أستاذي ... سأكمل مابدأته

أستاذي ... سأكمل مابدأته

أستاذي .. القحطاني
أثابك الله وجعل التوفيق والنجاح الدائم حليفك .. سأرسل لك المعلومات التي طلبتها عبر(اكتب لنا)
ياالله ليتك لم تتوقف!! ليتك استرسلت لعلي أرى طيفها أو أشم عبقها تلك الزهرة التي مازال أريجها يلاحقني في كل آن وحين .. الزهرة التي حدثتك عنها لازالت متفتحة وأغصانها مورقة ولكن في مكان آخر من الوطن وليس لي ولا لها أن نلتقي أو حتى نتحدث بعبارة واحدة فقط هي السؤال الذي يختلج في نفسي دوماً (هل أنتِ بخير ؟وكم أحتاجكِ)، نعم انها معنا على الأرض لم يكتب ولا لها التعفر بالتراب إلى الآن ! لكن أين ؟ لا أعلم
عموماً أنا أحدث والدتها من سنة لأخرى لأسأل عن الجميع وكم هو عجيب عدم نسيانها لي وتلك النصائح التي تسديها لي بعدم الاستسلام والتضرع لله وكأني احدى بناتها ، فهي أيضاً أمي التي لم تنجبني وشجرة العطاء التي تنثر زهوراً.
ما أعاني منه أيضاً هو الحرج الشديد من كثرة تنقلي بين المدارس في ظروف غريبة والفضول يحيط بي من الجميع .. حتى يتجرأ أحدهم بالسؤال هل ستأخذين إجازة ؟ هل ستنتقلين إلى مدرسة أخرى؟؟
فمدارس قطاعنا محدودة ونسمع الابرة عندما تسقط في أحد المدارس..
كيف لا وأنا من عُرفت بالتميز واشتهر صيتها وحصلت على الكثير من الشهادات والأوسمة وبين لحظة وضحاها تطلب ترك العمل والاتجاه لمجال آخر ؟ خاصة بأن هذا المجال الآخر لن يكون خارج نطاق تلك المدارس التي أعرفها جميعاً تقريباً.
وأيضاً من يحيطون بي يصرون على أن أتريث كلما وضحت لهم هذه الرغبة .خاصة وأنهم يرون بأن المجال الآخر أقل قيمة اجتماعياً ولايليق بما حققت من نجاح ، وبما أنني قد مررت بهذه الأزمة أكثر من مرة وعدت لعملي من جديد فليكن هذا ماسيحصل الآن .(حسب رأيهم)
كنت قبل إجازة العيد قد تقدمت بطلب إجازة دون راتب وذلك عندما لاحظت بأنني بدأت في التقصير والغياب وكره المكان وكل من فيه . وخلال الإجازة تعبت والدتي بمرضها النفسي حيث نفرت منها وغيرت مكان نومي . وكنت قد طلبت من شقيقتي أن تطلب من الـBOSS الخاصة بمادتي أن توافق على إجازتي .. ولكنها-شقيقتي- أجلت ذلك حتى يبدأ الدوام - لعلي كما تقول أغير رأيي- *وكأني لم يعد لي مزاج وهذا مايظنه الكثيرون عني (وقالتها.. لي الـBOSS الخاصة بمدرستي بالحرف الواحد فكرتي عنكِ أنك مزاجية)
للمعلومية((شقيقتي BOSS في مادة أخرى في نفس قطاعي))
وبعد بدء الدوام أحسست بألام في جسمي وعدم رغبة في الحركة النهوض ولم أجهز شيئاً ولم أستعد فتغيبت اليوم الأول وفي اليوم الثاني ذهبت لطبيبة أعطتني راحة لمدة اسبوع كامل فقد ذهبت إليها وقد بلغت من التعب ما أنهكني والألام تشتد مع أي محاولة مني للحديث أو وصف ما أحس به..
خلال ذلك الاسبوع لازالت شقيقتي -ومعها شقيقي المقرب لنفسي-في انتظار أن أغير رأيي وأذهب في الاسبوع الذي يليه.. كان هذا الشعور في حد ذاته قاتلا مؤلماً وقلت لهم أنا لست مجنونة لاتعي ماتقول وماتحس ، أنا الوحيدة التي أعرف قدرتي على عمل شئ من عدمها..
ثم أدخلت واسطة أكبر هو الشقيق الأكبر وطلبت منه أن يذهب بنفسه لتأكيد إجازتي.. عندها ذهب لأنه يؤمن وكلهم معه بأنني لا أبحث عن راحة من عمل ولكنني أنشد راحة من تعب-العمل جزء منه-ولما لم يجد هو أحداً جيث كل المسؤلين في اجتماع ، طلب من شقيقتي تأكيد الطلب من عندها وأخيراً حصلت عليها..
ولكنني في دوامة البيت الآن حيث لا أحد يتحدث معي ولا يسأل حتى عن حالي-حجتهم في ذلك أنني شديدة الحساسية وسرعان ما أغضب من آرائهم بخصوص ما أنا فيه-
حتى القريب لنفسي تركني فترات طويلة وأنا الآن في مكان لايوجد به سواي بعيدة عن كل مافي البيت .. معي إذاعة القرآن وبعض الأشرطة ..وقبل كل ذلك معي الرحمن وكفى....
كنت قبل ذلك مع شقيقة أخرى اقتحمت عليها انفرادها بغرفتها ولكن لاحظت أنها بدأت تمل من صمتي الشديد والحيرة البادية على وجهي رغم محاولتي الجادة لمجاراة ماحولي ومبادلتها الحديث والرأي - ولما لاحظت استياءها الوضح من زفراتها المسموعة وشدة تقليبها لأوراق مذكراتها وخروجها من المكان لفترات طويلة.لما لاحظت ذلك بحثت عن مكان آخر أجلس فيه وحيدة لا أضايق أحداً ولا أستفز حتى الحجر بصمتي.خاصة وهي تقول لي اخرجي من حالك وتعالي معنا حيث نذهب ؛ فأنتي من أمرضتِ نفسكِ.

كل ماقدمه من حولي لي هو (اخرجي معنا حيث نذهب؛ واخرجي نفسكِ مما أنتِ فيه ؛ وقصص عن الإرادة وقوتها ) وكأنني طفل لايعلم ماهو فيه..
في الأصل كثرة الخروج والدخول ليس شيئا أفضله وليس من عادتي وقد ذهبت معهم للأماكن التي أحتاجها أو يحتاج أحدهم مرافقاً معه .. ولكن هناك لحظات يكون الخروج الذي يطلبونه نوعا من التنويم المغناطيسي .. فأخرج معهم واجاريهم واحاول الضغط على نفسي للحديث معهم ومشاركتهم .. ولكن الجميع يتجنب الحديث معي .. لأنني غالباً لا أرد على مايقال ((ولا أدري ماهذه الحاله التي تنتابني أحب أن يشركوني معهم ولكن لا أريد منهم أن ينتظروا مني تجاوباً))
ولاشك بأن هذا مطلب أناني مني ؛ ويفوق طاقتهم..
ربما لأنني أثناء الخروج كل همي وهاجسي هو عملي الذي يطوق عنقي والذي لن يكون الحل لمشكلته بالترويح والنسيان الذي هو أصلاً تناسي...
الآن لا أجد سوى هذه اللحظات التي اتجه فيها لهذا الجهاز باحثة عن شئ من التغيير الذي لا أضايق به أحد ((أتمنى ذلك))
وسأظل أكتب لك سيدي .. حتى تساعدني في تخطي هذه المعاناة وكلي ثقة بالله ثم بك بأن لاتخذلني.. فمن صبر على كتابة مئات الردود كما رأيت سيصبر على واحدة من المئات..
أغبطك على مئات الدعوات التي تنالها مما تفعل .. انت من يحترق في سبيل مد العون للغير وليس أنا..
وفقك الله في الدارين ونور دربك وحفظك وجمعك بمن تحب في مستقر رحمته ودار كرامته..آمين

المصدر: نفساني