الأسرة المتماسكة

الأسرة المتماسكة

الأسرة المتماسكه

إذا كانت الأسرة هي المكون الحقيقي للمجتمع فهي أشبه ماتكون باللبنة المكونة للمنزل ، فإذا كانت قوية متماسكة صار المنزل قويا متماسكا ، وإذا كانت ضعيفة صار العكس ، ولاتكون الأسرة ضعيفة إلا أن المجتمع يؤثر عليها بأمور سلبية تزحف في داخلها وتقوض بنيانها ، هذه المؤثرات السلبية هي التي تمزق كيان الأسرة وتجعلها بيئة غير صالحة لتنشئة الأجيال ، من هذه السلبيات الفقر والجهل والمرض ، وقد قيل قديما عن هذه الآفات الثلاثة أنها أعداء الأمة ، وأضيف إلى ذلك المخدرات هذا الداء الخبيث الذي انتشر هذه الأيام في مجتمعنا انتشار النار في الهشيم نتيجة استيراده من بلدان أخرى تصنعه ولا تستخدمه بل تبيعه لدول الخليج العربية بأغلى الأثمان لتوفر المادة عند شباب الخليج والفراغ وعدم الإنتاج، وقد يسأل سائل كيف تدمر المخدرات الأسرة ؟، تدمر المخدرات الأسرة بأن يقع مثلا رب الأسرة وعائلها في براثن المخدرات فتنقلب حالة الأب إلى أسوأ حالة فتكثر المشاكل في الأسرة نتيجة تعاطي رب الأسرة المخدر فيبدأ بالتقتير على أطفاله وزوجته وتنتابه الوساوس والضلالات فيبدأ باتهام زوجته في عرضها فتزداد المشاكل وتفزع الزوجة لطلب المساعدة من أهله فيتفرق شمل الأسرة وتسوء حالة الأطفال فيهربون من بيتهم إلى بيت أهل والدتهم لعد م شعورهم بالأمان النفسي فينعكس ذلك على مستواهم الدراسي فيتغيبون عن المدرسة، بل البعض يترك الدراسة ويتسكع في الطرقات حيث لامعيل لهم ولارقيب ، وقد يتعلم الأبناء تعاطي المخدرات من والدهم لأنه قدوتهم وهذه مصيبة كبرى تحل بهذه الأسرة المنكوبة ، كما أن الفقر عامل قوي في تشتيت الأسرة وعدم تماسكها فالأسرة الفقيرة لاتستطيع أن ترعى أبناءها وبناتها الرعاية السليمة ولا نستطيع أن تؤمن لهم سبل العيش الرغيد ، فالأطفال يحتاجون إلى رعاية صحية ورعاية نفسية واجتماعية وتربوية حتى ينمو نموا سليما ، والأب الفقير والأم الفقيرة لايستطيعان القيام بواجبها التربوي على أكمل وجه ، فينشأ الأبناء والبنات نشأة ضعيفة فلا يستطيعون شق طريقهم في الحياة مثل أبناء الأغنياء الذين توفرت لهم سبل العيش الرغيد فأعانتهم ليدرسوا في أرقى الجامعات ويتعالجوا في أشهر المستشفيات ، ويحصلوا على أفضل الوظائف ، لكن لايعني ذلك أن أبناء الأغنياء ناجحون في حياتهم نتيجة توفر المادة في أيديهم فقد يكونون فاشلين في حياتهم لأن البعض لم يحسن استخدام المال استخداما سليما في تحقيق الصحة النفسية لأبنائهم ،فبدل أن يساعد المال في رقي الأسرة وتطورها نجده في بعض الأسر صار معول هدم في تدميرها نتيجة سؤ استخدامه والشاعر يقول :

إن الشباب والفراغ والجده*** مفسدة للمرء أي مفسده
فكم من شباب ضاع نتيجة حصوله على المال بأسهل الطرق دون رقيب ولا حسيب ، فالشاب الذي يفحط في الشارع عندما تنظر إلى السيارة التي يركبها تجد أن من صنعها يعجز عن الحصول على مثلها ، فالشاب يفحط بها ليدمرها ويدمر نفسه وغيره ، لماذا يفحط الشاب؟ سؤال وجيه يمكنني أن أجيب عليه ، عندما ننظر إلى المفحطين لانجدهم كلهم من أبناء الأغنياء بل أكثرهم من عامة الناس ، ولكنهم تنقصهم حاجات نفسية لم تشبع كحاجتهم للحب والرعاية والعطف ، فنجد أنهم انحدروا من أسر مهلهله غير متماسكة فالمفحط نجده فاشلا في دراسته وليس لديه مايثبت به ذاته أو يلفت الناس إليه إلا أن يفحط ليصفق له من يشاهده لذا أنتم تلاحظون أن المفحطين لايفحطون في أماكن خالية من الناس بل يفحطون في الشوارع المكتظة بالناس ليلفتوا الأنظار إليهم ، وخلاصة القول ، إذا أردنا مجتمعا سليما متماسكا يجب علينا أن تحرص على أسرنا ونحفظ أبناءنا من التشرد والضياع، ونصد بكل قوة أي زحف قد يفتك بأسرنا ويسبب لنا الضياع والشقاء في حياتنا، فبناء الإنسان من أصعب مايواجهه الفرد في حياته ، وأنا على يقين أننا إذا غرسنا روح العقيدة ومكارم الأخلاق في نفوس أبنائنا فإننا بإذن الله سوف نكسبهم الحصانة الذاتية التي تدلهم على الخير وتحذرهم من الشركما أني أهيب بالشباب المقدمين على الزواج أن يفكروا جيدا بهذه الفتاة التي سوف تشاركهم حياتهم من تكون ؟ لأنهم في المستقبل سوف يصنعون أبناءا
وبنات سيكونون مصدر فخر وسعادة لهم ، فإذا أحسن الزوجان الاختيار بنوا أسرا متماسكة متحابة متألفه يرفرف عليها علم السعادة والصحة النفسية وإذا كان العكس – لاقدر الله – جنوا أسوأ الثمروعاشوا حياتهم في مشاكل لا اول لها ولا آخر، والله الهادي إلى سواء السبيل.

المصدر: نفساني

اشكرك اخي الكريم لما اوضحت بشكل دقيق في مشاكل الاسرة ..

واسمح لي بهذه الاضافه ..

ان كان الفقر موجود فلا يعني ذالك سبب انحراف الاولاد واعتقد ان التربية منذ بادء الامر يكون سببا رئيسيا في اضهار التربية الصالحة والشخصية القوية لدى الاسرة بشكل عام ..

فاعتقد مثلا حدثت حادثة امامي بان طفل قد يشاهد صور لا اخلاقية فقبيل الشروع في النظر اليها ياتيه الوالد ظاربا او صارخا اياه لكي لا يستلق النظر ..

فستكون النتيجة ان الطفل ستكون لديه ردة فعل من هذا العمل .ويخاف من والده من ارتكابه ...

ولكن

لو انفرد ذاك الطفل بين اصدقائه وجاؤ بتلك الصور سيتلذذ بها الطفل وتكون لدية ارادة التحدي مع والده فسيسعى جاهدا من اجل النظر الى الصور الاخرى معتبرا ذالك في نفسه تحدي.!

ولكن لو قلبنا المعادلة واتينا بالطفل ولم نشجعه على النظر لتلك الصور واعطيناه من وقتنا القليل نشرح له مساؤ تلك الصور ..
فماذا ستكون النتيجة .

ستكون وحسب علمي ..انه ستبداء شخصيته في النمو ..ثقة في النفس ..ادراك بشكل بسيط لما يجري من حوله في هذه الحياة ..تفتح خلايا العقل لتوسع له الافكار ..حبه لوالده ..

وكل ذالك سؤثر على شخصيته في المستقبل فسنحصل على شاب نموذجي له من الادراك والعقل ما يستطيع فيه مجاره الحياة بامواجها التعيسة فيمكنه الخروج منها بعزتا منيعة ..

فالسبب الاول والاخير هو الاباء ..

فاذا كان كما تفضلت متعاطي للمخدرات السامة ..والمشاكل مستمرة ..فاعتقد انه كما تفضلت به ستكون اسرة تعيسة تصدر للمجتمع ماسي كثيرا

اعتذر على الاطالة

واكن اليك اخي الكريم كل الاحترام والتقدير

أخي الكريم /خادم أهل البيت ---------------------سلمه الله
أشكرك بالغ الشكر على تعقيبك على هذا الموضوع وإثرائك له ، الله يعطيك العافية، تقبل مني غاية الود والاحترام .

جزاك الله خيرا اخي ابراهيم
كما اني أظن أن حنان الأب و الأم في أول سنين الطفل يلعب دورا كبيرا فكما أشرت يوجد الكثير من الأغنياء و لكنهم ليسو ناجحين في حياتهم كما اننا نرى حالات عديدة من النجاح أصحابها ليسو بذوي مال أو جاه أو نسب و لكنهم ربوا على القناعة و حسن الخلق و أخذو من الحنان ما لا يمكن للمال توفيره لان الحنان احيانا قد يعطي للطفل من السعادة ما لا يمكن للمال ان يعطيه
و شكرا
جعله الله في ميزان حسناتك

باركَ الله في قلمكَ و نفع بكَ .. أشكركَ على طرحك المميز و القريب من النفس ..

أسعدكَ الباري و أرضاكَ و أنالكَ مبتغاكَ ..

سموّ!

ملكة السكوت --------------كلامك مركز وجميل أشكرك من الأعماق عليه ، أناسعيد جدا بتواجدك على صفحتي، الله يعطيك العافية ، تقبلي تحياتي .

سمو الغامض ------------أشكرك من الأعماق على كلامك اللطيف وعلى دعائك المستجاب ، -إن شاء الله ، ويبدو أنك شاب طيب وخلوق -كثر الله من أمثال -، لك عطر تحياتي.

تسلم أخي ابراهيم و يعطيك العافية

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم الدريعي

سمو الغامض ------------أشكرك من الأعماق على كلامك اللطيف وعلى دعائك المستجاب ، -إن شاء الله ، ويبدو أنك شاب طيب وخلوق -كثر الله من أمثال -، لك عطر تحياتي.

سلمكَ ربي و عافكَ .. من كبارنا نتعلم محاسن الأخلاق و درر الكلام .. الله يسعدك و لا يحرمنا منكَ ..

سموّ!

لا الفقر والا الجهل والا المخدرات يؤثرون على الابناء تأثير سيء

قد تكون احدى تلك الافات سبب ولكنة يبقى سبب


وبخصوص المفحطين
فاكثرهم يحصلون على حياة سعيدة
بل أن اكثرهم على الرغم من فشلهم الدراسي
ينجحون في الحياة الاجتماعية وتكون لهم مكانة مرموقة عند المجتمع

الساكن-------------------------- شكراا لك على حضورك وعلى تعليقك الجيد ، أرجو لك التوفيق0

فعلاً أخي إبراهيم على هذا الموضوع المميز وفيه الكثير من الفوائد بارك فيك دنيا وآخرة وجعلك ربي من أصحاب اليمين

الشاكر --------------شكر الله لك ردك الجميل اللهم اجعلنا من الشاكرين ومن الصابرين ، لك مني غاية الود والتقدير.

يعتبر البيت هو القاعدة الاساسية التي ترتكز عليها المبادئ والقيم الاسرية والاجتماعية
فأذا كان الاساس سليماً ومتيناً ومتكافئاً وفيه روح التعاون والمشاركة
فلا يكون هناك مجالاً للانهيار والانكسار والانحلال الأسري
واذا كان عكس ذلك فيكون آيلاً للسقوط والتفكك والتشتت والضياع...
هذا المجمل العام للموضوع ولكن لكل قاعدة شواذ ..
فلا يخلو المجتمع الاسري من بعض المنغصات حتى لو كان في قمة حزمه للامور الاسرية
ولكن الفرق هنا انه حجم الكوارث الاسرية تكون أقل ضرراً والتحكم فيها يكون على نطاق ضيق
وللأسف التماسك الاسري نسبته ضئيلة في ظل ما نسمعه ونشاهده من مآسي وانفلات...واصبح آفة اجتماعية لا اصلاح لها.....

مشكور على الطرح الواقعي حضرة المستشار
تقبل مروري مع فائق الاحترام

ظل امرأة -------------كلامك مركز جدا وهذاخلاصة موضوعي -بارك الله فيك- نحن نضع قواعد وأسس عامة لبناء الأسرة السعيدة ، أما الشاذ فلا حكم له ، جميل ماسمعت وما قرأت من تعليقات على هذا الموضوع لقد سعدت كثيرا بهذا التفاعل الجيد ، شكرا لك مرة أخرى ظل امرأة على هذا التعليق الذي أبهجني ، وتقبلي مني خالص تحياتي وتقديري.