يا حسرةً على أعظمِ دينٍٍ أن يصبحَ في أجهلِ أمة ..

يا حسرةً على أعظمِ دينٍٍ أن يصبحَ في أجهلِ أمة ..

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. أما بعد ..

من يسافر إلى كثير من البلاد الإسلامية يستشعر نعمة الله عليه بمعرفته لضروريات وأساسيات الدين ، في ظل تخبطات عقدية وشطحات عبادية نراها هنا وهناك ، بل في أقرب الدول جغرافيا إلى مكة المكرمة نرى كثيرا من هذه الأمور ..
- في مدينة رسول الله كما في حرم الله الآمن في مكة هل تصدقون لو قلت لكم إن أعداد الصوفية تفوق المئات الآلآف في أوقات المولد وغيرها ؟
قد يجهل البعض ماهي الطرق الصوفية المحرفة وماهي طقوسهم وهذا ليس مجال الشرح الآن ولكن فقط لتعلم إن أعظم دين يوجد في أحيانا بل غالبا في أجهل أمة ..
ما أجمل الدين عندما جاء وسطا بين : غلو المادية الجسدانية ..وغلو الروحانية التي تعذب الأجساد ..والحق أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال وفعل أشياء كثيرة على سبيل الاختصاص أو الحكاية أو العادة .. !!

- حتى على مستوى كثير من المتدينيين وخاصة المتشدقين منهم بالدين والمتطرفين منهم ،، فهؤلاء أيضا جهلة بدين الله مهما قصرت ثيابهم أو طالت لحاهم ..

- فهناك أفراد من أعضاء هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لايفقهون أبدا مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن اتخذوا العمل وظيفة وليس عبادة وبالتالي يصيبهم النصيب الأكبر من الجهل المطبق ..
وخذ على سبيل المثال تلك الفئات الضالة التي أباحت دماء الأبرياء فقط لأنهم يخالفونهم في الرأي أو في النهج .. وقد اتخذوا التفجير وسيلة لهم ،، ويا ويلهم من الله .. إنه الجهل .. وأين في البلاد التي نزل فيها الدين .. والله المستعان ..

- فالمئات من الجهلة والذين يذهبون إلى الموالد في بعض أحياء مكة والمدينة لانشك إنهم هم محبون للدين وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم بمعناه السمح ودون تأثر بالتيارات الدخيلة وهم إما مريدون خضعوا لشيء من التعاليم الصوفية المحرفة أو بسطاء يتدينون بفطرية ولا يعنيهم ما تقوله الجماعات الأخرى، لذلك فأنت عندما تذهب إلى المولد في منزل كبير من كبرائهم تفاجأ بأن من يليسون شماغ البسام والعطار هم سعوديون وبأيديهم مسابح خضراء أو بنية تكاد تصل للمتر لم ينقرضوا بعد فمازالت روحهم العامرة بالإيمان الفطري والتدين السمح القائم على المحبة للجميع ولكل شيء. ولكن أطبق عليهم الشيطان ويتمسكون بمقولة كبيرهم الجاهل : " بإن المولد موائد وعوائد وفوائد "

- ففي مصر مثلا : وما أدراك ما مصر .. حيث طبيعة الشعب الغلابي والذين يسعون لأرزاقهم في الساعات الأولى من الصباح ، فقد تكاد لاترى في الحي الواحد من يجمعك معه في المسجد غير القلة القليلة من سكان ذلك الحي .. وعند بزوغ الشمس ترى تلك الأعداد الهائلة الخارجة من بيوتها والتي لم ترها معك في المسجد .. ولنحسن الظن ونقول إنهم يصلون في بيوتهم .. فيا حسرة على العلم ..
- ولم نغادر مصر بعد ,, تذهب إلى بعض الأماكن التي يرتادها المحسوبين على الدين فترى في الغالب إسلاما في الكلام ولكن لاترى أفعال المسلمين ، فأنا أعلم إن الدين موجود في كل العالم ولكن من يطبق ذلك الدين على أرض الواقع ؟ فأغلب الناس هناك يحلفون بالنبي وكأن من خلقهم هو النبي وليس رب النبي ،،
- وتدخل المساجد الكبيرة في أوقات رمضان وترى تلك الأجساد الطاهرة المتوضئة وقد دخلت لبيت ربهم للصلاة وليس هناك غير الصلاة جمعهّم .. فتسمع أحاديث الدنيا والبيع والشراء وتسمع أخبار العالم والمباريات وأمور الدنيا كلها بين أروقة ذلك الجامع الكبير ،،
- الغالبية هنا في رمضان وفي غير رمضان يبحثون عن الرزق بأي شكل كان ،، فلا يردعهم دين ولا نظام ولا منهاج حياة ،، فالأكثرية هنا تنظر للغريب بأنه ضحية ينبغي أن ننقض عليه ،، فلا سعر التاكسي ثابت للأجانب ،، ولا سعر العيش يرضي جيع المصريين ..

- عندما تكون ملتحيا في مصر فأنت متهم حتى تثبت برائتك .. والكلام ليس للمصري فقط حتى لغير المصري ،، ويا ويلك ويا سواد ليلك عندما تكون في يد محقق لايخاف الله وما أكثرهم .. يقول لي بعض الأخوة إن السب واللعن تطال الذات الإلهية والعياذ بالله ..

- عندما تتصور قارة كبيرة مثل مصر يبلغ تعداد سكانها أكثر من 70 مليون نسمة تكثر فيها عبادة القبور والإعتقاد بالتوسل بالأولياء الصالحين والتمسح بقبورهم والتقرب أليها وتقديم القرابين لها ،، وقد يستغرب بعض الأخوة والأخوات من هذا الكلام ولكنه الحقيقة التي يجب ان نكتبها وأن يسمعها العقلاء ولنسمح لهم بمناقشتنا فيها بعقلانية ..
فكثير من مثقفي مصر وأكاديميهم واطباؤهم يعتقدون بالتوسل في الفبور وبالأولياء الصالحين ،، وقد ينكرون عليك مخالفتهم وعندما تذكر لهم قوله تعالى : " وقالوا : لا تذرُنّ آلهتكم ، ولا تذرنّ ودّاً ولا سواعاً ، ولا يغوث ويعوق ونسراً ))
يقول لك بعضهم : دا سيدي فلان رجل صالح ،، وسيدي فلان رجل مقرب من ربه ،،
هذه أسماء رجال صالحين من أمتنا ..
وعندما تقول لهم : إن هؤلاء القوم اتلذين تقولون عنهم بشر مثلكم مثلهم ،، يستغربون ذلك ..
لاأظن إلا أن أوحى الشيطان أليهم : أنِ انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً ، وسمّوها بأسمائهم ، ففعلوا ، ولم تُعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عُبدت من دون الله ..

- تعالوا معي إلى اكبر دولة إسلامية من حيث التعداد السكاني وهي أندنوسيا فحدث عن جهالة القوم في الدين ولا حرج ،، فلا تكاد تشم رائحة التمسك بالدين على أصوله ،، وإني أعجب أشد العجب على كثير من الدعاة والمفكرين والكتاب كيف تركوا أندنوسيا لكفرة النصارى ومبشريهم الزائفين ؟

- مادمت قادما من الحجاز فأنت مقدس في كل شيء ،، مادام اسمك محمدا أو أحمدا فأنت في ضيافة أهل التصوف والبدع ..!!

- كأن الدين هو مع ذلك الحجازي أو مع ذلك الرجل النجدي القادم من مكة والمدينة .. وقد يكون ذلك الرجل لايعبد الله على حق .. وق يتصرف بتصرفات بعيدة عن الدين تفسد على كثير من المسلمين هناك دينهم . .. الحمد لله على نعمة الإسلام ..

- وفي بلاد المغرب العربي حيث الفهم الناقص للدين الحق وعبادة القبور والتمسح بقبور الأولياء وغيرها ..

- ولندخل الحرم المكي الشريف وتعالوا شوفوا البدع والخرافات والمخالفات العقدية للمعتمرين من جهال المسلمين ،، فيعتقد الكثير منهم إن كل قطعة حجر أو رخام هي مقدسة في البيت الحرام .. بل تعدى الأمر أكثر فلا تكاد رجلا يلبس مشلحا حتى يعتقد كثير من الجهال إنه رجل مقدس فيتمسح الكثير مهم به بخحة إنه مبارك وقد يكون غير ذلك والله المستعان ..

- ما أردت أن أقوله إن العلم والدراية وجالسة العلماء العاملين هو الوسيلة الصحيحة لفهم الدين من أفواه من عرفوا الدين حقيقة .. ومشكلة الناس اليوم إنها لاتسأل عن أمور دينها الضرورية ،، وبالتالي يكون الجهل لديهم مصيبة وقد يكونوا غير معذورين أمام خالقهم .. ومن يتكاسل يحتج بقوله تعالى : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " وهذا الحجة مردودة عليهم لأننا مأمورون بإتباع كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على علم وعلينا أن نسأل أهل العلم إن كنا لانعلم والله سبحانه أمرنا فأسألوا أهل الذكر .. والله أعلم ..
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ..

المصدر: نفساني

اخي ابو مروان :
أعلم أن مكة والمدينه مركز اجتماع المسلمين من اصقاع العالم تجد الافريقي والاسيوي والاوربي والامريكي على مخلتف اطيافهم ومشاربهم واشكالهم والوانهم لذلك لا غرابة اذا وجدت المخالفات الشرعيه ظاهرة عند بعضهم ولولا وقوف الحكومة السعودية سد منيعا اما بعض خرافات هولا وشركياتهم لا شاهدت الحرمين مركز بدع وخرفات ولكن الله قيض لهذة البلاد اناس تحكم بالشرع والسنة المطهر الخالية تماما من البدع وجعل جموع البشر متحليه بأداب السنه المطهر ولوكان في الظاهر احتراما لمشاعر المسلمين المتمسكه بدينها الصحيح .

فهناك أفراد من أعضاء هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لايفقهون أبدا مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن اتخذوا العمل وظيفة وليس عبادة وبالتالي يصيبهم النصيب الأكبر من الجهل المطبق ..

بالعكس اخي لم نري جهلا من افراد هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كلهم متعلمين ويحملون شهادات جامعية شرعية وكذلك تم تأهيلهم عبر معاهد خاصة تعدهم للعمل الدعوي وهم مخلصون بعملهم ونشاهد ما يقومون به من جهود فلماذا وصمتهم بالجهل المطبق وأن همهم المادة , ونحن نتعامل معهم عن قرب ونري منهم العلم والتعامل الجيد الواعي فلا ادري من اين استقيت المعلومة ؟!

اما عن صلب الموضوع وجهل الامة بالدين :
اقول لإن العالم الإ سلامي يتجاهل تعليم الدين في المدراس والمساجد ويضايق من يعمل في هذا المجال من المعلمين والدعاه والائمه وغيرهم من الذين اتخذو سبيل الدعوه منهج لهم .كم ماده تدرس في مصر متخصصه بالدين وغالبا المواد الدينه اختياريه . اذا من اين ياتي العلم الشرعي الى الشعوب الاسلاميه , هل تريديده ينزل من السماء على عقولهم لابد من التعليم من المراحل الاوليه وحتي الجامعيه وتكثيف دور المساجد والعلماء والدعاة والاعلام في نشر الدين ولكن هيهات ؟ اعلام يهتم بالفديو كليبات ومدراس تدرس وتمجد الحركات السياسية وغيرها , امة الاسلام اختارت الجهل بنفسها .
وقد تميزت المملكه العربيه السعودية عن غيرها من النواحي الشرعيه فقط لان منهجها ودستورها وتعليمها واعلامها الرسمي ياخذ الكتاب والسنة له منهج ودستور فتجد الطفل السعودي يعلم عن امور دينه اكثر من الهكل في بعض البلدان لانه تعلم في المسجد من المحاضرات والدروس ومن المدرسة تعلم القرآن .. والفقة .. والتوحيد ..والتفسير.. والتجويد .. والتاريخ الاسلامي .. وتجد الايات والاحاديث تملاء صفحات المؤاد الاخرى استشهادا بها وحتى يصل الى الجامعات المتخصصة وحتي غير المتخصصه تجد مؤاد الدين متواجده . لذا انتشر العلم واندثر الجهل بالدين في هذه البلاد ولا حكم على الشواذ الذين اخذو علمهم من الحركات الاسلاميه من خارج الحدود .!
فياليت العالم الاسلامي يتخذمن تجربه دوله الحرمين قدوه لتعم الفائدة وينهض العالم الاسلامي من جهله المطبق بأمور دينه .
تقبل مروري وتعقيبي حبيبي ابو مروران

شكرا على الموضوع المفيد