مظاهرة بتركيا لرفع الحظر عن الحجاب

مظاهرة بتركيا لرفع الحظر عن الحجاب

مظاهرة بتركيا لرفع الحظر عن الحجاب

أيمن شوقي- إسلام أون لاين.نت/ 14-5-2005


مظاهرات واعتصامات يومية للمحجبات أمام أبواب الجامعات والمعاهد

تنظم العديد من الهيئات الشعبية التركية غدا الأحد 16-5-2005 في العاصمة أنقرة مظاهرة ضخمة من المنتظر أن تكون الأكبر منذ عامين للمطالبة برفع حظر ارتداء الحجاب في الجامعات والمدارس.

وتهدف المظاهرة للضغط على الحكومة لترجمة تأييدها المعنوي لرفع الحظر إلى إجراء قانوني فعلي، إلا أن خبيرا بالشأن التركي أكد أن الحكومة لن يكون بمقدورها اتخاذ خطوة على هذا المستوى.

ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 100 ألف في التظاهرة الضخمة التي تنظمها نحو 30 منظمة مدنية تتقدمهم منظمة حقوق الإنسان التركية وجمعية شباب الأناضول وسط أنقرة، بينما بدأ المنظمون اتصالاتهم مع العديد من القوى الشعبية والأحزاب المختلفة للمشاركة وإعلان موقفهم المطالب برفع حظر ارتداء الحجاب.

وقال كمال بياتلي رئيس القسم العربي بوكالة جيهان التركية للأنباء لإسلام أون لاين.نت: هذه التظاهرة الضخمة تأتي ضمن سلسلة الاحتجاجات والفعاليات والنشاطات التي شهدتها تركيا خلال الأشهر الأخيرة للمطالبة برفع الحظر في المدارس الجامعات.

ويعتقد بياتلي أن المظاهرة ستزيد من تصاعد الرفض لدى الرأي العام التركي لحظر ارتداء الحجاب.

وتهدف المظاهرات لحث حكومة حزب العدالة والتنمية لترجمة تأييدها المعنوي لرفع الحظر على ارتداء الحجاب إلى قوانين فعلية. وتجد الحكومة التركية نفسها في وضع مربك؛ لأنها وعدت في السابق برفع الحظر عن الحجاب ولم تفلح محاولاتها حتى الآن في تحقيق ذلك بسبب تعقد القضية وارتباطها بنواح قانونية ودستورية تتعلق بنظام الحكم في تركيا.

إلا أن الدكتور مصطفى اللباد الخبير في الشأن التركي والإيراني أوضح لإسلام أون لاين.نت السبت أن الحكومة التركية تستفيد من هذه المظاهرات في تأكيد أنها تستمد ميولها من امتدادها في الشارع التركي.

وأشار إلى أنها لا تستطيع في الوقت الحالي ترجمة ذلك التوجه إلى مشاريع قوانين أو القيام بأية تحركات فعلية بسبب سيطرة القوى العلمانية على الأوساط القانونية، وحتى تتجنب مزيدا من التصلب في موقف الاتحاد الأوربي الرافض لانضمام تركيا بزعم أن علمانيتها غير مكتملة.

الرأي العام التركي

وكشفت سلسلة من التظاهرات شهدتها تركيا مؤخرا عن تعاطف دوائر وأحزاب تركية ذات توجهات علمانية واشتراكية وقومية مع قضية رفع الحظر عن الحجاب. وهو ما عده مراقبون للشأن التركي تغيرا ملحوظا في تركيبة الرأي العام التركي لصالح قضية الحجاب.

وأرجع اللباد ذلك التغيير لأسباب خاصة بتلك القوى تتعلق برؤيتها لارتداء الحجاب باعتباره أحد مظاهر حرية التعبير التي تنادي بها تلك الأحزاب.

ولفت اللباد إلى أن هذا التأييد من قبل تلك القوى القومية واليسارية يأتي في سياق حالة الاستفزاز لدى تلك القوى من مماطلة الاتحاد الأوربي في ضم تركيا إليه، ورد فعلها الغاضب عليه بالتوجه نحو الشرق وما يعنيه من معان أخلاقية.

وأوضح اللباد أن تلك القوى ترى أن تركيا لن تحظى بأي مميزات من جانب أوربا في مقابل المصالح التي يمكن أن تحققها بالانفتاح على الشرق وعلى الحضارة الإسلامية والتي تربطها بها جوانب مشتركة عديدة.

واستطرد اللباد أن تركيا تسعى إلى إيجاد مكان حيوي لها على المستوى الإقليمي، خاصة أنها لا ترتبط بأي منظمات إقليمية سوى بمنظمة حلف شمال الأطلنطي وهي حلف عسكري، وبالتالي كلما استمرت أوربا في غلق الباب أمام انضمام تركيا لها زاد ذلك من توجه تركيا نحو الشرق.

إلا أن اللباد في الوقت ذاته أعرب عن اعتقاده أن هذا التغير في التوجه نحو الشرق لدى قوى سياسية تركية لن يؤثر على السياسية الخارجية التركية المتجهة نحو الغرب.

يذكر أنه تم التشديد في تركيا على تطبيق قانون حظر الحجاب منذ عام 1997 عندما أطلق الجيش حملة علمانية عنيفة، نتج عنها عزل نجم الدين أربكان الذي يعد أول رئيس وزراء لتركيا ذا توجه إسلامي.

وأبرز مظاهر التعسف في تطبيق هذا القانون كانت عام 1999 حيث طردت العضوة "مروة قاوقجي" المنتمية لحزب الفضيلة من البرلمان أثناء تأديتها للقسم الدستوري بسبب ارتدائها الحجاب.

المصدر: نفساني