سؤال من أمل

سؤال من أمل

أشعر بالحزن الشديد واليأس من كل شيء لم أعد أرغب في الحياة أو الاستمرار فيها، جميع علاقتي مع الآخرين تنتهي نهاية سيئة ومؤلمة لي
أعاني من العنصرية في العمل كما أن الكل في عملي لا يرغب بوجودي إلا عند الحاجة لخدماتي، أنا منتظمة ودقيقة في عملي وسريعة الإنجاز وهادئة بطبعي لا أحب المشاكل ودائما ما أناقش من يسيئ لي لأستطيع العمل في جو مطمئن، وللأسف الكل يستغلني ويستغل سرعة إنجازي ودقتي وذاكرتي الجيدة فقط حتى لا يتعرض للمسؤلية أمام المديرة. الوضع الأن إزداد سزء بعد أن ظهرت العنصرية وتجلت الجميع يتحاشى الحديث معي أو النقاش معي الكل يتمنى أن أترك العمل ومن الأسباب التي زادت ذلك كوني الوحيدة في العمل من بيئة غير نجد، إلى جانب كون والدي يتمتع بعلاقات جيدة مع الوزارة التابعة لها فالكل يعتقد أنني مفروضة عليهم وأنني لا أستحق المرتبة التي أنا بها ولا الراتب
الذي اتقاضاه حتى أصبح الجميع يتهامس بأنني لولا الواسطة لما كنت في ذلك المكان..
والمشكلة الآخرى تأخري في الزواج فقد وصلت لسن السادسة والعشرين وأصبح ذلك عبء جديد في البيت وبين الأقرباء وفي العمل أصبح من الأسباب التي ينتقصني بها البقية رغم أ، هناك الكثير ممن تعدين سن الخامسة والثلاثين دون زواج معنا في العمل إلا أن الوضع بالنسبة لي يختلف في نظرهم بصراحة أصبحت أكره العمل ولا أستطيع النوم ليلا لأنني أعلم أنه عند استيقاظي سأتجه
لمكتبي مر الآن شهرين ولا أحد ممن حولي في المكتب يحدثني أو يرغب في الجلوس معي دون سبب وجيه لقد سئمت البكاء واليأس حتى المنومات لم تعد تكفي لأشعر بالراحة أو حتى التمتع بالنوم كل علاقاتي فاشلة وبمرور الوقت أدركت أن السبب فيها كوني من مواطني الدرجة الثانية (جنوبية) كل علاقاتي في المدرسة والجامعة انتهت بمجرد التخرج لأنه لم يعد لهن حاجة بي وخصوصاً وأني دائما ما أسعى لإرضاء الآخرين ومساعدتهم وفي العمل تطور الموضوع
ولم أعد جنوبية فقط بل إرهابية وأي كلمة لا أقولها لا تدل إلا على القوة والإرهاب والمضحك أن من حولي في العمل خضيرية يعني مواطن بلا درجة لكنهم زوجات ضباط وبنات أثرياء لا تنصحوني بترك العمل فتركه يعني مجازفة كبيرة في ظل إنعدام الوظائف وتغييره لن يفيد لأن الإدارة تحتاجني كوني الوحيد المتخصصة في الكومبيوتر ومسئولة عن مركز المعلومات هناك أخذ إجازة أيضا لن يفيد فأنا في إجازة منذ أسبوعين ولكنني سأعود للعمل بعد غد ماذا أفعل في مجتمع متوحش وبليد ومع أناس كلما زادة درجاتهم العلمية كلما زاد تخلفهم وجهلهم الأخلاقي، أنا في الأساس غير متقبلة للعيش هنا وحلمي أن أركض بعيدا لأعيش وحدي بين الثلوج والغابات

المصدر: نفساني

رأيتسؤالك في حلقة النقاش و أشكر الإدارة على وضعه هناك لأنه حقيقة يمس قطاعاً عريضاً من الناس.
لن أقول لك نفس الرد الدبلوماسي "أن هذا الأمر يحدث في نطاق ضيق و لله الحمد". بل هذا الأمر حادث و موجود و الطبقية و العنصرية موجودة. واجبي و واجبك حفظك الله هو التصدي لها و الوقوف لأخذ حقوقنا. الإنسحاب و اللجوء إلى الإستستلام لا يفيدنا. لا يكفي لأن تلعني الظلام بل أوقدي فيه شمعة. لا مانع أبداً من الشكوى و إثارة الغبار لكي تأخذي حقك فنحن في زمن إن لم تكن فيه ذئباً أكلتك الكلاب (و ليس الذئاب).

إستمري في عملك. ترفعي عن من لا يريك لين الجانب و يحترمك لشخصك. لا تقدمي خدمات لمن يستغلك و لكن لا تسيئي الظن في الناس.
إهتمي بعملك لكي لا يجد هؤلاء عليك مثلبة. طوري نفسك في مجال العمل لكي تصلي إلى أعلى المراتب.

وفقك الله و السلام.