المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

الأمــــــــــــــــانة

الأمانة ( من كتابات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ) جعل النبي صلى الله عليه وسلم للمنافق آية يعرف بها بين الناس، ومن آياته : أنه إذا حدَّث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25-04-2013, 04:05 PM   #1
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue
Icon14 الأمــــــــــــــــانة



الأمانة

( من كتابات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله )
الأمــــــــــــــــانة file1347456855.jpg
جعل النبي صلى الله عليه وسلم للمنافق آية يعرف بها بين الناس، ومن آياته : أنه إذا حدَّث كذب،
وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان .

وهذه الثلاث أركان الحياة الخلقية الاجتماعية، وتضافرت الآثار على ذم الكذب وأهله، ومدح
الصدق وأهله، وبيان خطر الأمانة، وأنها عُرضت على السموات والأرض والجبال، فأبين أن
يحملنها وأشفقن منها وهنَّ كنَّ أقوى عليها، وحملها على ضعفه الإنسان – وإن المسلم ربما
ألمَّ ببعض الذنوب، ولكنه لا يكذب أبدًا، كما جاء في الحديث .

ثمَّ إنَّك مع ذلك كلِّه تجد المنتسبين إلى الإسلام اليوم، من أرباب الصناعات وأهل السوق،
أكذب لهجة، وأخلف وعدًا، وأضيع لأمانة كثير ممن ليسوا مسلمين، حتى صار المثل يضرب
بالوعد الشرقي في خلفه وإضاعته والتأخر عنه، وصار من يريد أن يؤكد وعدًا يصفه بأنه
(وعد أوروبي)! اللهمَّ إنَّ هذا لمن العجب العجاب !!

إنَّ الله بيَّن خطر الأمانة، وأنزلها هذه المنزلة، وخوَّف من حملها؛ لأنَّها جماع الأخلاق،
وسلْكة عقد الفضائل، وعمادها، فما من شعبة من شعب الأخلاق والخير الاجتماعي إلَّا
إليها مردُّها، وما خصلة من خصال الشر إلَّا والخيانة أساسها وحقيقتها .

وليست الأمانة هي أن تحفظ الوديعة حتى تؤديها إلى أصحابها (فقط)، فإنَّ هذه صورة
من صورها، وشكل من أشكالها، وإنَّ السلطان في يد الموظف أمانة، فإن وضعه في غير
موضعه، أو اتخذه وسيلة إلى جلب منفعة له، أو لأسرته، أو لأصحابه - فقد خان أمانته،
والدرجات أمانة في يد الأستاذ الممتحن يوم الامتحان، فإن أعطى منها واحدة لغير مستحقها،
أو منع واحدة من يستحقها، أو راعى في منحها شفاعة أو صداقة أو بغضًا أو موجدة- فقد
خان أمانته، والقدرة على الحكم أمانة في يد القاضي، فإن زاغ عن الحقِّ شعرة فقد خان،
والعمل أمانة في يد الأجير المستصنع، فإن قصَّر في تجويده، أو أفسد فيه شيئًا، ولو كان
الفساد خفيًّا لا يظهر- فقد خان، واعتقاد الناس بك الصلاح والتقى أمانة في يدك، فإن
اتخذت هذا الاعتقاد سببًا إلى جمع المال، وعملت من لحيتك العريضة وعمامتك المنيفة
شبكة لاصطياد الدنيا، أو كتمت الحق ابتغاء الحظوة عند العامة، أو الزلفى إلى الحاكم
فهي خيانة، إلى غير ذلك من الصور والأشكال .

