في أحضان الوطن ( روعة روعة)

في أحضان الوطن ( روعة روعة)

من رغدان إلى الشيشان و" المشوار الطويل "
الفقعسي ... و " كنز أسرار " القاعدة
لماذا سلم نفسه للأمير محمد بن نايف ؟!
هل تحصل زوجته المغربية على الجنسية ؟!

الباحة ( الوفاق ) احمد بن صالح
توقف الكثيرون أمام شخصيه علي بن عبد الرحمن الفقعسي الغامدي, ودوره القيادي في تنظيم القاعدة في السعودية, وعملية تسليم نفسه للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية شخصيا عن طريق الشيخ سفر الحوالي, وما يحصل عليه "الفقعسي" من رعاية وعناية سواء داخل سجن الحائر أو في التحقيقات أو حتى ما تلقاه زوجته المغربية, وأهله وذويه من عناية واهتمام, السؤال لماذا الفقعسي؟! وما أسرار ذلك؟! ولمحاوله الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها, نحاول تحليل شخصيه فتى"رغدان" الطيب الوديع, الذي يكسوه الخجل, وكيف انقلب إلى متمرد يذهب إلى الشيشان ويختفي عن الأنظار ويعود من جديد إلى جدة ليعمل في الظلام, ويرصد أمنيا كواحد من أبرز المطلوبين, حيث اشتهر بالتخطيط وصار العقل المدبر لهذا التنظيم؟!
مشوار طويل سار فيه " فتى رغدان " بين المدينة الوديعة الهادئة, المعروفة بمعالمها السياحية بل ابرز مدينة في النشاط السياحي بمنطقة الباحة جنوب المملكة العربية السعودية, وصولا إلى "الجبال" و "المغامرات في الشيشان" والالتحام بكتائب المقاتلين الشيشان في الجبال الوعرة.
علي بن عبد الرحمن الفقعسي ابن الـ31 عاما, الشاب الوديع الهادي الذي لم يكن معروفا, أو مرغما بالخروج مثل غيرة من الشباب, أو يعرف بالمشاكسة والشغب, بل كان تلميذا نجيبا هادئ في المرحلة الابتدائية بمدرسة رغدان, حيث حصل على الشهادة الابتدائية عام 1399هـ , ثم انتقل إلى المرحلة المتوسطة ثم الثانوية العامة في 1406هـ , ومن "رغدان" إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض, لدراسة علوم الشريعة والفقه وأصول الدين والدراسات الإسلامية وعندما التحق بالجامعة كان طلبه الوحيد من والده أن يشتري له سيارة , كمكافأة له وهدية لالتحاق بالجامعة, وفعل الأب بكل سعادة وسرور, ومكث "الفقعسي" لمدة عامين فقط في الجامعة, مترددا بين الرياض والباحة, ولم يظهر عليه خلال هذه الفترة أي بوادر لتحول في الشكل أو في الخطاب الديني ..
وفجأة اختفى عن الأنظار تماما, وترك سيارته في إحدى شوارع الرياض.ليذهب احد إخوانه ويستلمها وبدا البحث عنه أين ذهب؟! هل إصابة مكروه؟! وأين يعيش؟! وجاءت الأخبار من أطراف خفية انه ليس في السعودية؟! وبدأت التكهنات هل غادر إلى افغانستان؟! أم إلى باكستان؟! فجاء الخبر اليقين منه بأنه ذهب إلى الشيشان والتحق بالمجاهدين الشيشان لمقاتله الروس..
وانقطعت أخباره , ولكن مابين فترة وأخرى كان يشتاق إلى سماع صوت والدة أو والدته أو احد إخوانه, عبر الهاتف دون البوح بأسراره, والتي من الواضح أنها تضخمت وأن تفكيره تغير تماما, وحدث له انقلاب في الفكر والسلوك والتوجه..
وبعد أربع سنوات من التخفي والاختفاء, تم رصده في مدينة جدة عند زيارة أحد إخوانه, وكانت الأجهزة الأمنية لديها معلومات بالتحول الذي طرا عليه, وصار من العناصر المطلوبة امنيا, بل من ابرز العناصر.
ولذلك حاولت الأجهزة الأمنية السعودية القبض عليه عند زيارة أخية في جدة وطوقت المكان, ولكنة استطاع الهروب, فقد عرف عنه التنكر والتمويه بأكثر من هيئة, والتنقل بطريقة سريعة, وبأسماء مختلفة.
ووصلت معلومات موثقة ان " الفقعسي" صار ابرز العقول المخططة للتنظيم ولذلك رصدت مكافئة سخية لمن يدلي بأي معلومات تؤدي للقبض عليه.
وعرف والده وإخوانه بالموضوع, وخطورته على أمن البلاد, وانه واقع في يد الأمن لا محالة, فأخذوا في توجية النداءت له, وإرسال رسائل مباشرة أو غير مباشرة له بضرورة ان يعيد النظر في الطريق الذي يسير فيه, وشارك أهلة وأعمامه وجميع أفراد أسرته العريقة في الباحة لإقناع الفقعسي بأن يعدل من اتجاهه, ويتوقف طويلا أمام حياته كهارب ورجل مطلوب وخطر, وبين حياته في وطنه وبين أهله وعشيرته وإخوانه..
كان الفقعسي تزوج من فتاه مغربية, عن طريق شقيقها الذي عرفه "علي" وهو في الشيشان وقبلت الفتاه بحياة الخفاء مع زوجها, وكان أدخلها بطريقة غير نظامية البلاد, وقد يكون لهذه الزوجة دور مباشر أو غير مباشر في التأثير في حياة زوجها وإقناعه بالاستجابة لصوت العقل القادم له من أهلة في رغدان, وتمسكها بالعيش معه في أي ظرف هو فية.
وبسبب خطورة الفقعسي على الأمن وتقصي إثارة تم إخضاع جميع إخوانه للرصد والمتابعة لعله يتصل بأحدهم, وخاصة انه معروف عن حبه لإخوانه, وحبهم له جميعا, وخاصة شقيقه صالح الذي ما يزال في السجن معه, وشقيقه عبد الله الطالب في كلية الهندسة بمكة المكرمة, وابن عمته طارق الذي يدرس في الكلية الصناعية في ينبع وابن عمه عبد الرحمن, وبعض هؤلاء استدعت الظروف توقيفهم بسبب "علي" وأفرج عنهم بعد أن ثبت بأنهم لا صلة لهم به وبالطريق الذي يسلكة.
وقد حدثت تطورات كثيرة على الساحة, حيث المواجهات في الرياض وبعض مناطق المملكة, ونجاح الأجهزة الأمنية في الحصول على كم هائل من المعلومات الدقيقة والثمينة , وأثمرت هذه المعلومات في توجيه ضربات قاتله للعناصر المطلوبة..
بدأ ينشط دور الدعاة في توجيه رسائل للعناصر الفارة بخطورة الطريق الذي يسيرون فيه, وانه يؤدي إلى الهلاك, ولا يمكن تبريره شرعا..
"علي الفقعسي" المعروف بذكائه ودهائه, توقف طويلا أمام هذه الرسائل مجتمعة, مابين وطن يحافظ على أمنه واستقراره, وأجهزة أمنية تملك كافة الوسائل لتوجيه ضربات موجعة تجهض هذه العناصر, باب مفتوح لمن يريد التوبة ولإقلاع عن هذا الطريق, وبين أهل تحترق قلوبهم على أبنائهم لخطورة الطريق الذي يسيرون فيه, زوجته قبلت أن تعيش تحت جنح الظلام مع زوج له أهل وعشيرة وعقل راجح..
كل هذه الرسائل أخذ يحللها بعناية, وفي سرية تامة, بعيدا عن المحيطين به والذين ينقادون, كعنصر بارز من العناصر المطلوبة.
وكان لواقعة القبض على زوجته المغربية وهي في الطريق من المدينة المنورة في تجاه مكة المكرمة وبعض النساء من زوجات المطلوبين في إحدى السيارات أثرة البالغ عليه, فكان قراره بأن يستجيب لصوت الوطن والعقل والأهل وقبل كل ذلك الدين.
وكان قراره ان يسلم نفسه ولمن؟1
شخصيات كثيرة مؤثرة دينيه ورسمية وأمنية وقبلية, ولكن كان الاختيار أن يسلم نفسه للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية شخصيا, فوافقه الشيخ الحوالي للأمر وحضر إلى بيته وفعلا تم ترتيب جميع الأمور وبعد صلاة الفجر كان الفقعسي يتوجه إلى مكتب الأمير محمد بن نايف ويسلم له نفسه, ليبدأ قصة أخرى, وحكايات أكثر إثارة ومرحلة جديدة من حياته.
"الفقعسي" العقل المدبر, سلم نفسه وقطعا كل ما يملك من معلومات وخطط, وما وجده "الفقعسي" في استقبال الأمير محمد له وما وجده من أمن على نفسه وعلى أسرته وزوجته كانت أول رسالة له ليبدأ حياة جديدة.. فقد استدعت أسرته لتلقى أبنها وتتفاعل حرارة اللقاء مع قوة المفاجأة..!! ويقابل علي زوجته المغربية, وتؤكد له أنها ستظل هنا في المملكة ولن تسافر إلى بلدها, وستنتظره مهما طال الزمن, فيأتي القرار بأن يصحح وضعها, وتقيم بطريقة قانونية في البلاد, ويتسلمها والده لتذهب إلى رغدان لتعيش في كنف أسرته, تزور زوجها في الأوقات المحددة, ويقرر لها راتب شهري محدود من الداخلية السعودية.
ويروي الفقعسي لأهله وإخوانه عند زيارته المعاملة الطبية التي يلقاها, وسلامة قراره بتسليم نفسه, وتعليمات الأمير محمد بن نايف بتهيئة كافة أسباب الراحة له.
وينقل من مكة المكرمة إلى سجن الحائر ولا تتغير المعاملة, ويلتقي بمن يريد, ويسمح له بالدفاتر والأقلام والكتب وتستلم زوجته شيك كل شهر براتب مقرر, ويصرف لوالده 50 ألف ريال, وتعاد السيارة الخاصة إليه, وتتقدم زوجته بطلب للحصول على الجنسية السعودية, ويتم الموافقة على نقله من سجن الحائر إلى سجن الباحة ليكون قريبا من أسرته, والاتصالات الهاتفية مستمرة..
والمعروف أن سجن الباحة الذي يقبع فيه علي الفقعسي حاليا لا يبعد عن "رغدان" مسقط رأسه سوى أربعة كيلو مترات الأمر الذي يسهّل عليهم زيارتهم لأبنهم وهم الذين لم ينقطعوا عنه بالزيارة سواء عندما كان في مكة المكرمة أو الحائر, وهو بصدد إجراء عملية جراحية في ركبته حيث يعاني من تمزق في الأربطة وسوف يعود للرياض ليدخل إحدى المستشفيات فيها بعد ان طلب ذلك من الأمير محمد بن نايف ووافق شخصيا. لقد تحول الفقعسي من الوداعة إلى التمرد ومن العلن إلى الخفاء, ثم يعود من جديد إلى حضن وطنه وأهله بمحض إرادته وقد يكون إخلاص على في توبته والاعتراف بخطئه وحرصه على وطنه كان السبب في هذا التحول الكبير في المعاملة له كابن من أبناء الوطن ، ويبقى السؤال متى يفرج عن علي الفقعسي ؟

لا عذر للدموع إن لم تجري

المصدر: نفساني

لاتعليق

................؟