري كله ويومها رفعت يدي وتضرعت ودعوت الله لك بالصلاح والهداية وصدقت الله فصدقني............

ومن هذا اليوم زاد الصلاح في بيتنا وزادت أمي قوة في دعوتها وأنا من جانب آخر أذكر اخوتي ولله الحمد قد عاد بيتنا إلي الله وطهر الله بيتنا من كل سوء فله الحمد والمنة إنه هو الحنان المنان.

وهنا أوصي كل الآباء والأمهات وكل مسؤول عليك بألا تترك أبناءك يضيعون وتنشغل أنت بطلب الدنيا وتدعي أنك توفر لهم العيش الآمن فوالله لا يحيا المرء آمنا إلا مع الله ومناجاته ولذة العودة إليه.


الموضوع منقول أرجو أن تقبلوه مني

المصدر: نفساني

الحمدلله على هذه البداية الجديدة المشرقة

(( انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ))



جزاك الله أخي وأكثر من امثالك

شكرا يا أخت رسيل

هنيئا لك بهذه النعمة من الباري عز و جل . رحمته سبقت غضبه و الحمدلله

مشكور على ردك الجميل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخي في الله ..


بارك الله فيك .. وثبتك على طريق الحق خطاك


يا سبحان الله !!


" أوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ "



ذكرتني بقصه اخونا الراجع الى الله الشيخ /يوسف الصالح


لله الحمد والمنه على نعمه الاسلام


جزاك الله خير


اختك في الله

جزاكي الله ألف خير وأدام الله عليك الصحه والعافيه

نعم اخي الهداية نعمة من الله يتمناها كل عاصي وداني....

أخوك : الساهر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخي sam لقد شعرت برغبة في البكاء من شدة السرور فلا تعلم كم أنا مسرورة لأجلك ، و جزاك الله خيرا لأنك علمتنا معنى بر الوالدين بطلب السماح منهما و طلب رضاهما...
ما أروع والدتك الله يرزقها الفردوس... آمين
وفقك الله يا أخي... و هدانا أجمعين

قصة استفدنا منها الدروس والعبر

ومن منا لا يرتكب إثما

ولكن باب التوبة مفتوح

شكر الله جهدك أخي المبارك

السلام عليكم ورحمته وبركاته........................................
أتمنى من كل قلبي , أن تصل هذه القصه بمشاعر كاتبها وخاط أحداثها إلى كل الشباب.
إلى كل من أغفلته الدنيا وأبتسمت ضاحكة عليه لا إليه.
هل تعلم أن هناك نهايه, وليست بنهايه إنها بداية لأيامات الله اللأنهائيه السعاده أو الشقاء.
جمعنا الله وأياكم في أعلى جنانه.
دمتم
نور اليقين
اللهم
أكشف
الغمه
عن
هذه
الأمه

أشكركم أخ
الساهر3
خطوات الحياه
نسيم الجنوب
نور اليقين
على قراتكم الموضوع والرد عليه وإن شاء الله الأستفاده