|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
04-03-2005, 01:45 AM | #1 | |||
عضو نشط
|
استهلاكا إيمانيا مريعا
أيها الاخوة والاخوات : يشهد هذا العصر من شأنه أن يدفع بالكثير من المسلمين إلى هاوية الإفلاس الإيماني يقول تعالى : } فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا { ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " رواه مسلم .. إن كل ما حولنا يصرفنا عن الله ، ويغرينا بالدنيا وشهواتها : { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب { وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " رواه مسلم .. أكتفي بعرض نموذجٍ بسيط حول عملية الاستهلاك الإيماني في زحمة من المواقع الاستهلاكية التي لا تبقي ولا تذر : أمام " نشرة أسبوعية مجانية " تقع في نحو أربعين صفحة ، كل صفحة فيها تمتلئ بعشرات الدعوات والدعايات التي تستهلك الإيمان والأخلاق والوقت والمال ، ولا تترك للإنسان فرصة للتنفس الإيماني السليم !! فهذه دعوة إلى تنحيف الأجساد ، وتأمين الأصدقاء ، واستيراد خادمات وحاضنات تتناسب مع جميع الأذواق والميزانيات ، وعرض لمقاعد بكبسة زر تساعدك على النهوض ، وعرض لمعالجة الصلع ، أو إزالة الشعر نهائيا عن الأجساد إلى الأبد ، وعروض لا تعد في عالم التجميل وعروض لرفع الصدر وتنحيف الخصر والوشم والتغيير في خلق الله ناهيك عن عروض بيع السيارات والمفروشات والأدوات الكهربائية والكومبيوترات والفيلات والشقق والشاليهات ، يرافق كل ذلك عروض سخيةٌ بالبيع المقسط يمكن أن يستهلك عمر الإنسان كله ، يضاف إلى ذلك تنافس في عروض المطاعم وحفلات الطرب والرقص وما يمنع الحياء عن ذكره !! هذه مفردة صغيرة ومحدودة من وسائل الاستهلاك الإيماني ، يضاف إليها عالم الإنترنت وعالم الفضائيات ، وكل ما تمخض عنه العقل البشري ووضع في خدمة الشيطان .. فماذا يتبقى بعد ذلك ؟ - هل يتبقى وقت ؟ هل يتبقى جهد ؟ هل يتبقى عقل ؟ - هل يتبقى مال ؟ هل يتبقى دين ؟ هل يتبقى أخلاق ؟ النتيجة: ضياع العمر وسوء المصير .. - كيف نواجه هذا الكم من قوارض الإيمان ؟ لابد من مشاريع إنتاجية للإيمان تغالب الاستهلاك وتغلبه ، إن ذلك يحتاج إلى قوة إرادة ، وعزيمة ، وصبر ، ومجاهدة نفس ، ومغالبة هوى لا تفتر ولا تتوقف ، إنه يحتاج إلى إنماء إيماني يماثل حجم الاستهلاك الإيماني على الأقل .. إن صوم رمضان ، وأداء مناسك العمرة والحج ، وإقام الصلاة فرائض ونوافل والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقراءة كتاب الله وذكر الموت ، والنهوض بواجب الدعوة إلى الله ، والإسهام قدر المستطاع بأحد جوانب الجهاد في سبيل الله ، هذه وغيرها محطات للإنتاج الإيماني ومعارج رقي وارتقاء إلى الله عز وجل نحن مطالبون بالإقبال عليها والاستفادة منها .... مشروع العصر: " الدنيا ساعة .. فاجعلها طاعة " ثماني مهمات على طريق الجنة هذا المشروع مقترح كحد أدنى لكل مسلم و مسلمة ، يتضمن ثماني مهمات محددة الوقت ، معلومة الثواب ، محققة الفائدة بإذن الله تعالى ، من ذلك : مغفرة الذنوب ، الأمان من فتنة القبر ، بناء بيت في الجنة استجابة الدعاء ، الأمان من الفقر ، قضاء الحوائج ، تفريج الهم .. وكل ذلك لا يستغرق أكثر من دقائق .. 1- المهمة الأولى : أداء اثني عشرة ركعةً نافلة " السنن الراتبة " ، وهي : اثنتان قبل الفجر + أربعٌ قبل الظهر واثنتان بعده + اثنتان بعد المغرب + اثنتان بعد العشاء .. الفائدة المرجوة : يبني الله للمداوم بيتا في الجنة .. الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " من صلى في يوم اثنتي عشرة سجدة تطوعا ، بني له بيت في الجنة " رواه مسلم .. 2- المهمة الثانية : صلاة ركعتين في الليل .. الفائدة المرجوة : يستجاب الدعاء + يغفر الذنب + تقضى الحاجة .. الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له " رواه البخاري .. 3- المهمة الثالثة : أداء صلاة الضحى ركعتين ، أو أربعا ، أو ثماني ركعات .. الفائدة المرجوة : تؤدي صدقة عن كل مفصل من مفاصل العظام .. الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " يصبح على كلِّ سُلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى " رواه مسلم ، وروى البخاري جزءا منه .. 4- المهمة الرابعة : قراءة سورة الملك .. الفائدة المرجوة : تنجي من عذاب القبر .. الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ، وهي " تبارك الذي بيده الملك " - رواه الترمذي وأحمد - 5- المهمة الخامسة : قول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" .. الفائدة المرجوة : تعدل فك عشر رقاب ، وتكتب مائة حسنة ، وتمحو مائة سيئة ، وتكون حرزا من الشيطان .. الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، إلا أحد عمل أكثر من ذلك " رواه مسلم .. 6- المهمة السادسة : الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مائة مرة .. الفائدة المرجوة : براءة من البخل ، وصلاة من الله .. الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا " رواه مسلم .. وقوله : " البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي " - رواه الترمذي - 7- المهمة السابعة : قول : " سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " مائة مرة .. الفائدة المرجوة : تغرس له في الجنة مائة نخلة .. الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " - رواه الترمذي - 8- المهمة الثامنة : قول : " أستغفر الله " مائة مرة .. الفائدة المرجوة : يفرج الله كربه ، ويوسع رزقه .. الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " - رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم بسند صحيح - أختم بالإشارة إلى موضوع في مقام زيادة الإيمان ، ودعني أسميه " المهمة التاسعة " وهو أن الإيمان في ديننا ليس صلاة وقراءة قرآن فقط بل هو ممارسة وفعل ومعاملة كذلك ، فعندما يقول صلى الله عليه وسلم مثلا في الحديث الرائع حقا : " تبسمك في وجه أخيك صدقة لك ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلالة لك صدقة وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة " - رواه الترمذي ، وقال : حسن غريب ، ورواه ابن حبان في صحيحه - هل هذه الأوامر والفضائل لمجرد العلم ، أم هي للممارسة أيضا ؟ وهل لها - إذا ما طبقناها - علاقة بزيادة الإيمان في قلوبنا ؟ ولو كانت ليست لها علاقة بالإيمان ، فمعذرة ، فما فائدتها ؟ ولماذا وردت ؟ ولماذا حث ديننا عليها وأمر بها ؟ لقد أخبرنا رسولنا صلى لله عليه وسلم بعظم أجر هذه المعاملات حين قال : " بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك ، فأخذه فشكر الله له فغفر له " - رواه أحمد والبخاريّ ومسلم وأبو داود والترمذي - علينا إذن أن نتقرب إلى الله بالمعاملة كما تقربنا إليه بالطاعة .. بالإتقان والالتزام في كل شيء في حياتنا صغر أم كبر ، يبدأ من التزام الكلمة وصولا إلى التزام العمل والطاعة والحياة ، لنجعل حياتنا قربة إلى الله تعالى في الطاعة وفي المعاملة ، وعندئذ لن نحس بقسوة القلب أو بالتراجع الإيماني ، وصدق ربنا سبحانه حين قال : } قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين المصدر: نفساني |
|||
|
17-03-2005, 09:19 PM | #3 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
مشاركة: استهلاكا إيمانيا مريعا
نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر
جزاك الله خيرا وجعل في ميزان حسناتك |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|