أريد هذه المرة رداً..مللت من التجاهل!

أريد هذه المرة رداً..مللت من التجاهل!

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة و السلام على سيد المرسلين.محمد ابن عبد الله و على آله و صحابته و أتبااعه إلى يوم الدين :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,تحية طيبة و بعد:

أرجــــــــــــــــــو الـــــــــــــــــرد هــــــذه المرة !

مشاركتي هذه المرة بصدد الغضب السريع .. لا أدري لماذا أغضب بسرعة و أبالغ في الغضب . و لا أتمالك نفسي لدرجة أنني ألقي بنفسي في التهلكة أحيانا بالغلط أو بخلافه ..بالأمس كنت في رحلة مع أصدقاء أخي.. المشكلة أنني أحدثت أمرا تافها بغضبي الشديد لأمر تافه ..ماحت أحدهم و لم يتقبل المزاح و قام بزجري و عدم الحديث معي ..بادلته نفس الأمر و بالغت فيه ..و جاء الجميع ليستطلعوا السبب فكنت أرد بغضب لدرجة أن أحدهم ظن أنني أشاجره هو ذاته و ليس غيره .. بالتأكيد سأظهر بصورة الإنسان العصبي الأحمق الذي يغضب لتوافه الأمور ..لا أدري إن كان هذا عندي أم لا فأنا مع أصدقائي خلاف ذلك .. كنت هكذا في طفولتي أما الآن لا أدري..المه مأنني عندما يجرحني أحدهم بموقف في الكلية مثلا فإنني أرد عليه بقسوة و أتعمد إحراجه و إهانته و أجلس طوال الأسبوع أحلم به و بأنني ألحقت به الأذي به و بأنني ضربته ..المشكلة أن هذا يزيدني غضبا عليه .. أخاف جدا جدا من نفسي بأن أخطأ و أغلط على أحدهم في الكلية و بذاك أكون قد دمرت حياتي و مستقبلي...كثير أحلام اليقظة بطريقة غير عادية ...

المهم أنني الاحظ أنني أكون سريع الغضب عندما يكون هنالك أمر يضايقني أو يشغل بالي ...أنا كثير التفكير بطريقة جنونية في الحياة ...ما أفكر به هو موضوعان تقريبا ..أولهما خطوبة أحد الزميلات ..و الآخر شراء سيارة .. لا تتعجبوا من هذا الأمر فوالدي هو السبب بإعطائي الأمل ووعوده بتحقيق ذلك ..كنت فيما مضى أؤمن بأن ذلك لن يتم إلا بمجهودي الخاص.أما عندما عرض الوالد مساعدته تغير الأمر و زاد التعجل ..المشكلة أنني لا أدري له نية ..يقول إجعل حياتك مراحل ..و لا أدري هل يمنيني فقط بهذه الأمور أم لا .

أتمنى أن أهدأ قليلا فأنا رهيب في الغضب أو نار موقدة تسير على قدمين .. الآن أنا متضايق جدا...

الوالد يقول أنني أريد كل شيء في حال طلبه و أنني أريد (كن فيكون) و انني عجول و جزوع و غير ذلك كثير....

هناك أمر أخير أستحي من ذكره ... من أسباب غضبي أمس أو مادفعني للغضب أنني أحب أن أكون محل الإهتمام و إن لم يكن فلا يبدى الإهتمام لأحد أمامي .. وهذا ما حدث أن نال أخي الإهتمام كله من أناس لا أعرفهم و أنا أهملت تماما ...

لا أدري التفكير و كثرته و أحلام اليقظة ستقتلني .....


جزاكم الله خيرا

المصدر: نفساني

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اخي الحبيب (( dentist ))
نسأل الله العظيم أن يهدينا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

أرجو أن تهون علي نفسك يا اخي الفاضل ، فالصواب أن يجتهد الإنسان في تدارك الجوانب السلبية وينمي جوانب الخير، وسوف تختفي الصفات السيئة مع كل صفة حسنة نكتسبها، وإذا عجز الإنسان عن تغيير الصفة السيئة فعليه أن يوجهها للخير، فيجعل غضبه لله وذلك عندما تنتهك حرمات الله.

ولأن الغضب من الشيطان فإن علاجه يكون بالاستعاذة بالله من الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى غضبانا إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، ويتخلص الإنسان من الغضب بذكر الله، والوضوء، والصلاة، وتغيير الهيئة والخروج من الحجرة التي غضب فيها مثلاً، وتجنب الأشياء التي تدعوه للتوتر.

وقبل هذا يجب أن نبحث عن أسباب هذه العصبية فقد تكون العلة هي المرض، فبعض الأمراض يتضايق صاحبها، وقد يكون السبب هو الجوع الشديد أو العطش والتعب، أو كثرة العمل، وقد يكون السبب هو التوسع في الخلطة والمزاح، أو الهموم والمشاكل في العمل أو مع الجيران.

والمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره، ويخالط من تذكره بطاعة الله إذا نسي ويعينه على الخير إذا ذكر، ويجتهد في التوجه إلى الله ويحرص على البعد عن المعاصي فللمعاصي شؤمها وآثارها.

ولا شك أن معرفة الإنسان بأضرار الغضب على صحته وعلى من حوله مما يعينه على ترك العصبية والغضب، ولذلك كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي (لا تغضب)، والشيطان ينال من الغضبان ما يريد والعياذ بالله، ومعظم الأمور التي تغضب فيها تافهة وحقيرة، ولذلك يجب أن نفكر في هذه الأمور التي تعكر على الإنسان حياته، والصواب أن يغضب الإنسان إذا انتهكت حرمات الله، ولكن في غير هذا يعود نفسه الصبر والتصبر ومن يتصبر يصبره الله، والإسلام يجعل الإنسان القوي حقيقة هو الذي يملك نفسه عند الغضب، وبشر من يكظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه بأرفع المنازل فقال: (.... دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء)، ومدح المتقين فذكر من صفاتهم {.. والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}

ومما يعين الإنسان على التخلص من العصبية الزائدة الإكثار من ذكر الله والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ودراسة سير الصالحين الصابرين، واللجوء إلى الله والإكثار من النوافل وشغل النفس بالطاعات، قال تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون}، فما هو العلاج؟ {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.

وعلينا أن نتذكر العواقب السيئة للغضب فكم من رجل قتل نفساً أو هدم بيتاً أو أحدث جرماً عظيماً ندم عليه لأنه خالف التوجيه النبوي المختصر (لا تغضب).

ونسأل الله العظيم أن يرفع عنك سلطان الغضب والعصبية وأن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه.

ما أعذب كلامك و أحلى ردك ..جزاك الله عني كل خير و جعل ذلك في ميزان حسناتك ..لكم كنت في حاجة لهذا التوجيه و التنبيه...و أسأل الله الهداية لنا و للمسلمين أجمعين ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته