كيف اقتل الخجل في الطفل

كيف اقتل الخجل في الطفل

flowerالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الساده الاطباء و تالمشرفين على هذا المنتدى العلمي الراقي
لدي سوال بخصوص خجل الاطفال .
حيث لدي طفل يبلغ السادسة من عمره يخشى من المجتمع ومن الناس بصفه عامه اي لديه ما يعرف بالارهاب الاجتماعي.

كيف استطيع ان انزع منه هذه الحاله و ابدلها بان يكون جرى ولا يخشى النقد و الضحك من الناس و المجتمع ؟
هل هناك خطوات سلوكيه يجب ان يمارسها باشراف والديه حتى يتخلص من هالعادة ؟
هل هناك ادويه طبيه كيميائيه يصرفها الطبيب النفساني تساعد على تبدل الحال ؟

ارجوا من ذوي الاختصاص طرح الحلول و مساعدتي وللجميع اشواقي و تحياتي ..........

flower

المصدر: نفساني

السلام عليكم

افا والله خلال اربع و عشرون ساعة لم يدخل على موضوعي طبيب او اخصائي !!
حتى لو رد بسيط ..... لان الموضوع مهم و كبير و حساس .........

تحياتي للجميع !!

سلام الله عليك يا أختي ..
وصباح الخير ..

الطفل الخجول.
….. أرى طفلي وهو بين الغرباء أو عند الضيوف مطرقا رأسه ،
ويديه مضمومتين إلى صدره ،وربما واضع
وجــه بين كفـــيه ،
أجده لا يتحرك .. ثابتا .. جامدا في مكانه أو ملتصقا بي ، لا تعابير في ملامحه .. أحسه خائفا .. لا يجيب على سلام من يسلم عليه أو يسأله ، ولا يتقبل من يقترب منه أو يود تقبيله .. وإن تفاعل مع الأطفال يكون مترددا .. متجهماً أثناء اللعب ، ويشيح بوجه وعيناه عن من حوله أو الكبار الذين بقربه .. إجابته همسا أو إيماءة برأسه ، وقد يبكي ، ويترك الأطفال ..
تلك أعراض قد تحدث وتظهر على سلوك أي طفل في مرحلة الطفولة المبكرة .. وتبقى ، وتتفاقم ما لم تواجه بالمساعدة والعلاج .

الخجل حالة انفعالية معقدة .. تختلف في درجتها وشدتها بين طفل ، وآخر ، ولا تقتصر على الأطفال وإنما تتجاوزها إلى الأعمار المختلفة لدى البنات والأولاد وفي مراحل التعليم بما في ذلك الجامعة .. ولا يعني ذلك أن بعض المتزوجين أو الموظفين لا يعانون الخجل .. بل هو واقع وموجود ، والأصل عائد أو يعزى إلى فقدان الثقة في الذات ، والشعور بالنقص ، وما يسميه علماء النفس بالخوف الاجتماعي الذي يظهر في المواقف التي يكون فيها الخجول بين الآخرين وبالذات حين يتوجب عليه الحديث لهم أو السلام عليهم أو الإجابة عن تساؤلهم .

لا جدال في أن الخجل حالة سلبية ، وإن بقي دون مساعدة ستتفاقم ، ويكون أكثر انعزالا ، وامتناعا ، وتحاشيا مع الآخرين في معظم مواقف حياته مما يعيقه في النمو الصحيح ، والتمتع بلعبه ، والتعبير عن أفكاره ، ومشاعره ، وفي حالة وصول عمره إلى الالتحاق بالمدرسة فأن الرفض لها ، والبقاء صامتا بين الطلاب ، ومع معلميه وارد ، وسيكون صعبا بالنسبة له حتى شراء فسحته أثناء الفسحة ، واللعب في حصة التربية البدنية أو أثناء الفسحة كعادة الطفل الطبيعي جريا ، وضحكا ، وشجارنا .. وربما يجد حرجا حتى في أكل ، وشرب ما يحمله معه من المنزل ، وكذلك طرح أسئلته أو الاستفسار عن أشياء تتعلق بمواده داخل الدرس إضافة إلى توقع التأتأة في حديثه في حالة إجباره من معلميه ..كل هذا يعني عدم توافق للطفل ، وسلوك يتسم بالسلبية ، والانعزال عن بقية الأطفال ، وعدم رضا عن نفسه ، وبالتالي تكون النتيجة آثار سيئة على نفسية ، وسلوكه مما سينعكس على ذاته في توتر دائم ، وضيق ، وحساسية زائدة ، وعصبية قد تبدو للكثيرين أنها غير مبرره .
… تلك يا أختي حالات واقعية نراها ، ونشاهدها في واقع مدارس المرحلة الابتدائية بالذات .

* لن أسهب كثيراُ في الأسباب ، والعوامل التي تؤدي إلى الخجل لأن واقع الطفل الخجول يحتاج مساعدة لتجاوز خجله ، ولن يجدي الانشغال بما حدث بقدر الاهتمام في معاملة الطفل بأساليب مختلفة لنمنحه القدرة على الثقة في نفسه ، وندفعه للتفعال مع أترابه ، وكي نتعلم من التعامل مع أخوته الآتين منذ البدء .
أحيانا حبنا ، وخوفنا ، وحمايتنا ، وقلقنا الزائد ، والمبالغ فيه دون قصد منا على أطفالنا من الأسباب التي علينا الاعتراف بها ، وتحمل مسؤولية ذلك تجاه ما يحدثه لأطفالنا من خجل دون أن نريد ذلك .. ظننا أو اعتقادا منا أن ما نفعله تعبيرا عن واجبنا ، وأمومتنا ونحن لا ندرك أننا نسلب هذا الطفل قدرته ، وثقته التي ما زالت تنمو فنعيقها ، ونعطلها من خلال مواقف بسيطة أو تعليمات ، وأوامر متتالية ، في كل شؤون حياة ويوم الطفل ، ومع الوقت والأيام تتراكم تلك التصرفات مع طفلنا لندرك النتيجة التي تتمثل في خجله أو سلوك سلبي أخر .. وأيضا للعلاقة بين الزوجين في حالة كانت متوترة ، وذات شجار يراه ، ويسمعه الطفل دور في جعله حائرا ، ومتوترا .. غير شاعر بالأمن النفسي ، مع شعور بالعجز في التعبير عن ألمه إزاء ما يشعر به ، ويعايشه بين أبويه اللذين يمثلان له الأمن ، والقدوة ، فيكون في وضع يشعره بالتهديد والخوف الغامض لما يحدث أمامه .. فيكون الخجل أو ربما مشاكل أخرى ملاذا له ، ونتيجة متوقعه يفرضها واقع تعامل يعيش فيه ، وفي حالة كون العلاقة الزوجية طبيعية فقد يكون لأسلوب التعامل المتسم بالقسوة أو النبذ أو الأسلوب المتذبذب ، والمتناقض من الأم أو الأب أو فيما بين الأب ، والأم أثر في إحداث سلوكيات سلبية ، ونفسية متعبة وظهور غيرة لديه التي من شأنها تحبط الطفل ، وتشعره بتفضيل أخوته عليه بالمقارنات أو التعبير عن الحب الواضح للأصغر ، والتدليل المفرط فيه في حال وجود أخوة أصغر بالذات .

أختي الفاضلـة …
إليك بعض الشيء الذي يمكن القيام به لطفلك الخجول .

_ عليكِ مساعدته في تفهم ذاته ودعم جوانب القوة في شخصيته بالأسلوب المتأني ، والمتدرج ، والمنظم في دفعه إلى المشاركة والاستمتاع مع الأطفال الآخرين ، وإعطاؤه أعمالاً تناسب قدراته ، وتتوقعي منه إنجازها ، ولا تنسي تعزيز مشاركته ، وأي نشاط يبديه ويقوم به بطرق مختلفة معنوية ، ومادية .

_ لا تنتقدي طفلك ، وخاصة أمام الآخرين ، وتكثري بل قللي من مراقبة طفلك ، ومحاصرتكِ له .. لخوفك عليه أو قلقلكِ ، وتقبلي أخطأه ، وحتى عدوانيته ، وبعض ألفاضة المهم أن ينطلق ،وأن يكون تلقائيا وبالذات في حال كان بين الأطفال ، دعيه يشعر بأنه غير محاسب أو مقيد على أي شيء يفعله أو يقوله .

_ كلفيه بالمسئوليات السهلة داخل المنزل فدفعه لفعل شيء وحتى لو فشل نقطة مهمة وشجعيه على ذلك وأثني على كل فعل يقوم به حتى لو لم يكن كما تودي لأن المحاولة والفعل في حد ذاثها خطوة إيجابية وكسر لخوفه وتردده أما إتقان ما يقوم به أو إنهائه فشيء أخر سيجيده متى تكرر الفعل .

_ شجعيه وكافئيه في إنجاز مسئولياته بذاته بشكل منتظم ومستمر .. كاستقلاله في ارتداء ملابسه وحذائه .. وضع المتسخ منها في المكان المخصص لها .. ترتيب كتبه وأدواته ، وغرفته .

_ اجعليه يقوم بالرد على الاتصالات التي تصل لكم ، ولا تزجريه إذا لم يقدر على إيصال محتوى الرسالة أو نوع من هاتف .

_ دعي والده إذا كان بصحبته يساعده في حمل بعض الحاجيات ، ووضعها في السيارة ، ومن ثم حملها منها إذا عاد للبيت إلى المطبخ ، وأخبري والده بان يطلب منه أن يبتاع أرغفة الخبز وهو ينتظره داخل السيارة الواقفة أمام المخبز أو الدكان .

_ وفري الوسائل التي تجعله يثق بذاته من ألعاب تعليمية أو جماعية مع أخوته أو بعض أقاربه .

_ ساعدي طفلك في تعريضه للمواقف بشكل متدرج من حيث عدد الأشخاص وأعمارهم ومن المواقف الأقل قلقلا بالنسبة له بدأ بالتي ترينه فيها خجولا ومحجما على التفاعل فيها أي تخرجيه من الدائرة المنغلقة عليه في أطار الأقارب ثم الأصدقاء وهكذا .

_ تذكري أن الدور ليس مناطا بكِ لوحدك ، وإنما والده لابد أن يكون مشاركا معك ، ومتابعا فيما تقوما به تجاه أبنكم .

أختي الفاضلة …
* الآن بعد أن تقرئي لا تفعلي أي شيء لطفلك ، وقبل أن تبدئي في تغيير تعاملك معه بناء ما قرأته عودي هنا واسألي دون خجــــــل واكتب ما لم تفهميه واطرحي ما تودي طرحه أو تضيفيه ، وأخبريني أيضا عن أي مشاكل أخرى يعاني منها ، وهل ما زال ينام معكِ بغرفتك ، وعن الأشياء الإيجابية التي يمتلكها ، وبعدها أنا من يقرر كيف تكون بدايتك مع طفلك إن رغبتِ ..؟!.

ربي يحفظـه لكِ ، ويوفقكِ .