إلى الأخت نورة بنت عبد الرحمن

إلى الأخت نورة بنت عبد الرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً إلى الأخوة المشرفين في منتدى نفساني

في البداية أعتذر لأني تدخلت فيما ليس من عملي فإني عضو في هذا المنتدى ولا يحق لي الرد على مشاكل الآخرين ولكن من بعد قراءتي لقصة الأخت نوره كان لزاما علي أن أكتب ما يصدح في قلبي مع العلم أني حاولت أن أرسل لها ردي على بريدها الخاص لكن لم استطع وذلك لأن هذه الخاصية قد ألغيت في منتداكم

ثانيا إلى الأخت نوره عبد الرحمن

في البداية أريد أن أقف وقفة تبجيل وعز لتلك الأم الحنونة والمدرسة النجيبة والزوجة الوفية والبنت الذكية لألقي تحية معطرة بأسمى آيات النضال والكفاح المعلقم لهذا الطود الشامخ الذي لم يهزه أتفاه الأمور، وكيف لا وأنتي من تحديتي صعاب الأمور وكنتي مثال يحتذى به على طريق الصبر المرير فاحتسبي صبرك عند الله تعالى فإنه لا يضيع أجر من صبر
ثانياً إعلمي أختي رعاك الله أن ليس منا شخص إلا وقد عانى الآلام والأمراض والمشاكل ولكن العبرة فيمن صبر وصمد وشكر الله وحمد ، فكان حسن تصرفك للأمور في هذه المشاكل نوع من الصبر والصمود الأسطوري .
أختي نوره أنا أقدر ما حل بك من عذاب وخصوصا محاولة إعتداء أباك وطلاقه لأمك ولكن كل ما سأقوله لكي في هذا الصدد أنك متعلمة وواعية ومخرجة أجيال وتعلمي أن الذي فات لا رجع له ولن يفيد التحسر والبكاء على ما حدث فإنه مضيعة للوقت وهدر للطاقة ومدعاة للأمراض فلا تقنطي من رحمة الله ، كما انه ((لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة)) فيجب عليك أن لا تيأسي أو أن توقفي مسيرة حياتك من أجل هذه الأسباب فهناك الكثير مِنْ مَنْ عانَوْ من مشاكل أخرى أكبر من مشاكلك وأخطر منها ولكنهم لم يتوقفوا أو يتوانوا لحظة عن تأدية رسالاتهم ولسان حالنا كحال الشيخ الإمام الشهيد رحمه الله شيخ الإنتفاضتين ((أحمد ياسين)) مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس بفلسطين ، فقد كان مشلولا قعيد الجسم ولكن لم يكن قعيد الهمة كانت إرادته رحمه الله في تحقيق غاياته وأهدافه فوق كل إعتبار وكل مشكلة سواء اكانت مشكلة الشلل أو كانت الصعوبات التي واجهته في تأدية رسالته الجهادية من اليهود أو من المندسين أو من العملاء فكانت أهدافه تنسيه مشاكله ومعاناته وقد إستشهد وهو على كرسيه بثلاث صواريخ فتكت بجسمه الضعيف ، فابدئي حياة جديدة لها غاية وهدف سامي ينسيكي ما حل بكي من آلام ، فالهدف يعتبر من أنجع وسائل العلاج في حالتك لأنك لو وضعتي هدف نصب عينيك وصممتي على بلوغه بأي ثمن ، سوف تسبسلين للوصول إليه وبالتالي سوف لا تعيري أي أدنى إهتمام للأمور الأخرى التي كانت تؤرقك فيما مضى كمحاولة الإعتداء والطلاق وما إلى ذلك من أمور تصبح لديك في طي النسيان وذلك لوجود ما هو أسمى تفكيراً لكي وهو الهدف وليكن علاج زوجك فإنه إنسان تخبط في هذه الحياة نتيجة أسباب يجب أنتي أن تكتشفيها وأن تقومي بمداواته فقد تكون المعاملة الحسنة أقوى علاج لزوجك حيث أنه كما ذكرتي أنتي لم يلقى المعاملة الجميلة من أهله فعليك بتدليله في المعاملة الحسنة أي أن تكون بطريقة ملحوظة بالنسبة له كي يقتنع أن ليس كل الناس كأهله في المعاملة وصممي على بلوغ هذا الهدف وسوف تحل كل المشاكل بعد ذلك كمشكلة تعاطي المخدرات لأنه بتعاطي المخدرات يهرب من مشاكله ويتناسى ماضيه المؤلم الذي حتى لو تعاطي مخدرات الدنيا كلها لم يغير فيه شيئا ، فستصبح معاملتك الجميلة له بمثابة مخدر بديل عن المخدرات الحقيقية وسوف يقتنع بأنه يدمر حياته بهذه المخدرات وأنه أهمل في بيته وزوجته وأنه هو وزوجته سواسية لا فرق بينهما في شيء وإنشاء الله يصلح حاله
أنت فقط إعقدي العزم على علاج هذه المشكلة وإستعيني بالله وتوكلي عليه وإنشاء الله كل خير ولا تنسي أنه((على قدر أهل العزم تأتي العزائم))

تدبري هذا الدعاء
"اللهم علمك بحالي يغنيك عن سؤالي...إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي"

المعذرة على الإطالة وأتمنى لكي صدقا التوفيق في حل مشاكلك

المصدر: نفساني