مراهق ماتت ثقته بنفسه ..

مراهق ماتت ثقته بنفسه ..

من واقع تجاربي مع المراهقين ومحاولتي نقلهم من مرحلة حرجة إلى مرحلة أفضل ..

مررت بحالة ماتت ثقتها بنفسها ..

مراهق يبلغ من العمر 16 أو 17 سنة .. عانى من الإهمال العاطفي من والده إبان صغره ..

تعرض لقسوة شديدة ومعاملة أشد من أبوه في صغره ..

تعرض للرسوب في الصف الثالث متوسط العام الماضي والآن هو معيد لهذه السنة .. وللأسف ليس لديه ثقة بنفسه .. حتى يواصل مشوار حياته ..

مشورتكم رعاكم الله ..

المصدر: نفساني

السلام عليكم
اخي الكريم لم توضح علاقته بوالديه بالوضع الحالي ؟
واتمنى ان اجد تفصيل اكثر بالمشكله حتى يتسنى لنا المساعده باذن الله

إليك التفصيل أختي الفاضلة ..

والد الطفل يعمل مغترب في إحدى دول الخليج .. والطفل موطنه الأصل إحدى الدول العربية المجاورة ..

الطفل الآن يعيش في بيت عمه كي يواصل دراسته في العاصمة ..
ووالدته وبقية إخوته في القرية ..

كان أبوه منذ صغره يعامله بقسوة والسبب الإهمال الكبير من قبل الأب وانشغال الأب بأصدقائه .. فلا يعود إلى المنزل إلا ويصب جام غضبه من (هموم الحياة وكثرة الديون والهموم على ابنئاه عندما يقومون بأدنى خطأ وهذه إزاحة نفسية كما أعرف ) ..

لدرجة أن الأب قد أشار بالمسدس (المحشو بالرصاص ) إلى هذا الإبن عدة مرات .. وكان يرسله إلى أماكن بعيدة لشراء السيجارة وبعض الحاجيات للمنزل في القرية وفي ظروف صعبة من الظلام والمطر وغيرها كثير ..

انتقال الطفل من القرية إلى العاصمة هو بتوجيه من أبيه وذلك لكي يتحسن مستواه الدراسي وذلك لضعف العملية التعليمية في القرية ..

لا يتكلم كثيراً .. لكنه اجتماعي ويقف المواقف الكبير مثل أبيه ويمثل أبيه في معظم الأمور الرسمية .. يحب الخير ويساعد (ويفزع وقت الفزعة ) ..

شخصية سمعية تتأثر بالمحادثة العاطفية والحنونة ..

جلست مرة معه .. فحادثني عن ما يمر به من شبه ظلم في بيت عمه من قبل أبناء عمه .. ثم فاجآني ببكائه ..

أي سؤال آخر أنا مستعد ..

السلام عليكم
اولا اعتذر عن تأخري بالرد

اخي الكريم
الثقة بالنفس لا تموت أبدا خاصة في عمر مثل عمر الفتى أو الشاب ومن الخطأ أن نقول طفل خاصة في محاولة منا لرفع ثقته بنفسه فتكرار كلمة أنت رجل ترفع من ثقته وتزيد في تنميتها
خاصة وانه يمثل والده في كثير من المواقف الاجتماعية
لا ادري ما نوع علاقته بك واتمنى ان تكون احد اقرباءه
لان هذا الشاب بحاجة ماسة إلى سند , فالمراهق بشكل عام بحاجة الى تقوية علاقته بوالديه و تكثيف الاحساس بقربهما والاطمئنان لوجود السند والمرشد
فإن فقد دور الوالدين يجب ايجاد من ينوب عنهما كي لا يضطر الشاب للبحث عن السند والامان عند اشخاص غير كفؤ قد لا يوجهونه التوجيه الصحيح كأن يلجأ لاصحاب سوء
ومن خلال رسالتك يبدو بانك مهتم جدا به فكن له السند والصديق القريب الذي يشد من ازره ويذكره بقوته ورجولته وصلابته
بالنسبة لوضع الشاب مع ابيه ، هناك الكثير من الآباء قد قست قلوبهم على ابناءهم فهم في حاجة الى من يذكرهم بدورهم وحقوق ابناءهم عليهم والمحاولة في تحسين معاملتهم
ويكون ذلك عن طريق تدخل احد الاقراب باسلوب بسيط سلس بلا تأنيم او لوم جارح او توبيخ كي لا تنعكس النصائح وتتحول الى هجوم تؤدي الى عواقب سيئة
الوضع الحالي للشاب هو بعيد عن والده اي هو بعيد عن الضغوط التي يسببها والده له
هو هنا لأجل الدراسة وطلب العلم والهدف منها تطوير الذات وتأمين مستقبل ناجح وليس تحقيق رغبة الأب
وهذه نقطه هامه جدا يجب تذكير الشاب بها " انت تدرس لاجل مستقبلك انت ,,, اجتهد في دراستك دون ملل لاجل حياة افضل "
يجب ان يرسم هذا الشاب خطته وهدفه المستقبلي ويبدأ ببناءه من الآن
لان رسم خطه مستقبليه والرغبة في تحقيق هدف معين تعطي الشاب دافعا قويا على تحمل الضغوط الحياتيه بانواعها .
ذكرت بان الشاب يشكو من معاملة ابناء العم واتمنى بان علاقته جيده مع عمه
فليجعل من عمه السند وموطن الامان والحنان فقد يجد عنده الصدر الحنون الذي يعوضه ما فقده
وليتجاهل سلوكيات ابناء عمه التي قد تكون ناتجه عن غيره او احساسهم بانه سيحتل مكانهم عند والدهم .
اذا وضع هذا الشاب خطة مستقبليه وهدف واضح نصب عينيه سيجد ان تصرفات ابناء عمومته وسلوكياتهم امر لا يستحق الاهتمام فليهمل سلوكهم ويتجاهلهم مهما قاموا من افعال لان هدفه و مستقبله اهم بكثير من هذه الامور

الاهتمام بالجانب الديني والايمان بالله والرضا بقدره والصبر على بلاءه امر بغاية الاهميه ويجب التذكير بان بعد العسر يسرا , وان الصبر مفتاح الفرج .. وان الله يختبر عبده ويكافؤه على ذلك بخير جزاء في الدنيا والآخره فيجب علينا احسان الظن بالله عز وجل وتقوية ايماننا فالايمان بالله يزيد من قوة تحملنا للمشاكل والظغوط الحياتيه

والان ما اود ان استفسر عنه وقد يساعدنا في تحسين وضع هذا الشاب
هو نوع علاقة الشاب بعمه ؟
كيف يتعامل مع ابناء عمومته اي هل يدافع عن نفسه ام يجد صعوبه في ذلك؟
ما رأيه بالدراسه وغربته هل يجد نفسه مجبرا على ذلك ام لديه رغبه حقيقة في النجاح ؟
كيف يرى نفسه ؟ اي كيف يقدر ذاته؟

واتمنى التوفيق لكم

حياك الله أختي الفاضلة ..

وجميلٌ جداً ما تفضلت به ..

بالنسبة لعلاقة الشاب بعمه فهي جيدة جداً ولا يشوبها إلا إهمال هذا الشاب في دراسته ..

وأما علاقته بأبناء عمه فهي في توتر عجيب .. إذ أن ابن عمه الأكبر يبلغ من العمر 15 سنة ولذلك تحصل بينهما بعض المشاحنات والمشاجرات والسبب (أخذ قلمي .. أخذ دفتري ...الخ ) حتى مع ابن عمه الأصغر 12 سنة ؟! وهو في الغالب بريء وهو الذين يبدأون ..

نقطة نسيت أن أذكرها سابقاً وهي أن هذا الشاب كان لديه الكثير من رضيد الحماسة وشبه العدوانية علة أقرانه وذلك لمجتمع القرية الذي كان يعيش فيه ولتصرفات أبيه .. ولكنه الآن أفضل بكثير من السابق ..

هناك نقطة مهمة فهمتها من حالته :

يعيش هذا الشاب تحت وطأة الإحسان من لدن عمه ... لذلك عندما يؤمر بأي أمر يبنفذه مباشرة وهذا شيء طيب وعادي .. ولكن المشكلة عندما يؤمر قرينه (ابن عمه الأكبر ) بأمر فلا يأتي به ويتدلل كثيراً فيضطر عمه أو زوجة عمه لإنفاذ الأمر على هذا المسكين ؟!! وهذا الأمر من أكبر الأمور التي جعلته يعيش في جو نفسي غير مستقر ..

وهو لا يدافع عن نفسه كثيرا .. لأنه في الغالب يكون تحت مجهر التأنيب وأنه هو المخطئ لذلك لا يدافع عن نفسه ولا حتى يشتكي لعمه ..

أما ما رأيه بالدراسه وغربته هل يجد نفسه مجبرا على ذلك ام لديه رغبه حقيقة في النجاح ؟
و كيف يرى نفسه ؟ اي كيف يقدر ذاته؟

للأسف يجد نفسه مجبرا عليها .. وليس لديه طموح مستقبلي بعكس ابن عمه الذي هو الآن معه في نفس المرحلة الدراسية (ثالث متوسط ) ..

أما كيف يرى نفسه ؟ اي كيف يقدر ذاته؟

للأسف ليس لديه تقدير كبير لذاته والسبب ما ذكرته من تصرفات أبيه ..

وفقك الله وشكر الله تجاوبك ..

السلام عليكم

اخي الكريم ما اتضح لنا هو الآتي :
- هذا الشاب بحاجة إلى سند وشعور بالأمان وقد يجد حاجته هذه عند عمه أما الخلافات التي تحدث بينه وبين ابناء عمه فهو أمر طبيعي بحكم الغيره التي تحدث بينهم وبحكم أعمارهم التي تفرض عليهم اثبات وجودهم بأي طريقة كانت
ولهذا يجب تدريب الفتى على كيفية تجاوز وتجاهل تلك الخلافات " التي قد تحدث احيانا بين الاخوة " والنظر الى ما هو اكثر أهمية
- تدريب الفتى على اساليب حماية الذات والدفاع عن النفس ولا اعني هنا الدفاع الجسدي كلعب الكاراتيه وغيرها وانما كيف يحمي ذاته ونفسه من الظغوط النفسية والمشاجرات ويأتي ذلك بحسب شخصيته و شخصية الطرف المقابل وهناك طرق عديده قد تعرف بعضها حيث يبدو بانك تمتلك خلفية عن ذلك وباذن الله سأذكرها لكم لاحقا

- اعطاء الشاب دافع للدراسة ويأتي الدافع عن طريق توضيح دور الشاب وأهميته للحياة ولاهله وللمجتمع والتركيز على مهاراته وذكاءه وتوضيح الادوار التي ممكن أن يقوم بها مستقبلا
فالدراسه اولا واخيرا لأجله لا لأجل غيره .

الشاب بحاجة الى توجيه والوقت لم يتأخر فهو بأول طريقه أتمنى له ولكم التوفيق
ان كان هناك اي استفسار اخر فلا تتردد
تحياتي لك

حياك الله أختي الفاضلة الأستاذة أسماء ..

وشكر الله لك تواصلك الطيب المبارك ..

وددت أن استشيرك في عرض هذا الموضوع على ذلك الشاب المراهق ..

لعله يعي أهمية ما يمر به ولعله إن قرأ لك سيزداد لديه شيء من الحس الكبير نحو النظر إلى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل .. وترك الماضي ونسيانه ..

أم تعتقدين أن عرض الموضوع عليه سيجعله يعيش في مشكلة نفسية نحن في غنى عنها وذلك عندما يعلم أن قضيته تم عرضها على أخصائي نفسي ..

ما رأيك .. أتمنى الرد بسرعة لأن موعد زيارتي له اقترب كثيرا كثيراً ..

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..

سبحان الله لقد كنت انوي اغلاق جهاز الكمبيوتر وصدفة وجدت ردك ولعل في الامر خيرة طيبة

من الافضل للشاب ان يرى هذا الموضوع الذي يهمه كثيرا وليس في امر الاستشارة اي نقص للشخصية او ضرر على النفس بل العكس الكل يحتاج الاستشارة والمشورة
و قد تكون هناك استفسارات لدى الشاب او امور خفت عليك وعلينا وهو يود معرفتها ونحن هنا بمثابة الاهل والاصدقاء ونرحب كل الترحيب به وبالجميع

تحياتي وامنياتي لكم بالتوفيق