غلطة أم

غلطة أم

مشكلتي أنني أم عاملة واضطررت لترك ابنتي مع الخادمة فترة عملي ما يقارب 9 ساعات بصراحة لم أكن مرتاحة كثيرا لتلك الخادمة كثيرا لكن لم يكن لدي خيار آخر ، المهم أنها غادرت عندما أصبح عمر ابنتي سنتان و نصف . واكتشفت بعد مغادرتها أنها على علاقة مع رجال وقد يكونون سعوديون أيضا .
المشكلة التي تؤرقني هي هل إذا كانوا يمارسون الرذيلة على مرأى ابنتي سيؤثر ذلك في نفسيتها وهل سيبقى عالقا في ذاكرتها ؟علما بأن ابنتي ذكية جدا منذ ولادتها .
علما بأنها لا تحب أن تسلم على أعمامها ولا تحب الدخول للمجلس ولا الاقتراب منهم وكان والدها منذ ولادتها يغيب أسبوع لظروف العمل ثم يأتي لمدة 4 أيام وهكذا حتى أصبح عمرها سنة ونصف . لذلك لم تكن تميل له كثيرا بعكس الآن( عمرها 3 سنوات )
مرة تحاورت معها : لماذا لا تسلمين على أعمامك ، فقالت بس يخوف، قلت لماذا ، قالت لأن له شنب. إلا عمها الصغير الذي تراه كثيرا قالت لا ما يخوف ما عنده شنب . بس بس يعني ماعندها خوف مرة بس ما تحبهم يشيلونها و لا حتى تمر من عندهم وهم جالسين. بس في السوق عادي يعني اللي يبيعون و كذا ما عنها مشكلة معاهم.
بس لا حظت يوم عمرها سنة ونصف لما أبوها يقرب مني تستحي وتروح تلزق وجهها بالجدار بشكل أثار استغرابي صراحة.مع العلم أنه من المستحيل أن نفعل شئ أمامها.
أرجو الرد على سؤالي
والسؤال الآخر كيف أتخلص من تأنيب الضمير لأنني نادمة أشد الندم على ترك ابنتي معها وقررت اصطحابها إلى الحضانة وعدم تركها مع الخادمة
بصراحة ما إن أتذكر تلك الخادمة تنتابني حالة غضب داخلي منها أود لو كانت أمامي وأنهال عليها ضربا ومن نفسي لأنني سمحت لها باستغفالي كل تلك الفترة.
بصراحة أنا دائما أحس بأن أطفالي أمانة في عنقي و أحاسب نفسي عليهم كثير لأني أحس لو صار لهم شئ ماراح أسامح نفسي لأن هذه مسؤليتي
أرجو اراحتي بالرد على الموضوع

المصدر: نفساني

اختي الكريمة
اسعدتني رسالتك وتألمت منها في الوقت نفسه ..
فقد سعدت لاهتمامك الجميل والنبيل بطفلتك وشعورك بالمسئولية عنها وهذا شيء يستحق كل الاحترام ..
وتألمت لمعاناتك بدون مبرر ..
ولاطمئنك اسمحي لي ان أسألك ما الذي تتذكرينه وأنت في سن الثانية أو الثالثة ؟ ..
بالطبع لا تتذكري شيئا وكلنا كذلك ..
وأتساءل لماذا افترضت أنها كانت تمارس الفاحشة أمام طفلتك وقمت بالتعامل مع هذا الافتراض على انه حقيقة و"استسلمت "للمعاناة التي أود من كل قلبي أن تنتزعي منها فورا وأن تشعري بالاطمئنان وبحسن الظن بالخالق عز وجل وأن تثقي انه سبحانه وتعالى سيحفظ لك صغيرتك من كل سوء طوال حياتها الجميلة بمشيئة الرحمن وتفاءلي بالخير وستجديه كما اخبرنا بذلك رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه ..
وتوقفي عن لوم نفسك فقد احضرت الخادمة لتوفري لطفلتك افضل رعاية ولم تفكري بالطبع في انها يمكن ان تكون بهذا السوء ..
وحسنا فعلت بارسال ابنتك للحضانة ..
اما عن خوف ابنتك من الشنب فيمكن التعامل معه ببساطة بان تجعلي احد اقاربكم من الذين لديهم شوارب ان يبتسم لها ويسمح لها بامساك شاربه لتعرف انه لا يوجد به ما يخيف ويمكنك ايضا احضار اي لعبة بها شارب لتوضيح ان الامر لا يخيف ولا تبالغي في التوقف عند هذا الامر فالاطفال يخافون من اشياء مختلفة ويتناسون هذه المخاوف متى قمنا بتبسيط الامور لهم ولم نبالغ في ردود افعالنا ..
اخيرا اغلقي هذه الصفحة من حياتك واستمتعي بامومتك واطردي الاحساس بالذنب لانه لا مبرر له كما انه يستنزف الطاقات النفسية والذهنية والجسدية وهو ما ادعوك لعدم السماح به ابدا ..
وفقك ربي واسعدك انت واسرتك
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام

أشكرك جزيل الشكر
فقد أثلج صدري ردك
وأتمنى أن يكون الأمر كذلك فعلا
لكن لا أعرف إن كان فعلا حبي الشديد لابنتي والخوف عليها يجلب الوساوس كما يقول لي زوجي.
وتقبلي فائق حبي واحترامي وتقديري