أناشد مساعدتك بعد الله..

أناشد مساعدتك بعد الله..

سـؤال ورد عن طريق البريد الإكتروني

بسم الله الرحمن الرحيم




أناشد مساعدتك بعد الله.. في أن تدلني على ماهية ذاتي.. وحقيقة نفسي وكياني.. بعد أن أسرد عليك قصة حياتي.. راجية ألا تطول عليك فتملك كما مللت أنا من عيشها..

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عام.. متفوقة في دراستي.. في علاقاتي الاجتماعية.. في أخلاقي.. وأرجو أن أكون كذلك عند خالقي.. لي أخت تكبرني بعامين وخمسة إخوة يصغرونني جميعا.... فتحت عيني على الدنيا فوجدت أبا شرسا.. بل وحشا كاسرا.. كنت ببراءة الأطفال أحبه.. ولكنني كنت أتشتت عندما أسمع صراخه المتواصل على أمي المسكينة.. التي كانت ولا تزال رمز عطاء وصمود ننهل منه أسباب الاحتمال.. شك وصراخ وضرب وإهانة وتحكم وديكتاتورية وتسلط وتعقيد وخيانة.. هكذا كان والدي.. حريص على تعليمنا.. على غذائنا.. على نومنا.. ولكنه يحطم دواخلنا.. يتحكم فينا في كل صغائرنا.. يرفض رغباتنا وهو صاحب الرغبة.. استمرت الحياة كبرنا.. وأمي لا تزال صامدة.. متفائلة.. ولكن بلغ السيل الزبى.. كانت تحدث أشياء غريبة كنت لا أفهمها.. ولكن بحكم الطفولة أتجاهلها.. ولما كبرت بحثت وراءها.. سأخبرك بشيء منها..


كان هناك من أقاربنا من نحبهم ونودهم.. ولنا بهم علاقة قوية.. وفجأة انقطعت صلتنا بهم.. ولم نجروء على سؤال أبي عن السبب.. ولما بحثت أنا بدافع فضولي.. عرفت أن أبي ( صدقني تتجمد أصابعي عجزا ) ولكني سأبوح.. لقد اعتدى على ابنتهم التي لا يتجاوز عمرها الثانية عشرة في عقر دارنا بينما كانوا في ضيافتنا.. هربت منه الفتاة ونجت بأعجوبة ولكنها فضحت الأمر وأخبرت والديها وحصل ما حصل من قطيعة.. ومع ذاك لم نفقد ثقتنا أمام الناس بل تماسكنا..


الذي يعذبني أنه يتظاهر بالتدين.. ويضيق علينا في الحجاب.. وفي مشاهدة التلفاز.. وهو يبيح لنفسه أن ينظر بعينين سوداوين للنساء هنا وهناك وخاصة عندما نسافر أحيانا خارج البلاد..
ولا يفوتني أن أذكر بأنه يحمل شهادات عليا.. ودائما يجوب العالم شرقا وغربا..
ومع ذاك..
يشك في إخوته.. ويشك في أمي.. بالرغم من أنها فريدة والله إنها فريدة.. ليس لأنها أمي بل لأنها امرأة كافحت لأجل أبنائها.. هي لا تسبه أمامنا ولا تخبرنا بأخطائه.. نحن أحيانا نطلب منها أن تذهب لأهلها.. وهي ترفض لأجلنا.. علمتنا القيم والمبادئ.. ربتنا رغم ظلمة أحسن تربية.. واستطاعت أن تغرس في نفوسنا الاحتمال.. وبالرغم من ذاك تجده دائما يذمها أمامنا ويسبها.. ويتهمنا جميعا بسوء النية والخبث..
حياتنا غدت بوتقة خانقة من الذل والمهانة.. يتحكم حتى في أخص أخص خصائصنا.. يدوس على رغباتنا.. ننام كما يريد.. حتى الأكل نأكل كما يريد.. أمي بالنسبة له أثاث متحرك.. للإهانة للمذلة للاحتقار.. ليس لها الحق حتى في أبسط حقوق الإنسان.. حتى في الذهاب مثلا إلى الجيران..

و ما يؤلم أنه يرى أننا سيئين.. وأنه مثالي.. وأنه يعيش معنا عذاب وحياة فوضوية لا تُطاق...

أشعر بأنه أخذ مني الكثير.. أنا كنت من بين إخوتي أول من وقف في وجهه.. صارحته بقسوته.. بسوء معاملته بظلمه.. فما وجدت إلا يدا جبارة تنهال علي ضربا حتى ألجمت لساني.. كنت فعلا آمل في التغيير.. ولم أرض يوما بحياتي.. ولكني الآن رضخت.. خنعت واستسلمت.. أشعر بضعف لا أريده.. لا أريد أن يكون لأبي تأثير علي.. ولكني أشعر الآن بالعجز.. وأخاف أن يسلبني أبي كما سلبني سعادتي وطفولتي أن يسلبني نجاحي وثقتي بذاتي وقدرتي على الاتزان في تعاملاتي.. أشعر بأني أصبحت عاجزة عن البكاء.. بعد أن كانت دموعي تريحني عندما تذرف بسخاء...

ليس تزكية لي ولأختي ولكن والله أننا رغم قسوته لم نحد عن الطريق القويم.. ونحاول أن نتعاون دوما على الخير ومع ذاك يسيء الظن فينا ويقسم أحيانا بالله أننا لو ترك لنا الحبل على الغارب لانحرفنا.. ووالله لو أردنا لاستطعنا ولكن قناعة الإنسان تحطم كا ما قد يعتريه..

أشعر بأني في لب صخرة لا أقوى على الحراك.. أخاف الجمود وأحس أن القسوة صارت تعتري تعاملاتي ..لساني ينعقد أكره تسطير معاناتي.. أمقت التشكي.. ولكن لم يعد أمامي طريق سوى البوح علني أرتاح...... أنتظر نصيحتك وردك.... وعذرا على الإطالة..

المصدر: نفساني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي الفاضلة اعانكم الله ولا ازكيكم على الله ولكن بين ماكتبت وبما كتبت لمست نضج ورقي بالتفكير وصمود بارك الله لك به...بعض الامور يفضل طرحها بشكل سري لحد ما خاصة وان لوالدك مظهر المتدين ولانحب ان يتخذ بعض الناس ذلك كشاهد سلبي ضد المتدينين عموماً ، وان كان هذا اللفظ بدأ عند بعض الناس يأخذ الطابع الظاهري وقد يتخذه ضعاف النفوس كمظهر اجتماعي حتى يتلقى قبول من الناس وقد يكون مجرد موروث حضاري لايحمل فى داخله اي تطبيق فعلي سليم لما هو صحيح .. واتمنى ان لايكون والدك من هؤلاء واسأل الله ان يكون مايصدر منه عن جهل وليس سوء ....وضعكم الآن يمكن وصفه بأنه عدم قدرة على التكيف مع هذا الوالد بسماته التي تفضلت بذكرها وبالرغم من ذلك ارى انه من الجيد جزاك الله خيراً انكم لم تتجاوزوا الخطوط الحمراء لا معه ولا ضد انفسكم ... نصيحتي لك : ان تنظري لوالدك انه شخص يعاني ولديه مشكلة ما وهي قد تكون غير واضحة الا انه ربما يعاني مثلما تعانوا ولربما اكثر ؟؟؟ من يدري ...الخطوة الاخرى ارى من المناسب التواصل مع أحد المعالجات النفسيات وجيد ان كانت عبر العيادات وبذلك يتسنى دراسة الوضع الاسري دراسة اكثر عمقاً واعطاء الحلول القائمة على هذه الدراسة... وفى الوقت الحالي ارى عدم محاولة التصادم مع الوالد مع ممارسة نشاطتكم اليومية والحياتية بما يكفل لكم ولو بضع من الرحة... وفقك الله