د/ السبيعي الفزعة أرجوك

د/ السبيعي الفزعة أرجوك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته / و بعد
لما تتميز به من محبة و ثقة و تقدير // لا أزكي على الله أحدا
و كل أعضاء المركز أهل بذلك ..
أريد منك يا دكتور الإجابة عن إشكالي جزاك الله خيراً
لي أخ يبلغ من العمر 16 سنة و ترتيبه بين الأبناء الذكور الثالث
و بين الأبناء عموماً الخامس
طيب القلب إلى أقصى حد ، ولكنه بليد نوعاً ما ، هو في الصف الثالث المتوسط / و منذ أن دخل المتوسطة وهو يعيد دور ،بل و قد عاد سنة بكاملها ،، ليس السبب الوحيد في ذلك مستوى ذكاءه ،بل هو كسول لا يأبه بالدراسة ..
أسمر اللون داكنه ، حنون جداً ، و متهور أيضا ..
المشكلة تكمن في و الدي حفظه الله ،،فلا يمكن لك أن تتخيل مقدار كره أبي لأخي ..
إن رآه جالساً عند باب المنزل مع أصدقاء يقوم بتوبيخه أمام أصدقائه لا يأبه بشعوره .. و قد يلطمه على وجهه أحيانا أمام أصحابه .. و قد يحبسه في غرفة لمدة ساعات طوال!!
ومن الصور التي تدل على كراهيته مثلاً..
في أحد الأيام في مدرسة أخي أتهم أخي و معه بعض الطلاب المشاغبين بقيام بعض الأعمال المخلة بالآداب حيث قاموا بإشعال ( طراطيع ) في فناء المدرسة علماً أن أخي لا يملكها و لكنه هكذا دائماَ منحوس..
وأخذ أخي و المشتبه بهم إلى غرفة المدير دخل أبي يبحث عن أخي فإذا به يفاجئ بأنه قد فعل كيت وكيت ؟؟
فقام أبي و أخذ عصى و ضرب أخي أمام المدير والطلاب ضرباً مبرحاً حتى حن عليه المدير؟؟؟!!!!!!!!
وخذ من هذه الأمثلة الكثير و الكثير ..
علماً بأن أخي لا يشتكي لأحد غيري ! فأقوم أنا بمحاولة تهدئته وأذكره بحقوق الوالدين وأن أبي لم يفعل ذلك إلا حرصاً عليه !فينسى الموضوع تماماً !!ثم يخرج إلى أبي يقبل رأسه ؟فيقوم أبي بتهزيئه ...
أنا حائرة جداً الولد كبر جسمه و عقله وهو محبوب من الجميع ومما يزيد الطين بله أن أخي الذي يكبره يلقى دلالاً عجيباً من أبي فوالله لا يجرء أبي على مواجهته بأي شيئ ..
أخي كثيراً ما يحاول الهرب ؟؟ أقوم بتهدئته .. فما يبرح جرحه أن يندمل حتى يقوم أبي بأفعاله التي و الله تنم عن كره ..
لا تقول أنني مندفعة كلا ... أنا من الذين يدللهم أبي ..
ولكني أعطف على أخي عطفاً شديداً و أخاف عليه من الانحراف خاصة وهو في سن المراهقة
في أخي صفات حميدة فهو حافظ20جزء من القران ويحافظ على الصلوات أكثر من أخي المدلل أبي ملتزم و لكنه و الله ظالم
أبي لا يمكن أن أناقشه في ذلك فقد حاولت مرارا فيفضب علي؟؟
ما السر في كراهية أبي ؟؟
و كيف أتعامل مع أخي ؟؟
أرجوك يا دكتور أجبني على أسئلتي التي باتت تؤرقني ...

أسأل الله أن يحفظكم و أن يحفظ لكم ذرياتكم
و أن يجزيكم خير الجزاء على ما تقدمونه لنا من إعانات

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته..
أعتذر بعنف لإطالة الموضوع

المصدر: نفساني

بعد السلام ، والتحيه .
* أختي هند أنا كلي أسف أن رردت ، والسؤال موجه إلى أستاذنا القدير ..لا جدال في صحة ، وأخلاص ما يسقوله لك د/ عبدالله ..وسيعقب أن شاء الله على مداخلتي !! لتطمئني أكثر برأيه ، وتوجيهاته ..
* أختي هند ما تفعليه مع أخوك ، وما يحفظه من كتاب الله ، هو ماسيحميه أن شاء الله من الأنحراف لأن الظروف القاسية التي يتعرض لها من والدك مازالت باقية ، والتفرقة ما زالت مؤلمة في وقعها على نفسية أخيك ..مهما تكون شخصية أبيك من الجمود في التغير تجاه أخيك..عليك أن تؤمني بالتغيير ..فكونك عجزتي عن ذلك ، وحاولت .. لا ينفي البحث في الخيارات ، والأساليب المناسبة في تغيير تعامل والدك ..لا أدري ما دور المرشد الظلابي في التعامل مع وضع أخيك ؟!! ولا أعرف مدى أمكانية أخيك في مراجعة المختص النفسي لمناقشة ما يعانيه ؟!! وأكسابه الحصانة في تقبل واقعه لو أصبح كل شيء مستحبل ؟؟!! .
* المشكلة في أسلوب والدك ، وهذا هو السؤال ؟؟!
حفظك الله ، وقرّ عينك برضى أبوك على أخيك .. وتصبحي على خير .

أشكر ثقتك و أتمنى أن أكون كما يقال و خير مما يقال.

لا أدري حقيقة سبب ما ذكرت من كراهية والدك لفلذة كبده. أهو لونه الأسمر الداكن؟ أم تأخره الدراسي؟ أم هدوؤه و طيبته و تسامحه؟ هذا قد لا يهم كثيراً بقدر ما يهمنا توقف هذا السلوك المرفوض عقلاً و شرعاً. ما اراه هو الإسراع في لفت نظر والدك نحو هذا الموضوع و التأكيد على حرمة هذا الأمر و تذكيره بالله و اليوم الآخر و الجنة و النار. الإنسان لا يجوز له ان يظلم البعيد فما بالك بمن من ولاه الله أمره من طفل أو قاصر. الصدقة على البعيد صدقة و على ذي الرحم القريب صدقة و صلة. و لا شك في ذهني من قبيل المقارنة (و أستغفر الله عن الزلل) أن ظلم القريب أشد حرمة و الله أعلم.

إذا لم تستطيعي مواجهة و الدك فدعي غيرك يقوم بذلك مثل الوالدة و الأعمام و الأخوال و المرشد الطلابي كما ذكر أ.سليمان... لا تتركي سبيبلاً إلا و إطرقيه لإنقاذ هذا المسكين الذي يقع عليه لظلم كما يقع على إخواننا في فلسطين على مرآى و مسمع من العالم و لا أحد يستطيع مواجهة القوي. أنصري أخاك الكظلوم و راقبي الله تعالى فيه و إستنفري شعور الأخوة و البنوة في أمك و إخوانك و حدثي والدكم في ذلك معاً و أفراداً ، فلعل الله أن يهديه. و بالمناسبة فأنتم لا تنقذون أخاكم فقط ، بل و تنقذون أباكم من عذاب النار.

وفقكم الله و السلام.