المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

الوالدين / التربية / الشخصية ( مضطربة ، سوية ) ...............!

بسم الله الرحمن الرحيم من أصعب الوظائف على الإطلاق .. هي وظيفة الأب والأم .. فهذه المهمة تستغرق الوقت كله وليس بعضه .. تستغرق أحياناً ساعات الليل والنهار ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-10-2010, 11:00 PM   #1
عضو مخفي
عضو نشط


الصورة الرمزية عضو مخفي
عضو مخفي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 31917
 تاريخ التسجيل :  10 2010
 أخر زيارة : 14-10-2022 (08:49 PM)
 المشاركات : 79 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
Icon4 الوالدين / التربية / الشخصية ( مضطربة ، سوية ) ...............!



بسم الله الرحمن الرحيم

من أصعب الوظائف على الإطلاق .. هي وظيفة الأب والأم ..
فهذه المهمة تستغرق الوقت كله وليس بعضه .. تستغرق أحياناً ساعات الليل والنهار ..
ولا يستطيع أحد أن يعزلك منها ..
هي وظيفة باسمك ، معينة لك ، موقوفة عليك .. أيها الأب وأيتها الأم !
ومها ارتكبت من أخطاء ، ومهما شعرت بالرغبة في التخلص منها ومن شؤونها وشجونها ؛ فهي وظيفتك اللاصقة بك !..

واجبات الأبوة والأمومة قد تكون ناهشة ، وقد تشوه بعض مصالحك ، وقد تطمس شخصيتك الخاصة ، وقد تحول بينك وبين أعمال أخرى كثيرة ..

وظيفة الأبوة والأمومة تواجهك أخيراً ، من الدقيقة التي يولد فيها الطفل ..
تواجهك بمطلب عظيم وخطير .. هو اضطرارك إلى العيش مع شخصية مجهولة ، لا تعرفها :eek: ..

تراقب مجيئة ، وجوده ، تطوره .. بخلطة فاخرة من الخوف ، الغبطة ، النفور ، المحبة ..
تحاول التأثير على نموه وخطى نشوءه .. مع إدراكك بأن وضعه النهائي الذي يستوي عليه لا قبل لك فيه مهما حاولت التكهن بطبيعته ، لأنك لا تستطيع مقدماً اختيار النوع الذي تريد أن يكونه ابنك :a010: ..

ولكن ..
وبطبيعة الحال فإن لمواقف الأب والأم ، وتصرفاتهما ، والطعام الذي يوفرانه .. التأثير الكبير على نمو طفلهما العاطفي والجسدي .. إلاّ أن لكل طفل في الأساس جوهر بنياني ؛ يعين الخصائص الجسدية والذهنية التي تجعل منه فرداً مستقلاً لاحقاً ..
هذا الجوهر يُذهل الأبوين ، لِما يكتشفانه في إبنهما من أمور تُظهره بمظهر المتطفل !

ورغم وجود مخاطر ومحاذير كثيرة ! فإنه من غير المدهش ما نراه من توفر السعادة لدى الأبوين ! كما من غير المدهش ما يُرتكب من أخطاء في محاولات بلوغها ونيل الأوطار منها ..

الأبوان إنسانان ، لهما قلبان ، وعقلان ، ولهما عاطفة ، ولهما حقوق كفردين ..
والقضايا التي يرغمان على التفرغ لها ومعاجلتها ، كواجبات أبوة وأموة تُضيف إلى المشاكل مشاكل ! وتملي واجبات ..

فالطفل إذا كانت الحالة كذلك .. فإنه يُمثل تعدي صارخ على كلا الزوجين !
الزوجان الذان بالتعاضد والتضافر صنعا زيجة ، ولكن وجود هذا الطفل من وجهة نظر إجتماعية قد وسع وضعهما كزوجين ، وحوله إلى وضع أسرة / أب ، أم وطفل ..

لذلك ينشأ صراع أساسي .. بين فردية الأب لذاته وبين الوضع الإجتماعي المترتب عليه قسراً ، والنامي في حجمه تباعاً .. وتحمل مسؤوليات عن آخرين ..
مسؤوليات متكاثرة على التوالي إلى جانب مسؤوليته عن نفسه !

عادةً بعد الزواج تُشذب أطراف من الفردية بين الزوجين .. تحقيقاً للإنسجام والألفة بين الرفيق ورفيقه .. إلا أنه بعد مجيء الطفل فإن هذه التسويات لا تكفي ..
لما يتهدد النفس أحياناً من طمس أو إلغاء ! فالرجل أصبح زوجاً ، ثم غدا أباً .. تجيش في صدره أفكار حملها الوليد معه وغرسها في خلد الأب ، أفكار النفقات الإضافية ، والتكاليف المستجدة .. مال يطلبه مستشفى التوليد ، مال يُنفق على ثياب الوليد ، كذلك إختيار أسلوب التنشئة والإسعاد والإرشاد !

والزوجة .. يتغير حالها بعد الولادة ، فقد أصبحت أماً ..
ولعلها تُظهر الإنطواء ، لعلها تشغل بأمورٍ جديدة ، بل هي في الواقع ملزمة بما يلزم !

من هنا وكفردين مستقلين .. لا يُستبعد أن يمتعضا من تعدي الطفل وتجاوزه !
ومع ذلك فهما ككائنين من المجتمع ؛ قاما بواجبهما وأصبحا أبوين ..
لذا يُجهدان نفسيهما لكي يكونا جديرين بالواجبات والمسؤوليات ..
وقد يفعلان ذلك بمزيج من الشعور بالذنب لغمطهما حقهما كزوجين بعد مجيء الطفل ، والشعور بالفرحة بالوفاء لفلذة الكبد الذي حلما به !

هنا ينشأ صراع ، والطريقة التي يُعالج بها هذا الصراع ، تُقرر الإتجاه الذي تسلكه العلاقة الزوجية في المستقبل .. وكذلك تأثيرها على الطفل ، سعادته أو شقاءه ، نجاحه أو فشله .. لأن التأثير العاطفي لذلك يكون حاسم !

الأبوان بعدما ذاقا حلاوة التحضير والتخطيط للطفل الموعود ، من سيشبه ؟ وبما تتمير شخصيته ؟ وتكهنا بما سيقومان به من واجبات الرعاية والتوجيه !
وبعدما يولد الطفل ، وتعود الأم من الستشفى ، تجد أمامها وفي انتظارها واجبات عديدة / إعداد الحليب ، استبدال الحفاضات ..
تهمل نفسها قليلاً ، مما يُشعر زوجها بعدم الرضا ، بل بأنه خُدع نوعاً ما !
بعد عودته للبيت ؛ تكون الزوجة قد استنفذ الجهد قوتها .. تلوذ للسرير ، وتتهالك عليه ، ولا تلبث أن تستغرق في نوم عميق ..

الزوج يستحوذ عليه الضجر والتبرم ، فيبدي رغبة في التغيير ، يذهب خارج المنزل !
يتطور الوضع ، تبدأ الزوجة الأم تتهمه ، بقلة إكتراثه بها وبالطفل ، واهتمامه بنفسه فقط ..
يجيب الزوج الأب بخشونة ، بأنه لم يبتهج كما كان قبل مجيء الوليد !

هنا يعتريهما الفتور ، جراء توتر أعصابهما .. ويجريان وراء الإنفعالية وتبادل الإتهامات من غيرة الأب من انصراف الأم إلى الطفل ومن غيرة الأم من انصراف الزوج إلى البهجة ، وعدم الوعي بالواجبات والمقتضيات التي تفرضها الأبوة ..

فيقعان في مستنقع من الإخفاق في إيجاد التوازن ، مما يؤدي إلى شرخ كبير في العلاقة بينهما ، وينعكس الضرر نفسه أيضاً على الطفل ..

الزوج والزوجة والطفل ، كلهم يجتاجون إلى رعاية متساوية .. هذا هو سر الإستمرار ، والدافع في حياة زوجية تغلب عليها العلاقات الحميمة ..

التوازن لا يتحقق إلا متى أدرك الزوجان بأن الأبوه والأمومة لم تحرما أي واحدٍ منهما من حقوقه كإنسان ، وبأن الطفل واسطة تنمية لحلقة الأسرة ، لبصبح شخصية ثالثة بينهما ، والثالثة ثابتة ! لذا حتى يتحقق التقبل والتعايش وبالتالي الرضا ؛ من الأفضل أن تتوزع الرعاية بنسب متساوية على الثلاثة ..

لأن في الواقع التنافس الخفي بين الأب والأم بهذا الخصوص يسفر عن زعزعة ثقة الطفل بنفسه ، لإحساسه بعدم وجود التقدير الكافي له ، لأنه قطع الرابط بين الزوج وزوجته الذان تصادف أن يكونا أباه وأمه !

ونتيجة طبيعة لكل هذا فإن الطفل بعد إدراكه ، يتشكل وفق جوه الأسري ..
إما شخصية سوية ، وإما شخصية بها إضطراب وخلل ..

هذا الخلل إن حدث كان يمكن الوقاية منه من قبل الوالدين بإدراك مهامهما الوظيفية بوظيفة الأبوة والأمومة ..

وإن لم يحصل الطفل على وقاية من طرف والدية عن طريق التربية ، فبعد إدراكه بنفسه للخل ، لزم أن يعذر إنسانان آخران لعدم توفير الوقاية له من قبلهما ويبدأ في علاج نفسه !

ولتكن بداية هذا العلاج ..

الآن ..

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:49 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا