المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

علي والأنتهازيين

علي والأنتهازيين حيدر محمد الوائلي alwaelyhayder??????.com كان الأمام علي (ع) في أيام حكومته يراقب مسؤوليه على المدن ويبعث لهم بالنصائح والتوجيهات، وهذا ليس بمعجزة ولا مستحيل لكي يتذرع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-06-2018, 04:26 PM   #1
حيدر عراق
عضو نشط


الصورة الرمزية حيدر عراق
حيدر عراق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40803
 تاريخ التسجيل :  10 2012
 أخر زيارة : 17-06-2022 (11:59 AM)
 المشاركات : 51 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
علي والأنتهازيين



علي والأنتهازيين

حيدر محمد الوائلي
alwaelyhayder??????.com

كان الأمام علي (ع) في أيام حكومته يراقب مسؤوليه على المدن ويبعث لهم بالنصائح والتوجيهات، وهذا ليس بمعجزة ولا مستحيل لكي يتذرع ويحتج من رفع إسم علي بكلامه وإدعى حبه والاقتداء به وفور تسنم مسؤولية أو إدارة تراه يلقي تلك الحكم والمواعظ في الدرج قرب مبالغ الرشوة وملفات المحاصصة والمحسوبية والفساد والتقاعس والأهمال واللامسؤولية في الحكم.
يقول الأمام علي (ع) في إحدى رسالاته لأبن حنيف وهو عامله على البصرة حيث تمت دعوته من قبل أغنياء من البصرة مجاملة له، فلما وصل خبر تلك الدعوة لم يقبلها الأمام علي حيث فهم منها دعوة تزلف وقربى، فلماذا يدعى الحاكم دون بقية الناس، ولو لم يكن حاكماً هل تتم دعوته؟!
فهذه مقتطفات من تلك الرسالة الخالدة الواردة في (شرح نهج البلاغة للشيخ الأمام محمد عبده خطبة رقم 283):
(أما بعد يبن حنيف... فقد بَلَغَني -تصوروا أن الأمام من كثرة سؤاله ومراقبته يقول بَلَغَني- أن رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك الى مأدبة فأسرعت اليها، تستطاب لك الألوان وتُنقَل إليك الجفان وما ظننت أنك تُجيب إلى طعام قومٍ عائلهم-أي فقيرهم- مَجفوّ-أي مطرود- وغَنيهم مَدعوِّ، فأنظر الى ما تقضمه من هذا المَقظم-أي الفكين- فما إشتبه عليك عِلمه فإلفظه-أي إتركه- وما أيقنت منه فنل منه... أأقنع من نفسي أن يُقال: "هذا أمير المؤمنين" ولا أشاركهم في مكارة الدهر أو أكون أُسوة لهم في جُشوبة-أي خشونة- العيش، فما خُلِقتُ ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها عَلَفها، أو المُرسلة-أي الغير مربوطة- شُغلُها تقممها-أي أكلها للقمامة- تكترش-أي تملأ كرشها- من أعلافها وتلهو عمَّا يُراد بها...).

الملاحظ أن الأمام علي (ع) يقول: (أأقنع من نفسي أن يُقال "هذا أمير المؤمنين" ولا أشاركهم في مكارة الدهر أو أكون أُسوة لهم في جُشوبة العيش...الخ)، فهو يصرح أنه لا يقنع بأن يقال له أمير المؤمنين (رئيس، رئيس وزارء، وزير، محافظ، مدير عام، مدير دائرة، موظف مسؤول) بوجود أناس جياع أو يعيشون حياة صعبة وقاسية ولا يساعدهم عليها، أو مواطنين يعانون من المراجعات في دوائر الدولة أو عدم قضاء حقوق الشعب وتوفير الخدمات له أو التمييز بالمعاملة بين المراجعين في دوائر الدولة أو تصرف بعض الموظفين المهين للمراجعين في مؤسسات الدولة، فالأمام علي يقول على الأقل أنه يشاركهم بمكاره العيش وصعوبته فيصبرون لدى رؤيتهم إياه يفعل ذلك.

لم يذكر الأمام (أأقنع أن يقال "هذا أمير المؤمنين") بوجود مفاسد أخلاقية مثلاً فهو أمير المؤمنين حتى بوجو تلك المفاسد، لأن الأمام علي (ع) يؤمن بأن مداراة الناس وقضاء حوائجهم ومتابعة أحوالهم هي الغاية الكبرى للحاكم العادل وللمسؤولين العادلين جميعاً.
لم يقل الأمام علي (ع) (أأقنع أن من نفسي أن يقال "هذا أمير المؤمنين"...الخ) رغم حروبه الثلاث التي خاضها ضد عشرات الآلاف أيام حكومته، حرب الناكثين (في الجمل) الذي نكثوا البيعة وخرجوا عليه، وحرب القاسطين (في صفين) الذي ظلموا الناس وسرقوا حقوقهم، وحرب المارقين (في النهروان) وهم المنافقين الذين يمرقون من الدين كمرق السهم.
هؤلاء جميعاً خرجوا ضد حكومة الأمام علي (ع) وبقي هو أمير المؤمنين رغم كثرة الأعداء، ولكنه لا يقبل أن يقال له أمير المؤمنين ولعل في –وعلى نص قوله– (بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص-أي لصعوبة حصوله على قرص الخبز فأنه لا يطمع بأكثر منه- ولا عهد له بالشبع أو أبيت مبطاناً-أي شبعاناً- وحولي بطونٌ غرى-أي جائعة- وأكباد حرّى-أي عطشانة-.
قال ذاك وكانت عاصمة حكمه مدينة الكوفة وسط العراق.

يا علي مالي أراك وحيداً صابراً (وصبرك يلهمنا الصبر) لم يترك لك الحق لا صاحباً ولا صديق، وتمشي بطريق الحق وحيداً حتى إستوحشته لقلة سالكيه.
أراك يحاربك الأصحاب ويشنوا عليك الهجوم فلم تتردد في محاربتهم رغم حزنك على حالهم والى ما صاروا إليه.
هم مع الحق مادام الحق يدر عليه ربحاً وشهوة ومناصب، ولما طردهم ذات الحق من مناصبهم وحرمهم من أرباحهم وهيبتهم الظاهرية وشهواتهم فأصبح الحق باطلاً، والمعروف منكراً، وكم من أمثالهم اليوم يحكمون ويديرون مؤسسات الدولة ومعهم سياسيون ورجال دين وجموع غفيرة من الناس مغفلين وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق.

في الأمام علي صفات كثيرة جداً، ألفوا فيها المؤلفات وكتبوا فيها الكتابات وهي صفات بشرية أخلاقية وليست إعجازية ويمكننا الاقتداء بها نحن معاشر من نقول إننا نحبه، فليس من المستحيل أن نبقى على الحق وأن نكون صادقين، أوفياء، مدافعين عن حقوق الناس والمظلومين، نقضي حوائج الناس، متسامحين، كاتمي الغيظ، صابرين، ثائرين ضد الظالمين، كل ذاك يتحقق إن أردنا وناضلنا وصبرنا وأصررنا.
نقتدي برسول الله وأهل بيته الكرام وأصحابه المنتجبين فهم قدوة للعالم أجمع، والقدوة إنما صارت قدوة فلكي يتم الأقتداء بها من قبل الأتباع لا أن يقولوا من نحن لنكون مثلهم!
فهم ليسوا مثلنا في النبوة والإمامة والصحبة والمقام والكرامة وغيرها من المقامات التاريخية ولكن هنالك أخلاق تواكب الزمن هم تمسكوا بها ومن الممكن جداً لنا التمسك بها أيضاً.

يقول الله مخاطباً الناس من على لسان الرسول الأكرم (ص): (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا). (آية 110/سورة الكهف).
ولقد تعجب بعض جهلة المتدينين (وما أكثرهم اليوم) ممن يريد نبياً خارقاً لا نبياً كالناس ومن الناس وللناس، حيث يصف الله سبحانه تعجبهم وجهلهم بكتابه العزيز: (وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا * أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا). (آية 7-9/سورة الفرقان).
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:14 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا