المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

آداب التهيؤ النفسي للصلاه

إن للعبادات ملكوتا وباطنا.. فليس الحج هذه الحركات التي يؤديها الحجاج فحسب . وباطن الصلاة ليس هذه الحركات المعهودة فحسب، وروايات النبي (صلى الله عليه وعلى آله) وأهل البيت، تؤشر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-09-2004, 02:10 AM   #1
وداع
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية وداع
وداع غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5170
 تاريخ التسجيل :  11 2003
 أخر زيارة : 25-10-2004 (12:06 AM)
 المشاركات : 333 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
آداب التهيؤ النفسي للصلاه



إن للعبادات ملكوتا وباطنا.. فليس الحج هذه الحركات التي يؤديها الحجاج فحسب . وباطن الصلاة ليس هذه الحركات المعهودة فحسب، وروايات النبي (صلى الله عليه وعلى آله) وأهل البيت، تؤشر إشارة من بعيد إلى هذه الحقيقة، لعل هذا الحديث مما يلقي الضوء على هذا المجال، فمضمون الحديث : (لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله عز وجل، ما انفتل من صلاته).. أي أنه ما ترك الصلاة لو التفت إلى ملكوت الصلاة، والمعاني التي تحملها الصلاة بين يدي الله عز وجل.


إن على الإنسان أن يعيش حالة من الترقب للصلاة، فالإنسان المؤمن الذي يريد أن يصل إلى ملكوت الصلاة، لا بد وأن يعيش هذا الهاجس قبل دخول الوقت، وهو يترقب الصلاة بكل شوق.. إن الأمور الكبرى في الحياة، والمعاني السامية تبدأ بالتلقين، وتتحول إلى واقع، وعلى الإنسان أن لا يمل من التلقين المستمر.. فالسير إلى الله عز وجل حركة معاكسة لطبيعة الإنسان لجهتين : لوجود قوة دافعة.. ولوجود قوة مانعة.


إن هناك قوة دافعة تدفع الإنسان الذي يريد أن يصل إلى الله عز وجل إلى العكس، ألا وهو الميل إلى شهوات الدنيا، والتثاقل إلى الأرض، وتقديم العاجل على الآجل، وتقديم اللذة على الفكرة، وتقديم المصلحة الآنية على المصلحة المستقبلية.. أضف إلى ذلك أن العبادة تعامل وتفاعل مع عالم الغيب، والغيب إذا بقي غيبا محضا، لا يشكل داعوية للإنسان الذي يؤمن بالله وبالمبدأ والمعاد، ولكن لا يعيش حقيقة شهودية في قلبه.. فمن الطبيعي أن لا يسير إلى الله عز وجل سيراً حثيثاً، ولهذا من الطبيعي أن يحاول معاكسة التيار.. فالسباح الذي يريد أن يسبح خلاف التيار، يحتاج فى أول الأمر الى تكلف ومعاناة ومجاهدة، إلى أن يتعود ركوب الموج وتجاوز العقبات.


إذن فإن مسألة الدخول في بحر الصلاة، تحتاج إلى تهيؤ نفسي مسبق، فقبل دخول الوقت يا حبذا لو يجعل الإنسان حائلا بينه وبين الصلاة - اى منطقة برزخية - فلا هي صلاة، ولا هي تعامل مع البشر.. ولهذا يلاحظ بأن القرآن الكريم يؤكد على هذه الحقيقة، ألا وهي التسبيح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.. قبل أن تغرب الشمس على الإنسان أن يجلس في المصلى، في مكان يهيئ نفسه للدخول بين يدي الله عز وجل، بذكر بعض التسبيحات، والمستحبات والتهليلات، بحيث يخرج تدريجياً من جو التفاعل مع عناصر هذه الدنيا.


ولهذا صلاة المؤمن تبدأ قبل الوقت بفترة طويلة، فالصلحاء والأولياء لعلهم يعدون انفسهم للقاء المولى قبل ساعة، ولكن الإنسان العادي - قبل ربع ساعة أو قبل عشر دقائق من دخول الوقت - يحاول أن يتهيأ للصلاة بالوضوء المسبق، .. إذا كان ولا بد أن يصلي في المنزل - لا في بيت من بيوت الله عز وجل - فعليه أن يهيأ مكانا فارغا للعبادة فى منزله .. إن اتخاذ مكان ثابت للصلاة في المنزل من دواعي التوجه والتركيز والاقبال على رب العالمين!.. فمن المستحب أن يجعل الإنسان في بيته محلاً خاصاً للصلاة بين يدي الله عز وجل، اذ كلما جاء إلى المصلى تذكر ساعات إقباله، بالأمس أو قبل أيام كان خاشعاً على هذه السجادة، ولعل دموعه جرت على تلك السجادة ، إن هذا الجو جو مفعم بأجواء النور، جو مكهرب - إن صح التعبير - فكلما دخل هذا المكان كلما أحس بتلك الأجواء، ولهذا نقرأ في القرآن الكريم: {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً}.. يبدو أن مريم اتخذت محراباً ومكاناً ثابتاً للعبادة بين يدي الله سبحانه وتعالى.. إذن هذه الفترة الحائلة بين العمل اليومي، وبين الصلاة مسألة مهمة.


وإن من صور التهيؤ المقترحة: أن يسجد الإنسان بين يدي الله عز وجل، قبل دخول الوقت في سجود عبادي تأملي، مع الأسف نحن نتخذ السجود وسيلة للعبادة وللذكر، وبعض الأوقات يتحول السجود الى حركة شكلية لاظهار التذلل بين يدي الله عز وجل، ولكن حقيقة السجود حقيقة جامعة مستوعبة.. ما المانع أن يعيش الإنسان أجواء مختلفة من التذلل، ومن المناجاة، ومن التأمل فيما سيقبل عليه من اللقاء بين يدي الله عز وجل؟!..


إن من موجبات التوفيق والتهيؤ للصلاة الخاشعة، هى مراقبة السلوك بين الفريضتين.. يعني من موجبات التوفيق للصلاة هي مراقبة السلوك بين الحدين.. فالذنب السابق للصلاة يؤثر على توجه الإنسان، فعندما يأتي إلى الصلاة، يأتي وهو يعيش جوا من أجواء البعد عن الله عز وجل.. و هناك تعبير جميل في كتب الأخلاق يقول : من يلطخ نفسه بالعسل، ثم يقترب من بيت الزنابير، فان من الطبيعي أن تهجم عليه الزنابير لتلدغه في كل بقعة من بقاع جسمه، لأن العسل الذى لطخ به بدنه وجوده يغري هذه الزنابير.. فهذا المثال مقدمة لنقول : بان الشياطين كذلك تستهوي هذا الإنسان العاصي، المنهمك في لذاته، وفي معاصيه، وفي غفلاته.. فعندما يقف للصلاة بين يدي الله عز وجل، تهجم عليه اللوابس، وتهجم عليه الشياطين، والأوهام والخواطر الحقة والباطلة، بحيث ينتهي من الصلاة، وهو لا يفقه كلمة من كلمات صلاته، وإلا فما هي دواعي الشك في الصلاة؟..


إن الشكوك الصلاتية لها حلول يبنى على الأكثر وعلى الأقل، ويؤتى بصلاة الاحتياط، ولكن اصل حلول الشك سلبية عند الخواص!.. فليس من المعقول أن المؤمن المتوجه في صلاته، يصاب بحالات الشك والذهول في الصلاة، بحيث يشك بين الركعة الثانية والركعة الرابعة!.. فالركعة الثانية فيها قنوت ومناجاة مع رب العالمين، فيقال في الركعة الثانية : من الطبيعى ان الإنسان يأخذ عزه في الحديث مع الله عز وجل ، بينما الركعة الرابعة فيها رائحة الوداع بما تستلزمه من الهم والغم، فالإنسان بعد لحظات سينتهي من لقاء الله عز وجل.. عالم القنوت عالم يغاير تماماً عالم التشهد والتسليم، فكيف يخلط المؤمن بين الركعة الثانية، وبين الركعة الرابعة؟!.. بل حتى الركعة الثالثة؟!.. إذن فإن الشك الكثير في الصلاة، والسهو الكثير، علامة على نوع من أنواع الإدبار في الصلاة، وعدم التوجه الكامل للمضامين الصلاتية والانغماس فى بحرها.


و الحقيقة أن الإنسان في حياته يحتاج إلى من يبث إليه همومه، اذ من الطبيعى ان نقول : ان الذي لا أنيس له ولا صديق له ولا متنفس له ولا مفزع له في الحياة، قد يعيش فى بعض الحالات حالة الكبت والتبرم ثم الانفجار، وبعد ذلك الانهيار الكامل.. إذا كان الإنسان العادي يتخذ بين فترة وأخرى من هو سبيل وذريعة لتفريغ الهموم، فلماذا لا يجعل من الصلاة مثل هذه المحطة لتفريغ همومه مع القدير على كشف كل كربة.. في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، أن أئمة أهل البيت والنبي (ص) وذريته الطاهرين، كانوا يفزعون إلى الصلاة كلما أهمهم أمر.. والمؤمن يجب أن يكون كذلك، ليس في المسجد فحسب!.. وإنما في جوف الليل، وفي المنزل، فعندما يكون في قمة الغضب واليأس والنظرة السوداوية في الحياة، يذهب ويتخذ زاوية من المنزل، ليتكلم مع رب العالمين تكلم المستغيث اللهفان!.

نعم، إذا جعل الإنسان الصلاة ذريعة للحديث مع الله عز وجل، تحولت الصلاة إلى احلى محطة من محطات الأنس، وتحولت الصلاة في حياة البعض إلى محطة للتلذذ والارتياح، تلك المحطة التي لا تساويها محطة من محطات التلذذ المادي مع المتاع الزائل، الذي تفنى لذته ويبقى وزره!

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 02-09-2004, 03:15 AM   #2
نسيم الجنوب
عـضو شرف


الصورة الرمزية نسيم الجنوب
نسيم الجنوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6746
 تاريخ التسجيل :  08 2004
 أخر زيارة : 09-01-2007 (01:59 AM)
 المشاركات : 1,050 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


حروفك درر ثمينة ..

وخصوصا ..

نعم، إذا جعل الإنسان الصلاة ذريعة للحديث مع الله عز وجل، تحولت الصلاة إلى

احلى محطة من محطات الأنس، وتحولت الصلاة في حياة البعض إلى محطة للتلذذ

والارتياح، تلك المحطة التي لا تساويها محطة من محطات التلذذ المادي مع المتاع

الزائل، الذي تفنى لذته ويبقى وزره ..

شكرا لقلبك الرقيق ..

محبتك ..

ن س ي م ا ل ج ن و ب


 

رد مع اقتباس
قديم 02-09-2004, 08:06 AM   #3
رغــــــوده
عضـو شرف


الصورة الرمزية رغــــــوده
رغــــــوده غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5589
 تاريخ التسجيل :  01 2004
 أخر زيارة : 31-12-2005 (09:12 PM)
 المشاركات : 779 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


حبيبتي ودااااع
اسال لله ان يسعد قلبك سعاده لا تشقين بعدها
درر راااائعه......كروعتك غاليتي
وفقك الله شرح صدرك......محبتك.......رغـــــــوده


 

رد مع اقتباس
قديم 02-09-2004, 04:58 PM   #4
رسيـــل
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية رسيـــل
رسيـــل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3848
 تاريخ التسجيل :  04 2003
 أخر زيارة : 17-11-2010 (02:11 AM)
 المشاركات : 3,131 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


كم للعبادات لذة...اذا حضرها القلب .... ولكن المسكين من فوّت على نفسه متعتها


بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرا


لكِ سلامي


 

رد مع اقتباس
قديم 04-09-2004, 08:16 PM   #5
§الـقـريـشـيـه§
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية §الـقـريـشـيـه§
§الـقـريـشـيـه§ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2744
 تاريخ التسجيل :  10 2002
 أخر زيارة : 30-12-2004 (03:20 PM)
 المشاركات : 2,855 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


flower.........بورك فيك ونفع بك


 

رد مع اقتباس
قديم 05-09-2004, 01:13 AM   #6
وداع
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية وداع
وداع غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5170
 تاريخ التسجيل :  11 2003
 أخر زيارة : 25-10-2004 (12:06 AM)
 المشاركات : 333 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


نسيم الجنوب ،، رغوده ،، رسيل ،، القريشيه

كم أسعدني حظوركم

شكراً لكم


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا