ابحث عن ما حلمت به. ولكن!

ابحث عن ما حلمت به. ولكن!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
لا اعرف من اين ابدأ فمشكلتي أني لا ارى الا حلا واحدا ولكنه في قياساتي مستحيل.

أنا ولله الحمد شاب متعلم (خريج جامعي) واشغل وظيفة مرموقة في احد الشركات. ومن فضل ربي انني محبوب جدا ومقدر سواء عند اهلي او اقاربي واصدقائي، فأنا ممن يقدرون العلاقات ويحافظون عليها فحتى الاطفال من اقاربي يتسابقون للسلام علي عند رؤيتي، فالحمدلله.

كأي شاب وبعد ان يجد أنه مستعد للزواج وقادر عليه بدأت في بحثي والحمدلله على كل حال فأنا الان متزوج. اعلم والله أن ماقسم لي ربي هو الخير كله واعلم والله وبسبب قصر نظري أني لا ارى ذلك الخير الذي هو قطعا ويقينا موجود ولكن هي النفس البشرية!

بإختصار، أنا لست سعيدا في زواجي وفي معظم اللحظات اتمنى بأني لازلت اعزبا، اتجرع المرارة واحبس الحسرة في صدري واحاول جاهدا أن اخفيها عن الناس. عند سماعي او حضوري لحفل زواج ينتابني شعورا بالندم والحسرة فإني والله لم اعد ارغب في حضور مثلها.

دعني اتكلم في صلب الموضوع مع أني اكره الخوض فيه ولكن لعلك بعد الله تكون سببا في الاخذ بيدي الى ماكنت احلم به في الماضي. أنا شاب وهبني الله حسنا في المظهر وتفوقا في الناحية العلمية ورزقني حب من حولي. تمنت لي امي اجمل النساء ووعدت بذلك فطالت مدة البحث وفي كل مرة يكون هناك عيبا. وقد نبهت أمي الى اني سأثق بما تقول فأنا لا احب اطلاقا ان اتسبب في احراج احد فكثيرا ماكنت افكر بحال الفتاة والتي يأتي لرؤيتها من يتقدم لها وامام اهلها فيرفضها (موقف عصيب بالنسبة للفتاة من وجهة نظري) وقد سبق لي ان رايت ولم يرد الله ان يكون هناك نصيب فلم اعجب بالفتاة. ومرة اخرى جاءت امي وقالت لي عن فتاة بانها جميلة ولكن ليست الى ذلك التميز في الجمال ولا يعيبها شئ اطلاقا من ناحية ملامح وجهها وطلبت مني رؤيتها فقلت لها بأني على الأرجح سأوافق اذا كانت متأكدة مما قالت فردت علي وقالت أنها متأكدة.

ذهبت لرؤيتها ولكن للاسف لم تمكث سوا ثواني مما لم يتح لي النظر بشكل وافي. لحظتها لم ارى ما يعيب الفتاة وحقيقة لم اتمكن من رؤيتها بشكل جيد فقد كانت خجولة ولم تتمكن من الجلوس لفترة طويلة. احترت وتحدثت مع امي وقلت لها لم اتمكن جيدا من النظر والتدقيق وسألتني اذا ما كنت مرتاحا ولم ارى ما يعيبها فأجبت نعم، فقالت لي انها متأكدة من ان الفتاة لا يعيبها شئ فجميع ملامحها ممتازة. وافقت وسارت الامور على خير ما يرام وتم الزواج.

بدأت التعاسة في الايام الاولى من زواجي ووالله إنها اتعس ايامي على الاطلاق. وطأت على نفسي وكتمت في صدري فكان شهر العسل مرا كرهت نفسي فيه وتمنيت أن اقدم كل ما املك بشرط ان تعود بي الايام الى ماقبل زواجي. حاولت اخفي مشاعري خوفا على مشاعر زوجتي ونجحت في ذلك. اضحك وانا ابكي في داخلي صرت اتصنع كل شئ. ندم ندم ندم.......

ما يجعلني يائسا هو ايماني بأن ليس هناك من حل الا أن يشاء الله. واقصد بذلك أني لا ارى امامي اي سبب يمكنني فعله فيوصلني الى السعادة. فلقد اوكلت امري الى الله فليس لي الا الدعاء بصلاح الحال.
اعرف سبب المشكلة وهو أني اخذت برأي امي ولم اتأكد بنفسي من شريكة حياتي فلا تؤنبني على ذلك فهو ماض انتهى وليس لنا الا الحاضر.

مشكلتي أني لم اقتنع اطلاقا بشكل زوجتي فأنا اجمل منها بكثير فلا اعرف والله كيف اختارتها امي لي وقالت بصفات كانت هي العكس تماما. أنا والله لا اسعى لملكة جمال ولكن اريد زوجة بنفس درجة شكلي ففي زوجتي عيوب واضحة لا استطيع ان اتجاهلها. ما يؤجج نار الندم في صدري انه كان بالامكان افضل مما كان. لم يردني احد طرقت بابه بل والله وكله بفضله وكرمه ومن اكثر من زميل للوالد طلبوا منه أن اتقدم لبناتهم. و دائما اسمع ممن حولي قول "سنزوجك باجمل الفتيات". وليتهم فعلوا او على الأقل سكتوا.

حاولت أن اسعى لحل المشكلة ووضعت امامي الحلول الممكنة وبدأت في التطبيق:
1. يقولون الحب لا يأتي الا بالتحبب: سعيت في ذلك وحاولت ان ابين ذلك بكلام وافعال وصبرت على ذلك فتغير الحال قليلا ولكن الواقع هو الواقع لم اتمكن ان احدث تقدما في داخلي فصعب على الانسان ان يخدع نفسه.
2. أن لا ارى الا ماكان حسنا منها واتجاهل عيوبها: والله والله والله لم استطع على ذلك صبرا.
3. أن اكثر من الجلوس وحدنا عن طريق السفر لكي لا اجد غيرها لعل شئيا يحدث ولكن للاسف اجد نفسي متضايقا متمنيا العودة غير مستمتع بما اقضيه من وقت معها.
4. الطلاق: وما اقوله في هذا واعتقده انه من المستحيل أن اقدم على مثل ذلك. فزوجتي تحبني وتعشقني ودائما ما تقول انها لاتتخيل نفسها بدوني ناهيك عن العلاقات الاسرية فنحن في مجتمعنا نطبق في زواجاتنا قول الله تعالى "يآ أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبآئل لتعارفوا..." الاية فالزواج ليس علاقة زوج بزوجته فقط. فاذا نظرت في حال اهلي من زوجتي وما نشأ من علاقة وحالي من اهلها وما وصلت اليه من قوة رابطة لا يمكنني مجرد التفكير في هذا. وبتجاهل هذا الشئ اساسا فانا لا استطيع ان اقدم على مثل هذا لا استطيع اطلاقا أن فعل شيئا كهذا.

اذا مالحل؟ انا احلم بحياة رومانسية فقد كنت اتمنى ان اعيشها كنت اتمنى ان اغرق زوجتي بكلمات المديح والحب والتغني بجمالها ولكني لا استطيع أن اكذب على نفسي وعليها. أنا لا اكرهها ابدا بل والله يهمني حالها ولكني ومع الاسف الشديد لا احبها فليتها لم تحبني وليتها كرهتني واراحتني. اغبط زملائي اذا تحدثوا عن شهر العسل وقالوا ليت الايام تعود واعيشه من جديد، اغبط إن رأيت زوجا ممسكا بيد زوجته ضاحكا مستمتعا معها، اغبط زملائي اذا قالوا في امان الله لقد اشتقت لزوجتي. لما انا هكذا، لماذا لا احس بالرغبة في العودة الى المنزل، ولما اذا سافرت في رحلة عمل لا يهزني الشوق تجاهها؟ اااااااااااااه ندم في ندم.

المشكلة أن زوجتي رومانسية وتطلب دائما أن اقول فيها ما تريده الزوجة ولكني لا استطيع اقف عاجزا امامها مضطرا أن اقول لها بأني لست اؤمن بأن الكلام ذو فائدة واهم شئ الافعال فبها يستدل على الحب وانا اعلم في قرارة نفسي أني اخالف الواقع ولكن لا ارى خيارا فأنا احترق شوقا أن اقول مثل ذلك وانا صادق فيه لا كاذب مجامل.

قلت لاجعل الامر بالتدرج فإذا كلمتها لن احدق بوجهها بل سأكلمها وانا منشغل بشئ اخر إما التلفزيون او كتاب ولكنها لاحظت ذلك.

وشئ اخر كنت قد ذكرت لامي اني اريدها متفوقة في دراستها لان ذلك له مدلولات اخرى من وجهة نظري. وذكر لي اهلها عند مقابلتهم قبل الزواج بانها متفوقة ولكن للاسف لم تكن كذلك. فوالله لقد ساءني كثيرا هذا.

الناس يظنون بأني سعيد وقد اكملت ماكان عندي مسبقا بزوجة. ويقصدني الكثير ممن اعرف بغرض اخذ المشورة وهم لا يعلمون اني اكثر المحتاجين لها! اتمنى ان اجد ذاك الصدر الحنون والذي اعتدت على اللجوء اليه اذا ما ضاقت بي ضائقة، هو صدر امي والتي تكترث بشدة عندما تراني في محنة ولا اريد والله أن ازيد همها هم وغمها غم فاتظاهر امامها بالسعادة وكم وددت ان اشكو لها حالي لتمسح بتلك اليد الحانية لا عدمتها على رأسي.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" وهو صلوات الله وسلامه عليه كما قال الله عز وجل "ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى". فيقال ان رجلا اتى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال"يا امير المؤمنين لي زوجة ولكني لا احبها افاطلقها؟ فقال له إذا ذهبت المودة فإين الرحمة!

فزوجتي سعيدة معي فأنا البي معظم مطالبها ولا اقول لها مايجرحها واحترم اهلها ولا اتكلم في ظهرها بما يسوؤها ولكني في بعض الاحيان اكون قد وصلت الى حال الله يعلمها فأكون وقتها شارد الذهن حيرانا في امري ندمانا على حالي وتخرج مني بعض الكلمات والتي تدل على عدم ارتياحي معها ولكن بطريقة غير مباشرة وهذا الامر سبب بعض المشاكل من فترة الى اخرى. ولا اخفيك من اني احيانا ابكي لما اكتم في صدري فلا حول لي ولا قوة الا بالله. يكفيني انها تقول انا سعيدة جدا معك فلعلي وان تعس حالي اكون سببا لسعادة غيري واحتسب ذلك عند الله.

سؤالي لك، مالعمل؟ وهل ترى انه من الضروري ان ابوح بما في داخلي لزوجتي فأنا لا ارى ذلك مطلقا لاني اعتبره نهاية وقتلا للمشاعر وإن دامت العلاقة وما اظنها تدوم بعد البوح بمثل ذلك؟ وان قلت لي ان الشكل ليس كل شئ فاخبرك بأني حاولت بدل المرة الفا ولم استطع أن اقنع نفسي بها وقد تقول بأن هناك الكثير من السعداء وزوجاتهم من غير الجميلات وهذا صحيح ولكن اقول إما ان يكون هؤلاء الاشخاص على قدر مكافئ فحري بهم ان يقنعوا بمن مثلهم أو كانوا على بينة من زوجاتهم وقبلوا بهن كما هن.

من واقع خبرتك، هل تتوقع بأن الحال سيستمر على ماهو عليه؟ عزائي هو يقيني المطلق بأن الله يجيب دعوة الداعي اذا دعاه فهو القائل "واذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان" وقال عز من قائل "ادعوني استجب لكم"

اسأل الله العلي القدير للجميع التوفيق والصلاح والحمدلله حمدا كثيرا على عظيم نعمة وجزيل كرمة.

واخيرا اخشى ما اخشاه ان اقع في ظلم زوجتي فاعوذ بالله من ان اظلم او اظلم. فهذا والله هاجسي فهي فتاة رقيقه لا تستحق الا كل خير محبة، مطيعة، قمة في الرومانسية. ولكن هذا قدر الله فاللهم اجعلها في عيني اجمل النساء واجعلها في قلبي احبهن غير امي آمين يارب.

واسف على الاطالة.

المصدر: نفساني

آمل من الاخوة المشرفين حذف الموضوع لإعتراض صاحب الشأن على نشره بعد اجتهاد مني وشكرا