|
|
||||||||||
عيادة مشاكل الأطفال لطرح الأسئلة الخاصة بمشاكل الأطـفـال الـنـفـسـية ويقتصر الرد على المشكلات من المختصين النفسيين والتربويين |
|
أدوات الموضوع |
11-07-2010, 01:34 AM | #1 | |||
عضو موقوف
|
الاحداث الصغار المنحرفين .
اظهرت دراسة أعدها وقدمها الدكتور الجزائري القدير بوفولة بوخميس حول أنسياق القيم وانحراف الأحداث أنه لابد من إرجاع الإنحراف إلى سياقه الثقافي والاجتماعي، والأسري والتاريخي.ولكي تكون المعطيات الوصفية ذات معنى لابد من إرجاعها إلى النشاط النفسي والتنظيم الشخصي لأنساق القيم الوجودية الخاصة بالأفراد مع عدم إهمال كون هؤلاء الأفراد مراهقين يجتازون مرحلة حساسة من حياتهم يتطلب تجاوزها إصلاح نزوي وعقلي وعلائقي وتناسلي.
فمن المشاكل العائلية الاجتماعية التي كشف عنها الباحث نجد مثلا التهميش (Marginalisation) والحرمان العاطفي (Carence attective). إن الحرمان المبكر يفسد تنظيم الحياة العقلية والعلائقية والوجدانية، ويظهر هذا الحرمان عند الحدث المنحرف من خلال بحثه الاضطراري عن اتصالات حواسية متبوعة بالتقاطع مفاجئ وأفعال أخذ تهديم ، وهذه الخيرة تكون مصحوبة في الغالب باضطرابات نفسو-جسدية. لقد تبين للعلماء أن اضطرابات ونقص العلاقة التعايشية أم أطفال وفشل الوظيفة الأبوية (في أحد مستوياتها الحقيقية أو الخيالية أو الرمزية حسب مكانة الأب) هي التي تؤدي إلى انحراف تشكل الروابط بين الأشخاص وتؤدي إلى اضطراب أساسي في التنظيم الأوديبي للشخصية وتحدث خللا في استدخال الممنوع (المحرم) يرى ي.ج.ب. شارتيه (J-P. Chartier, 1991) أن وجود سوابق سوء معاملة عند الحدث المنحرف وكذلك معايشته المبكرة للكره والعنف يمزق العلاقات النفسية داخل الذات ويزيد من حجم نزوة الموت. وترى م. كلاين (M. Klein) أن أي حادث صدمي جديد يعيشه الشخص يمكن أن يؤدي إلى انهيار اكتئابي ويولد ميكانيزم سوداوي للحداد المرضي إلا إذا حاول الفعل الاكتئابي الرد على القلق الاكتئابي أو الاضطهادي. إن عدم الأمن والحوادث الصدمية والخوف والكره والعنف تخلق شخصية منشطرة لها دفاعات بدائية ذات نمط ذهاني تغذي علاقة إتكالية على الآخر وقطاع تكيفي موسوم بالتبعية. إن الفعل المنحرف الذي يرتكبه حدث هو فعل مضاد للمجتمع ولا يأخذ هذه الخاصية إلا إذا أرجعناه إلى معايير وقانون. وإذا كانت المعايير تنفعل للطابع المنحرف للفعل فالقانون هو الذي يحدد جنوحيته، إن وظيفة القانون هو الحرص على احترام التعليمات وملاحقة الأفراد الذين يتعدون عليها. تكون التنشئة الاجتماعية سوية لما لا تؤدي المؤسسات دورها وهذا يؤدي إلى اختلال الأفراد فينحرفون ويضطربون نفسيا وسلوكيا. أثناء التنشئة الاجتماعية يدمج الفرد القيم التي تضمن سعادة وبقاء الآخرين. تنتقل القيم الاجتماعية من خلال الأسرة، والقيم لا تنبع من الغرائز بل من عالم الوجدان والفكر. تساعد سيرورة التشئة الاجتماعية الطفل على إدماج سلوكات الآخرين ويعيدها فيما بعد في سلوكاته. وبجمع كل هذه السلوكات سواء كانت مبادئ أو قيم تتكون هوية الطفل وإدراكه لما هو حسن، وما هو سيئ وإدراكه أيضا لشخصيته. من الضروري أن تكون نماذج (Modèles) الطفل جيدة حتى يختار أحسن طريق في حياته. تتكون هوية الطفل في السنوات الأولى من العمر ولهذا يقدم محيطه المباشر (الأولياء والجد، الحاضنة... الخ)، وغير المباشر (المعلم، التلفزيون) قائمة من النماذج أمام الطفل الذي سيتبنى البعض منها ويرفض البعض الآخر. ولا يختلف الباحثون في أن الأولياء هم الأشخاص الذين يستعين الطفل بهم لتكوين هويته، وإذا غاب الأولياء عوضهم الأشخاص المكلفين بتربيته ويسمون في علم النفس "البديل" (Substitut). إن الأولياء أو بديلهم يمثلون السلطة العليا وهم أول من يقدم للطفل بعض مفاهيم الحياة، حتى يأتي الوقت الذي يرافق (يصاحب) الطفل فيه نماذج جديدة يكون لها نفس التأثير القوي للأولياء. يحدد الأولياء من خلال موقفهم أي تصور للخير والشر ينبغي أن يتبعه الطفل، كما سيكون لسلوكهم أمام الطفل دور في تكوين هويته. المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|