بل إنَّك إذا دقَّقت وتلطَّفت وجدت هذه الجوارح التي أعطاكها الله أمانة في يدك، فإذا نظرت
بعينك إلى حرام، أو حركت به لسانك، أو خطوت إليك برجلك، أو مددت إليه يدك، فقد خنت
الأمانة، بل إنَّ عمرك كلَّه أمانة لديك، فلا تنفق ساعة منه إلا فيما يرضى (صاحب الأمانة الأمــــــــــــــــانة 26-140.gif


فأين المسلمون اليوم من هذا ؟
لقد رأيت من قلة الأمانة، عند الصنَّاع والتجَّار والعلماء والجهلاء ومن يظنُّ به المغفلون الولاية،
ويرونه قطب الوقت، ما لا ينتهي حديثه، ولا العجب منه، وما خوَّفني الناس أن أعاملهم حتى
جعلني أحمل همًّا كالجبل ثقلًا، كلما عرضت لي حاجة لابد فيها من معاملة الناس، ولا والله لا أ
تألَّم من اللص يتسوَّر علىَّ الجدار، ويسرق الدار، كما أتألَّم من الرجل يُظْهِر لي المودة،
ويُعْلِن التُّقَى، فإذا كانت بيني وبينه معاملة، وتمكَّن منِّى أكلني بغير ملح، وتعرَّق عظامي ! .

تذهب إلى الخياط الحاذق الذي ألفته وألفك، واستمررت على معاملته عمرك، والخياط من شرور
المدنية لا يُستغنَى اليوم عنه، وقد انقضى زمان كان الرجل فيه يخيط لنفسه، أو يخيط له أهله،
وكان الثوب يُتَّخذ فيه لمجرد الستر والدفء، ولم يبقَ لك منجى من أن تؤمَّ الخياط تحمل إليه
(الجوخ) الثمين، وتسأله أن يضرب موعدًا لا يخلفه، ينجز لك فيه ثوبك الذي تريده للعيد أو للزفاف
أو للسفر، ولكلِّ واحد من أولئك وقت لا يتقدم عنه ولا يتأخر، فالعيد لا ينسأ لك في أيامه، والزفاف
أن أعلنته لا يؤجَّل، فيعدك ويؤكِّد الوعد، فإذا جئت في اليوم الموعود وجدته لم يَمَسَّ بعدُ قماشك،
فإذا زجرته أو أنَّبته أخَذَك باللِّين، وَرَاغَ منك، وحلف لك مائة يمين غموس... إنه نسى أو مرض،
أو أنَّه لم يعدك في هذا اليوم، ولكن كان (سوء تفاهم)، وأنَّك راجع في يوم كذا فواجد ثوبك مُعَدًّا،
وتعود ويعود إلى كذبه، حتى يمضى العيد أو الزفاف، ولا يبقى للثوب فائدة، وربما جعله قصيرًا
أو ضيقًا أو معتلًا أو مضاعفًا أو مجوفًا .. أو على خلاف ما استصنعته عليه، ولا حيلة لك فيه،
ولا سبيل إلى إصلاح ما فسد، فتلبسه مكرهًا، أو تلقيه في دارك حتى تأكله (العثة) والأرضة ...
وهذه الحال من إخلاف المواعيد، واختلاق الأكاذيب، عامة في أرباب الصناعات في بلادنا،
لم ينج منها إلا الأقل الأقل ممن عصم ربك...

احتجت مرة إلى عامل يصلح لي طائفة من المقاعد، أستقبل عليها ضيفي، وأكرم بها زوَّاري،
وهي وحدها التي أخشى اللصوص عليها؛ لأنَّها خير ما في الدار، حاشا الكتب، فدلُّوني على
رجل له دكان ظاهر في شارع كبير، وفوقه لوحة، كتب عليها اسمه وصناعته ووصف براعته
وأمانته، فأنست به، وكان كهلًا مشقشق اللسان، وأخذته فأريته المقاعد، واستأجرته لإصلاحها،
ودفعت إليه أكثر الأجرة مقدَّمًا، وتركته ووكلت أخًا لي صغيرًا به، وذهبت إلى عملي، لم أرجع
إلا المساء، فوجدت الرجل قد بعج بطون الكراسي، وأخرج أحشاءها، وكسر عظامها وأرجلها،
ولم يقدر على إعادتها سيرتها الأولى؛ لأنه جاهل بالصناعة، فهرب وذهبت أُفتِّش عنه حتى
قبضت عليه، وأعدته إلى الدار، فاجتهد جهده، فكانت غاية ما استطاعه أنَّه جعل من مقاعدي
المريحة آلات للتعذيب، ومقاعد للأذى، إن لم يشقَّ ثوب القاعد عليه مسمار ظاهر منها،
ثقبت ظهره خشبة بارزة، أو كان مجلسه على أحدِّ من شوك القتاد، وقبض الأجرة كاملة غير
منقوصة...

ولو شئت أو لو شاء القراء لسَرَدت ثلاثين واقعة، ما هذا الذي ذكرت بأشدَّ منها ولا أعجب،
فأين تقع الأمانة في نفوس هؤلاء الذين يدَّعون أنَّهم من المسلمين …

أما إنه لخطب جسيم – فماذا تصنع المدارس ومُعلِّموها، والمساجد وواعظوها، والصحف وكاتبوها،
إذا لم يعلنوا على الخيانة حربًا لا هوادة فيها ولا مسالمة حتى يكون النصر عليها ؟ وكيف لعمر الحق
يكمل لنا استقلال، أو تتمُّ سيادة، أو نجاري شعوب المدنية ونسابقها، إذا لم تسُدِ الأمانة فينا، وإذا كان
الواحد منَّا لا يستطيع أن يطمئنَّ إلى أخيه، ولا يعتمد على أمانته؟ وإذا كنَّا نقلِّد الغربيين في الشرور،
فلماذا لا نقلِّدهم في الصدق في المعاملة، والوفاء بالوعد، والاستقامة في العمل؟

أمَا إنَّ من أشكال الأمانة وصورها، أنَّ القلم المتين، واللسان البليغ، أمانة في يد الكاتب والخطيب،
فإذا لم يستعملاهما في إنكار المنكر، والأمر بالمعروف، والدعوة إلى الإصلاح، كانا ممن خان أمانته،
وأضاعها، وفرَّط فيها، فلينظر لنفسه كل كاتب وشاعر وصحفي وخطيب !

عن اسلام ويب

المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة ازهرى وراقى ; 26-04-2013 الساعة 05:29 AM

رد مع اقتباس
قديم 29-04-2013, 02:57 PM   #2
أمل الروح
المدير العام للموقع
روح نفساني


الصورة الرمزية أمل الروح
أمل الروح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34210
 تاريخ التسجيل :  05 2011
 أخر زيارة : 10-06-2024 (12:39 AM)
 المشاركات : 23,511 [ + ]
 التقييم :  325
لوني المفضل : Darkcyan


نسال الله السلامة و العافية

جزاك الله خير شيخنا على النقل و جعله في موازين حسناتك ..


 

رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 08:09 AM   #3
عالم نفس اسلامي
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية عالم نفس اسلامي
عالم نفس اسلامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40838
 تاريخ التسجيل :  10 2012
 أخر زيارة : 21-06-2013 (07:43 PM)
 المشاركات : 364 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkgreen


اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد..بارك الله فيك


 

رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 12:21 PM   #4
نديم الأثر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية نديم الأثر
نديم الأثر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 35886
 تاريخ التسجيل :  10 2011
 أخر زيارة : 22-02-2014 (12:26 AM)
 المشاركات : 645 [ + ]
 التقييم :  120
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله خير ..


 

رد مع اقتباس
قديم 23-05-2013, 09:40 PM   #5
عطر التفاؤل
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية عطر التفاؤل
عطر التفاؤل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14623
 تاريخ التسجيل :  04 2006
 أخر زيارة : 10-08-2017 (11:30 PM)
 المشاركات : 4,252 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله خير
ننتظر جديدك القيم


 

رد مع اقتباس
قديم 23-05-2013, 09:41 PM   #6
عطر التفاؤل
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية عطر التفاؤل
عطر التفاؤل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14623
 تاريخ التسجيل :  04 2006
 أخر زيارة : 10-08-2017 (11:30 PM)
 المشاركات : 4,252 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله خير
ننتظر جديدك القيم


 

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2013, 10:05 AM   #7
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


بارك الله فيك يا شيخ


 

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2013, 06:51 PM   #8
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله فيكم جميعا اخوانى واخواتى الاعزاء

انرتم صفحتى بتواجدكم العطر وردودكم الفواحة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:25 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا