فقدت اغلى ما املك

فقدت اغلى ما املك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحيه والسلام
بعد انقطاع دام طويلا لي لم اجد غيركم لابوح له بما اشعر به بعد ما مررت به من صدمة قد تفقدني صوابي .......
من بدايه شهر فبراير هذا العام وكان ابي يعاني من الم في بطنة شديد بعد ان ترجيته ان يذهب للطبيب ( مع العلم ان والدي يشكو من الضغط والقلب )ذهب معي وقرر الطيب دخول ابي المستشفى ليقول لنا بعد عدة تحليل بأن هناك اورام مخيفة جدا ولم نتأكد من مصادرها بعد انقضاء 21 يوم في المستشفى قررنا ان نأخذ ابي الى لبنان بلدنا لعدم قبولنا بأن والدي مصاب بسرطان اللغدة الليمفاويه متأكدين ان هناك غلط في التحاليل وعدم وجود دقة في التشخيص وبعد ذهبانا لهناك ووجدنا ان الخبر صحيحا امر الطبيب بأخذ جرعة الكيماوي بأسرع وقت لانتشار المرض السريع فيه ( الكبد ، البنكرياس، الامعاء، الرئة اليمنى، واهم فقرة بالرقبه مما ادى الى شبه انكسار وحذرنا الطبيب من حركةغلط لانها ستؤدي الى شلل كامل ) وكل هذا وابي لا يعلم ما مرضه ولكن عندما علم انه يأخذ كيماوي قلنا له انه فيرس في كبدك لا يعالج الا بهذا الدواء بعد اول جرعة اصيب ابي بمرض نادر ويسمى الجولين باريه ( شلل الرباعي ) لم يعد يستطيع ان يحرك يد او قدم بالاضافة الى مشكله عنقه بعدها علم ابي انه لن يشفى وبعد مضي شهرين في لبنان طلب ابي العودة للكويت ولخطورة وضع رقبته امر الطبيب بأخذه محملا على السرير بالطائرة واتى الى الكويت وحينما سألنا لاي مستشفى سأهب بلغناه الى حسين مكي جمعه في حينها علم ابي انه مصاب بالسرطان وبدأت صحة للوراء
وحتى توفي ابي في ليله مباركه 24 رمضان من هذا العام في الساعه الثانيه صباحا ......
بعد مشوار طال سبعة اشهر من عذاب تعجز الاحرف والكلمات عن وصفه قمنا انا وامي واخواني واخوتي بخدمة ابي كطفل .....نحممه ، نقوم بتدليك جسمه ، نضحكه ، نواسيه ، نسليه ، نطعمة بالمختصر شغل حياتنا رغم اننا كنا امامه نذوب كالشموع الما ونعتصر حزنا عندما نرى رجلا لم يأذي نمله ، رجلا كان يعمل في مجال شاق جدا ، رجلا كان صبورا لا يعرف الا الحمدلله رغم ضيق المال ورغم قسوة الحياة عليه ، رجلا رغم كل المه رغم كل وجعه رغم جلوسه في المستشفى لا يتحرك سبعه شهور لم يقل الا الحمد لله رجل لا يعرف الا البسمه والكلمة الطيبه ، اب لم يقل الاه خوفا على مشاعرنا .......
ما يؤلمني ويزيد جرحي ان لم افقد ابي فقط لاني كنت اجد بأبي الحبيب والاخ والصديق ... ليتني استطيع ان اعبر لكم عن مدى تعلقنا بابي ....
والمشكله التي اعاني منها هو عندما اتذكر النوبات التي كانت تصيب بها ابي عند وصول المرض للمنطقة الرأس وكيف دخل بالغيبوبه قبل وفاته باربعة ايام وكيف خرجت روحه بهدوء تام وكيف اني لحد الان اشعر بأن ابي سيعود ويفتح الباب ....
عندما اتذكر ان وقت خروج روح ابي كنت اصلي اربعه ركعات لوجه الله اطلب منه الرحمة لابي..... اشعر باني قاسيه لاني فسرت الرحمه بالموت خاصة وان بعد انتهائي من الصلاه سمعت نبأ وفاة ابي .
الى الان لا اريد ان اصدق ان حبيبي مات مع ايماني الشديد بأن الله ابتلى ابي بمرض عضال كي ينقيه من اضغر الذنوب ولكي يهيئنا لوفاة ابي لان الله اعلم ما يحمله ابي في قلوبنا ومع ايماني الشديد بأن الله اذا احب المؤمن ابتلاه والله ابتلى ابي بمرضه وابتلانا بفقده و اعلم جيدا ان هذا اختبار من الله لصبرنا لذلك عندما سمعنا بنبأه لم نقل ان لله وان اليه لراجعون . وبكينا من غير صراخ وحمدالله على كل حل ورضينا بحكمه
لكن الان .....
لماذا اطمح ان كان من يلهمنا قد رحل ؟
لماذا انجح في عملي ان كان من يفرح لي رحل؟
كيف اضحك ان كان من يضحكني رحل ؟
من يدللني ان كان من يدللني قد رحل ؟
كيف احيا ان كان من يسعد حياتي قد رحل ؟
كيف احيا وابي مات ولم استطع ان افعل له شيئا ؟
كيف احيا وانا اشعر بالتقصير رغم اننا لم نفارقه دقيقه واحدة في المستشفى؟
من سيفخر بأنجازاتي ؟
من سيشعر بمعاناتي ؟
من وكيف ولماذا ......
والكثير الكثير من الاسئله التي لا اجد لها اجوبة....

المصدر: نفساني

الأخت / الملكة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولا : يا أختي أعزيك في والدك - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته ، ولا نقول في هذه المناسبة إلا ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) جبر الله مصيبتك وأحسن عزائك . ثانيا: كانت بداية كلامك جيدة ، وكلامك كلام المؤمن الصادق ، الذي يقول له ما اخذ وله ما اعطى ، وكلنا في هذه الحياة مصيرنا للفناء إن آجلا أو عاجلا والرابح في هذه الحياة من عمل لأخرته ولم تشغله حياته عن العمل الصالح ، ولكنك في آخر حديثك قلت كلاما يناقض ما بدأتي به حديثك ، صحيح أن والدك عزيز وغالي ، ولكن الله سبحانه إختاره إلى جواره وأنه ترك فراغا في حياتك لايملؤه غيره ، ولكن الله سبحانه انزل في قلوب البشر العزاء ، ولم يعرف في تاريخ البشر أن أحدا مات لفقد حبيبه إلا ماندر ، ولكن الذي عليك ياأختى الدعاء له والتصدق عنه ، وصلة صديقه ، ابراء ذمته من دين أوغيره ، فإن هذه الأمور تريحه في قبره ، أما تعلقك به فإنه مع مرور الأيام ستخف شيئا فشيئا ، حتى تعود الأمور إلى طبيعتها ، اشغلي نفسك يا أختي بالقراءة والرحلات ، والاتصال بالزملاء والاقرباء وعيشي معهم ليالي الأنس والسمر ، وما رسي الرياضه ، فإنها تدفع الهم وتزيل الكأبه ، وعليك بنسيان الاحداث المؤلمة بالانشغال عنها بهواياتك المفضلة ، حماك الله ورعاك ,

ابراهيم الدريعي