شبهة أديب في الصلاة والدعاء

شبهة أديب في الصلاة والدعاء

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد

يقول أحد طلاب كلية الآداب ... إنني أؤمن بالله ايمانا قويا وأؤدي فرائض الإسلام ولكنني أوجه السؤال إليكم لرغبتي في المزيد من المعرفة عن
أمور إسلامنا وأسأل : ما فائدة الصلاة والدعاء إلى الله وإنني لأعلم أن الصلاة رياضة وثقافة وصلة وثيقة بالله , وعلاقة وثيقة لتقوية العطف
بين الناس وبث روح التعاون بينهم لاجتماعهم في بيت الله . ولكن كيف نفهم الدعاء إلى الله طلباً لشيء من الأشياء ؟ لأن هذا الطلب إما أن يكون
مطابقا لارادة الله الثابتة فلا فائدة , واما مخالفا فلا فائدة كذلك . ولا يفعل سبحانه إلا العدل

أقول للطالب الأديب مستمداَ من الله العون والتوفيق
انه أحسن فهم الصلاة كما أحسن وصفها , وان الأمر الذي أشكل عليه في فهم صلوات الدعاء قد أشكل على
كثيرين , وورد عليهم الإشكال فيه على صور كثيرة بين جميع المتدينين خاصة في العصر الحديث حتى من
غير المسلمين -
فوهم فريق أن القول بجدوى الدعاء يناقض القول بالسنن الربانية والقوانين الطبيعية التي أودعها الله طبائع
الأشياء وبنى عليها نظام الكون كله , ووهم فريق – كما قال الطالب الأديب – أن تنزيه الله سبحانه وتعالى
عن تبديل كلماته وتعديل قضائه يوجب على الإنسان أن يتورع عن الطلب الذي يسأله فيه العدول عن قضاء
قضاه . ولا شك أن ذلك قصور في فهم الدين وارادة الله ومشيئته الكونية والشرعية ولأنا مأمورون بمخاطبة الناس
على قدر عقولهم فسوف يكون جوابي بطريقتين , -الأولى أدبية – والثانية شرعية وهي الأولى بلا شك
ولكن مراعاة مني لثقافة السائل أبدأ بجواب الأدباء

فان من كبار علماء الطبيعة عند الغربيين أناس تصدوا للرد على هذا الاعتراض وأجابوا عنه إجابة تتوافق وإيمانهم
بالله وإيمانهم بالعلوم الطبيعية على السواء وقد ألف أحدهم لهذا رسالة وهو الطبيب الجراح الكسيس كاريل أجمل
فيها صفوة تجاربه العلمية وجعلها جوابا للرد على قول نيتشه .. انه من المخجل أن يبتهل المرء بالصلاة ....
فكان من مقرراته في تلك الرسالة أن نفع الدعاء قد ثبت له علمياً كما تثبت التجارب الطبيعية وأنه لا فرق في هذا
بين دعاء الإنسان لنفسه أو لغيره مادام صدق في نية الطلب في الحالتين .
وأحد هؤلاء العلماء اوليفر لودج وهو من أشهر علماء الرياضة والطبيعة يرد على القائلين بمخالفة الدعاء للسنن الكونية
فيقول : انهم يتوهمون ذلك لأنهم يحكمون على الدعاء حكمهم على ظاهرة طبيعية خارج من حدود الكون ولكنها في الواقع
ظاهرة كونية يحسب حسابها في أعمال الكون كما يحسب في سائر الحوادث التي تقع في حياتنا بغير دعاء .... وإذا كان
الدعاء تربية نفسية فلماذا يتوهم المعترض أن هذه التربية ليست سببا لتحقيق بعض الحوادث كما تسببها كل تربية يتم بها
إعداد الإنسان لغاية من الغايات . اه كلامه
ويقول الأستاذ عباس العقاد : و الواقع التاريخي عن الدعاء بأنه ظاهرة روحية تعرف في الديانات العليا , ولا تعرف
في الديانات البدائية فهي نتيجة لترقي الإنسان في فهم وحدة الكون ووحدة القوة الإلهية التي تقوم بتدبيره ولذا تعرف
في أديان الموحدين ولم تكن معروفة بين الهمج الأولين الذين يعددون الأرباب ويوزعونها بين عناصر الطبيعة
ويجعلون دعاءهم من قبيل المساومة على تبادل المنافع لاعتقادهم أن أربابهم تحتاج إلى صلواتهم وقرابينهم كما يحتاجون
هم إلى عطاياهم ومطالبهم اه بتصرف
أقول : قد بقي مع الأسف من هذا الأسلوب الشركي في الصلاة والدعاء بقية مشهودة بين الجهلاء الذين يساومون الأولياء
على الذبائح والشموع ليستجيبوا لما يدعونهم إليه من إغاثة الملهوف ورد المفقود وتحقيق الغرض المأمول

وللجواب بقية أسأل الله تعالى أن يجعل عملنا خالصا له وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع
وصلى الله على نبينا محمد

المصدر: نفساني

السلام عليكم...

اشكر الاستاذا العنقري على هذا الموضوع واردت ان اذكر فقط ان الله يحب ان يجزم عباده في الدعاء.

فبعد الدعاء اجزم وقل( آمين) لأن هذه الكلمه فيها الحاح أكثر من (انشاء الله)

ايضا قل (ربي ارزقني) بدلا من (ياربي ارزقني) لأن الاولى فيها جزم والحاح على الخالق الرحيم بعباده (سبحان الله)