|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
17-07-2007, 06:24 AM | #1 | |||
V I P
|
::: تـزكـيـــة الـنفـــس :::
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نجد البعض من المسلمين يقوم بتزكية نفسه بسبب أعمال صالحة يقوم بها بقوله بكل كبر وغرور : لايوجد إنسان يعمل هذا العمل الصالح مثلي ! إعجاباً منه بعمله وحتى يثني الأخرون عليه ,, فهنا وقع خطاءاً في تزكية نفسه ,, ........ سؤال حول تزكية النفس الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد : فقد وقفت على كلام نفيس حول هذه المسألة ، وهو لابن عاشور – رحمه الله – في تفسيره " التحرير والتنوير " قال – رحمه الله – في تفسير آية النساء ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) قال – رحمه الله – : تعجّب من حال اليهود إذ يقولون : ( نحن أبناء الله وأحباؤه ) ، ( وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً ) ونحو ذلك من إدلالهم الكاذب . وقوله ( بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء ) إبطال لمعتقدهم بإثبات ضدّه ، وهو أن التزكية شهادة من الله ، ولا ينفع أحداً أن يُزكّي نفسه . وفي تصدير الجملة بـ " بل " تصريح بإبطال تزكيتهم ، وأن الذين زكّـوا أنفسهم لاحـظّ لهم في تزكية الله ، وأنهم ليسوا ممن يشاء الله تزكيته ، ولو لم يذكر " بل " فقيل : و ( الله يُزكي من يشاء ) لكان لهم مَطمع أن يكونوا ممن زكاه الله تعالى . وقال – رحمه الله – في تفسير آية النجم ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ) تحذير للمؤمنين من العُجب بأعمالهم الحسنة عُجباً يُحدثه المرء في نفسه أو يُدخله أحد على غيره بالثاء عليه بعمله ... فقوله ( أَنفُسَكُمْ ) صادق بتزكية المرء نفسه في سرّه أو علانيته ... والمعنى : لا تحسبوا أنفسكم أزكياء ، وابتغوا زيادة التقرب إلى الله أوْ لا تثقوا بأنكم أزكياء فيدخلكم العُجب بأعمالكم ، ويشمل ذلك ذكر المرء أعماله الصالحة للتفاخر بها ، أو إظهارها للناس ، ولا يجوز ذلك إلا إذا كان فيه جلب مصلحة عامة كما قال يوسف : ( اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) . وعن الكلبي ومقاتل : كان ناس يعملون أعمالاً حسنة ثم يقولون : صلاتنا وصيامنا وحجنا وجهادنا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . ويشمل تزكية المرء غيره فيرجع ( أَنفُسَكُمْ ) إلى معنى قومكم أو جماعتكم ، مثل قوله تعالى : ( فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ ) أي ليُسلّم بعضكم على بعض . والمعنى : فلا يُثني بعضكم على بعض بالصلاح والطاعة لئلا يُغيّره ذلك . وقد ورد النهي في أحاديث عن تزكية الناس بأعمالهم ، ومنه حديث أم عطية حين مات عثمان بن مظعون في بيتها ، ودخل عليه رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم فقالت أم عطية : رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه ؟ فقلت : بأبي أنت يا رسول الله ! فمن يكرمه الله ؟ فقال : أما هو فقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري - وأنا رسول الله - ما يُفعل بي . قالت : فو الله لا أزكي أحدا بعده أبدا . [ رواه البخاري ] وقد شاع من آداب عصر النبوة بين الصحابة التّـحرّز من التزكية ، وكانوا يقولون إذا أثنوا على أحد : لا أعلم عليه إلا خيراً ، ولا أُزكّـي على الله أحدا .... وقد ظهر أن النهي متوجِّـه إلى أن يقول أحد ما يُفيد زكاء النفس ، أي طهارتها وصلاحها ، تفويضا بذلك إلى الله ؛ لأن للناس بواطن مختلفة المُوافقة لظواهرهم ... فلا يدخل في هذا النهي الإخبار عن أحوال الناس بما يُعلم منهم وجُرّبوا فيه من ثقة وعدالة في الشهادة والرواية ، وقد يُعبّر عنها بـ " التزكية " وهو لفظ لا يُراد به مثل ما أُريد من قوله تعالى : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ) بل هو لفظ اصطلح عليه الناس بعد نزول القرآن ، ومُرادهم منه واضح . انتهى كلام ابن عاشور – رحمه الله – . قال عبد الرحمن – عفا الله عنه – : وقد أثنى الله على من زكّـى نفسه ، فقال سبحانه : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ) قد أفلح من زكى نفسه ، أي بطاعة الله كما قال قتادة ، وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل . وليس كل اسم تضمّن معنى تزكية يُنهى عنه ، وإنما يُنهى عن الأسماء التي تتضمّن كمال تزكية المرء لنفسه . وقد جاء النهي عن التّسمّي ببعض الأسماء التي فيها تزكية أو محذور شرعي . ولم يأتِ النهي – فيما أعلم – عن التّسمّي باسم نبي الله ( صالح ) مع أن هذا الاسم يضمّن معنى تزكية ، وهو الصلاح . واشتهر هذا الاسم عند السلف من غير نكير . ومثله الأسماء التي جاء الحث على التّسمّي بها مع تضمنها معنى نوع تزكية ، كما في قوله صلى الله عليه على آله وسلم : أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن . رواه مسلم . ومع ذلك لا يُعـدّ هذا من التزكية في شيء . والله أعلم . كتبه عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم المصدر: نفساني |
|||
|
17-07-2007, 10:12 AM | #2 |
عـضو أسـاسـي
|
الله عليكى نور
موضوع جميل جدا ولكن خير الأمور الوسط ...بمعنى إذا كانت تزكية النفس مرفوضة فجلد الذات أيضا مرفوض...لذلك يجب الموازنة فى حكمنا على أنفسنا وعلى الناس حتى لا نهلك وأذكركم ونفسى أن رسول الله كان يفخر حينما يتطلب الموقف هذا على سبيل المثال عندما قال .....والله إنى لأتقاكم .......إلى آخر الحديث ....أنا نبى الله لا كذب ....أشهد أنى رسول اللله وهذا لا يتعارض مع تواضعه لله سبحانه وتعالى كما ذكرتى فى حديث أم عطية وكان رسول الله أيضا يزكى أصحابه على سبيل المثال عندما قال .......إيمان أبو بكر يعدل إيمان الأمة ......سأعطى رايتى غدا لرجل يحب الله ورسوله و يحبه الله ورسوله(سيدنا على بن أبى طالب) ......سلمان منا آل البيت وهكذا نجد أن ديننا مبنى على الوسطية دون إفراط أو تفريط وأخيرا أحب أن أقول (الفضيلة تقع بين رذيلتين) وشكرا أختى نووووووووووووووور على هذا الموضوع الرائع الذى نبهنى لبعض السلبيات فى نفسى....جزاك الله خيرا |
|
25-07-2007, 03:00 PM | #5 |
V I P
|
أخي الفاضل
محمد بالفعل أخي محمد خير الأمور الوسط , لكن النهي عن تزكية النفس لايؤدي لجلد الذات والله أعلم ,, أشكرك على تعقيبك ,, بارك الله بك وفيك ,, أختاي : خواطر و نجلاء أشكركما على قرأتكما للموضوع ,, وفقكما الباري لكل خير ,, |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|