إلى أستاذي د.الدريع

إلى أستاذي د.الدريع

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

د.الدريع . تحية طيبة و بعد :

أبشركي انني و الحمد لله في حال طيبة.و هذه الأيام و تحديدا حتى 22/6 أنا تحت الإمتحانات .و اليوم كان الإمتحان جميلا و وفقني الله توفيقا عظيما . فالحمد لله على ما أنعم و أعطى.علما أنني ان شاء الله سأتواجد في الكويت من 27/6 وهو ما أتحرق شوقا إليه .و أسأل الله تعالى أن تكون أجازة سعيدة و أن يجمعني بأهلي على خير.

الحمد لله مازلت مواظبا على العلاج.و قد خفت هجمات القلق المختلفة في الفترة الماضية و هو ما أرجعته إلى تأثير السيرتالين . لا أدري لماذا رجعت ثانية إلى دوامة (الأنا) .. و هي الإنشغال الإجباري بالنفس . و مراقبة كل التصرفات.أي لماذا تشعر بهذا و ماهو السبب .. و كيف تشعر بهذا ..ولماذا هذا الوقت بالذات ..و أبدأ الربط بالأحداث المتتابعة .. . أعترف أنني أعاني من قلق و مخاوف مختلفة ..نتيجة للتفكير في سلبيات أو في طريقة التفكير نفسها .. لدرجة أن يتواصل القلق منذ النوم و حتى الإستيقاظ صباحا على إحساس مرير .. لا أدري ما الذي أرجعني إلى هذه الدوامة مرة أخرى فلقد أخرجني الله منها و يبدو أنني أنجر ثانية إليها .

تنتابني عدة مخاوف و سلبيات في حياتي ..هذه الأيام مثلا هي نهاية العام الدراسي .. أشعر بحزن شديد عند ترك الكلية ..حزن مصحوب بضيق و رغبة في الخروج مما لا تعرف كنهه. فقط تريد التخلص من هذا الإحساس ..تسأل نفسك : أأرجع للكلية لعلي أرتاح؟ .. هنا يأتي الجواب .لن يختلف شيء .حتى الطلبة كلهم مشغولون بأنفسهم من الإمتحان إلى البيت و العكس و ستذهب لتجدهم قد رجعوا إلى بيوتهم. حتى أثناء تواجدي معهم أشعر بالسعادة إلا أنني أيضا أشعر أن الأمر ليس بهذا الجمال و أنني متعلق بالكلية بشكل غريب .. هذا الحزن أصبح سمة مواظبة لذهابي للكلية ..يستمر من باب الكلية أثناء الرحيل و حتى بقية اليوم أو حتى ثاني يوم في بعض المرات .. شعور كريه ..أعترف أنني فاشل في التعرف على كنه الإحساسات و لا أعرف معانيها . أظن أنه و الله أعلم نتيجة لأحلام اليقظة أو أماني معينة و أحلام في ذهني لا تتحقق في الحياة الواقعية ..

حتى أصدقائي المقربين في هذه الحالة لا يجدون بنفع .. فالحزن هناك في الكلية و التعلق بالكلية و يصبح أعز أصدقائي و هو بجواري في الطريق إلى المنزل و كأنه غير موجود و غير ذات نفع ..

بالمناسبة هذا الإحساس أشعر به أيضا إذا تواجدت مع أي مجموعة من زملائي في الكلية..و هو ما جربته في مجموعات المراجعة خارج مبنى الكلية تماما..نفس الشعور .. هناك أمر ينبغي أن أخبرك به .. لي إحدى القريبات في الكلية زميلة لي في نفس الدفعة .. أعترف أنني أعجبت بها في فترة و فكرت في طلبها للزواج .. إلا أنني فجأة قررت إلغاء هذا المشروع .. و أوقفت إعجابي بها .. أصبح حديثي الدوري لها من ضمن برنامجي اليومي .. لا أميل لها و لكني أبحث عنها بعد الإمتحان لأطمأن عن أدائها ..عند تركها أو عند رؤيتي لها مع زميل آخر .. أو حتى عندما أشعر بنوع من انخفاض الإهتمام ينتابني نفس الشعور بالحزن .. هو ما أستغربه .. لن أتزوجها ..و مازلت مهتما بها .أرتاح لرؤيتها في الكلية بالفعل . لكن هذا لعب أطفال و تصرفات مراهقة وأخجل من سلوكي هذا .. يولد هذا صراعا داخلي .. هذا الصراع أنغص معيشتي الأسبوع الماضي و أصابني باكتئاب يومان كاملان ..و لا أدري كيف أخرجني الله من هذا الصراع ..فماذا تريين في هذا الأمر؟ أشعر ان الأمر إذا دخل فيه طرف أنثوي ينقلب الأمر . بمعنى أنه إذا وجدت أنثى بالقرب من مكان تواجدي و أحسست بلا مبالااة أو إحتقار يتولد هذا الأمر .. قد يكون كل هذا ربط خاطيء للمواقف و أسباب واهية .

ملخص ما سبق ..هذه المشاعر المختلجة و هذه الإضطرابات أيا كانت ناتجة عن ماذا ؟؟ أهو تغير مفاجيء في سلوكي ؟؟ أم هو تقلب مرضي و هذا ما أستبعده .. كيف ارتاح و أكمل حياتي طبيعيا ..فالكلية لن تدوم إلى الأبد .. و ليجرني الله في أجازة الصيف في الكويت التي ستكون بعيدة عن كليتي و أصدقائي ..و كيف أكمل فترة الإمتحانات بهدوء بعيدا عن هذا الهراء حتى تسير على خير؟؟و كيف يكون تفكيري من الآن و صاعدا بالنسبة للحياة الدراسية و الكلية و كيف أوازنها بالحياة العامة ؟ أرجو الإفادة و جزاكِ الله خيرا ..

و أعتذر على الإطالة ..

المصدر: نفساني

السلام عليكم يا طبيبتي الفاضلة . لقد رجعت من الإمتحان موفقا و لله الحمد ظافرا . الحمد لله وفقني الله تعالى في المقابلة و أجبت أسئلة الممتحن بنجاح ..

لقد تكرر الشعور اليوم كالعادة .. نفس النقاط التي ذكرتها لك .. بل ان المستجد في الأمر أنني رجعت كالعام القادم . لم أعد أستطيع التواصل مع أصدقائي بمعنى أنه عند وقوفي معهم أنصت إلى الكلام بنصف أذن و أبتسم إبتسامة باهتة من وراء قلبي .. و أشعر أنني منزو على ذاتي و غير قادر على تزعم الحديث كما كنت في السابق وأن أكون أكبر مشارك في الحوار .. لا أدري لماذا أنحدر بهذه القوة . لقد كنت واثقا بنفسي .. أتقبل المديح و أفتخر به ..أصبحت أسمع المديح بملل و أشك في صاحبه .. أصبحت بالفعل مهزوزا ذاتيا .. غير قادر على الإعتماد على نفسي ...

أستيقظ صباحا بضيق و شعور مرير .. أقاوم لكن يبدو أن شخصيتي الإيجابية التي بنيتها هذا العام بدأت في الإنهيار ..أستطيع أن أقف على قدمي و أن أعلي مستوى شخصيتي و أن أكون إيجابيا إلا أنني أشعر أن هذا الأمر صعب أو أنني أرتكن إلى هذا الضعف ...

أشعر أنني فضحت و أنني أصبحت على سيرة كل لسان .. كنت أتحذث اليم مع قريبتي و أخبرتها أنني مكتأب ..أنا من النوع الصريح الذي أتعامل مع الحياة ببساطة ..أجابتني قائلة :أنت تقول كلاما كبيرا جدا ..و تهول من قدر الأمر ..كلنا نتضايق و لا نفعل كل ذلك ..فعلا .. منذ متى و أنا أشكو ..أنا الذي كنت أنصح زملائي و أخبرهم و أفيدهم بخلفيتي النفسية .. بالمناسبة تضايقت اليوم عندما مرت قريبتي و عاملتني كأي شخص أخر .. هذا المفروض أن يكون .. لأنني لا تربطني بها رابطة و هي ليست من محارمي .. و لكن كيف أقنع نفسي و أبرمجها على ذلك ..

أصبحت أشعر أنني ليست لي أسرار و أنني أحمق في الكلام .. فأنا أقول لأصدقائي كل شيء و يعرفون عني كل شيء ..أتمنى لو مسحت ذاكرة أصدقائي و أهلي و نسوا هذه الأيام الصعبة ...

كيف أعود كما كنت و أتخلص من هذه المشاعر .. علما بأن طبيبي لا أعتقد أنه أصبح لديه غير الدواء يساعدني به ..

شكرا

أعوذ بالله ... اليوم إستيقظت على شعور من الضيق .رغم انني أحاول أنأرفع معنوياتي مرة أخرى و أجدد ثقتي بنفسي ..و ان أخرج من مراقبة نفسي إلى العالم من حولي .. إلا أنني إستيقظت أيضا على ضيق .. تعررفين الشعور : (رباااااه .. إستيقظت متأخرا ..لدي دراسة كثيرة .. لا أريد الدراسة الآن ..ماذا سأفعل.. يالهذا الشعور الغريب ... الآن مثلا أنا على إمتحان يوم الست و لا أريد الدراسةة ..و أشعر بصراع داخلي بين المفروض و ما أريده .. أشعر بضيق ..أقول : أأنام أم أحاول الدراسة؟

لا أدري ما الذي دفعني لهذه الزوبعة مرة أخرى .. بدأت في الشكوى مرة أخرى و الشعور بالحزن ..بالنسبة لموضوع قريبتي تلك ..والدي أمس مسح بي الأرض إتصال هاتفي لدرجة أنني إضطررت للبكاء .. أنت عاص و أنت قليل الأدب و أقسم بالله أنه إن حادثت أي فتاة أيا كانت ليتبرأن مني و أنني لن أتزوج هذه الفتاة طالما بقي على قيد الحياة .. أضيفي إلى ذلك أنني على مشكلة مع والدتي .. فلقد إكتشفت خطأ في البيت لا يحبه أبي .. و أمي علمت أنني عرفت به و خشيت أن أخبر والدي ..و منذ أسبوع و هي تحاربني .. مناوشات و كلام مبهم بالتلميح على قلة أدبي و سوء ظني ومحاولة إقناعي أنني كنت أحلم ..لست من هواة المشاكل ..إبتلعت الكلام و الموقف .. و لخوف الوالدة من إخباري للوالد أثارت زوبعة من الكلام المختلط (لا أردي القول غير الحقيقي) فثار الوالد و قلب القديم و الجديد .. إضطررت إلى إبتلاع الكلام و الموقف ..أنا إنسان صعب البكاء ..لكنني وجدت نفسي أجهشت بالبكاء بعد مكالمته ..و لا أدري لماذا أصبحت أمي تعاملني بهذا الجفاء .. ((نتستر عليهن ليفضحونا)) .. مع كل إحترامي و تبجيلي لأمي و أبي .. المه ماشعر أنني هنا أعيش مع أمي وأخوتي وكل في واد و لا أدري كيف أصلح الموقف..فأنا لم أخطئ ..و لا أدري علام أعتذر ..المهم أنني أغلقت الموضع للأبد و سأطيع والدي و أوامره و أنفذها بالحرف ....

لا أدري كيف سأتجاهلها .. إني لأشعر بالشفقة عليها .لا احب أن أجرح الناس أو أن أحرجهم ..كيف سأتجاهلها .. لاأدري و لكنني سأطيع ....


المهم أريد ان أخرج مما أنا فيه و ألا أستيقظ على الضيق .. الآن أنا متخبط ... أشعر بالنعاس رغم إستيقاظي متأخرا و لا أعلم أهذا هروب أم لا !

هدأ الامر اليوم بعض الشيء .. الحمدلله أنا مرتاح نفسيا .. استيقظت على ضيق صباحا لكنني اليوم درست بنسبة مقبولة و وجدت التعامل جيدا مع والدتي .. و إن كنت بعد الأحداث الماضية لا أجد مع أتحدث عنه معها .. المهم ان الأمر مازال بخير ..

أظنني مازلت بحاجة إلى نصائح لأتعلم مستقبلا كيف أخرج نفسي من هذه الأزمات . و أن أراجع طبيبي في أمر الإستيقاظ على ضيق و ان كنت أستغرب وجوده في أيام المشاكل و غيابه في خلافها ..مما يدعوني إلى الإعتقاد أن الأمر سببه راجع إلي ..

متأسف يا طبيبتي على هذه التفاصيل المملة فلقد وددت إطلاعك على حياتي .. و بغنتظار ردك على أحر من الجمر !

أين أستاذي؟ ... يبدو و الله أعلم أنها قد قررت إمضاء أجاة الصيف من الآن و صاعدا ..و هنيئا لها و للجميع و كل عام و أنتم بخير .. و دعاؤكم لي في هذه الأيام الصعبة :36_1_21: