من آهات امل الي الاستاذ الفاضل /طلال الناصر

من آهات امل الي الاستاذ الفاضل /طلال الناصر

الي الاستاذي الفاضل: طلال الناصر
ابي الوازع الديني عندة ضعيف وامي ما تقصر في احضار الكتيبات الدينيه والمنشورات
الصغيرة و مواضيعهم قيمه وجميله ولكن لا حياه لمن تنادي يضربها ويهينها ويذمها بدينها
اما ابي انا حاولت اكثر من مرة ولكن دون جدوى وصار يضربنى ويشتمنى
وهذا يحز في خاطرى
وصار هذه الايام يقول لي كلام جارة انتى ليست ابنتى انا لم انجب ابنه عاقه وتعجبت وقلت له انا عاقه قال نعم وانا لم اسئ له بشي مع العلم انا اكثر اخواتى طاعه له وانا مقتنعه ان طاعه الوالدين واجبه ولكن كلامه جارح جدا
وانا لا استطيع ان اخرج من البيت والذهاب الي الاختصاصيين
وانت تعرف العادات والتقاليد
ولكن اذا اعطيتنى بعض النصائح والتعليمات اكون لك من الشاكرين
مع خالص تحياتى لك وطول بالك لي
اختك /امل من دون امل::5

المصدر: نفساني

الاخت آهات أمل ...

اعيريني اهتمامك وخذي الامر بجدية ....

هل هناك شيء يشغلك حاليا ...

ان التأثير يكون اقوى حينما تملكين الحب ....
والحب من شروطه تجاه ابيكي ان تصبري على تغييره ....

ولكن لدي سؤال كيف تعبرين عن طاعة ابيكي او بره .....

وهل تعرفين بر الوالدين وماهو ؟؟؟ اجيبي على هذا السؤال ....وسوف اساعدك ان شاء الله ......ولا تنسي الدعاء واقرعي ابواب السماء لانكي انتي اعرف بقوة التأثير في محيط اسرتك


دمتي بخير

لابد ان اقول لكي مدخل مهم وهو ان الله أمر سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ببر الوالدين والإحسان إليهما فقال جل من قائل: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) ففي هذه الآية الكريمة قرن المولى سبحانه حق الوالدين بحقه وهذا ولاشك من عظم حقوقهما وواجباتهما كما قرن المولى جل وعلا في آية أخرى شكره بشكر الوالدين فقال جل من قائل: (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير).
هذا بعض ما جاء في القرآن الكريم,, أما السنة المطهرة فقد اهتمت أيضاً بهذا الجانب ووردت أحاديث كثيرة توصينا بالبر بوالدينا وتحذرنا من عقوقهما فقد قال عليه الصلاة والسلام: (رضا الرب من رضا الوالدين وسخط الرب من سخط الوالدين), ليس هذا فحسب بل إن السنة أوصتنا بأن نبر بأصدقاء والدينا كما قال عليه الصلاة والسلام: (من أبر البر أن يبر الرجل ود أبيه) أي أصدقاءه, وفي حديث آخر قرن عليه الصلاة والسلام الاشراك بالله بعقوق الوالدين ولذلك كان سلفنا الصالح بارين بوالديهم مؤدين لحقوقهم,, ولكن كيف حالنا الآن,, لقد ذهبت السنون بالكثير من المحاسن الإنسانية التي كانت مقدسات يتباهى بها الإنسان المسلم ومن أعظم تلك المقدسات طاعة الآباء والأمهات.
فقد كان إنسان الماضي يتفانى ويذهب فداء لأبويه بل تذهب روحه ولا تصيب أحد والديه شوكة,, والآن وبعد هذا التقدم الكبير وهذه الحضارة الزائلة صار بر الوالدين شيئاً من الماضي الذي يجب أن ينسى, إن ما نسمعه بين فينة وأخرى من تعرض أحد الوالدين لعقوق وتجاهل لم يعد من الأمور الشاذة والنادرة الحصول بل صرنا نسمع ونقرأ عن مثل ذلك يومياً (بدون مبالغة) حتى إن بر الوالدين واحترامهما أصبح في أحيان كثيرة من النوادر,, وإن التجاوزات التي تحدث بحقهما تجاوزت حدها ولم تقف عند حدود كلمة (أُفٍ) والتي نهانا عنها الحق سبحانه وعن التفوه بها بل تجاوزتها.
==================================

هذا الجانب الايماني يجب ان تكوني واعية به جدا ...

ثم ننتقل الى الجانب النفسي والاجتماعي والتربوي اليكي العلم ...اختي الفاضله

أثبتت دراسة أن علاقة الأب بابنته في مؤشر على مستقبل تلك البنت ونجاحها في حياتها وعملها، فالعلاقة الجيدة المتينة تعني النجاح، أما العلاقة السطحية الهامشية فإنها تعني الفشل.
دائما الفتاة تشعر باكتمال حاجتها بقربها من والدها، خاصة إذا كان ذلك الأب حنونا وعطوفا، أما من كانت العلاقة بينهما ضعيفة فإنها بذلك تلجأ إلى الإحساس بالاكتمال بعيدا عن والدها وقد تتورط العديد منهن في مشاكل عاطفية بسبب تلك الحاجة.
والرجل الأول في حياة الفتاة دائما هو والدها ومن خلاله تتحدد نظرتها للرجال بشكل عام.
وأضاف أن الفتاة الصغيرة كثيرا ما ترتبط بوالدها عكس الولد الذي يرتبط بأمه، ولذلك نجد أن الفتيات يتابعن تصرفات الوالد وأقواله وطريقة تعامله وبالتالي تصل إلى الأسلوب الأمثل في معاملة الفتيات.
والفتيات بشكل عام يفضلن الخروج مع آبائهن إلى مكان عمله وإلى الأسواق وأن يصحبها إلى مدرستها، وانعكاس كل ذلك عليها يبدأ عندما تأخذ شخصيتها تثبت نفسها بين الناس وبين صديقاتها.
ولعل أكثر ما يثبت ذلك أن الفتيات غالبا ما يفتحن قلوبهن لآبائهن ويحكين عن مشاكلهن ومشاكل صديقاتهن وهن واثقات أن أي إجابة سينلنها ستكون هي الإجابة الصحيحة دوما.
وكما يقول المثل في مجتمعنا العربي "كل فتاة بأبيها معجبة"
وقد يكون تعامله معك بهذه الطريقة نابعًا من طبيعة فيه، لا عن قصد، أو يكون بدافع ما يرجع له ، واعتقاده أن هذا هو الأسلوب الملائم للحفاظ عليك، وأنت في هذه السن الحرجة، أنا هنا لا أناقش صحة أو خطأ أسلوبك في تعاملك ، إنما أريد أن أوضِّح لك شيء لا بد أن يكون واضحًا قبل أن أسترسل معك في تفاصيل الرد؛ أنت تفسِّرين تصرفاته معك أنه يكرهك، وهذا غير وارد لدى أي أب طبيعي ضعي ذلك في اعتبارك أولاً يا أختي الكريمه .. ولكن لماذا تشعرين أنت بهذا الشعور؟!

كل فتاة في سن البلوغ وهي السن التي تمرين بها الآن تكوني حسَّاسة، وتشعر بالحاجة للاهتمام العاطفي الزائد من قبل والدها بالذات، بل إن بعض الفتيات يُرِدْن أن تبادر أبآهن إلى الاهتمام العاطفي بهنّ دون أن يعلنّ عن هذا أو يطلبنه، صحيح أنه واجب الاب ، لكنه يا أختي الكريمه ابيكي في النهاية بشر وكثيرة المشاغل ولديه مشاكل وهموم ، وإذا كان عليه واجب فعليك أيضًا واجب يا أختي .. أن تحرصي على التقرب من والدك، عليك عدم التفريط في حقك في التحاور معه واتخاذه صديق..

أعلم أن هذا الأمر ربما يكون صعبًا، لكن سنحاول سويًّا، وإليك بعض الأفكار لجعل والدتك تنتبه إليك أكثر:

1 - أولاً أعيدي برمجة تفكيرك، وبدل أن تفسِّري كل موقف بسوء ظن أحسني الظن وقولي لنفسك لعله متعب.. ربما لم ينتبه لشيء ما .. إنه اولا واخيرا يريد مصلحتك .. ولا تتركي للوسوسة سبيلاً إلى تفكيرك.

2 - قومي ببعض الأعمال التي تدل على الحنان والعطف من قلبك، فإذا رأيت أبيك متعب فاحرصي على سؤاله بلطف عن سبب تعبه او أي خدمة تعرفين انه يحتاجها في هذا الوقت .. اصنعي له كوب عصير وقدِّميه له مع قُبْلة على رأسه أو كتفه.. اكسري الحاجز النفسي بينك وبينه، وقولي له عبارات دافئة مثل: "سلامتك يا أبي ياحنون ".."مدح أي شيء يفعله للاسره "......"البيت من غيرك ظلام".."عيوني لك".. وهكذا...

واعملي له مفاجآت صغيرة مثل إحضار ورد، أو هدية بسيطة بلا مناسبة.. ضعي له بطاقة جميلة على مكتبه او جلسته الخاصة.... أو قولي له صباح الورد.. حسب بيئتك وما تشوفينخ يوصل حبك وبرك بابيك ....

إن أهمية هذه الأعمال تكمن في أنها تغير نظرة والدك لك، وتشعر أنك أصبحت ناضجة وتتحملين مسؤوليتك العاطفية تجاه والديك، فربما كان ابيكي يعتقد أنك ما زلت طفلة، وسوف يفرح داخلياً بك كثيرًا إذا اكتشف أنك كبرت فعلاً وكبرت معك أحاسيسك ومشاعرك.

3 – اختي الفاضله احرصي على القيام بأعمال تنمِّي ثقتك بنفسك، فيبدو لي يا أخيَّتي الصغيرة أنك محتاجة لذلك. إن ثقتك بنفسك تزداد إذا التزمت ممارسة رياضة معينة، وتمنحك القدرة الذهنية على التفكير بشكل إيجابي في الأمور، جرِّبي ذلك لأسبوع واحد في البداية وسترين النتيجة.. أو قومي بممارسة هواية فنية.

-واهتمي بدراستك، وحسِّني من مظهرك، وتسريحتك في البيت، فهذا كله يدعم شعورك في البهجة والفرح، وينعكس على مزاجك، وتفسيرك للأمور والمواقف.

ومن الأمور الهامة التي تقوِّي الثقة بالنفس الاستيقاظ في جوف الليل، والدعاء الصادق إلى الله تعالى ومناجاته، وكثرة التسبيح والاستغفار..

5 - مدِّي يد الحنان لإخوتك الصغار، فهذا سيفرِّح أبيكي وامك كثيرًا ويزيدهما ثقة بك، ساعديهم في دراستهم، والْعَبي معهم، واصنعي لهم الحلوى، واعملي لهم المفاجآت وحفلات صغيرة.

- صارحي والدتك بمشاعرك أحيانًا، واطلبي منها تفسيرًا لبعض المواقف التي تظنين أنها تسيء إليك، فربما وضحت لك الأمور وأرشدتك جانب ابيكي المشرق، وحدِّثيها عن مشاكلك المختلفة، واستمعي للحلول التي تطرحها لك.

.. أريد منك مع كل المقترحات السابقة أن تفعلي شيئًا هامًّا، وهو الاستمرار وعدم الانقطاع عن هذه الأعمال أو اليأس من التغيير، ابيكي قضا فترة من الزمن له طباع لن تغييريها انتي بملاحظات يجب ان تتكيفي معها ولن تغيِّريها أنت في يوم، ولكن القليل من الصبر منك ينفع بإذن الله تعالى.. استعيني بالله وسيكون معك. أتمنى لك التوفيق والسعادة، وتابعينا بأخبارك.