|
|
||||||||||
ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية |
|
أدوات الموضوع |
14-09-2005, 06:37 PM | #1 | |||
الرئيس
الرئيس
|
حوار للاستاذ سليمان قحطاني وجريدة الرياض
لماذا ينتقم الآباء من أبنائهم؟!
[img2]http://www.alriyadh.com/2005/06/18/img/186022.jpg[/img2] تحقيق - هدى السالم: قد يغفل أو يهمل الآباء والأمهات ما يمكن أن يصنعه سلوك تربوي خاطئ في المفاهيم المستقبلية لأبنائهم وتحديد شخصياتهم فيتصرف البعض وفق ما تمليه عليهم معتقداتهم أو أهواؤهم على اعتبار أن هذا الطفل سوف يكبر وينسى.. ولكن الحقائق النفسية والتربوية تصدم هؤلاء الآباء بحقيقة مختلفة.. هذه الحقيقة تؤكد على أن كل ما يمر على الطفل بل وحتى الرضيع لا يعبر دون أن يترك بصمة لا يمكن أن تنسى وانما يغفلها العقل حتى الحاجة لها.. وتحقيقنا هنا عن جانب من جوانب السلوكيات الخاطئة التي تقع من البعض تجاه أبنائهم وهي عملية الاساءة بأنواعها اللفظية والنفسية والجسدية ليس لتأديب أو تأنيب الطفل ولكن قد تحدث من أجل الانتقام من الشريك الذي يمثل أحد الوالدين. ونطرح بعض النماذج الواقعية لهذه المشكلة وآراء الاختصاصيين. من أجل جوال حرمها العلم تتحدث سعاد القحطاني عن مشكلة ومأساة ابنتها التي كانت ضحية خطأ الأم.. تقول سعاد «كانت ابنتي بالصف الخامس الابتدائي وهي من الأوائل المجتهدات وكنت أسعد كثيراً بنجاحها لأنني حرمت طريق المدارس فرأيت العوض في ابنتي الكبرى ولأن والدها لم يتعلم أكثر من معرفته بالقراءة والكتابة فلم يشعر بقيمة العلم وكلما غضب مني ولاتفه الأسباب يمنع ابنته من الذهاب إلى المدرسة أحياناً بالأيام وأحياناً بالأسابيع حتى حصل ما لم يكن بالحسبان عندما اكتشف أنني أملك هاتف جوال دون علمه وكنت استخدم الهاتف لمحادثة أهلي في مدينة الرياض وكان يمنحني هو بضع دقائق كل شهر لمكالمتهم عن طريق جواله الخاص وحين وجدت الأمر سهلاً بمعنى أن حصولي على هاتف جوال خاص بي لن يكلفني أكثر من مائتي ريال أعطيتها ابني الذي يدرس بالمرحلة المتوسطة وحصلت على الهاتف وبعد عدة شهور اكتشف زوجي الوضع ولم يسامحني على التصرف دون علمه فأراد عقابي بابنتي الكبرى وكانت حينها بالصف الخامس وحرم عليها الخروج للدراسة لأنه يعلم مدى رغبتي بتعليمها.. سامحه الله من المفترض أن تكون ابنتي الآن بالمرحلة الثانوية ولكن ماذا أفعل وقد فشل في اقناعه كل أقاربي». ضرة أمها!! كما يحكي السيد عبدالله محمد مشكلته مع زوجته التي تنتقم منه بابنته الصغرى التي تعتقد أنه يحبها أكثر من بقية أبنائه، يقول السيد عبدالله «عقول النساء صغيرة ويبدو أن المرأة تغار على زوجها من أي كائن بشري يحبه بل إنني اعرف رجالاً يشتكون من غيرة زوجاتهم عليهم من أصدقائهم الرجال تخيلوا.. رجال ولكن لأنهم يقضون معهم بعض الوقت في الاستراحات واللقاءات الدورية يشتعل البيت بالمشاكل لهذا السبب فكيف الحال بمن يعيشون معنا داخل البيت وأنا أحب أولادي كلهم بنفس القدر ولكن للصغير دائماً طعم خاص فابنتي التي لا تتجاوز الخمسة أعوام بين أبنائي الستة تحظى بالمزيد من الدلال كونها الصغرى وتتمتع بذكاء مميز في كسب ودي.. المهم أن والدتها هداها الله كلما حصل بيني وبينها أدنى خلاف بدأت تضيق على الصغيرة في كل شيء وتمنعها من اللعب أو متابعة التلفزيون وأحياناً الضرب لأتفه الأسباب كل ذلك يكون سببه الانتقام مني أنا شخصياً وبصراحة تزداد الأمور سوء عندما أواجهها بنقطة ضعفها أمام ابنتها ولكنني لا أتحمل تلك المواقف وفشلت محاولاتي في إصلاح الوضع حتى إنني أحياناً أنادي ابنتي «ضرة أمها» وأعلم أن هذا التصرف خطأ كبير فأرشدوني ماذا أفعل ولا تحتمل أعصابي ظلم الصغيرة نوارة منزلي؟!. ابن أمه! زوجي يعتقد أنني أحب ابني الأكبر وأفضله على بقية اخوته وأحقق جميع رغباته لذلك كلما حصلت مشكلة بيننا فإنه أقصد زوجي يضيق على ابني ويحرمه الخروج من المنزل.. فهل يعقل شاب في الصف الثالث يحرم من الخروج حتى لبقالة قريبة من المنزل؟ هكذا بدأت السيدة (أم مهند) كلماتها وهي أم لخمسة أطفال وتتابع حديثها قائلة: «مهند شاب عاقل وهادئ لا يشعر والده بقيمته ويهوى هذا الأب تهميش وإحباط ابنه وبالكاد يحقق له أي مطلب وكثيراً ما يحرمه المصروف المدرسي لاتفه الأمور ويريد تحريك ابنه بالمريموت كنترول.. أنا وهو دائماً في خلاف على أسلوب التربية ويعلم تماماً أنني أرفض أسلوبه مع أبنائه لذلك كلما أراد استفزازي بحث في أسباب واهية لعقاب مهند وبالتالي الانتقام مني أنا.. بصراحة هي مشكلة ضحيتها شاب لن ينسى يوماً قسوة أبيه.. حتى إنه كثيراً ما يناديه يا ابن أمك.. الأمر مؤلم ومزعج ولكن أين الحل أمام عقليات مختلفة من البشر؟. وتعتقد (أم بدر) وهي زوجة وأم لأربعة أطفال أن الأمر لا يعتبر مشكلة إذا حصل تجاه من يستطيعون ادراك المشكلة وترى المأساة الحقيقية حين يصبح الانتقام من صغار لا تتجاوز أعمارهم الشهور وتحكي مشكلتها قائلة: «والد أطفالي يضرب صغيري الذي لا يتجاوز التسعة أشهر.. نعم انه يضربه بكل قسوة على اتفه الأسباب كأن يمد يده على أشياء أبيه أو ما لا يعنيه من أثاث المنزل أو أي سبب واهٍ ولكن متى يحصل ذلك؟ يحصل عندما يغضب مني أو يحصل بيننا سوء تفاهم فهو يتعمد اغاظتي وغضبي وأنا بطبيعة الحال لا استطيع السكوت عن ذلك فأجد نفسي انفجر غضباً الأمر الذي يروقه ويشعر بالانتصار.. أكيد أن ذلك كله نتيجة رواسب نفسية سلبية ولكن ما ذنبي أنا وصغاري وكيف يمكن أن يعترف أنه مريض نفسي؟ هذا طبعاً مستحيل.. تخيلوا حين اشكو له تصرفه هذا ماذا يقول؟ انه يقول لي لماذا لا تحسني من تصرفاتك إذا بما انك تعلمين عقابك؟! يعني هو يعترف انه يعاقبني بصغاري.. حسبي الله ونعم الوكيل». الرأي العلمي تلك نماذج بسيطة مختصرة مما يحدث عند بعض الأسر ولكن ماذا يقول العلم في هذه النوعة من المشاكل؟ يقول الأستاذ سليمان القطاني أخصائي العلاج النفسي بمركز الطب النفسي السلوكي بالرياض «تلك السلوكيات إذا أصبحت عادة فإنها تقع في دائرة الإساءة للأطفال العاجزين عن التعبير أو الرفض أو المقاومة لصغرهم ولضعفهم من قبل أحد الأبوين أو كليهما اللذين يملكون حق مصيرهم والتصرف معهم كيف شاءوا وأشدها وقعاً الأذى النفسي وهو الأكثر ممارسة تحقيراً وذلاً وشتماً وقمعاً وحرماناً وتهديداً بالطلاق لسهولة استخدامه وتكرارها في معظم الأوقات ولشعور الأبوين أنهم لم يفعلوا شيئاً كما في حال الضرب دون أن يدركوا أن كسر القدم سهل جبره بينما خدش الذات وكسرها تبقى آثارها السلبية في أشكال مختلفة واضطرابات نفسية تظهر في الطفولة كالتبول اللاإرادي.. التأتأة.. الخجل.. اضطراب النوم.. العدوانية.. التخريب.. الكذب وكذلك تحصيلهم الدراسي المتدني وسهولة استغلالهم لشعورهم بالنبذ والحرمان وحاجتهم إلى من يحتويهم وإن كان سلباً والأقسى من ذلك على نفسية الطفل هو عدم الشعور بالأمان والترقب الدائم لشيء مؤذ يجهل حدوثه وهذا ما يعرف بالقلق بل وتمتد تلك الآثار فيما بعد تلك المرحلة لتأخذ منحى آخر في المراهقة والشباب الذي قد يظهر في انحرافات أكثر وضوحاً وجنوحاً يؤول بالمراهق إلى دار الملاحظة وعلى المدى البعيد تكون العلاقة الأسرية القادمة للابن أو البنت ذات شبه وإن اختلفت الصورة». ويتابع الأستاذ القحطاني «وهناك ما يكون خفياً فيما بعد الشجار بين الزوجين وهي العدوانية المبطنة التي لها وخزها وحرقها القاسي على أي من نفسية الزوجين لأنها تمارس بطريقة ذكية أو لا شعورية ويكون لها انعكاسها غير المحدد والبارز على الأبناء في توتر وضغوط تنساب لهم ويعيشون في ظلها وتأثيراتها.. إن اختيار الأب «الذكر» مثلاً الأقرب للأم لأنه أو لأنها المحببة لها وربما لأنها انثى مثلها إن كان المستهدف البنت فيزيح ما يحمله من غضب وعقد متراكمة على الابنة لعجزه وضعفه من المواجهة مع الزوجة لمعرفة مدى الأثر في ايذاء الأقرب للأم والعكس صحيح وما حرمان الأطفال الصغار من قبل الزوج «الذكر» من حضانة أمهم بعد الطلاق إلا امتداد لهذا الانتقام بعد شجارات استمرت وصلت للفراق رغم وضوح شرع الله وكل القوانين الأرضية في حق الرعاية للأم». ضعف شخصية ويختم حديثه قائلاً «يبدو أن جعل الأبناء هدفاً للانتقام عائداً إلى ضعف في الشخصية أو اضطرابها وجهل في أبسط أساليب التعامل والحوار وكيفية التعامل مع الغضب ويكون أكثر ألماً حين يكون الانتقام للأطفال من قبل الزوج «الذكر» الذي يعد الراعي الأول وصاحب القوامة والقادر على حل مشاكله بطريقة عقلانية وواقعية دون ضرب أطفال أبرياء أو ممارسة لعدوانيته اللفظية أو المادية لامرأة لا يغلبها ولا يهينها إلا لئيم بينما الرجال تأبى نفوسهم الكبيرة في مواقف الاختلاف والشجار أن يتجاوزوا إلى الاساءة للأطفال أو الزوجة». هذا ما جاء في جريدة الرياض عدد 13508 في حوار مع الأستاذ سليمان القحطاني ، المستشار في مركز الطب النفسي السلوكي ومنتدى نفساني المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|